ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام

العودة   ملتقى طلاب وطالبات جامعة الملك فيصل,جامعة الدمام > .: سـاحـة التعليم عن بعد (الانتساب):. > ملتقى طلاب التعليم عن بعد جامعة الملك فيصل > كلية الأداب > اللغة العربية
التسجيل الكويزاتإضافة كويزمواعيد التسجيل التعليمـــات المجموعات  

اللغة العربية ملتقى طلاب وطالبات تخصص اللغة العربية - التعليم عن بعد جامعة الملك فيصل

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 2014- 11- 13
الصورة الرمزية إيثاار
إيثاار
مشرفة سابقة
بيانات الطالب:
الكلية: كلية الآداب
الدراسة: انتساب
التخصص: لغة عربية
المستوى: خريج جامعي
بيانات الموضوع:
المشاهدات: 2503
المشاركـات: 17
 
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 119746
تاريخ التسجيل: Sat Sep 2012
المشاركات: 6,963
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 297941
مؤشر المستوى: 414
إيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond repute
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
إيثاار غير متواجد حالياً
استذكار جماعي لمقرر اللسانيات (مقرر مقالي )

مساءاتكم بداية نشق بها طريقاً لِـ (A+)

في هذه المادة المقالية

بإذن الله سأفتحها غداً

كونوا بالقُرب

لنتساعد ونمضي سأدون حصيلتي وإن رأيتم مالا أرى فأنتم دواعم
وبكم بعد الله المدد


http://im72.gulfup.com/WCrS8F.gif

التعديل الأخير تم بواسطة إيثاار ; 2014- 11- 13 الساعة 07:24 PM
قديم 2014- 11- 14   #2
إيثاار
مشرفة سابقة
 
الصورة الرمزية إيثاار
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 119746
تاريخ التسجيل: Sat Sep 2012
المشاركات: 6,963
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 297941
مؤشر المستوى: 414
إيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: كلية الآداب
الدراسة: انتساب
التخصص: لغة عربية
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
إيثاار غير متواجد حالياً
رد: استذكار جماعي لمقرر اللسانيات (مقرر مقالية )

السلام عليكم والرحمةُ والإكرام

المحاضرةُ الأولى
في هذه المحاضرة هي تعريف للغة ومفاهيمها وتحليل كل تعريف للعلماء على حدة

اللغة لغة : مأخوذة من لغو.

وأتت في القرآن بعدة معانٍ:
قال تعالى:( وإذا مروا باللغو مروا كراما)الفرقان: 25 . اللغو هنا معناه: الباطل.
وقال تعالى:( وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه)فصلت: 41 . أي: قولوا فيه كلاما غير مفيد.
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (من قال لصاحبه يوم الجمعة صه فقد لغا) أي: خاب وخسر.
وقال أحد العلماء:( الهمز لم يكن مستخدما في لغة قريش، وإنما هو لغة تميم). واللغة هنا بمعنى اللهجة.
- الواقع أن كلمة ( لغة) لم تستخدم في القرآن الكريم لتدل على معناها المعروف في أيامنا هذه، بل  عوِض عنها بكلمة ( لسان)
فقال تعالى: (وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه) إبراهيم: 14 . أي: بلغتهم.

أما اللغة اصطلاحا :
فإن محاولة تعريفها ليست بالأمر الهين؟؟، ذلك أنها ظاهرة شديدة التعقيد، وقد اختلف العلماء في هذا الأمر اختلافا كبيرا سببه طبيعة
اللغة.


هُنا يجب التركيز أن لكل تعريف تحليل لهذا التعريف


ومن أشهر تعريفات اللغة قديما وحديثا ما يلي:
الأول : لأبي الفتح عثمان بن جنِي
يقول:” أما حدها فهي أصوات يعبر بها كلّ قوم عن أغراضهم”. وعند تحليل هذا التعريف نجد ما يلي:

1- أنه لم يعرف اللغة، بل عرف الكلام، بدليل أنه قال: إنها أصوات، والصوت مظهر فيزيائي خارجي للغة.
2- أنّ للغة وظيفة تؤديها، هي الاتصال.
3- أنّ لكلّ قوم لغة خاصة بهم.
4- أنّ اللغة ظاهرة اجتماعية، وليست فردية.

لكي لا أنسى (دققوا واربطو بالتعريف
كلمة صوت دلت على الكلام
يعبر ~أذاً وظيفة
قوم ~ظاهرة إجتماعية
كل قوم ~لغة خاصة


الثاني : تعريف ابن خلدون
يقول:”اللغة عبارة المتكلِّم عن المقصود
تحليل:
في كلمة (عبارة) إشارة إلى الجانب الوظيفي للغة، فهي وسيلة لإيصال ما يقصد المتكلم.

الثالث :دي سوسير
يقول: هي نظام من الإشارات اللسانية المفارقة”.
تحليل :
- النظام : هو مجموعة من القواعد التي تضبِط سير عمل معين.
- الإشارات اللسانية : تعني (الدال، والمدلول).

للربط (تذكروا الإشارات ووظيفتها)

الدال: هو تسلسل من الحروف يساوي كلمة مثل (شجرة) التي تساوي تسلسل الحروف التالية: الشين والجيم والراء والتاء
المربوطة،
وهي صورة صوتية سمعية.
المدلول: هو الفكرة التي تنقش في الذهن عند سماع الكلمة.
أما الشيء الموجود في الواقع (الشجرة) فيسمى مرجعا

ملاحظة : العلاقة بين الدال والمدلول علاقة اعتباطية: ؟؟
أي ليس هناك أسباب منطقية دعت إلى إطلاق دال معين ليدل على مدلول معين.
حيث عادة ما نجد هذه العلاقة المنطقية في الرمز، فنتخذ صورة الميزان رمزا للعدل، والأسد رمزا للقوة. ولا يمكن أن نتخذ
صورة الأرنب رمزا للقوة،
لأن المنطق يرفض ذلك. وهذه العلاقة المنطقية بين صورة الأسد والقوة لا تتوفر بين الدال والمدلول؛
لذلك سميت العلاقة بينهما اعتباطية. والدليل على هذه الاعتباطية أن أهل كل لغة اختاروا دالا مختلفا عما اختاره أهل لغة أخرى في
الدلالة على المدلول نفسه.

.tree فتسلسل الحروف (الدال) للمدلول (شجرة) في الإنجليزية مكون من حروف كلمة
- نظام من الإشارات المفارِقة: ؟؟أي المغايرة لأنّ كل عنصر لغوي يحمل قيمة تضادية خلافية مع الآخر. مثال ذلك ( نام ) و( عام ).
فالعنصر (ع) يحمل في ذاته قيمة خلافية مع العنصر (ن) فهو يحتفظ بالفرق في المعنى بين كلمتين؛ أي أن لكل عنصر لغوي من
الإشارات اللسانية خصوصية تمكِّنه من تغيير المعنى إذا استبدل بعنصر آخر من تسلسل الأصوات التي تشكِّل دالا معينا.

الرابع: هومبولت
يقول:”اللغة جهاز عضوي حيوي يصوغ الفكر”.
تحليل :
1- معنى أنه جهاز حيوي، أي جهاز متطور وكائن حي.
2- يصوغ الفكر: أن هناك علاقة وطيدة (متينة) بين الفكر واللغة، فكل منهما يؤثر في الآخر.

~الربط نقطتين بكلمتين
1-حيوي
2-صياغة فكر


الخامس: سابير.
يقول:” اللغة ظاهرة إنسانية وغير غريزية، لتوصيل العواطف والأفكار والرغبات، بواسطة نظام من الرموز الصوتية الاصطلاحية”.
تحليل:
1- اللغة مكتسبة؛ أي أنها لا تولَد مع الإنسان، بل يكتسبها بعد الولادة.
2- اللغة نظام.
3- هي خاصة بالإنسان فقط.
4- رموز صوتية مصطلح عليها؛ أي اتفق عليها أبناء مجتمع بعينه.


الربط ~ما لون بالأخضر 4 كلمات يقابلها 4نقاط


السادس: تشومسكي.
يقول:” اللغة ملَكَة فطرِية عند المتكلمين بلغة ما، لتكوين وفهم جمل نحوية”.
تحليل:
1- الإنسان مزود بقدرة لغوية فطرية (غير مكتسبة)، تمكّنه من استخدام لغة معينة.
2- الجمل- وليست المفردات- هي محور نشاط الاتصال الإنساني أداءً وفهما.
3- اللغة وسيلة لفهم طبيعة الفعل الإنساني.



