عرض مشاركة واحدة
قديم 2011- 4- 23   #5
الباارونه
أكـاديـمـي ألـمـاسـي
 
الصورة الرمزية الباارونه
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 53587
تاريخ التسجيل: Thu Jul 2010
المشاركات: 731
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 2655
مؤشر المستوى: 66
الباارونه has a brilliant futureالباارونه has a brilliant futureالباارونه has a brilliant futureالباارونه has a brilliant futureالباارونه has a brilliant futureالباارونه has a brilliant futureالباارونه has a brilliant futureالباارونه has a brilliant futureالباارونه has a brilliant futureالباارونه has a brilliant futureالباارونه has a brilliant future
بيانات الطالب:
الكلية: اداب
الدراسة: انتساب
التخصص: تاريخ
المستوى: المستوى الخامس
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
الباارونه غير متواجد حالياً
رد: ملخصات تاريخ السيره النبويه


المحاضرة الرابعة
الهجرة إلى الحبشة وحياة المقاومة في مكة
الفهرس
أولاً: الهجرة الى بلاد الحبشة
ثانيا: اسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه
ثالثاً: مقاطعة قريش لبني هاشم وبني عبد المطلب
رابعاً: وفاة أبي طالب وخديجة رضي الله عنها
خامساً: الاسراء والمعراج
سادساً: سعي الرسول صلى الله عليه وسلم الىثقيف لطلب النصره



أولاً: الهجرة إلى بلاد الحبشة
أ- أسباب الهجرة إلى الحبشة:
إن من أهم الأسباب الواضحة والتي دفعت المسلمين إلى الخروج من مكة، هو تعذيب المشركين للمسلمين إلى درجه أنهم لا يسمحون لهم بالصلاة، واذا رأوا أحداً يصلي هجموا عليه وضربوه، حتى أن البعض منهم كاد يهلك من هذا التعذيب، لذلك أمرهم الرسول صلى الله عليه وسلم بالهجرة الى الحبشة بقوله صلى الله عليه وسلم لو خرجتم إلى أ رض الحبشة فإن بها ملكاً لا يظلم عنده أحد وهي أرض صدق, حتى يجعل الله لكم فرجاً مما أنتم فيه.
- والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو لماذا اختار الرسول صلى الله عليه وسلم الحبشة بالذات دون غيرها من البلدان الأخرى؟

من الواضح أن هناك أسباباً دعت النبي صلى الله عليه وسلم لاختيار أرض الحبشة بالذات نذكر من أهمها ما يلي:
1- إن الحبشة كانت أقرب إقليم هادئ إلى مكة، يمكن أن يجد فيه المسلمون الأمن على حياتهم فلم يكن بين الشعيبه والحبشة سوى البحر, الذى يفصل بين الحجاز وأرض الحبشة, وإذا كانت الرياح جنوبيه فإن ذلك سوف يساعدهم على سرعة الوصول إليها بينما لو اتجهوا الى أي مدينه سواء في الجزيرة أوغير الجزيرة عن طريق البر فإنهم سوف يكونون عرضه لمطاردة قريش أو القبائل الموالية لها والمتحالفة معها.
لقد كانت الحبشة متجراً من متاجر قريش التى يتجرون فيها لذلك حرص الرسول صلى الله عليه وسلم بتوجيه أصحابه إليها لعلمهم يجدون فيها رزقا, وخاصة أن معظم المهاجرين كانوا من الفقراء.

3-الرغبة في حرية ممارسة العبادة, وكانت أرض الحبشة تحظى بالحرية الدينية. وبالفعل مارس المسلمون فيها كل العبادات المفروضة عليهم بدون أي مضايقه وبدون أي استهزاء.
4- خوف الرسول صلى الله عليه وسلم عليهم من الفتنة والإرتداد عن دين الله وخاصة أنهم كانوا حديثي عهد بالإسلام.
5- لعل الرسول صلى الله عليه وسلم كان يسعى للحصول على مساعدة حربيه من ملك الحبشة تعينهم عل مقاومة كفار قريش, أو على الأقل يضمن لهم الحماية من اعتداء المشركين عليهم.
6- محاولة لفت الأنظار لما يلاقيه المسلمون من عذاب بسبب اعتناقهم للإسلام, وخاصة خارج الجزيرة العربية, وهذا بدوره أيضا يساعد على إشتهار أمر الإسلام.

