عرض مشاركة واحدة
قديم 2011- 1- 11   #8
زينب العلي
أكـاديـمـي ذهـبـي
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 41391
تاريخ التسجيل: Mon Nov 2009
المشاركات: 629
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 116
مؤشر المستوى: 66
زينب العلي will become famous soon enoughزينب العلي will become famous soon enough
بيانات الطالب:
الكلية: جامعة الملك فيصل
الدراسة: انتساب
التخصص: لغة إنجليزية
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
زينب العلي غير متواجد حالياً
رد: ساعدوني ارجوكم ... help me pleeeeas

والثانية 2

المحاضرةالثانية
أسس الأخلاق فيالإسلام
يقوم النظام الأخلاقي في الإسلام علىثلاثة أسس هي: الأساس الاعتقادي, والأساس الواقعي والعلمي, ومراعاة الطبيعةالإنسانية.
أولاً - الأساس الاعتقادي:
يتمثل الأساس الاعتقادي للأخلاق الإسلامية فيثلاثة أركان هي:
الركن الأول: الإيمان بوجودالله تعالى الذي خلق الكون وخلق الإنسان وخلق الموت والحياة وهو بكل شيء من الماضيوالحاضر والمستقبل عليم, حتى إنه ليعلم ما يدور في خلجات الأنفس من خير أو شر كماقال تعالى: [وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِنَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الوَرِيدِ)
الركن الثاني: إن الله عز وجل منذ أن خلقالإنسان فوق هذه الأرض عرَّفه بنفسه, وعرفه بطريق الخير والشر, وطريق الحق والباطل, من خلال رسالات أوحى بها إلى من اختارهم من أنبيائه ورسله. قال تعالى: [أَلَمْنَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ, وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ, وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ) وقال سبحانه: [وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا, فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَاوَتَقْوَاهَا], ثم إن الله سبحانه قد خلق في الإنسان قدرة لإدراك تلكالحقائق, ونصب دلائل على جميع ذلك في هذه الطبيعة يدركها من تأمل فيها وبحث عنها فيثنايا هذا الكون, قال تعالى: [سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الآَفَاقِ وَفِيأَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الحَقُّ] وبناء علىذلك كلفهم الله سبحانه باتباع الحق والخير, واجتناب الشر والباطل, كما بين واجباتهمتجاه خالقهم, وتجاه المخلوقات الأخرى, وبين لهم المحرمات التي يجب عليهماجتنابها.
الركن الثالث: هو وجود الحياة بعدالموت, وهذه الحياة إما نعيم وإما جحيم. فالأولى يكافأ بها من اتبع الحق, وفعلالخير واجتنب الشر وما حرمه الله تعالى عليه, والثانية يجازى بها من اتبع الباطلوارتكب ما حرم الله. وهذه وتلك تكون بعد حساب دقيق يقوم به الخالق يوم القيامة, كماقال سبحانه: [إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي المَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُواوَآَثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ]{ وقال جلجلاله: [فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ, وَمَنْ يَعْمَلْمِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ]{
إذن فهذه الحياة ميدان عمل واختبار للإنسان لمن يريد الخير, ولمن يريدالشر, قال تعالى: [الَّذِي خَلَقَ المَوْتَ وَالحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْأَحْسَنُ عَمَلًا], والحياة الأخرى للحساب والجزاء, قال تعالى: [وَنَضَعُالمَوَازِينَ القِسْطَ لِيَوْمِ القِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْكَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ] {, وقال أيضاً: [اليَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَاظُلْمَ اليَوْمَ إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الحِسَابِ]

وهذا الأساس بهذا المفهوم في غاية الأهميةفي الاتجاه الأخلاقي في الإسلام, وهو السند الذي يُعتمدُ عليه في إقامة النظامالخلقي, وفي عملية الالتزام به. فبدون هذا الأساس تفقد الأخلاق قدسيتها وتأثيرهاالكبير في الإنسان, ولا يمكن أن تطبق تطبيقاً عملياً دقيقاً في السر والعلن, إلاإذا اتخذ هذا الأساس في قلوب البشر مكاناً, وآمنوا به إيماناً صادقاً. وليس هذاأساس للسلوك الأخلاقي فحسب, بل كذلك للحياة, إذ لا معنى للحياة –في الحقيقة- دونوجود هذا الأساس ودون الاعتماد عليه.
إن الذييقرأ كتابات الوجوديين وأمثالهم من الملاحدة الذين لا يؤمنون بالله ولا باليومالآخر يجد أنهم يعانون من قلق وحيرة واضطراب في أعماق قلوبهم, ثم يسعون إلى تعميمهعلى البشر كلهم بدعوى أنه من مستلزمات الوجود الإنساني, وأن طبيعة الحياةتقتضيه.