للربط 3 كلمات ملونة بالبرتقالي يقابلها 3 نقاط

التعديل الأخير تم بواسطة إيثاار ; 2014- 11- 14 الساعة 01:25 PM
 
قديم 2014- 11- 14   #3
إيثاار
مشرفة سابقة
 
الصورة الرمزية إيثاار
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 119746
تاريخ التسجيل: Sat Sep 2012
المشاركات: 6,963
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 297941
مؤشر المستوى: 414
إيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: كلية الآداب
الدراسة: انتساب
التخصص: لغة عربية
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
إيثاار غير متواجد حالياً
رد: استذكار جماعي لمقرر اللسانيات (مقرر مقالية )

نسيت هذه النقطة في المُحاضرة الأولى

التعريفات السابقة تتفق فيما بينها حول بعض الحقائق الأساسية عن ماهية اللغة، ومنها:
١- اللغة نظام.
٢- للغة وظيفة اجتماعية، هي الاتصال والتعبير.
٣- اللغة أصوات إرادية.

وهذه الحقائق تصدق على لغات الأرض كلها، قديما وحديثا، ولا تخص لغة بعينها، كالعربية أو الإنجليزية. وإنما اللغة من
حيث كونها ظاهرة إنسانية عامة، فاللغة بهذا المعنى هي موضوع الدرس اللغوي اللساني.
 
قديم 2014- 11- 14   #4
إيثاار
مشرفة سابقة
 
الصورة الرمزية إيثاار
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 119746
تاريخ التسجيل: Sat Sep 2012
المشاركات: 6,963
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 297941
مؤشر المستوى: 414
إيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: كلية الآداب
الدراسة: انتساب
التخصص: لغة عربية
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
إيثاار غير متواجد حالياً
رد: استذكار جماعي لمقرر اللسانيات (مقرر مقالية )

المحاضرة الثانية
نشأة اللغة
وهي من أكثر الموضوعات اللغوية إثارة للخلاف بين العلماء والدارسين قديما وحديثا،؟؟ وقد كان لعلماء العربية صولات وجولات
حاولوا من خلالها الوصول إلى تفسير مقنع لنشأة اللغة، لكن كل ما جاءوا به هم ومن أتى بعدهم من المحدثين لا يعدو أن يكون
فرضيات حاولت التفسير، بيد أن أي أنها منها في نهاية المطاف لم يصل إلى درجة اليقين والحقيقة المطلقة، والسبب ؟؟أن مسالة نشأة اللغة
أمر ضارب في أعماق التاريخ، يعود إلى بدايات الخليقة التي شهدت نشوء المجتمعات البشرية.
ونتعرض هنا لأبرز النظريات التي فسرتها :

النظرية الأولى : الوحي والإلهام .. أو ما يسمى بالتوقيف كما يقول ابن فارس. ويتلخص ما جاءت به في أن الله سبحانه وتعالى لما
خلق الأشياء أَلْهم آدم عليه السلام أن يضع لها أسماء فوصعها، وقد استند أصحاب نظرية الإلهام إلى أدلة نقلية منها
قوله تعالى:
( وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة). فقال ابن عباس: أي علمه الأسماء كلها، وهي الأسماء التي يتعارفها الناس، من
دابة وأرض وسهل وجبل وحمار وأشباهها من الأمم وغيرها.
- فاللغة في نظر هؤلاء العلماء بمفهومها المعقد ليست من صنع الإنسان، وإنما هي من صنع الله سبحانه، وقد أوقف الإنسان الأول
عليها، أي ألهمه إياها.
- وقد دافع ابن فارس عن هذه النظرية بالقول بعدم تجدد اللغة، وأن للغة قياسا لا تشذ عنه، فليس لأحد أن يحدث فيها ما ليس
منها أو على نظامها.
- وقد شارك غير العرب في اتباع نظرية الإلهام من فلاسفة اليونان وأحبار اليهود، ومن قبيل التعصب الديني أو العرقي حاول كل
فريق اعتبار اللغة الأولى التي ألهمها الله عز وجل لآدم عليه السلام لغة قومه أو معتقده الديني، فابن فارس جعل اللغة الأولى هي
العربية، بينما رأى أحبار اليهود أنها العبرية، وهلم جرا.

- وقد رد بعض العلماء على أصحاب هذه النظرية بكون الآية ليست دليلا على صواب مذهبهم؛ لأنه من المحتمل أن يكون
المقصود من (علم) هو (أقدره على ذلك) والدليل إذا دخله الاحتمال سقط به الاستدلال.



النظرية الثانية : المواضعة والاصطلاح .. ومن المتشجعين لهذه النظرية العالم العربي ابن جني الذي يقول:( إن أصل اللغة لا بد فيه من
المواضعة، وذلك كأن يجتمع حكيمان أو ثلاثة فصاعدا، فيحتاجون إلى الإبانة عن الأشياء، فيضعوا لكل منها سمة،
ولفظا يدل عليه،
ويغني عن إحضاره أما البصر).
- يرى أصحاب هذه النظرية أن الإنسان هو مصدر اللغة ومبدعها؟؟؟، لأن الحاجة هي التي دعته لأن يسمي الأشياء ويتواضع على
ذلك مع إخوانه. واستدلوا بأدلة
منها:
1- أن العلاقة بين اللفظ والمعنى علاقة عرفية، لا تخضع لمنطق أوعقل.
2- أن معظم اللغات فيها مفردات من نوع (المشترك اللفظي) وهو أن تدل الكلمة الواحدة على أكثر من معنى، وكذلك
(الترادف) الذي يعني أن تجتمع أكثر من كلمة على معنى واحد.

- ومن الانتقادات التي وجِهت لهذه النظرية ؟؟أن ما تقرره يتعارض مع النواميس العامة التي تسير عليها النظم الاجتماعية، فهي نظم
لا ترتجل ارتجالا، ولا تخلق خلقا، بل تتكون بالتدريج من تلقاء نفسها، كما أن التواضع على التسمية يتوقف في كثير من مظاهره

على لغة صوتية يتفاهم بها المتواضعون، فكيف نشأت هذه اللغة الصوتية إذن؟ وهكذا يكون ما يجعله أصحاب هذه النظرية منشأ
للغة يتوقف هو نفسه على وجودها من قبل.


النظرية الثالثة : التقليد والمحاكاة ..
وخلاصتها أن الإنسان سمى الأشياء بأسماء مقتبسة من أصواتا، بمعنى أن تكون أصوات الكلمة
تقليدا مباشرا لأصوات الطبيعة الصادرة عن الحيوانات والجمادات أو الإنسان نفسه، وقد تحمس لهذا الرأي ابن جني نفسه فقال:
( وذهب بعضهم إلى أن أصل اللغات كلها إنما هو من الأصوات المسموعة، كدوي الريح، وحنين الرعد، وخرير الماء...الخ ثم
ولدت اللغات من ذلك فيما بعد
). والطريقة أن الإنسان سمع هذه الأصوات، ثم رددها بلسانه، وصنع منها ألفاظا تشبه في جرسها
الأصوات الطبيعية وتدل عليها. ثم خطا في هذا الاتجاه خطوة أخرى، فحمل الألفاظ المحسوسة معاني مجردة فكانت اللغة.
- دافع عن هذه النظرية العالم الألماني (هردر). ومما قد يؤيدها ما نجده في بعض الأحيان من اشتراك في بعض الأصوات في الكلمات
وفي (whisper) التي تحاكي الطبيعة في عدة لغات؛ فإن الكلمة التي تدل على الهمس في العربية هي كلمة(همس) وفي الإنجليزية
وفي العبرية (صفصف) وفي الحبشية (فاصى) وفي التركية (سوسمك). فالعامل المشترك بين هذه اللغات جميعها (flustern) الألمانية
في تلك الكلمات هو صوت الصفير: السين أو الصاد، وهو الصوت المميز لعملية الهمس في الطبيعة.
- لكن اشتراك اللغات في الكلمات المحاكية للطبيعة على هذا النحو أمر نادر، فعلى الرغم من أن الديك في بلاد العرب وبلاد الألمان
يصيح بطريقة واحدة، إلا أننا نحاكيه بقولنا: كوكوكو، ويحاكونه بقولهم: كيكيركى.
-ومما يؤخذ على هذه النظرية أنها تحصر أساس نشأة اللغة في الملاحظة المبنية على الإحساس بما يحدث في البيئة، وتتجاهل الحاجة
الطبيعية الماسة إلى التخاطب والتفاهم والتعبير عما يجول في النفس، تلك الحاجة التي هي من أهم الدوافع إلى نشأة اللغة الإنسانية.

