[الأندلسي]

.
.

أطفال اليوم ليسوا هم أطفال الأمس << هكذا قالت والدتي
جالست بعض أطفال شقيقاتي جزءً من الوقت فجميل أن سمحوا لي ببضع دقائق نظراً لإنشغالهم ..
عند دردشتنا سوياً حدثت نفسي :
يا ترى هل كنت فعلاً مثلهم في طفولتي ؟
هل ما يعيشونه هم اليوم يحرمهم من طفولتهم ؟
وأيقنت أنهم يتجاوزون عدة سنوات لا يعيشون لحظاتها
الحديث والإهتمامات والتفكير كله تغير بين حسن وسيء ..
كطفله لم تتجاوز السبع او ثمان سنوات ولكنها تعيش عمر المراهقة ..
الأطفال في السابق كانت تسعدهم ابسط هدية وتؤنسهم أي لعبه
أما اليوم فالهدية تحتاج إشتراطات معينه ليقبل بها
ويرى أن كثير من الألعاب لا تناسب سنه نظراً لإعتقاده بتجاوز سن الطفوله وهو ما زال في دهاليزها

همسه : بالسابق كانت العائلة تجتمع كثيراً ، أما اليوم الطفل مشغول قبل والديه ..

أين الضجيج العذب والشغب ** أين التدارس شابه اللعب
أين الطفولة في توقدها أين ** الدمي في الأرض والكتب
أين التشاكس دونما غرضٍ ** أين التشاكي ما له سببُ
أين التباكي والتضاحك في ** وقتٍ معاً ، والحزن والطرب

أين التسابق في مجاورتي ** شغفاً إذا أكلوا وإن شربوا


يتزاحمون على مجالستي ** والقرب مني حيثما انقلبوا


يتوجهون بسوق فطرتهم نحوي ** إذا رهبوا وإن رغبوا


فنشيدهم بابا إذا فرحوا ** ووعيدهم بابا إذا غضبوا


وهتافهم بابا إذا ابتعدوا ** ونجيهم بابا إذا اقتربوا


بالأمس كانوا ملء منزلنا ** واليوم ويح اليوم قد ذهبوا

وكأنما الصمت الذي هبطت ** أثقاله في الدار إذا غربوا

الأندلسي