عرض مشاركة واحدة
قديم 2011- 1- 11   #4
زينب العلي
أكـاديـمـي ذهـبـي
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 41391
تاريخ التسجيل: Mon Nov 2009
المشاركات: 629
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 116
مؤشر المستوى: 66
زينب العلي will become famous soon enoughزينب العلي will become famous soon enough
بيانات الطالب:
الكلية: جامعة الملك فيصل
الدراسة: انتساب
التخصص: لغة إنجليزية
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
زينب العلي غير متواجد حالياً
رد: ساعدوني ارجوكم ... help me pleeeeas

المحاضرة الحادية عشرة 11
التعاون المهني- خلق التعاون المهني
تعريف التعاون المهني:
التعاون لغة هو المساعدة, من عاونه وأعانه إذا ساعده. والمعاون هو المساعد. والمعاونة هي: المساعدة.
والتعاون المهني في معناه الاصطلاحي يعني: المساعدة على أدائها.
أي المساعدة في إيجاد المهنة بروح الفريق الواحد, وما يستلزمه ذلك من تسييد معاني الأخوة والاحترام وسياسة الصبر, ثم الارتقاء إلى مراتب التناصح والتنافس.
أي أن على أصحاب المهنة أن يسعوا في واقعهم إلى تحقيق أمرين اثنين هما:
تسييد معاني الأخوة والاحترام وسياسة الصبر بين أطراف المهنة من عاملين وأرباب عمل أو رؤساء.
الارتقاء إلى درجات التناصح والتنافس باعتبارها ثمرة لتسييد معاني الأخوة والاحترام وسياسة الصبر.
شروط التعاون المهني:
لابد لتحقيق معاني الأخوة والاحترام والصبر والتناصح والتنافس من توافر الشروط التالية:
1- استحضار معنى الأخوة مع زملاء المهنة لقوله تعالى: {إنما المؤمنون أخوة}.
2- إنكار الذات والترفع عن الأنانية لكونها من الصفات الشيطانية كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه).
3- السماحة في المنهج كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (رحم الله عبداً سمحاً إذا باع سمحاً إذا اشترى, سمحاً إذا قضى سمحاً ).
4- الصبر على المكاره لقوله تعالى: [إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ] {الزُّمر:10}
5- بذل النصيحة لقوله صلى الله عليه وسلم : (الدين النصيحة. قلنا لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم).
6- المنافسة الشريفة لصالح المهنة ولما فيه خيرها كما في قوله صلى الله عليه وسلم : (من قتل قتيلا فله سلبه).
التوجيه الفقهي لخلق التعاون المهني:
كما أسلفنا في الخصال السابقة (الطهارة المهنية والاستقامة) فإن الحد الأدنى من هذا التعاون أيضاً ضروري وإلزامي بنص القانون أو العقد, والإخلال به يستوجب مسؤولية قضائية, ويبقى ما فوقه مطلوبا من جهة الأخلاق, ويستوجب مسؤولية أخلاقية.
وأيضاً ننبه هنا إلى ما أسلفناه من قبل من أن التعاون المطلوب في كل مهنة بحسب طبيعتها, فالتعاون المطلوب بين المدرسين يختلف عن المطلوب بين الطبيب والمريض, أو طاقم الطائرة... وهكذا.
كما أننا لا شأن لنا بالجوانب الأخرى التي لا تتصل بالمهنة كالتعاون بين أفراد الأسرة أو الجيران ... ونحو ذلك.
أدلة التعاون المهني:
يدل لخلق التعاون المهني أدلة كثير من القرآن والسنة, نذكر فيما يلي بعضاً منها:
- من القرآن الكريم: قوله تعالى: [وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالعُدْوَانِ] {المائدة:2} .
وقوله تعالى على لسان ذي القرنين: [قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا] {الكهف:95} .
وقوله تعالى: [إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ] {الحجرات:10} .
وقوله تعالى:[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ] {آل عمران:200} .
فهذه الآيات واضحة الدلالة في الحث على التعاون والأخوة والصبر التي هي من جملة خصال خلق التعاون المهني.
- ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم: (المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم). وقوله صلى الله عليه وسلم: (الدين النصيحة قلنا لمن قال الله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم).
وقوله صلى الله عليه وسلم: (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة ً فرج الله عنه كربة ً من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة).
وقوله صلى الله عليه وسلم: (عجباً لأمر المؤمن أن أمره كله له خيرٌ وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له).
