عرض مشاركة واحدة
قديم 2011- 2- 2   #8
أمير القلب
أكـاديـمـي مـشـارك
 
الصورة الرمزية أمير القلب
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 49792
تاريخ التسجيل: Mon Mar 2010
المشاركات: 2,563
الـجنــس : ذكــر
عدد الـنقـاط : 13787
مؤشر المستوى: 96
أمير القلب has a reputation beyond reputeأمير القلب has a reputation beyond reputeأمير القلب has a reputation beyond reputeأمير القلب has a reputation beyond reputeأمير القلب has a reputation beyond reputeأمير القلب has a reputation beyond reputeأمير القلب has a reputation beyond reputeأمير القلب has a reputation beyond reputeأمير القلب has a reputation beyond reputeأمير القلب has a reputation beyond reputeأمير القلب has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: إدارة أعمال/عضو مؤسس
الدراسة: انتساب
التخصص: السلك الدبلوماسي
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
أمير القلب غير متواجد حالياً
رد: لقيطه تحكي يوميات الإنسان اليتيم

أشكركم على المتابعة جميعا
*********************************
أن تكون مجهول الهوية في المجتمع السعودي
فهذا يعني أنك لا قيمة لك أبدا هذا ماتعلمته من الحياة ....
حينما كنت صغيرة كنت أرى الكثير من الموظفات يقومن بعملهن
على أكمل وجه بعضهن كن ناصحات من حيث التوجيه والتربية السليمة
وبعضهن فقط يأتين ليعملن ويقبضن رواتب لايهمهن سوى عمل الطلوب منهن
كانوا يقولون عنا أننا أبناء الدولة فكنا نعتقد أننا فعلا أبناء الدولة مما جعلنا نعتد بأنفسنا كثيرا
أتذكر في المدرسة قامت أختي هناء بافتعال مشكلة مع إحدى الطالبات تطورت لاشتباك بالأيدي
وطبعا كانت هناء تصرخ بالتفاة وتقول لها : هيه إنتي ماتعرفين من أنا ؟؟؟
قالت لها البنت : إلا إنتي هناء ؟؟
قالت هناء : لا أنا بنت الدولة والله بكرة لأعلم عليك ماما سارة وتشوفين
طبعا ماما سارة هي الأم الحنون الأميرة سارة آل سعود الله أطال عمرها مديرة الإشراف على الدور
الاجتماعية سابقا فكانت ومازالت الأم المعطاء ....
أيضا أتذكر أن أحدالمعلمين اتصل على الدار يشكو من أحد إخوتي ويقول :
ترى ولدكم أزعجنا كل ماقلنا له شي قال والله لأعلم عليكم ماما سارة ...
كنا نخوف الكل بماما سارة لأن أي شكوى نوصلها لها تقف هي عليها شخصيا ولا تجعلها تمر مرور الكرام
وهي التي تعمل فعلا لأجلنا من قلب تأخذنا معها زيارات لمنزلها لم نطلب منها شيئا إلا وتعطينا إياه
لم تقصر معنا أبدا فجزاها الله كل خير ....
في طفولتنا كنا نشعر أننا أفضل الناس ففي الدار أخبرونا أننا أبناء الدولة وماما سارة لم تقصر معنا يوما
حين نشتكي من أي معلم أو معلمة تهرع الأخصائية للدار قائلة : ترى هذولا عيال الدولة انتبهوا لهم الله
يجزاكم خير وأيتام ساعدوهم ونجحوهم والأميرة سارة وراهم تسأل عنهم وتهتم فيهم ...
فترسخ في ذهننا أننا نحظى بمعاملة خاصة لأننا أبناء الدولة والكل يعمل لخدمتنا ...
كانت هناك إحدى أخواتي الكبيرات في إحى المرات اختلفت مع إحدى الموظفات وبعد أن اشتد النزاع
قالت أختي للموظفة : ترى إنتي جاية تشتغلين عندنا براتب مو بلاش عشان تنافخين علينا ...
فردت عليها قائلة : لا يكون تدفعين لي راتبي بعد ترى راتبي من الحكومة مو منك ...
قالت أختي : لا بس الحكومة جابتك تشتغلين عندنا وعطتك راتب يعني حالك حال الفلبينيات العاملات
ومنتي أحسن منهم ...
قالت لها الموظفة : لا حبيبتي أنا أحسن منهم ومنك يابنت الشوارع الظاهر إنك نسيتي نفسك وقمتي
تردين علي أنا ع الأقل بنت أصل وفصل وماني بنت شوارع مثلك ....
هنا كبرت السالفة ووصل الموضوع للوزارة وتم فصل الموظفة من عملها بسبب الكلمة
التي تلفظت بها بعد أن تقدمت أختي بشكوى للإدارة والإشراف والوزارة ....
فهذا أيضا كان يشعرنا بأن لنا قيمة وأننا نستطيع فصل الموظفات وكم من موظفة فصلناها أو حتى هددنا بفصلها ...
كنت أسمعهم وهم يقولون على إيش عيال الدار شايفين أنفسهم هذا وهم كذا شايفين أنفسهم
الله يعز الحكومة اللي حاطة لهم قيمة ....
وعندما كبرت عرفت معنى مايقولون فعلا لم يكن لنا قيمة سوى عند الحكومة والوزارة
باقي الناس ليس لنا أي قيمة عندهم ....
حين عرفت حقيقة أنفسنا ضحكت كثيرا على الفكرة التي كانت تترسخ في ذهني أيام طفولتي
كانت حقيقة نفسي على النقيض تماما عما كنت أتخيل ....