وهو ادعاءٌ باطلٌ, بدليل أن غيرهم ممنليس على شاكلتهم لا يعاني من تلك الظاهرة, ولعله ناتج عن انعدام الإيمان لديهم. والسر فيه أن في طبيعة الحياة الإنسانية جانباً لا يملؤه إلا الإيمان, فمن انعدملديه الإيمان عانى من الفراغ في هذا الجانب, فأحس بالقلق والاضطراب, وهو ما يدفعهمإما إلى الانتحار والتخلص من الحياة بطريق مباشر, أو الوقوع في شرك المخدرات أوالمسكرات, ليقتل نفسه بطريق غير مباشر. والأمر الذي يؤكد صحة هذا التفسير هو أنهؤلاء الناس لا يعانون فقراً أو حرماناً أو مرضاً, بل هم أغنياء أصحاء, وإنمايعانون من فقدان الطمأنينة التي تجلبها العقيدة الصحيحة والإيمانالقويم.
إن اعتماد الأخلاق على أساس من العقيدةيضفي عليها طابعاً مميزاً من القداسة, وتدفع بالإنسان إلى فعل الخير, والابتعادعنالشر, وتجعله صاحب ضمير حي, وقد اعترف بهذا الدكتور ألكسيس كاريل حيث يقول: "الفكرةالمجردة لا تصبح عاملاً فعالاً إلا إذا تضمنت عنصراً دينياً, وهذا هو السبب في أنالأخلاق الدينية أقوى من الأخلاق المدنية إلى حد تستحيل معه المقارنة, ولذلك لايتحمس الإنسان في الخضوع لقواعد السلوك القائم على المنطق إلا إذا نظر إلى قوانينالحياة على أنها أوامر منزلة من الذات الإلهية".
ثانياً - الأساس الواقعي والعلمي:
إذا كان الإسلام قد دعا إلى المثالية والسمو الروحي, وذم الذين أخلدواإلى الأرض وشهواتها, فإن دعوته إلى المثالية كانت واقعية وكانت وسطاً بين نظرتينمتطرفتين هما:
أولهما: دعوات روحية تدعو الإنسانإلى محاربة الطبيعة, وعدم الاستسلام لها, مهما جابهته ضغوطات الحياة ومهما كانتشدتها؛ وذلك لأن سعادة الإنسان وسموه الروحي وخلاصه من آلام الحياة -في نظرهم- إنماتتم بمحاربة الطبيعة والتسامي على واقعها.
ثانيهما: دعوات للطبيعيين الذين أخلدوا إلى الأرض, وقدموا الطاعةلدواعيها ومتطلباتها؛ لأن الحياة معها -في نظرهم- هي الحياة السليمة التي تصلبالإنسان إلى السعادة.
فجاء موقف الإسلام نحوالطبيعة واقعياً وسطاً معتدلاً بين هاتين النظرتين, وقد تجلى ذلكفي:
1-
دعوته إلى الاستعلاء على الطبيعة وعدمالاستسلام لها؛ وذلك بدعوته الإنسان إلى أن يكون سيداً على الطبيعة, فيسخر مواردهافي عمران الأرض, ونفع العباد, كما قال تعالى: [هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِوَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا] {هود:61} وأن يكون كذلك سيداً على نفسه, فيضبط ميولهورغباته ويوجهها وفقاً للمثل العليا التي جاء بها الإسلام.
2-
دعوته إلى التأقلم والانسجام مع الطبيعة ومع الواقع, وعدم التصادممعها, وذلك عن طريق اتخاذ قواعد للسلوك تنسجم تمام الانسجام مع القوانين الأساسيةللحياة البشرية, وهي القوانين الثلاثة التالية: قانون المحافظة على الحياة, وقانونتكاثر النوع الإنساني, وقانون الارتقاء العقلي والروحي, وفي هذه القوانين يتجلىالأساس العلمي الذي أقام الإسلام نظامه الأخلاقي عليه.
ففيما يتعلق بالقانون الأول – الذي هو المحافظة على الحياة- فإن الإسلاماعتبر كل سلوك من شأنه أن يحافظ على الحياة وينميها, سلوكاً أخلاقياً. وكل سلوكيضاد الحياة أو يعوقها بصورة من الصور يعد سلوكاً غير أخلاقي. فمن هنا كان القتلحراماً أخلاقياً, وكذا تهديد الآخرين وإخافتهم, والتحاسد والتباغض والتدابر. وكانمن الواجب احترام الناس والمحافظة على أرواحهم وأعراضهم ودمائهم, والسعيلنفعهم.