وغيرها من الأحاديث في هذا الباب كثير, تؤكد جميعها على قيم الأخوة والتعاون والمحبة والتناصح والتنافس الشريف بين أبناء المجتمع الإسلامي.
مظاهر التعاون المهني عند الفقهاء:
هناك عقود ومهن كثيرة يتجلى فيها مظاهر التعاون المهني ذكرها الفقهاء في مصنفاتهم نكتفي بذكر بعض منها:
الإقالة في العقود: وتعني نقض العقد وإبطاله برضا الطرفين بناءً على طلبٍ من أحدهما بعد إبرام العقد ولزومه وترتب آثاره. أي أن أحد الطرفين يبدي ندمه وتراجعه عن الإقدام على العقد من بعد لزومه وترتب آثاره, فيستجيب له الآخر تقديراً لظروفه, ومراعاة لحق الأخوة التي يحث عليه الشرع, وقد أجمع الفقهاء على أن الإقالة مندوبة؛ لأنها من باب التعاون على البر, ويقول فيها عليه الصلاة والسلام: (من أقال مسلماً عثرته أقال الله عثرته يوم القيامة). والإقالة قد تكون بين متعاقدين في عقد بيع أو إجارة أو مريض مع طبيب, أو مهندس أو شركة للمقاولات مع من يريد إنشاء مبانٍ أو محلات تجارية, ولا شك أن ذلك من باب التعاون على البر, والاستجابة لدواعي الأخوة, وهما من خصال التعاون المهني.
- بذل النصح في بيع الحاضر لبادٍ: فقد ذكرنا فيما سبق أن النصيحة مطلوبة شرعاً من المسلم لأخيه المسلم, ومن الصور التي يتجلى فيها تقدير الشرع لذلك ما ورد من نهيه صلى الله عليه سلم (أن يبيع حاضر لبادٍ) أي ؛ نهى أن يكون الحضري –وهو من أبناء المدينة أو القرية- سمساراً للبدوي, يبيع عنه؛ لأنه سيؤدي في الغالب إلى غلاء السعر على أهل الحضر, حيث إن الأشياء في البادية أرخص, والبدوي يقتنع باليسير, ومن ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: (دُعُوا النَّاسَ يَرْزُقُ اللَّهُ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ, فَإِذَا اسْتَنْصَحَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيَنْصَحْهُ) . ومنه أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم (نهى عن بيع المضطر) وفي بعض الروايات بزيادة: (إن كان عندك خير تعود به على أخيك وإلا فلا تزيدنه هلاكاً إلى هلاكه) وبيع المضطر على وجهين: أحدهما: أن يضطر إلى العقد من طريق الإكراه. والآخر: أن يضطر إلى البيع لدين ركبه، أو مؤونة ترهقه، فيبيع ما في يده برخص، وهذا سبيله من جهة المروءة والدين أن لا يبايع على هذا الوجه، بل يعان، ويُقْرَض، ويمهل عليه إلى الميسرة. ومنه النهي عن بيع المسترسل, وعلى قياسه أن يتعاقد أي شخص مع صاحب مهنة, فلا ينصح له ويستغل جهله أو ظروفه فإنه منهي عنه.
- النهي عن تلقي الركبان: فقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن ذلك حتى ينزلوا السوق, وهذا ما يعني الحث على الصبر في تلقي أصحاب المهن حتى تستقر أوضاعهم, و لا يتضرروا من جراء تلقيهم قبل هبوطهم ببضائعهم إلى السوق. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (لا تلقوا الركبان) وفي رواية: (لاَ تَلَقَّوُا الْجَلَبَ, فَمَنْ تَلَقَّاهُ فَاشْتَرَى مِنْهُ شَيْئًا فَصَاحِبُهُ بِالْخِيَارِ إِذَا جَاءَ السُّوقَ). ولا شك أن الحكمة من النهي واضحة وهي حماية الركبان من الغبن, فقد طالب الرسول صلى الله عليه وسلم التجار بالصبر حتى يصل الركبان إلى السوق ويطلعوا على أحواله, فيبيعوا عن قناعة, ولا يقعوا ضحية جهلهم بالأسعار, وفي هذا تحقيق للعدل في المعاملات.
وهذه المسائل التي أوردناها وإن كانت في البيوع أو المعاملات المالية, إلا أنها تدل على أن هذه الأخلاق (النصح والصبر والإخاء والتعاون) مطلوبة في الإسلام أياً كانت المهنة.