اقتباس:
ههههه

يعني انتوا كنتوا مثل القوات الأنكشارية ... عيال الحكومة

الله يسعدكم




للمعلومية فكرتك هذه كانت موجودة في ايام الدولة العثانية ..على ماظن ايام السلطان سليم الأول
كان هناك القوات الانكشارية وكانت الدولة تعتبرهم عيال السلطان وكانوا يعتزون بذلك
وكان عندهم ولاء شديد للدولة العثمانية
ههههه
هم اللي غرسوا فكرة إننا عيال الدولة فينا وهم كان يحسسوننا بكذا
والدولة لاتعفو عمن يخطيء في حق أحدنا فأتذكر قبل عدة سنوات توفي أحد أبناء
الدار في حادث سير وطبعا تم عمل تحقيق واسع بين الموظفين المرافقين للأب
والسائق رغم أن الابن كان في الرابعة عشر من عمره وتوفي بعد أن اصدمت به سيارة
وتوفي قضاء وقدر لكن تم سجن بعض المراقبين بتهمة الإهمال وفصل بعضهم الآخر ...
أيضا أتذكر أنه تم فصل ممرضة من الدار بسبب إهمالها في معالجة طفل مما تسبب له
في التشنج وبعد مدة فصلت ممرضة أخرى لأنها نست أن تعطي أحد الأطفال إبرة الأنسولين
مما أصابه بغيبوبة سكر ....
وأيضا أي أم تثبت إساءتها في تعاملها معنا يتم فصلها مباشرة من العمل ....
وفي المدرسة أي معلمة نشتكي منها في ثاني يوم تلقى الشكوى واصلة لها ...
كل تلك التصرفات كانت تجعلنا نشعر بأهميتنا لديهم ...
....................