- كما أن النظرية لم تبين لنا كيف نشأت الكلمات الكثيرة في اللغات المختلفة؟ ولا نرى فيها محاكات لأصوات المسميات، لا
سيما في أصوات المعاني، كالحب والكره والكرم...الخ.


النظرية الرابعة : الأصوات الإنفعالية .. وتسمى أيضا بنظرية التنفيس عن النفس، وتشير إلى أن مرحلة الألفاظ قد سبقتها مرحلة
الأصوات الساذجة التلقائية التي صدرت عن الإنسان للتعبير عن ألمه وسروره، أو رضاه أو نفوره، فهذه الأصوات الساذجة تطورت
عبر الزمن حتى صارت ألفاظا.
- إذن هذه الأصوات التي هي في الأصل ردة فعل تعبيرا عن ألم أو غضب أو حاجة إلى مساعدة، أخذت تتحول تدريجيا إلى رموز
معبرة متعارف عليها لدى مجموعة بشرية تحتك ببعضها. ومن أشهر رواد هذه النظرية دارون لأنها تتناسب مع نظريته في تطور
الإنسان.

- وتمتاز هذه النظرية عن سابقتها بأنها تعزو نشأة اللغة إلى أمر ذاتي أي أنها تعتد بالشعور الوجداني للإنسان، وبالحاجة إلى التعبير
عما يجيش في صدر الإنسان من انفعالات وأحاسيس، فهذه النظرية تشرح لنا منشأ بعض الكلمات التي تعجز عنها النظرية السابقة.
- ومع هذا فإنها نظرية غامضة وقاصرة، ويأتي غموضها من كونها لا تشرح لنا السر في أن تلك الأصوات الساذجة الانفعالية
تحولت إلى أصوات وألفاظ مقطعية. أما نقصها فلأنها لا تبين منشأ الكلمات الكثيرة التي لا يمكن ردها إلى الأصوات انفعالية.

النظرية الخامسة : الاجتماعية .. يرى أصحابها أن النطق الإنساني بدأ في صورة جماعية، وذلك بصدوره عن مجموعة من الناس في
أثناء قيامهم بعمل ما تعاونوا على أدائه، فالإنسان يشعر بالراحة أثناء قيامه بعمل شاق إذا تنفّس أو تنهد بقوة وعنف، وكرر هذا
عدة مرات، فهو يخرِج من رئتيه قدرا من الهواء ويستريح لهذه العملية العضلية. وخروج الهواء بقوة يجعله يحتك بأعضاء النطق
فيصدر صوتا.

وهذه النظرية تربط بين نشأة اللغة وتكون المجتمع الإنساني، وخير مثال عليها، الأصوات التي يصدرها الرجال الذين يعملون في
البحر كقولهم: هيلا هبا.

وهذه النظرية فيها قدر كبير من الخيال.

الأخطاء المنهجية التي وقعت بها هذه النظريات:
1- أن هذه النظريات على تعددها لم تحاول أن تفسر لنا إلا ناحية واحدة من نواحي اللغة، وهي عملية إطلاق الألفاظ على
المسميات، في حين أن اللغة ليست مجرد ألفاظ، فمعرفتك بمعاني الألفاظ للغة ما، لا يعني أنك قادر على صوغ جملة واحدة صحيحة
في مقاييس هذه اللغة.
2- شغلت هذه النظريات بمصدر اللغة أكثر من عملية النشأة، فكان محور هذه النظريات هو الإجابة على السؤال الذي يقول: هل
مصدر اللغة هو الله سبحانه؟ أم الإنسان؟ أم الطبيعة؟
3- اعتمد الباحثون في استدلالام على التخيل والحدس والتخمين والافتراض النظري، فلم يتعرضوا لدراسة هذا الموضوع بشكل

علمي.
أخيرا : قررت الجمعية اللغوية بباريس عام 1878 منع تقديم أبحاث في موضوع نشأة اللغة؛ لأن البحث فيه لا يفضي إلى نتائج
مفيدة، فاضطر العلماء إلى طي المسألة برمتها، وانصرفوا إلى البحث في مسائل اللغة الأخرى المفيدة.


برأيي لم اقتنع إلا بالأولى
في حين أن المقرر برمته لم أحبذ دراسته ~ وأعلم أنه مع نفسي

التعديل الأخير تم بواسطة إيثاار ; 2014- 11- 14 الساعة 09:19 PM
 
قديم 2014- 11- 15   #5
بنت السعوديه %
أكـاديـمـي فـضـي
 
الصورة الرمزية بنت السعوديه %
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 162159
تاريخ التسجيل: Mon Nov 2013
المشاركات: 568
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 9713
مؤشر المستوى: 57
بنت السعوديه % has a reputation beyond reputeبنت السعوديه % has a reputation beyond reputeبنت السعوديه % has a reputation beyond reputeبنت السعوديه % has a reputation beyond reputeبنت السعوديه % has a reputation beyond reputeبنت السعوديه % has a reputation beyond reputeبنت السعوديه % has a reputation beyond reputeبنت السعوديه % has a reputation beyond reputeبنت السعوديه % has a reputation beyond reputeبنت السعوديه % has a reputation beyond reputeبنت السعوديه % has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: الفيصل ( أداب )
الدراسة: انتساب
التخصص: ( لغة القران الكريم )
المستوى: المستوى السادس
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
بنت السعوديه % غير متواجد حالياً
رد: استذكار جماعي لمقرر اللسانيات (مقرر مقالية )

جزاك الله خير
ما قصرتي ياإيثار


 
قديم 2014- 11- 15   #6
إيثاار
مشرفة سابقة
 
الصورة الرمزية إيثاار
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 119746
تاريخ التسجيل: Sat Sep 2012
المشاركات: 6,963
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 297941
مؤشر المستوى: 414
إيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: كلية الآداب
الدراسة: انتساب
التخصص: لغة عربية
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
إيثاار غير متواجد حالياً
رد: استذكار جماعي لمقرر اللسانيات (مقرر مقالية )

وجزيتِ الجنة يارفيقة

المحاضرة الثالثة

خصائص اللغة :
للغة مجموعة من الخصائص، نسردها على النحو الآتي :
أولا : أنها علامات وإشارات ..
والعلامة هي نتاج ارتباط الدال بالمدلول، فهي ليست لفظا مجردا عن المعنى، بل هي لفظ يفهم منه معنى
عند إطلاقه، فلا يمكن الفصل بينهما،
والعلامات أنواع:

1- العلامات المعجمية: وهي التي يحملها جذر لغوي معين، مثل كلمة ( حجر ) أو ( تراب ).
2- العلامات القواعدية: وهي المتعلقة بعلم القواعد، المتمثل في النحو والصرف، مثل: أداة التعريف، تاء التأنيث، وغيرها.
والكلمة أحيانا تحمل العلامتين في آن معا مثل: كلمة (ساهر) ففيها المعنى المعجمي المأخوذ من الجذر (س ه ر) ويعني المكوث
يقظا بعد موعد النوم. وفيها صيغة اسم الفاعل التي تدل على من قام بالفعل المأخوذ من المعنى المعجمي.
والحقيقة أن العلامات القواعدية محصورة، ندرسها في علمي النحو والصرف، بينما يصعب حصر العلامات المعجمية؟؟؛ لأنها غير
محددة العدد.
وكل علامة من هذه العلامات تحمل معنى بسيطا لا يمكن تقسيمه، وتسمى العلامة في هذه الحال بالمورفيم، وهو ما سندرسه في
المستوى الثاني من مستويات الدرس اللساني، وهو المستوى الصرفي.
ثانيا : الاعتباطية ..
سبق أن تعرضنا لهذا المفهوم، عند حديثنا عن تعريف دي سوسير للغة. وزيادة في التوضيح نقول إننا إذا نظرنا
في أصوات كلمة(ضرب) في اللغة العربية، وتأملنا في سبب اختيار العرب لهذه الأصوات بالذات للتعبير عن معنى الضرب، فلن نجد
علّة منطقية من قريب أو بعيد تفسر هذا الاختيار
، فكان بإمكانهم أن يستعملوا (ربض) أو أي لفظ آخر للدلالة على هذا المعنى.
يقول الجرجاني( فلو أن واضع اللغة كان قد قال (ربض) لما كان في ذلك ما يؤدي إلى فساد). فلو كان في اللفظ ما يدل على
معناه،
أو في المعنى ما يقتضي أن يعبر عنه بلفظ معين، لما اختلفت اللغات، وهكذا يمكن أن نستنتج أن اختيار الدال لمدلول معين إنما
هو عمل اعتباطي عشوائي لا يخضع لمنطق.
وفي هذا تخالف اللغة الرموز المعبرة، كإشارة السيف التي تدل على معنى القوة.

