عرض مشاركة واحدة
قديم 2011- 1- 11   #5
زينب العلي
أكـاديـمـي ذهـبـي
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 41391
تاريخ التسجيل: Mon Nov 2009
المشاركات: 629
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 116
مؤشر المستوى: 66
زينب العلي will become famous soon enoughزينب العلي will become famous soon enough
بيانات الطالب:
الكلية: جامعة الملك فيصل
الدراسة: انتساب
التخصص: لغة إنجليزية
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
زينب العلي غير متواجد حالياً
رد: ساعدوني ارجوكم ... help me pleeeeas

12 هاي
المحاضرة الثانية عشرة
الأمانة المهنية
تعريف الأمانة المهنية:
الأمانة لغة: عكس الخيانة, وتفيد الأمن والاطمئنان وعدم الخوف. وتطلق أيضاً على كل ما عهد به إلى الإنسان من حقوق أو واجبات أو حاجات للآخرين, فيطالب بالحفاظ عليها وإيصالها إلى ذويها سالمة. قال تعالى: [إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا] {النساء:58}, وقال أيضاً: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ] {الأنفال:27}.
والأمانة المهنية تعني في الاصطلاح الحفاظ على المهنة بحفظ عهدها وعدم الخيانة فيها. وتتمثل في أصول ثلاثة هي :
  • ما يخص حقيقة المهنة: وذلك بالحفاظ على خصوصية العلاقة بين أطراف المهنة بحسب طبيعة المهنة, مما يعرف عند الناس بأنه نقض للعهد, وإفشاء لأسرارها .
  • ما يخص التصرف في المهنة: وذلك من خلال الحفاظ على مصالح المهنة الحقيقية, لا مصالحه الشخصية على حساب المهنة. فلا يسرف في الإنفاق فيما يستلزم الإنفاق, ولا يستغل مهنته أو منصبه ليقدم مصالحه الشخصية على مصالح المهنة.
  • ما يخص وسيلة المهنة: سواءٌ في الوصول إليها أو في أدائها, فيجب أن تكون مشروعة لأن الغاية لا تبرر الوسيلة, وللوسائل حكم المقاصد, فلا كذب ولا غش ولا نفاق ولا غيبة ولا نميمة.
شروط الأمانة المهنية:
من خلال تعريف المهنة يمكن وضع أهم الشروط التي يجب توافرها لتحقيق الأمانة المهنية, وتلخيصها في الآتي:
الشرط الأول:
أن يحافظ جميع الأطراف على أسرار المهنة مما يعد إفشاؤه نقضاً للعهد.
فمثلاً الطبيب يطالب بالحفاظ على نوعين من الأسرار:
أ‌- ما يتعلق بجهة عمله كالمستشفى فلا يفشي أسرارها.
ب‌- ما يتعلق بالمريض ووضعه الصحي مما يعد سراً فلا يفشيه.
وعليه فلا يدخل في أسرار المهنة
أ- ما لا علاقة له بالمهنة كأن يعترف المريض أمام الطبيب بأنه قد ارتكب جريمة أو جناية في حق آخرين, أو اعتدى عليهم.
ب ـ ما لا يعد سراً بين الناس ولا يعد الكشف عنه نقضاً للعهد, كأن يذكر اسم المريض أو مهنته أو مكان إقامته.
ج ـ ما يعد سراً ولكن إفشاؤه في تلك الحالة مطلوب لجهة محددة لتعلق مصالحهم بالكشف عنها, وذلك كما لو أقد طرف على خطبة من آخر, فأجروا فحوصات طبية, فتم إجراؤها فيجب هنا الكشف عن حقيقة الوضع للأطراف, ولا يجوز إخفاؤها.
والمستشفى تحتفظ بنوعين من الأسرار:
أ ـ ما يتعلق بالطبيب من حيث أجرته أو الجزاءات الإدارية الواقعة عليه مثلاً.
ب ـ ما يتعلق بالمريض مما يعد كشفه نقضاً للعهد, ومضراً به.