أصبحنا حين نعرف أننا مدعوون لحضور مناسبة نلتزم الهدوء ونحاول قدر
الإمكان أن لانخطيء كي لانعاقب ونحرم من الرحلات فالحرمان من الرحلات كان من أشد العقاب
النفسي الذي نشعر به ...
في طفولتي كنت أعشق تلك الحفلات والمناسبات التي يقميها لنا الآخرون فبعض العائلات المعروفة
يقومون بدعوتنا لمزارعهم واستراحاتهم وحتى قصورهم ويقيمون لنا احتفالات يريدون بذلك الأجر
لوكن عندنا كبرت أصبحت أتحاشى تلك الاحتفالات كثيرا لأنني أصبحت أشعر أن تلك الأسر التي تقيم
لنا المناسبات لا تبحث عن الأجر بقدر ماتبحث عن الشهرة والسمعة فعائلة معروفة قامت بدعوتنا
لمزرعتهم ذهبنا إليها وجدنا أن تلك العائلة دعت الكثير من وجهاء المجتمع وأقامت الموائد
والمشروبات وبالغت في الإسراف وكنت أشعر أنه من باب التفاخر أمام المدعوين وليس لأجلنا
أو لأجل الخير فالخير له وجوه كثيرة كان بالإمكان كفالة يتيم بالسر من إحدى الدور الخيرية
وكان بالإمكان التبرع على المستحقين بتلك الأموال ...
فحاليا لا أذهب إلى من أشعر أنهم منافقين يراؤون بمايفعلون فأنا أصبحت في سن أميز فيه
بين من يفعل الخير لأجل الخير ومن يفعل الخير لأجل الغير ...
المهم أننا ذهبنا ذلك اليوم لمزرعة عائلة معروفة كانت مزرعة جميلة وكبيرة بها كل شيء
حوش سمك كبير بحجم غرفة وبحيرة للبط وأيضا كان يوجد بها دواجن وأرانب وحيوانات عديدة
وكذلك أنواع متعددة من الأشجار والفواكه والنخيل مزرعة كانت بمساحة حي من أحياء مدينة الرياض
فيها بيوت شعر ومسابح ومنزل جميل وطبعا كالعادة كان هناك ضيوف كي يرون كرم تلك العائلة وحبها
للخير حين تدعو أبناء الدار وتستقبلهم بمزرعتها الخاصة ...
وحين وصولنا جمعتنا الأم وكالعادة انهالت علينا بنفس الوصايا التي توصينا إياها في كل مناسبة
والتي نحفظها عن ظهر قلب لكننا للأسف لا نطبقها ...
أوصتنا أن لانسبب الفوضى وأن نجلس بأدب وأن لانطلب منهم أن يعطونا بل ننتظرهم هم يبادرون بالعطاء
وأن نشكرهم حين يقدمون لنا أي شيء وأن لانقوم بالهجوم المعتاد على المائدة وكأننا نعيش في مجاعة ...
للاسف لم نتقيد بماطلبته منا لا أعرف لم كنا نرى كل شيء لدى الآخرين جميلا ومختلفا
حتى لو كنا نملك مثله في الدار هناك طباخات يطهون لنا الطعام وحينما نخرج ونرى نفس الطعام في مكان
آخر نشعر أنه مختلف وألذ وكأننا لأول مرة نتذوقه وكان ذلك التصرف يزعج أمهاتنا وفي كل مرة نوبخ بسببه
لعبنا كثيرا ذلك اليوم وفعلنا كل مايحلو لنا لأننا نلعم ان الأم لن تستطيع ضربنا وتوبيخنا أمام الضيوف
لكن ما إن عدنا إلى الدار إلا وبدأ مسلسل التوبيخ لم ولم ولم ؟؟؟
فصرخت الأم علينا كثيرا ذلك اليوم وقالت : أنا وش قايلة لكم ؟؟؟
ماقلت ما أبغى إزعاج ماتفهمون إنتم ؟؟؟
وإلالازم تفشلونا بأي مكان تروحون له ؟؟؟
ويوم شفتوا الأكل كأنكم مجاعة ومحرومين مع إنكم تآكلون أكثر من غيركم
وكل شيء عندكم بس مايملى عينكم شي ؟؟؟
تعودتوا على قلة الأدب والشفاحة كأنكم ماعمركم شفتوا خير ؟؟؟
عيالنا اللي ماشافوا اللي شفتوه إذا رحنا بهم مكان قعدوا متأدبين لحد مانرجع وإنتم ماتعرفون الأدب ؟؟؟
الله يآخذ أمهاتكم اللي جابوكم وإحنا ابتلشنا بكم ....
اليوم معاقبين مافيه حديقة ولا فيديو ولا شي انطقوا كذا عشان تعرفون تتأدبون مرة ثانية
وفيه ناس بيكون عقابهم أكثر وهم اللي استهبلوا فلان وفلانة وفلان .....الخ
طبعا لايهمنا كل ماتقوله فالأهم أننا فعلنا مايحلو لنا ....