ثالثا : نظام ..
كان اللغويون قبل دي سوسير ينظرون إلى اللغة على أنها مجموعة من الأصوات، والأصوات عناصر مادية يمكن
سماعها ونطقها، وتتسم بخصائص فيزيائية مميزة. وهذا التعريف للغة شبيه بمن يعرف البيت بأنه أكوام من الرمال والإسمنت والطين
والخشب والزجاج، دون الالتفات إلى هيئة الرصف والترتيب. فاللغة العربية ليست أصواتها، بل الطرائق
التي ترصف بها هذه الأصوات، لتكوين كلمات وجملا مختلفة، وفقا لأغراض المتكلم وحاجاته. وهذه الطرائق هي جانب ذهني
داخلي مكانه العقل، وما الأصوات إلا مظهر من مظاهره.
رابعا : القابلية للتجزئة ..
ذكرنا فيما سلف أن اللغة علامات معجمية وقواعدية، يقوم المتكلم بترتيبها على صورة ما ليعبر عن معنى
معين، ومعنى قابلية التجزئة أن المتكلم نفسه يستطيع أن يقوم بتجزئة وتفكيك هذه العلامات وإعادة تركيبها في صور مختلفة للتعبير
عن معنى مغاير
، كما يفعل الطفل بألعاب الفك إذ يرسم
أشكالا جديدة مختلفة من خلال أعادة الفك والتركيب.

خامسا: الإنتاجية ..
من أهم الخصائص التي تميز اللغة البشرية عن لغات الحيوان ما يعرف بالإنتاجية، وتعني أن المتكلمين يستطيعون
أن ينطقوا تركيبات لم يسبق لهم أن سمعوها من قبل، ويعود هذا الأمر إلى الوضع السابق للغة، وجزئيا إلى استعمال المتكلم؛ أي أن
ما تعارف عليه أهل اللغة يقتصر فقط على وضع المفردات والأنماط والمناويل التركيبية، دون القولات التي يستخدمها المتكلمون
فالمتكلمون غير مقيدين في كلامهم بما قيل سابقا؛ أي ليس عليهم أن يحفظوا كل الجمل التي قيلت قبلهم كي يصدق عليهم أنهم
يتكلمون العربية، فالمتكلم يلتزم بالمفردات ليشكل منها ما يشاء
من الجمل التي ربما تكون جديدة لم تنطق من قبل.
وقد اهتم بهذه الخصيصة النحاة التحويليون بزعامة تشومسكي، وأسسوا نظريتهم استنادا إليها، ولذلك وجدنا تشومسكي فيما
سلف يعرف اللغة على أنها مجموعة من الجمل غير المحدودة العدد. والحقيقة أن الإنتاجية لا تتوقف عند حدود قدرة الفرد المتكلم
للغة ما على أن يؤلف جملا جديدة لم يسمعها من قبل، بل تسلط الضوء أيضا على قدرة الفرد على فهم جمل لم يسمعها من قبل.
وظائف اللغة :
لا نكون مبالغين إذا قلنا إن الوظيفة الأساسية للغة هي (التعبير)، أو كما يسميها علماء اللغة المحدثون (التوصيل) وقد كان هذا
الأمر واضحا في تعريف ابن جني للغة عندما قال:( أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم) فقد نص على ذلك بقوله (يعبر).
فاللغة وسيلة التواصل بين بني الإنسان، وتكمن أهمية هذه الوظيفة في أن الإنسان كائن اجتماعي، يعيش في جماعات، ولا بد لأبناء
المجتمع الواحد من التواصل لتسيير شؤون حياتهم.
ولكن بعض العلماء رفض أن تقتصر وظيفة اللغة على التوصيل، ومن هؤلاء الدكتور السعران، الذي يرى أن اللغة تقوم بأدوار أهم
وأخطر من التعبير والتوصيل ، ومن هذه الأدوار حسب رأيه :
1- الكلام الانفرادي (المنولوج) كالقراءة بصوت عال، وتدوين بعض الملاحظات التي لا يريد الكاتب ا إلا نفسه، وتحديث
الإنسان نفسه.
2- استعمال اللغة في السلوك الجماعي، كالصلاة والدعاء وغيرها.
3- استعمال اللغة في المخاطبات الاجتماعية التي لا تستهدف غاية مثل: لغة التحيات، ولغة التأدب، والكلام عن حالة الجو.
4- استعمال اللغة أحيانا لإخفاء أفكار المتكلم، كما هو الحال في لغة السياسة.

والواقع أن كل ما ذكره الدكتور السعران لا يخرج عن إطار التوصيل والتعبير في مجمله. والحقيقة أنه إذا ما كان للغة وظيفة غير
التوصيل فهي تكمن في كونها أداة التفكير، فالإنسان إذا ما فكر استخدم اللغة، والدليل
يأتي عبر التجربة، فأي واحد منا إذا ما فكر صاغ تفكير على شكل لغة لا ينطقها.
كما أن اللغة هي وعاء الفكر والحضارة، فالإنسان منذ القدم كان يختزن ما لديه من فكر وحضارة في اللغة بمستوييها المنقول
بالتواتر (شفاهة) أو المكتوب على شكل حروف أو نقوش.
وقد لعبت اللغة دورا أساسيا في الدعوة المحمدية، إذ كانت معجزة الرسول صلى الله عليه وسلم، عندما بعث إلى العرب الذين
كانوا يعتزون بفصاحتهم، فآمن كثير منهم بالقرآن الكريم لمجرد سماعه، بسبب ما يعرف بالإعجاز اللغوي فيه. فضلا عن أن اللغة
تلعب دورا في الإمتاع، فقال سيد المرسلين في مقام معين: إن من البيان لسحر.
 
قديم 2014- 11- 15   #7
إيثاار
مشرفة سابقة
 
الصورة الرمزية إيثاار
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 119746
تاريخ التسجيل: Sat Sep 2012
المشاركات: 6,963
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 297941
مؤشر المستوى: 414
إيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: كلية الآداب
الدراسة: انتساب
التخصص: لغة عربية
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
إيثاار غير متواجد حالياً
رد: استذكار جماعي لمقرر اللسانيات (مقرر مقالية )

المحاضرة الرابعة

مفهوم اللسانيات :
اللسانيات علم حديث نسبيا، بل هي أحدث العلوم الإنسانية عهدا؛ فظهورها وانتشارها يؤرخ له عادة بمطلع القرن العشرين، غير
أنها على الرغم من حداثة عهدها تتبوأ مركزا مرموقا في دائرة العلوم الإنسانية؛ بفضل النجاح الكبير والسريع الذي حققته
فأصبحت مثالا يحتذى تعير مصطلحاتها ومناهجها إلى علم الاجتماع والتحليل النفسي والتاريخ ....الخ.
ولكنها ليست المقابل الوحيد له، فالناظر في كتب اللغة يجد أن كل Linguistics واللسانيات هي المقابل العربي للمصطلح الغربي
باحث يكاد يستقل بمصطلحاته الخاصة؛ مما أدى إلى شيء من الفوضى، وتسبب في إرباك الدارسين وتحميلهم قدرا أكبر من الوقت
والجهد.
فإلى جانب مصطلح اللسانيات هناك مصطلح (فقه اللغة) الذي فضله البعض لوجوده القديم في الثقافة العربية، ومصطلح (علم اللغة)
و(الألسنية) و(اللسنيات). إلا أن مصطلح اللسانيات اكتسب شهرة أكثر،
وأخذ ينتشر أكثر فأكثر.
وقد عرف العلماء اللسانيات بأنها دراسة اللغة بطريقة علمية، أي وفقا للمنهج العلمي. وهذا المنهج يعتمد على مجموعة من
الإجراءات والأساليب
التي تساعد على فهم ظاهرة من الظواهر، هذه الجراءات تقوم على جانبين:
الأول : جانب حسي .. وله مرحلتان.
أ- رصد الملاحظات المباشرة للظاهرة المدروسة، من أجل الوصول إلى مجموعة من الفروض.
ب- القيام بالتجارب التي من شأنها إثبات الفروض السابقة أو نقضها.

