ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام

العودة   ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام > .: ساحة الطلاب والطالبات الغير أكاديمية :. > .: الـسـاحـة الـعـامـة :. > ملتقى الفنون الأدبية
التسجيل الكويزاتإضافة كويزمواعيد التسجيل التعليمـــات المجموعات  

ملتقى الفنون الأدبية شعر,نثر,خواطر,قصص,روايات وجميع الفنون الادبية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 2007- 3- 12
الصورة الرمزية حكيم زمانه
حكيم زمانه
أكـاديـمـي فـعّـال
بيانات الموضوع:
المشاهدات: 609
المشاركـات: 2
 
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 233
تاريخ التسجيل: Mon Jan 2007
المشاركات: 223
الـجنــس : ذكــر
عدد الـنقـاط : 100
مؤشر المستوى: 73
حكيم زمانه will become famous soon enoughحكيم زمانه will become famous soon enough
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
حكيم زمانه غير متواجد حالياً
Red face أبويــــــا فيـــــن

أبويــــــا فيـــــن

منـــــــــــــقووووول


أبويا فين(27 سنة قضيتها ممسحة تحت (رجول) كل من هب ودب، صاير مثل لعبة في يد طفل، ما أشوف أي فرق بيني وبين أي لعبة سوى إن اللعبة ما تحس وأناأحس
كل نقطة تفتيش أسمع فيها كلام، ما تتحمله الكلاب.. لو انسرقت أروح أشتكي لمين؟ لو صار لي حادث مروري وكنت أنا المظلوم، راح أنسجن !
افترض إني تحولت لإرهابي أو مروج مخدرات أو حرامي أو أو أو .. هل راح يعذرني القانون؟ بالتأكيد لا..
طيب أفترض إني زورت هوية واشتغلت واتزوجت وفتحت بيت ورزقني ربنا بطفل، وبعدها اكتشفوا أمري، هل راح يعذرني القانون أو راح يوقف جنبي أحد ويقول هذا ضحية المجتمع؟ بالتأكيد لا.
وبالتأكيد راح يكون مصير طفلي نفس مصيري وراح يسأل أمه: أبويا فين؟).

أبويا فين؟.. سؤال مهند اليومي لأمه التي لا تعرف إلى أين هرب هذا الحقير الذي تركها وترك ابنه وهرب !.. هرب من المرأة التي أحبها وتزوجها بمحض إرادته، أو نزوته، بيد أنه أفاق عندما أبصر ابنه، لا لشيء سوى لأنه يحمل لون بشرة أمه السوداء ؟
بلغ مهند العاشرة.. وبدأ لسانه يعرف الطريق إلى السؤال الذي يلح عليه كلما تذوق مرارة القهر والظلم والحرمان والطرد في حلقه: (أبويا فين)؟
حينما يُضرب من أبناء الحي، يعود لأمه باكياً يسألها: (أبويا فين)؟
وحينما يرى الأطفال بملابس العيد، يعود لأمه باكياً يسألها: (أبويا فين)؟
وحينما يضربه أحد المعلمين في المدرسة، يعود لأمه باكياً يسألها: (أبويا فين)؟
الإجابة المعتادة دائماً (بكرة راح يجي).. لكن مهند الصغير علم مع الوقت أن أباه لن يأتي.. مهند الذي تفتح وعيه أخيراً على الكارثة الاجتماعية التي نعيشها، أدرك أن أباه الهارب فر بعرقه ولون بشرته من ذلك العار الأسود.

مشهد الأم التي تحمل حفنة من الأواني القديمة والخرق البالية مطرودة من البيت الذي عجزت عن سداد إيجاره لسنوات، لا يزال يطارد رأس مهند الذي وجد نفسه في ذلك اليوم هو وأمه فريستين ألقي بهما إلى كلاب الشوارع.. العروض التي قدمت في ذلك الزمن للمرأة السوداء التي كانت لا تزال تحتفظ بفتنتها، كانت مغرية، بيد أن المرأة التي وعت الدرس جيداً أبت أن تقدم لحمها لكلب آخر ينهشه ثم يرمي ببقاياه في أقرب حاوية نفايات.

مهند الذي اعتاد عشاء الجمعيات الخيرية وبقايا صالات الأفراح بلغ أخيراً عامه الخامس عشر.. توجه بشهادة ميلاده ليستخرج بطاقة أحوال مدنية ظناً منه أنه مثله مثل أي مواطن، بيد أن المراهق التعس اكتشف أن حلقات المأساة لم تنته بعد، بل ربما تكون قد بدأت في ذلك اليوم، حينما عجز عن إكمال تعليمه الثانوي لأنه لا يحمل بطاقة أحوال، وعلم أيضاً أن مستقبل أيامه مرتبط بذلك الغائب الذي لن يعود، وأن شهادة ميلاده التي يحملها لا قيمة لها.. وبين إدارة الأحوال المدنية، والمحاكم، والإمارة، وجميع الدوائر الحكومية التي لها علاقة بقضية مواطن أسود اختفى والده في ظروف غامضة، ويحمل شهادة ميلاد فقط، بدأت دوامة مواعيد ومعاملات دوائرنا الحكومية وصالات محاكمنا.. (المسؤول مشغول.. القاضي ماهو موجود.. هيئة التمييز تبغى.. الإمارة تبغى.. الأحوال تبغى.. يا ابني لا تستعجل العجلة من الشيطان.. روح وتعال بعد يومين.. أسبوعين.. شهرين.. جيب شهود.. جيب ورقة من العمدة.. جيب أمك !).