__________________

اقتباس:
جزاك الله خيرا .. وفيت يا الغاليه ما سألت إلا أريدك توضحين النقطه هذا للجميع
أن بنات الدار .. مثلهم مثل غيرهم بل ربما هم أشد .. من ناحية التربية والرقابة
مع إن الدار تشدد رقابتها علينا إلا إن الناس يتوقعون إن أبناء وبنات الدار منحرفين
صادفنا ذلك كثيرا بعض الأمهات كانوا يمعنون بناتهم من إنهم يكونون صديقاتنا في المدرسة
وأغلب الناس نظرتهم سلبية للدور وأبناء الدور ....
رغم أن هناك من بنات الدور من يلتحقن بدور لتحفيظ القرآن ويحفظن القرآن أو أجزاء كثيرة منه
وهناك من تفوقن دراسيا وهناك من هن على خلق وأدب واحترام ولكن تبقى النظرة السلبية
لدى الكثير من أفراد المجتمع حيال هذه الفئة ....
_____________________

منذ طفولتي كنت أذهب كثيرا لمستشفى الشميسي بالرياض
طبعا هذا المستشفى أعتقد أن أغلب إن لم يكن جميع شهادات ميلاد
أبناء وبنات الدار استخرجت منه فأي طفل في الدار لا بد قبل أن يحضر
للدار أن يتم عمل فحوصات له في مستشفى الشميسي واستخراج شهادة ميلاده من هناك
ففي طفولتي كنت أ‘حب ذلك المستشفى الكبير الذي لايخلو من الزحمة كنت أذهب إليه
حين يكون عندي موعد وأحيانا أتوسل لأمي حين تذهب مع أحد إخوتي وأطلب منها أن
تصطحبني معها وغالبا ماتوافق كنت أعشق ذلك المستشفى رغم قدم مبناه وتهالكه
ورغم زحمته إلا أنني أحبه فكثيرا مالعبت بين جوانبه وكثيرا ماركضت ودخلت غرفه
وكنت كل مرة أذهب إليه أسلم على الممرضات الفلبينيات وعلى بعض الأخريات
من الجنسية المصرية كن يعرفنني من تعدد زياراتي لهن وربما من ملفي عندهم ...
حينما كبرت وعلمت أنني في يوم من الأيام كنت ملقاة أمام بوابة ذلك المستشفى
أدركت سر تعلقي به فهو بيتي الأول قبل الدار ومنه كانت بداياتي وكانت بداية قصتي
مازلت أتساءل عن مصداقية معلومة قرأتها مرة وهي أن الطفل حين يكون في بطن أمه
يرى دورة حياته كاملة وهذا تفسير أنه يعشق بعض الأشياء التي ترتبط به أو يشعر مسبقا
أنه سيتعرض لموقف ومن ثم فعلا يحدث ذلك الموقف أو حتى حين يألف بعض الأشكال ويشعر
أنه رآهم وعرفهم مسبقا وهذا مايسميه البعض بالحاسة السادسة ...
للأسف أنه لانستطيع أن نثبت مصداقية تلك النظرية أو المعلومة لكنني أحيانا أشعر بمصداقيتها ....
فكنت أشعر بألفة لمستشفى الشميسي دون أن أعرف السبب وحين عرفت أنهم وجدوني
هناك أدركت سر تعلقي به ...
تغيرت نظرتي له كثيرا ففي كل مرة أذهب إليه أتساءل إن كانت أمي ولدتني فيه وحين خرجت
ألقت بي أمامه وذهبت لتبدأ من جديد بعيدا عنه وعني وعن كل مايذكرها بماضيها ...
أم أنها جاءت بي من أحد الأحياء المتهالكة والقديمة التي تحيط بالمستشفى والقريبة منه
وألقت بي أمامه ثم ذهبت وتوارت بعيدا وتركتني أبدأ حياة جديدة بعيدا عنها وأفتقد فيها
لكل شيء ....
أم أنها ربما لم تأتِ ربما كلفت أحدا غيرها بوضعي هنا ولم تكلف نفسها بإحضاري ...
مرات كثيرة فكرت فيها بأن أذهب لمدير المستشفى وأسأله عن الأمهات اللاتي أنجبن إناثا
في ذلك اليوم " يوم مولدي " ولكني تراجعت بعد أن شعرت أن ميلادي غير مؤكد فمن الممكن
أن يكون قبل المسجل في أوراقي الرسمية بيوم أو يومين أو ربما لم تلدني أمي في نفس
المستشفى ...
في الدار سألتهم كثيرا عن الم التي استلمتني من المستشفى وحملتني بين يديها وأحضرتني
للدار كنت أريد أن أعرف منها أي شيء وأسألها إن كانت سمعت عني أي معلومة
توقع مثلا من الممرضات أو أن أحدا رأى من وضعني أو اي معلومة كان لدي شغف بمعرفة
كل تفاصيل مولدي ....
بينما الآن لم يعد يهمني أن أعرف تلاشى ذلك الشغف والاهتمام لم أعد أسألهم عن أي
شيء ولا أبحث عن أي شيء ...