وهذا الجانب الحسي يعتمد أحيانا على أجهزة و آلات متطورة، من أجل رصد الملاحظات وإجراء التجارب.
الثاني : جانب عقلي .. يهدف إلى الوصول إلى مجموعة من القواعد والأنظمة والقوانين التي تحكم وتفسر ظاهرة لغوية معينة استنادا
إلى الملاحظة التي اعتمدت في الجانب الحسي
، ولهذا الجانب مرحلتنا هما التجريد والتعميم.
تقوم عملية التجريد على استثناء الخصائص الفردية التي يختص بها عنصر معين من عناصر الظاهرة، فيبقى موضوع الدراسة العامة
(جوانب متوفرة في كل عناصر الدراسة) ومن هنا تكون القوانين والأحكام التي تصدر قوانين عامة
وليست خاصة. فالدراسة إذن
تبدأ بالتجريد وتنتهي بالتعميم. وقد سميت اللسانيات بعلم اللغة العام؟؟ لأنها تدرس ظاهرة الكلام الإنساني بشكل عام، ودون
تخصيص. لذلك وصفها بعض العلماء بأنها علم ديموقراطي؛ لأنها لا تنحاز إلى لغة معينة، فهي بذلك تحقق المساواة بين لغات
الأرض، وأنه ليس هناك لغة أفضل من لغة.
فالهدف الأساسي للسانيات هو فهم اللغة الإنسانية. والحقيقة أن هذا الجانب يتجلى في
تعريف دي سوسير للسانيات بأنها (دراسة اللغة في ذاتها ومن أجل ذاتها). فتحليل هذا التعريف يصل بنا إلى النقاط الآتية:
أ- اللغة التي يدرسها علم اللسانيات ليست لغة معينة، وإنما هي (اللغة) التي تتحقق في أشكال لغات كثيرة، ولهجات متعددة
وصور مختلفة من صور الكلام الإنساني.
فمع اختلاف اللغات بعضها عن بعض، إلا أن ثمّة أصولا وخصائص جوهرية تجمع ما بين هذه اللغات وصور الكلام الإنساني، وهو
أن كلا منها (لغة)، وأن كلا منها (نظام) اجتماعي معين، تتكلّمه جماعة لغوية معينة بعد أن تتلقاه عن المجتمع، وتحقق به وظائف

خاصة، ويتلقاه الجيل الحادث عن الجيل السابق ،فموضوع اللسانيات إذن لا يدرس (لغة) معينة من اللغات، بل اللغة من حيث هي
وظيفة إنسانية عامة.
ب- معنى (في ذاتها) أن اللسانيات تدرس اللغة من حيث هي لغة، كما هي وكما تظهر، فليس للباحث فيها أن يغير من طبيعتها
أو يفضل جانب من جوانبها على آخر.
ج- معنى (من أجل ذاتها) أن تدرسها لغرض الدراسة نفسها، تدرسها دراسة موضوعية تهدف إلى الكشف عن حقيقتها، وليس
لخدمة أغراض تربوية مثلا، أو أي غرض آخر.

مجالات الدرس اللساني :
يبحث علم اللسانيات في مجالات متعددة أهمها:
1- دراسة الأصوات التي تتألف منها اللغة، ويتناول ذلك تشريح الجهاز الصوتي لدى الإنسان، ومعرفة إمكانات النطق المختلفة
الكامنة فيه، ووصف أماكن النطق ومخارج الأصوات في هذا الجهاز، وتقسيم الأصوات الإنسانية إلى مجموعات. ودراسة المقاطع
الصوتية، والنبر والتنغيم في الكلام...الخ.
2- دراسة البنية، أو البحث في القواعد المتصلة بالصيغ، واشتقاق الكلمات وتصريفها، وتغيير أبنية الألفاظ للدلالة على المعاني
المختلفة. وهو ما يسمى بعلم الصرف
3- دراسة نظام الجملة، من حيث ترتيب أجزائها، وأثر كل جزء منها بالآخر، وعلاقة هذه الأجزاء ببعضها البعض، وطريقة
ربطها، وهو ما يعرف
عند العرب بعلم النحو.
4- دراسة دلالة الألفاظ، أو معاني المفردات، والعلاقة بين هذه الدلالات والمعاني المختلفة، الحقيقي منها والمجازي، والتطور الدلالي
وعوامله ونتائجه.
5- البحث في نشأة اللغة، وقد ظهرت في ذلك عدة نظريات، تعرضنا لبعضها.
6- علاقة اللغة بالمجتمع الإنساني والنفس الإنسانية، وهنا يتنازع علم اللغة علمان آخران هما: علم الاجتماع، وعلم النفس؛ فهناك
بحوث ترمي إلى بيان العلاقة بين اللغة والإنسان في الحياة الاجتماعية، وتبين اثر المجتمع وحضارته ونظمه وتاريخه وتركيبه وبيئته
الجغرافية في مختلف الظواهر الإنسانية. كما أن هناك بحوثا أخرى نفسية تدرس العلاقة بين الظواهر اللغوية والظواهر النفسية.
7- البحث في حياة اللغة وتطورها في نواحي: الأصوات والبنية والدلالة والتركيب وغير ذلك، والبحث في صراع اللغات
وانقسامها إلى لهجات، وصراع اللهجات فيما بينها، وتكون اللغة المشتركة...الخ.

والحقيقة أن هذه الموضوعات التي ذكرناها لا تشكّل كل ما تدرسه اللسانيات، كما أن أهداف علم اللسانيات من دراسة هذه
الموضوعات وغيرها متعددة، ويمكن الإشارة إلى أهمها على النحو التالي:
1- محاولة الكشف عن النظم والقواعد والقوانين التي تخضع لها اللغة بجوانبها المختلفة في مسيرتها عبر الحياة، للوقوف على مكوناتها
وأسباب وجودها، والوظائف التي تؤديها، والعلاقة فيما بينها.
2- تفسير العلاقة بين الظواهر اللغوية والظواهر الاجتماعية والنفسية والاقتصادية والسياسية والدينية وغيرها.
3- إعادة توصيف الواقع اللغوي، من أجل إعداد المناهج للدارسين من الناحية اللغوية.
 
قديم 2014- 11- 15   #8
إيثاار
مشرفة سابقة
 
الصورة الرمزية إيثاار
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 119746
تاريخ التسجيل: Sat Sep 2012
المشاركات: 6,963
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 297941
مؤشر المستوى: 414
إيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: كلية الآداب
الدراسة: انتساب
التخصص: لغة عربية
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
إيثاار غير متواجد حالياً
رد: استذكار جماعي لمقرر اللسانيات (مقرر مقالية )

المحاضرة الخامسة
تاريخ الدرس اللغوي القديم
لم تعرف الدراسات اللغوية ما يراد بمصطلح اللسانيات ومناهجه قبل عصر النهضة في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، حيث
خضعت العلوم والمعارف الإنسانية والطبيعية للمنهجية والتجريب.
وليس من المقبول عقلا أن ينشأ علم اللغة (اللسانيات) كاملا أو قريبا من الكمال من فراغ، بل إنه أفاد من جهود العلماء الذين
عبدوا أمامه الطريق، وقطعوا في ميدانه أشواطا قاربوا بها الوصول إلى غايته.
وفيما يلي سنتعرض إلى المراحل التي مر بها هذا العلم منذ نشأته في أحضان الحضارات القديمة، إلى ما قبل العصر الحديث.
أولا : الدرس اللغوي عند أصحاب الحضارات القديمة :
إذا كانت اللسانيات تعد المظهر الحضاري الحديث لعناية الإنسان باللغة، فإن مظهر عنايته بها في القديم قد أخذ شكل المحافظة عليها
بالتسجيل والتدوين، واصطناع الرموز الكتابية،
وقد ظهرت تلك العناية أول ما ظهرت على يد المصريين القدامى، حين سجلوا
لغتهم بالنقوش على جدران المعابد، وحين عرفت قصورهم المترجمين الذي اصطحبهم سفراء الدول معهم.