وقف مهند يراقب مجتمعنا وهو يحتفل ببداية الألفية الجديدة، أشياء كثيرة تبدلت.. ألوان جدران الدوائر الحكومية وسياراتها وزي منسوبيها، حتى المحاكم وصلت إليها التقنية، لكن القوانين وطريقة التعامل كما هي، وكأن العالم مضى بعيداً تاركاً خلفه ذلك المراهق الأسود بلا أب.. بلا تعليم.. بلا عمل.. مديونا.. وبلا هوية تثبت أنه إنسان، وبلا حيلة يدفع بها الموت عن أمه العجوز المريضة.
لم يترك الشاب باباً لم يطرقه، حتى باب حقوق الإنسان الذي ظل يطارد بينه وبين باب الأحوال المدنية معاملته الزئبقية التي بدأ أنها ستكلفة الركض وراءها بقية عمره، من دون فائدة.

بسبب هذه المراجعات طرد مهند من كل الوظائف الهامشية التي عمل فيها، ونتيجة لذلك أصبح مهند لا يجد قوت يومه في بعض الأحيان، وتدهورت حالته الصحية نتيجة لسوء التغذية وقلة النوم وحالة القلق والاكتئاب التي يعيشها، أما مسألة أن يتعالج في أحد المستشفيات الحكومية فهذا أمر مستحيل لأنه لا يحمل هوية لفتح ملف، أما المستشفيات الخاصة التي لا يستطيع أن يدفع تكاليفها فهي كالمنشار مع كل حركة من يد الأطباء سيدفع مقابلها آلاف الريالات، علماً أنهم يعالجون جزءا ويفسدون أجزاء.

هذه قصة حقيقية مختصرة لإنسان قذف به أحد المواطنين وهرب، تاركاً خلفه نطفته السعودية، يسأل أمه: أبويا فين؟ بيد أن القضية أعمق من ذلك بكثير فكان حقه أن يسأل اليوم بعدما يئس من أن يعثر على والده: المجتمع فين؟.. المسؤولين فين؟.. الضمائر فين؟


منــــــــــــقووووول
رد مع اقتباس
قديم 2007- 3- 12   #2
بـــو أحــمــد
مؤسس الملتقى
 
الصورة الرمزية بـــو أحــمــد
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 1
تاريخ التسجيل: Wed Aug 2006
المشاركات: 16,930
الـجنــس : ذكــر
عدد الـنقـاط : 20807
مؤشر المستوى: 261
بـــو أحــمــد has a reputation beyond reputeبـــو أحــمــد has a reputation beyond reputeبـــو أحــمــد has a reputation beyond reputeبـــو أحــمــد has a reputation beyond reputeبـــو أحــمــد has a reputation beyond reputeبـــو أحــمــد has a reputation beyond reputeبـــو أحــمــد has a reputation beyond reputeبـــو أحــمــد has a reputation beyond reputeبـــو أحــمــد has a reputation beyond reputeبـــو أحــمــد has a reputation beyond reputeبـــو أحــمــد has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: كلية الطب
الدراسة: انتظام
التخصص: طب عام
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
بـــو أحــمــد غير متواجد حالياً
رد: أبويــــــا فيـــــن

لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم

لم تترك لنا تلك الحروف القوية أي تعليق على ما شهده مهند من ظلم و قهر و تهميش في المجتمع الذي حوله !


حكيم زمانه
شكراً جزيلاً لك
  رد مع اقتباس
قديم 2007- 3- 12   #3
حكيم زمانه
أكـاديـمـي فـعّـال
 
الصورة الرمزية حكيم زمانه
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 233
تاريخ التسجيل: Mon Jan 2007
المشاركات: 223
الـجنــس : ذكــر
عدد الـنقـاط : 100
مؤشر المستوى: 73
حكيم زمانه will become famous soon enoughحكيم زمانه will become famous soon enough
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
حكيم زمانه غير متواجد حالياً
رد: أبويــــــا فيـــــن

هلا وغلا بو احمد نورت حبيبي
مشكور انت على مرورك
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أبويــــــا, فيـــــن

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


All times are GMT +3. الوقت الآن حسب توقيت السعودية: 12:54 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. جامعة الملك الفيصل,جامعة الدمام
المواضيع والمشاركات في الملتقى تمثل اصحابها.
يوجد في الملتقى تطوير وبرمجيات خاصة حقوقها خاصة بالملتقى
ملتزمون بحذف اي مادة فيها انتهاك للحقوق الفكرية بشرط مراسلتنا من مالك المادة او وكيل عنه