_____________________________

اقتباس:
إن كنت تسردين قصتك كي تهوني مصاب الاخرين ، فمعك حق لكن لا انسى كلمة ابي الله يرحمه :فانت حالك افضل من كثير و ابشع من ناس !
يعني لا تحسبي نفسك اتعس وحدة على وجه الارض ، ان تكوني لقيطة خير من ان تكوني وسط عائلة تدفعك للدعارة كي تصرفي عليهم و هناك حالات كثيرة و اخطر من هذه ايضا !
الحمد لله انك تعيشين حياة كريمة و علاقتك بربك جيدة كما ارى و لا تهمك نظرة المجتمع بل اهتمي بثقافتك و تكوين نفسك و دينك ! و إذا جاءك من ترضين دينه و خلقه تزوجيه و بلاش فكرة الشفقة او ما لي اهل كلها مفاهيم خاطئة...
افتخري بنفسك انك عشت بدون اسرة و وصلت مرتبة لم يصلها من تربى مع اسرته !!!
انظري لحياتك بتفاؤل و ايجابية و يكفيك ان الرسول عليه افضل الصلاة و السلام لم يعش مع اهله ، عاش يتيم و وحيد .
بالنسبة لافتراضاتك، هناك افتراض لم تذكريه : يمكن امك و ابوك متزوجين و احد حب ينتقم منهم عن طريقك ! الغايب حجته معاه و انت لا يمكنك الجزم اانت لقيطة ام لا ، ولدت من نكاح او سفاح !
إذا كان هناك مجال لتبحثي عن امك ، فلا تترددي
لا تحقري نفسك و كما قلت لك اعتزي بنفسك و ثقافتك و يكفيك انك مسلمة
سامحيني على التطويل و العتاب
إختك في الله
إن كل اللي في الدار مايجيبوهم الدار إلا بعد أن يتأكدوا إنه مافيه أحد سأل عنهم فلنفترض أن
هناك أحد انتقم من والدي عن طريقي ألم يفكرا ذلكما الوالدان في البحث عني وتقديم بلاغ
للشرطة لأننا لا نودع قي الدار إلا بعد توثيقنا في مراكز الشرطة وتسجيل المكان والزمان والتقاط
صور لنا مما يسهل إيجادنا في حالة البحث عنا ....
حاليا لم تعد لدي الرغبة لا في البحث عنهما ولا حتى بمعرفتهما ...
ربما حالي أفضل من غيري ولكن كل إنسان يرى مصابه عظيم ويبحث عن الأفضل
ولا أعتقد أن هناك من يعيش في حرمان أسري وعاطفي ويدعي أنه سعيد ومسرور
وأنا حين سردت لكم قصتي ليس لأني ساخطة ولا ناقمة ولكن أردت العتبير فقط عن مشاعري
عن حياتي عن الأشياء التي افتقدتها ومازلت أفتقدها ...
أنا عشت في الدار وخارج الدار وأعرف أن هناك من حرموا من الجو الأسري وهناك من حرموا
من المال وهناك من حرموا من الصحة وهناك من حرموا من أشياء كثيرة ...
ففي المدرسة والجامعة رأيت أناس بؤساء
رأيت أناس حرموا من الحياة الكريمة يبحثون عما يسد رمقهم فقط بينما في الدار نتناول
خمس وجبات يويما مابين خفيفة ورئيسية بإشراف أخصائية تغذية وطباخات يعددن أصناف
متنوعة من الطعام تحتوي على جميع العناصر الغذائية ...
رأيت بنات في المدارس كانوا يرتدون ملابس قديمة وحقائب ممزقة وحتى في البرد لايجدون