ووجود معجمات لغوية صينية ذات نظام معين في جمع المادة اللغوية مظهر من مظاهر عناية الإنسانية باللغة ومفرداتها.
ثم وجود معجمات مزدوجة اللغة تجمع بين السومرية والأكادية في هذه العصور السحيقة في القدم، مظهر آخر من مظاهر عناية
الإنسان في بدء تحضره بلغته، تجلت في مقابلة مفردات لغة أخرى.
ثانيا : عند الهنود ..
يرجع تاريخ الدراسات اللغوية الهندية إلى ما قبل القرن الرابع (ق.م) الذي عاش فيه (بانيني) أعظم نحاة الهند، ومعنى هذا أن النحو
الهندي أقدم من النحو الإغريقي والروماني، بل أكثر تنوعا منه وأكثر تفوقا في نواح عدة. ولم يصبح نحوا مدونا متوارثا إلا على يد
(بانيني) الذي ألف كتابه (المثمن) ذا الثمانية أجزاء، الفريد الذ لم يعهد العالم مثله آنذاك.

ولذا يعد الهنود من أوائل الأمم التي تناولت النظر للغة بالتأمل الواعي في طبيعتها، وبالدرس المنهجي لخصائصها، فظهر عندهم أول
وصف دقيق واف مبني على الملاحظة الدقيقة لا على النظريات.
لقد كان البحث اللغوي عند الهنود وليد شعور ديني راسخ يدفعهم إلى المحافظة على كتابهم المقدس (الفيدا) ومن ثم نظروا إلى لغة
هذا الكتاب وهي السنسكريتية نظرة التقديس ووسموها بالكمال. ولم يتوقف البحث اللغوي عند الهنود حتى عايش الحضارة
الإسلامية، ولم يعرف ميدان البحث اللغوي من أهتم بلغته كالهنود إلا العرب، فقد فاق الناتج الهندي في حقل البحث اللغوي ألف مؤلّف.
ثالثا : عند اليونان ..
كان لليونان دور بارز في الدرس اللغوي، أثّر في محيط الدرس اللغوي الغربي الكلاسيكي فيما بعد. وقد اتسم بسمتين هما :
أ-الغموض: يحوط تاريخ الفكر اليوناني القديم، ومن ثم الغربي الكلاسيكي، بوجه عام غموض وجدل. ويرجع هذا بشكل أساسي
إلى حقيقة أن معظم المصادر الأصلية قد اختفت.
ب- تأثّره بالفلسفة؟ كان النحو الإغريقي منذ البداية جزءا من الفلسفة، فقد كان جزءا من بحثهم العام في طبيعة العالم حولهم
وفي مؤسساتهم الاجتماعية.


ومن القضايا التي عالجها اليونان قضية القول عن اللغة، فقد تساءلوا عن ماهيتها، وأصلها، وعن ماهية الكلمة، وهل هناك علاقة
طبيعية بين الكلمة والشيء الذي ترمز إليه، هل تعلُّق الكلمات بالمعاني تعلق بالطبع أم تعلق بالاصطلاح؟
وقد ظهرت عندهم ما سمية بمدرسة الإسكندرية، التي ظلت بحوثها اللغوية ذات تأثير بالغ في البحوث اللغوية إلى زمن طويل.
رابعا : عند العرب ..
ارتبط تاريخ البحث اللغوي عند العرب بظهور الإسلام، فقد كانت نشأة جميع العلوم اللغوية العربية أثرا من آثار الإسلام، فلم
يعرف عن العرب في تاريخهم أية دراسات أو مجهودات لغوية، تناولت دراسة اللغة نحوها وصرفها ومعجمها إلا عندما تصدى
المسلمون لدراسة القرآن الكريم بهدف فهمه ومعرفة أسراره اللغوية. فضبطوا اللغة وتعرفوا على متنها ومفرداتها بصورة علمية، كما
ضبطوا القواعد النحوية والصرفية والدلالية، لا سيما بعد دخول غير العرب في الإسلام، وانتشار اللحن؛ فخاف ألو الأمر والعماء
على القرآن الكريم من أن يصيبه شيء من ذلك. وقد شجعهم على ذلك أيضا اتساع رقعة الدولة الإسلامية، ورغبة غير العرب من
المسلمين في تعلّم العربية بوصفها وسيلة للعبادة
. إضافة إلى ما سبق فإن نشأة العلوم العربية كانت أثرا من آثار نضج العقلية العربية
لاحتكاكها بالحضارات الأخرى، والاستفادة منها. اعتمد علماء العربية في دراستهم للغة العربية على مصادر أساسية منها: القرآن
الكريم، الحديث الشريف، الشعر الجاهلي، الأمثال، كلام العرب الموثوق بهم. فجمعوا المادة سماعا من أفواه العرب ا ُ لخلَّص، في
بواديهم وصحاريهم
، فكان منهجهم قريب من المنهج الوصفي الحديث عند الغربيين، فدرسوا المجالات الآتية:
1- الأصوات: وكانت أول مادة لغوية صوتية للعربية قد درست في مقدمة كتاب العين للخليل بن أحمد الفراهيدي، وتضم نحو
مائة وسبعين مصطلحا في مجال علم الأصوات. كما ضمت المقدمة نصوصا علمية تؤسس لعلم الأصوات النطقي. وقد تبعه في ذلك
تلميذه سيبويه في كتابه (الكتاب) فوصف فيه الأصوات وصفا دقيقا. واستمر الأمر عند من جاء بعدهم من العلماء.

2- النحو : كان شيوع اللحن من بين الأسباب التي دعت إلى نشأة علم النحو العربي، وترى أغلب الروايات أن أول من رسم
للناس النحو هو أبو الأسود الدؤلي.
فنشأت المدارس النحوية ومنها:
أ- البصرة : هي أول مدرسة نحوية عرفها الدرس اللغوي العربي، ومن أبرز شيوخها سيبويه تلميذ الخليل بن أحمد المؤسس الحقيقي
لعلم النحو.

ب- الكوفة : نشأت هذه المدرسة متأخرة عن البصرة، ومن أهم أعلامها الكسائي.
3- المعجم : ارتبطت نشأة المعاجم العربية بالبحث في معاني الألفاظ الغريبة في القرآن الكريم، وقد انقسمت المعاجم العربية قسمين
: فهناك معاجم الألفاظ ومن أبرزها معجم العين للخليل بن أحمد الفراهيدي، وهناك معاجم المعاني ومن أبرزها فقه اللغة للثعالبي.
خامسا : عند الغربيين قبل العصر الحديث ..
ظلت البحوث اللغوية في أوروبا حتى أواخر القرن الثامن عشر
محصورة في دائرة البنية والتنظيم
في شكليهما التعليمي، لا تتجاوز ذلك إلا في أضيق الحدود، وفي شكل استطرادي وصور سطحية
باهته لا عمق فيها ولا وضوح، مع بعد عن المنهجية العلمية اللازمة للبحث.

وفي هذه الفترة نجد بحوثا متناثرة في الأصوات وأصول الكلمات قام بها أفراد أو هيئات، كما كان البحث مقصورا على الإغريقية
واللاتينية، وبعض اللغات الأوروبية الأخرى، دون أن يكون للمستويات اللغوية الأخرى نصيب من البحث.
 