وفيما يتعلق بالقانون الثاني – الذي هوتكاثر النوع- فإن الإسلام اعتبر كل سلوك من شأنه أن يؤدي إلى إبقاء النوع وتحسينهسلوكاً أخلاقياً راقياً. فشرع الزواج وحث عليه, ونهى عن التبتل أو الرهبانية كما فيحديث أنس بن مالك ، قال: جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي ، يسألون عن عبادة النبي ، فلما أخبروا كأنهمتقالُّوها. فقالوا: وأين نحن من النبي ؟ قد غفر له ما تقدم منذنبه وما تأخر. قال أحدهم: أما أنا فإني أصلي الليل أبداً، وقال آخر: أنا أصومالدهر ولا أفطر، وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبداً
. فجاء رسول الله إليهم، فقال: (أنتم الذين قلتم كذا وكذا، أما والله إني لأخشاكم للهوأتقاكم له، لكني أصوم
وأفطر، وأصلي وأرقد،وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني).() كما حث على حسن اختيار الزوجة, فقالالرسول: (تخيروا لنطفكم، وانكحوا الأكفاء، وأنكحوا إليهم).() وحث الآباء على تزويج بناتهم من أناس صالحين, فقال: (إذا جاءكممن ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إلاَّ تفعلوا تكن فتنةٌ في الأرض وفساد).() ثم إنالإسلام حرم كل سلوك من شأنه أن يعوق استمرار التناسل؛ لأنه يعد منعاً لاستمرارالنوع, ومن ثمَّ فقد حرم الإسلام الخِصاء, كما في حديث ابن مسعود ،قال: "كنا نغزو مع النبي صلى الله عليه وسلم ليس لنا نساء، فقلنا: يا رسول الله،ألا نستخصي؟ فنهانا عن ذلك".() فالإسلام يعد الخروج على القوانين الطبيعيةوالأخلاقية تعدياً وخروجاً عن جادة الحياة المستقيمة.
وفيما يتعلق بالقانون الثالث – الذي هو الارتقاء العقلي والروحي- فإنالإسلام اعتبر كل سلوك من شأنه أن يؤدي إلى السعادة والإقبال على الحياة بمحبةوانشراح وينمي العقل ويحافظ عليه سلوكاً أخلاقياً راقياً, وكل سلوك يضاد ذلك كأنيجعل الإنسان يعيش في عزلة من الناس متشائماً قلقاً, أو يضر بعقله ويجعله مريضاً أومتخلفاً مستسلماً للجهل والخرافات سلوكاً غير أخلاقي. ومن ثم فقد وجدناه يحث علىالعلم وصلة الرحم ومحبة الآخرين والرحمة بهم, والرضا بقضاء الله وقدره, كما في قولالرسول: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)() أو قوله: (‏عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلاللمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء، صبر فكان خيراً له)() أو في تحريمه للانتحار, أو تعاطي المسكرات أو المخدرات أو ما من شأنه أن يضر بصحةالإنسان البدنية أو بعقله
فقال تعالى: [يَسْأَلُونَكَ عَنِ الخَمْرِ وَالمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌوَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا] {البقرة:219} وقوله سبحانه: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الخَمْرُ وَالمَيْسِرُوَالأَنْصَابُ وَالأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُلَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ , إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُالعَدَاوَةَ وَالبَغْضَاءَ فِي الخَمْرِ وَالمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِاللهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ] ومثلها منالنصوص كثير جداً.
ثالثاً – مراعاة الطبيعةالإنسانية:
وهذا الأساس مهم في الدراساتالأخلاقية, وذلك لوجود ارتباط وثيق بين السلوك وطبيعة الإنسان, ولتوقف نجاح النظامالأخلاقي على مدى انسجامه مع واقع هذه الطبيعة.
فالإسلام ينظر إلى الإنسان على أنه روح وجسد, وعقل وقلب ومشاعر وعواطف, وأن هناك صراعاً بين طبيعة الإنسان وتكوينه المادي الذي يميل إلى الأرض والترابالذي خلق منه, فيستجيب للأهواء والشهوات وينساق لها, وروحه العلوية التي هي من نفخالإله, وتدعو إلى السمو والرقي والمثالية.
والمطلوب هو التنسيق بين هاتين الطبيعتين في الإنسان, وتوجيهه إلىالسلوك الذي يليق به بصفته أشرف مخلوق على ظهر الأرض, وصاحب رسالة خُلِق من أجلهافي هذه الدنيا.
والمرجع في هذا التنسيق هو رب العالمين تباركوتعالى.
.
.
اتمنى تعم الفائدة و يغطي نقص المحتوى اللي عندك
تحياتي