مايقيهم برد الشتاء بينما في الدار نملك ملابس بل وفائضة لدينا من جميع الماركات ...
رأيت أناس في الحياة يتفتقدون للمال والأساسيات بينما نملك نحن حتى الكماليات ...
وأنا أحمد الله كثيرا على هذه النعم التي أنعم بها علي هم حاولوا أن يعوضونا
لكن مهما حاولوا لا أحد يستطيع أن يعوضنا عن حنان الأم وعطف الأب الذي افتقدناه ....
لست معترضة ولا ساخطة ولكني واقعية جدا ...
ولا أعتقد أن هناك من يتمنى أن يحصل على الرفاهية وفي المقابل يخسر كل شيء
أسرته ووالديه وحتى نفسه ليعيش بقية حياته مجهول النسب ....
______________
عندما كنت صغيرة كنت أغبط الأطفال الذين لهم أمهات يزورونهم
في المؤسسة وهي المكان المقابل لدار الأحداث لدى الشباب
حيث تقضي فيها الأمهات عقوبتهن وكان هنالك بعض إخوتي الذين
لهم أمهات في المؤسسة يذهبون لزيارتهم كل يوم أربعاء يعني يوما كل أسبوع
فكنت أغبطهم كثيرا حين أراهم يستعدون لزيارة أمهاتهم وحين يعودون من الزيارة
أذهب إليهم لأسألهم ماذا فعلوا وماذا رأوا كان يمتلكني الفضول وأود معرفة الكثير
عن تلك الدار التي لم أدخلها يوما كنت أسمع عنها فقط وكان أمنيتي في الطفولة
لو أن كنت أزورها كما يزورها بعض إخوتي ...
حينما كبرت أصبحت أشفق على أولئك الأطفال الذين يزورن المؤسسة في كل أسبوع
لأنهم منذ طفولتهم ارتادوا أماكن السجينات والنزيلات اللاتي يقضين عقوبتهن فيها
فطفل عمره سنة وآخر عمره خمس سنوات وأخرى ثلاث سنوات وغيرهم الكثير
يذهبون لزيارة أمهاتهم في مكان ملوا زيارته ليقضوا بعض الوقت ثم يعودوا للدار مجددا ...
في طفولتي كنت أغبط رؤى حين أراها تستعد لزيارة والدتها النزيلة في المؤسسة
كنت أسألها عن شكل المكان وعن شكل أمها هل هي مثل أمهات الدار ؟؟
وهل دارهم مثل دارنا ؟؟؟
كانت رؤى تكره الذهاب للمؤسسة ربما ملت من كثرة ذهابها إليها بينما كنت أنا أتمنى
لو أن أكون محلها أو أذهب يوما بدلا عنها ...
لم تكن تشبع فضولي بإجابتها المقتضبة فكل شيء نعم ولا ....
مرت أيام لتخرج والدة رؤى من المؤسسة ولتأتي للدار تصطحبها معها وأخيرا رأيت
تلك الأم التي كانت رؤى لاتتحدث عنها كثيرا لا تذكرها بشيء لا خير ولا شر ...
ذهبت رؤى وسط موعنا ونحن نوعها لم تكن أولى ولا آخر من نودع ...
لقد تألمنا كثيرا من الوداع بل لقد تولدت لدي عقدة من الوداع فكم من أخ وأخت
ودعناهم وكم من أخ وأخت لم نعد نرهم للأبد ...
بل حتى كم من أم " حاضنة " ودعناها وفي كل مرة نودع فيها أحد سواء من الإخوة او الأمهات
نتألم أكثر لقد كان قدرنا أن نودع كل من نحب وأن نفارق كل من نحب ...
رغم كثرة من فارقناهم إلا إننا لم نعتد على الفراق بل في كل مرة نشعر بازدياد مرارته ...

  رد مع اقتباس