والمريض يحتفظ أيضاً بنوعين من الأسرار:
أ ـ ما يتعلق بالمستشفى أو الجهة الطبية من معاملة خاصة كتخفيض الأجر مثلاً ومراعاة ظروفه الخاصة.
أ ـ ما يتعلق بالطبيب كأن يكون قد عامله بصورة مخصوصة مثل السماح له بمراجعته خارج أوقات الدوام الرسمي, أو مراجعته في بيته ... أو غير ذلك مما يعد الكشف عنه مزعجاً للطبيب.
الشرط الثاني:
أن يلتزم أصحاب الشأن في المهنة الرشد في التصرف من غير إسراف أو استغلال.
فمثلاً الطبيب لا يستغل ما وضع تحت تصرفه من الأجهزة في سبيل معالجة أصحابه وقرابته من غير إذن صاحب العمل, كما أنه لا يسرف في استعمال الأدوات الطبية التي وضعت تحت تصرفه.
والمستشفى لا تستغل الطبيب في طلبه خارج أوقات دوامه في سبيل مصالحها, أو الكشف على مرضى غير مدرجين في قائمة عمله.
والمرض لا يستغل فرصة وجوده مع الطبيب في السؤال عن أعراض مرضية يعاني منها بعض من يخصونه. وهكذا.
الشرط الثالث:
أن يلتزم أصحاب الشأن في المهنة السبل المشروعة التي تحفظ شرف الوسيلة لشرف المقصد , فلا مجال للكذب ولا للنفاق ولا
للغش ولا الغيبة ولا النميمة.
التوجيه الفقهي لخلق الأمانة المهنية:
ما ذكرناه سابقاً في الطهارة المهنية وما بعدها يتكرر هنا ومن ثمَّ فلا داعي لإعادته مرة أخرى. بمعنى أن الحد الأدنى من الأمانة المهنية ضرورية وقد تم التنصيص عليه من خلال القوانين والعقود, فإذا نحن هنا سنتناول ما وراء ذلك.
كما أن الأمانة المهنية تختلف من مهنة إلى أخرى, وكذلك لا شأن لنا بما وراء المهنة .
أدلة الأمانة المهنية:
يدل لخلق الأمانة المهنية آيات عديدة من كتاب الله وأحاديث نبوية كثيرة نذكر بعضها فيما يأتي:
فال تعالى: [إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا] {النساء:58}, وقال أيضاً: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ] {الأنفال:27}. فهذه الآيات تأمر بالحفاظ على الأمانات وأدائها على وجهها المطلوب, والأمانة المهنية جزء منها. وفي هذا أيضاً ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في صفات المنافقين: (وإذا أؤتمن خان).
قال تعالى: [وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ العَلِيمُ الخَبِيرُ] {التَّحريم:3} وفي هذا ما يدل على أنه ما كان ينبغي لهن الإفضاء بالسر الذي أسره النبي صلى الله عليه وسلم لبعض أزواجه. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك) وقال أيضاً : (مَنْ حَدَّثَ فِي مَجْلِسٍ بِحَدِيثٍ فَالْتَفَتَ فَهِيَ أَمَانَةٌ). أي أنه لا يجوز نقل كلام الآخرين, وإفشاءه, حتى وإن لم يطلبوا كتمانها صراحة, أو يقولوا هذه أمانة, بل يكفي أن يفهم منهم ذلك بمجرد الإشارة والإيماء كالالتفاتة التي تومئ إلى أن صاحبها يريد أن يخفي الخبر عن الآخرين, ولا يريد أن يسمعه غير من يتحدث إليه.
قال تعالى: [وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ ... وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا] {الحجرات:11-12} وقال تعالى: [وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ] {يوسف:18} فهذه الآيات تنهى عن صفات خلقية ذميمة من مثل الكذب والغش والغيبة واللمز وهي كلها متعارضة مع خلق الأمانة التي يجب التحلي بها, ومنها الأمانة المهنية.