قديم 2014- 11- 21   #9
إيثاار
مشرفة سابقة
 
الصورة الرمزية إيثاار
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 119746
تاريخ التسجيل: Sat Sep 2012
المشاركات: 6,963
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 297941
مؤشر المستوى: 414
إيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: كلية الآداب
الدراسة: انتساب
التخصص: لغة عربية
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
إيثاار غير متواجد حالياً
رد: استذكار جماعي لمقرر اللسانيات (مقرر مقالية )

المحاضرة السادسة
نشأة اللسانيات


العام 1786 استهلّ أول نوع من الأنواع الأربعة للتقدم المفاجئ المهم بشكل حقيقي في التطور الحديث لعلم اللغة،
حيث إن وليم جونز قرأ ورقته الشهيرة في الجمعية الملكية الآسيوية في كلكتا، التي أثبت فيها القرابة التاريخية للسنسكريتية الهندية مع اللاتينية
واليونانية واللغات الجرمانية. هنا كانت بداية علم اللغة التاريخي.
كان لدراسة الأوروبيين اللغوية للسنسكريتية أثر مزدوج، فقد
شكّلت مقارنة السنسكريتية باللغات الأوروبية المرحلة الأولى في التطور المنهجي~
لعلم اللغة المقارن وعلم اللغة التاريخي،

كما أصبح الأوروبيون على اتصال بالكتابات السنسكريتية وبتراث العلم اللغوي في الهند، الذي تطور بشكل مستقل، ويتم الاعتراف بمزاياه في
الوقت نفسه، وكان تأثيره في كثير من فروع علم اللغة الأوروبي عميقا وباقيا.

ورغم كل شيء فإن التفكير اللغوي في القرن الثامن
عشر كان متجها بحماسة للمسائل التاريخية،
وأصل اللغة أي اللسان الأول والأصلي للإنسان.

القرن التاسع عشر كان عصر الدراسات التاريخية والمقارنة للغات، وخاصة اللغات الهندأوروبية، وهذا لا يعني أنه تم تجاهل كل
الجوانب الأخرى لعلم اللغة. لكن المسألة هي أن هذا القرن قد شهد تطور المفاهيم النظرية والمنهجية الحديثة لعلم اللغة التاريخي
والمقارن، كما أن التركيز الأكبر للجهود العلمية والمقدرة العلمية في اللسانيات كان مكرسا لهذا الجانب من الموضوع أكثر من غيره
من الجوانب.
يضاف إلى ذلك أن الدراسات المقارنة قبل هذا القرن كانت موجودة غير أنها مبعثرة وغير متصلة.
في العام 1808 نشر شليجل بحثا أكد فيه على أهمية دراسة التركيبات الداخلية للغات (الصرف) لأنها تبرز علاقاتها الوراثية، ويبدو
أن مصطلح (القواعد المقارنة) الذي ظل يستعمل كثيرا عنوانا للسانيات المقارنة والتاريخية قد وضعه شليجل.

في الربع الأخير من القرن التاسع عشر توجهه الجدل اللغوي الرئيسي نحو مذهب القواعديين الجدد الشبان، وهذه الجماعة حاولت
تأسيس عملها في علم اللغة التاريخي المقارن في إطار العلوم الطبيعية كالجيولوجيا.

ونشر أساس نظريتهم بشكل مختصر في عام1878 الذي يرى أن كل تغييرات الأصوات تحدث بوصفها عملية مكانيكية، حسب قوانين لا تسمح بأي استثناء داخل نفس
اللهجة،
وفي إطار فترة معينة من الزمن. وركزوا على اللغات الحية وعلى الأخص اللهجات، فهي ميدان حيوي للبحث العلمي فيما
يمكن أن تلقيه من ضوء على التغير اللغوي.

أعطى القواعديون الجدد وزنا أكبر لدراسة الكلمات اُلمقْترضة والاقتراض اللغوي،
بوصفه ملمحا عاما لتاريخ اللغات.


ومن الأخطاء التي سجلَت على هذه الدراسات المقارنة بشكل عام أن علماءها لم يتساءلوا أثناء
قيامهم بأبحاثهم التي اقتصرت على اللغات الهندأوروبية عن مغزى ما كانوا يقومون به من مقارنات بين اللغات، وعن مدلول ما
كانوا يكتشفونه من علاقات، فلقد كانت دراستهم دراسة نحوية مقارنة ليس إلا، بدلا من أن تكون دراسة تاريخية. فصحيح أن
المقارنة هي الشرط الضروري لكل عملية ترقى إلى إعادة بناء اللغات تاريخيا، لكن اعتماد المقارنة وحدها أمر غير كاف
لاستخلاص النتائج النهائية.
ومما زاد في إعاقة هؤلاء المقارنين عن الظفر بمثل هذه الاستنتاجات النهائية أنهم كانوا يعتبرون تطور لغتين من اللغات مثلما يعتبر
عالم الطبيعة نمو نبتتين من النباتات.

نشأة اللسانيات الوصفية الحديثة :
وبالانتقال إلى القرن العشرين نجد أن الفرق الأساسي والأكثر وضوحا بينه وبين القرن التاسع عشر، هو النهوض السريع لعلم اللغة
الوصفي، في مقابل علم اللغة التاريخي. ويرى معظم الباحثين أن الشخصية الرئيسية في تغيير مواقف القرن التاسع عشر إلى مواقف
القرن العشرين على نحو مهم هي اللغوي السويسري فردينان دي سوسير، الذي عرِف أولا في المجتمع العلمي من خلال مساهمة
مهمة في علم اللغة الهندأوروبي المقارن بعد دراسته في ليبزج مع أعضاء مدرسة القواعديين الجدد. ومع أن سوسير قد نشر القليل
بنفسه إلا ان محاضراته في علم اللغة في أوائل القرن العشرين
قد أثّرت كثيرا في بعض تلاميذه في باريس وجنيف، حتى أنهم نشروها
عام 1916 تحت عنوان (محاضرات في علم اللغة العام) وهذا بقدر ما أمكنهم إعادة بنائها، نقلا عن كراسات محاضراتهم
ومحاضرات آخرين، ومواد معينة كانت باقية بخط دي سوسير نفسه، ففي تاريخ اللسانيات يعرف دي سوسير ويدرس من خلال ما
ذكره عنه تلاميذه.
صاغ دي سوسير وأوضح ما اعتبره اللغويون السابقون أمرا مفروغا منه، أو تجاهلوه، وهما البعدان الأساسيان الضروريان للدراسة
اللغوية.
البعد الأول : هو الدراسة التزامنية التي تعالَج فيها اللغات بوصفها أنظمة اتصال تامة في ذاتها في أي زمن بعيد.
البعد الثاني : هو الدراسة التعاقبية (التاريخية) التي تعالَج فيها تاريخيا عوامل التغيير التي تخضع لها اللغات في مسيرة الزمن.
وقد كان إنجازا لسوسير أن يميز بين هذين البعدين أو المحورين لعلم اللغة: البعد التزامني أو الوصفي، والبعد التعاقبي أو التاريخي
وكل منهما يستخدم مناهجه ومبادئه الخاصة به، فيجب أن ينظر إلى ما جاء به في هذا الجانب على أنه عامل أساسي في تطور
الدراسات اللغوية الوصفية في القرن العشرين.ولكن من المنصف أن نقول إن تاريخ اللسانيات الوصفية الحديثة يذكر لنا أن
اللسانيات الوصفية كانت قد نودي بها بشكل مستقل من قبلِ ثلاثة من الرواد، في ثلاثة أماكن مختلفة؛ في سويسرا على يد دي
سوسير، وفي أمريكا على يد فرانس بواس، وفي تشيكوسلوفاكيا على يد ماثيسيوس.
ففي الوقت الذي كان فيه دي سوسير يلقي
محاضراته في جامعة جنيف حول اللسانيات الوصفية عام 1911 ، ظهرت مذكرات فرانس بواس في العام نفسه منشورة في كتابه
(دليل اللغات النهدية الأمريكية) الذي ضمن مقدمته ملخصا جيدا للمنهج الوصفي في دراسة اللغة. كما اتفق أن ظهرت في العام
نفسه دعوة ماثيسيوس الأولى لدراسة اللغة بطريقة غير تاريخية.
1816 شهدت تحولا بدراسة اللغة إلى اللسانيات الحديثة التي تعتمد على - وفي الختام نستطيع أن نقول إن السنوات ما بين 1786
1916 شهدت تحولا في اللسانيات الحديثة إلى الدراسة الوصفية
. فالتاريخ الثاني يؤرخ لظهور علم - المقارنة، والسنوات 1876
اللسانيات الحديثة الوصفية على وجه الخصوص.
 
قديم 2014- 11- 21   #10
إيثاار
مشرفة سابقة
 
الصورة الرمزية إيثاار
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 119746
تاريخ التسجيل: Sat Sep 2012
المشاركات: 6,963
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 297941
مؤشر المستوى: 414
إيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: كلية الآداب
الدراسة: انتساب
التخصص: لغة عربية
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
إيثاار غير متواجد حالياً
رد: استذكار جماعي لمقرر اللسانيات (مقرر مقالية )

المحاضرة السابعة
فروع اللسانيات


اللسانيات الوصفية :
تهتم اللسانيات الوصفية بالدراسة العلمية للغة واحدة أو لهجة واحدة محكومة بزمان ومكان معينين، وتشمل هذه الدراسة الجوانب
الصوتية والصرفية والنحوية والدلالية.