مظاهر الأمانة المهنية عند الفقهاء:
ذكر الفقهاء كثيراً من الأحكام الفقهية ذات العلاقة بخصال الأمانة الخلقية نشير هنا إلى بعض منها:
استغلال المهنة بالغلول وقبول الهدايا: والمقصود باستغلال المهنة, الانتفاع الشخصي منها بما يعد تهمة, أو مظنة تهمة.
والغلول يعني أخذ شيء من مال الغنيمة أو غيره من الأموال المشتركة قبل أن يقسم. وسمي غلولاً لأن فاعله يخفيه في متاعه خيانة. وهو ناقض للأمانة. قال تعالى: [وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ القِيَامَةِ] {آل عمران:161} وقال صلى الله عليه وسلم: (من استعملناه منكم على عمل فكتمنا مخْيطاً فما فوقه, كان غلولاً يأتي به يوم القيامة).
وقال صلى الله عليه وسلم: (هدايا العمال غلول). أي ما يقدم إلى موظفي الدولة أو من في حكمهم من الهدايا والأموال بسبب أعمالهم أو مهنهم محرمة, وخيانة للأمانة, واستغلال للمهنة أو الوظيفة في سبيل مصالحه الشخصية.
الغش في المهنة بالتصرية والنجش: الغش في المهنة يعني التدليس في أدائها بما يوهم السلامة, وادعاء كثرة راغبيها لإغراء الآخرين فيها, أو رفع الأجر عليهم.
والأصل الفقهي الذي يتأسس عليه التدليس والخداع في المهنة هو التصرية.
والأصل الفقهي الذي يتأسس عليه الادعاء بكثرة الطالبين للمهنة هو النجش.
أما التصرية فهي ترك اللبن في ضرع الدابة حتى يزداد فيتوهم الراغب في الشراء أنها كثيرة اللبن, فيقدم على شرائها. ولا خلاف في تحريم هذا العمل لما فيه من الخداع والغش, والإخلال بالأمانة المهنية, وقد وردت الأحاديث في النهي عن الغش بصورة عامة, وعن التصرية بشكل خاص, فقال صلى الله عليه وسلم: (لا تصروا الإبل والغنم ...). ويلحق بهذا كل عمل من شأنه خداع الآخرين, وإغرائهم بشراء السلعة مع كونها على خلاف ذلك في حقيقتها, كأن يستخدم أصباغ أو ألوان خادعة تخفي حقيقة وضع السلعة, أو نكهات تخفي حقيقة الطعم الأصلي, أو أنواع من زيوت المحركات لإخفاء وضع محرك السيارة ساعة من الزمن حتى يتم بيعها, وهكذا.
وأما النجش فهو إبداء الرغبة في شراء سلعة لإغراء غيره, وإغلاء الثمن عليه, من غير أن يكون لديه نية حقيقية في الشراء. وهو حرام أيضاً لما فيه من خداع وتغرير للآخرين, وقد وردت الأحاديث النبوية الشريفة في النهي عنه, منها قوله صلى الله عليه وسلم: (ولا تناجشوا). ويلحق بذلك ما يشبهه من حيث استثارة الناس, وإغرائهم بالشراء.
ج- السفه في المهنة: ونعني به التبذير في إنفاق المال وإسرافه, وهو ضد الرشد الذي هو إصلاح المال وتنميته والمحافظة عليه. فمن صور السفه مثلاً أن يستهلك الممرض أضعاف المطلوب من الشاش والمراهم في معالجة جرح مريض مثلاً, أو يستهلك أضعاف ما يحتاج من الوقود للسيارة, أو الأسلاك لتمديدات كهربائية ونحو ذلك. وقد طالب الشرع بالحجر على السفيه, فقال تعالى: [وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا] {النساء:5}.
ولا شك أن النهي عن هذه التصرفات (الغلول والرشوة والتصرية والنجش والإسراف) من شأنها أن تؤسس لخلق الأمانة المهنية.