ومن أهم المبادئ التي تنادي بها هو التفريق ما بين الدراسة التاريخية (الدياكرونيك) والدراسة الوصفية (السنكرونيك) فمن أهم ما
يميز اللسانيات الحديثة هو النظرة الوصفية، التي تعتمد على الملاحظة المباشرة للظواهر اللغوية الموجودة بالفعل، بالإضافة إلى التفريق
بين اللغة والكلام، وتحديد مستوى معين من مستويات الدراسة اللغوية للغة أو اللهجة موضع الدراسة.

كان اهتمام اللسانيات الوصفية باللغة المنطوقة عظيما، فاللغة الكلامية تعكس دفء الواقع وصدق الحقيقة، بكل ما تحمله من
مميزات وخصائص.

محاور الدراسة الوصفية :
تتم الدراسة الوصفية وفق ثلاثة محاور أساسية هي:
المحور الأول: الزمان .. ويقصد به أنه يجب تحديد الفترة الزمانية التي تدرس فيها الظاهرة اللغوية المعينة، لأن اللغة تتغير بمرور الزمن
نتيجة لعوامل كثيرة ومعقدة. فدراسة لغة الصحافة في إحدى الدول العربية يجب أن تحدد بفترة زمنية معينة، لأن لغة الصحافة شأنها
شأن لغة الخطاب العربي تتغير من حين إلى آخر
، وصحيح أن التغيير قد يكون بطيئا، ولا يمكن ملاحظته بسهولة، لكنه موجود في
جميع مستويات اللغة، وخاصة في الدلالة.

المحور الثاني: المكان .. يجب تحديد المكان الذي تقيم فيه الجماعة اللغوية التي تدرس لغتها، لأن اللغة تتغير بتغير المكان، ويلاحظ ذلك
جليا في العربية المعاصرة في الوطن العربي، إذ نجد في كل بلد عربي لهجة خاصة تباين بقية اللهجات العربية الأخرى. وحتى في
الوطن الواحد نجد لهجات مختلفة حسب الموقع الجغرافي.

المحور الثالث: المستوى .. ويقصد به الوسيلة والمجال والموضوع. فالوسيلة: تعني هل اللغة موضع الدراسة منطوقة أم مكتوبة؟ أما المجال
فيقصد به مجال اللغة هل هو شعر أم نثر. والموضوع يعني موضوع الدراسة.
ويرى باحثون أن لظهور المنهج الوصفي دورا مهما في تحول الدراسات اللغوية الحديثة من الدراسات اللغوية الفلسفية، التي تعتمد
على الخيال والتصور والتأمل، وعلى الحدس والتخمين، وعلى التدليل والقياس المنطقيين، كما هو شأن الفلسفة، إلى الدراسات
الواقعية التي تصف الواقع اللغوي، من خلال الاستعمالات اللغوية، بكل دقة وأمانة.
فيما يخص اللغة العربية واللسانيات الوصفية، فقد وضع علماؤنا قواعدهم وجمعوا مفرداتها على أساس اللغة المنطوقة، وكان مبدؤهم
أخذ اللغة سماعا عن الرواة ذوي الصدق والأمانة، كما أنهم كانوا يخرجون إلى البادية ليسمعوا العربية من أفواه الأعراب، مشترطين
الفصاحة فيما يأخذنوه.


اللسانيات التاريخية :
يهدف علم اللغة التاريخي إلى دراسة اللغة في مكان محدد، في مراحل زمنية مختلفة؛ لبيان التغيرات التي لحقتها في أثناء تلك المراحل.
وتدخل دراسة اللغة تاريخيا من جوانبها الصوتية والصرفية والنحوية والدلالية في صميم اللسانيات التاريخية؛
ومعنى هذا أن دراسة
تطور النظام الصوتي للعربية الفصحى هي دراسة تاريخية، وتطور الأبنية الصرفية ووسائل تكوين المفردات في العربية، على مدى
القرون مما يدخل في الدراسة الصرفية التاريخية. وتطور الجملة الشرطية أو جملة الاستفهام في العربية الفصحى مما يدخل في
الدراسات النحوية التاريخية. والمعاجم التاريخية التي يسجل كل منها تاريخ حياة كل كلمة من كلمات اللغة، من أقدم نص جاءت
به، متتبعا تطور دلالتها على مر التاريخ، تعد أيضا من اللسانيات التاريخية.

وتعتمد الدراسة التاريخية على الدراسة الوصفية، [color="rgb(244, 164, 96)"]وقد
كان المنهج التاريخي يغلب على طابع البحوث اللغوية في أوروبا في القرن الثامن عشر والقرن التاسع عشر لأسباب أهمّها،
[/color] مراقبة
التطور الدلالي للكلمات والأساليب.

يقوم البحث التاريخي على الرغبة في إعادة هيكلة الظاهرة اللغوية عبر العصور، من خلال ما تبقى من آثارها، فإن كان ثمّة مساحة
للاستنتاج فينبغي أن يكون استنتاجا من خلال النصوص والوثائق التاريخية لتصور الحلقات المفقودة. وعلى هذا فإن الباحث التاريخي
في اللغة يشبه عالم الآثار،
الذي يهتدي بتصور ما ُفقد من قطعة أثرية في ضوء ما عثر عليه منها، وبما يتناسب وحجم الفرغ
الموجود، سعيا لتكوين هيكل الظاهرة من السياق التاريخي العام.
ومن المشكلات التي تعترض الباحث في اللسانيات التاريخية أنه لا تتوفّر له مادة لغوية منطوقة، لمرحلة لغوية سابقة على المرحلة
المعاصرة، فلم تخترع وسائل التسجيل إلا حديثا، ومن ثمّ فليس أمامه إلا أن يلجأ إلى الكتابة، وهي وسيلة عاجزة لا تمثل المنطوق
تمثيلا صحيحا
؛ ولهذا يجب على الباحث عند دراسته لهذه المادة المكتوبة على الأحجار والصخور أو الطين أو المسجلة في أوراق
البردي...الخ أن يحتاط في الاحتجاج بها، وأن يدعم استنتاجه بشواهد أخرى، مثل ملاحظات العلماء، أو الكلمات التي تقترضها
اللغة المدروسة من اللغات الأخرى.

وهناك مجالات أخرى لعلم اللغة التاريخي منها:
1- قضية انتشار لغة من اللغات، والظروف التي مهدت لذلك، وأثر ذلك في بنية اللغة.
2- ارتباط اللغة بوظيفتها أو بوظائفها المختلفة في الجماعة اللغوية، يؤثّر بالضرورة في حياة اللغة، فهناك فرق كبير بين أن تكون
اللغة لغة جماعة محددة، أو أن تكون اللغة الرسمية في دولة عظمى، أو أن تكون لغة حضارة دولية.
3- دراسة مستويات الاستخدام اللغوي المختلفة في حياة كل لغة، وأثر ذلك في بنيتها وأهميته الحضارية، ومكانتها بين اللغات، مما
يدخل في إطار اللسانيات التاريخية.
ومن أهم النتائج التي يمكن الحصول عليها بواسطة اللسانيات التاريخية ما يلي :
أ- رصد مظاهر التغيير والتطور الذي أصاب اللغة في مسيرتها الزمنية الطويلة.
ب- الكشف عن القوانين اللغوية التي تطّرد في أمر اللغة، على اختلاف عصورها التاريخية، وعن الاتجاهات التي تميل إليها اللغة،
كالميل إلى الإيجاز والاختصار، والاطناب والتطويل.
 
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


All times are GMT +3. الوقت الآن حسب توقيت السعودية: 03:35 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. جامعة الملك الفيصل,جامعة الدمام
المواضيع والمشاركات في الملتقى تمثل اصحابها.
يوجد في الملتقى تطوير وبرمجيات خاصة حقوقها خاصة بالملتقى
ملتزمون بحذف اي مادة فيها انتهاك للحقوق الفكرية بشرط مراسلتنا من مالك المادة او وكيل عنه