ب- مراحل الهجرة إلى الحبشة:
1- الهجرة الأولى الى الحبشة:
بعد ما أصدر الرسول صلى الله عليه وسلم أمره إلى أصحابه بالهجرة إلى أرض الحبشة أخذوا يتجهزون فمنهم من هاجر بنفسه, ومنهم من هاجر بنفسه وأهله.
ومن هؤلاء: عثمان بن عفان, وامرأته رقية بنت الرسول صلى الله عليه وسلم, وأبو حذيفة بن عتبه بن ربيعه, وامرأته سهله بنت سهيل, والزبير بن العوام, ومصعب بن عمير بن عبد شمس, وأبو سبره بن أبي راهم, وسهيل بن بيضاء, وعبد الله بن مسعود, وعامر بن ربيعة العنزي, وامرأته ليلى بنت أبي خيثمة.

فهؤلاء الأحد عشر رجلاً وامرأه كانوا أول من هاجر إلى الحبشة خرجوا سرا متسللين, حتى انتهوا إلى الشعيبه منهم الراكب والماشي, ثم أبحروا إلى الحبشة في السنة الخامسة من بعثته صلى الله عليه وسلم, وخرجت قريش في آثارهم حتى جاءوا البحر, حيث ركبوا فلم يدركوا منهم أحداً.
- جهود المشركين في إرجاع المسلمين من الحبشة:
ما أن علم المشركون بمكان المهاجرين من المسلمين, حتى أخذوا يتآمرون عليهم يريدون إرجاعهم فاتفقوا فيما بينهم أن يرسلوا إلى النجاشي ليخرجهم من بلاده, فبعثوا عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي ربيعه وحملوهما بالهدايا لملك الحبشة يريدون إغراءه, ولما وصل هذين الرجلين طلبا من النجاشي أن يعيد المهاجرين إلى بلادهم بعدما قالوا عنهم أنهم سفهاء, وأن لا يكلمهم في أمرهم, فقال النجاشي: لا لعمرو الله, لا أردهم عليكم حتى أدعوهم فأكلمهم وأنظر في

أمرهم, قوم لجأوا إلى بلادي واختاروا جواري على جوار غيري فإن كانوا كما يقولون رددتهم عليكم, وإن كانوا على غير ذلك منعتهم ولم أدخل بينهم. فطلبهم النجاشي ثم أخذ يتحاور معهم ويسألهم عن الدين الجديد وعن الرسول صلى الله عليه وسلم, ثم سألهم عن القرآن وهل يحفظون منه شيئاً, ثم قام أحدهم فتلى عليه صدراً من (كهيعص) فبكى النجاشي حتى اخضلت لحيته, وبكى أساقفته فقال النجاشي: إن هذا الكلام ليخرج من المشكاة التى جاء بها عيسى, انطلقوا راشدين, لا والله لا أردهم عليكم ولا أنعمكم عينا.
وهكذا لم ينجح المشركون من إعادة المسلمين إلى مكة بل رجعوا على أعقابهم خاسرين.

- رجوع المهاجرين إلى مكة:
حينما كان المسلمون المهاجرون في الحبشة نمى اليهم علم مفاده أن قريش سجدت مع النبي صلى الله عليه وسلم, ولم يتحققوا من ذلك الأمر, ولما وصلوا إلى مكة, وجدوا أن قريشاً مازالت على الكفر وعلى الأذية للرسول صلى الله عليه وسلم, بل إنهم زادوا في ذلك التعذيب وفي تلك الأذية, حينها اضطر المهاجرون أن يدخل كل واحد منهم بحوار رجل من قريش حتى لا يؤذيهم أحد.

2- الهجرة الثانية إلى الحبشة:
روى ابن سعد عن الواقدي أنه قال: لما قدم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم, مكة بعد الهجرة الأولى فإن قومهم اشتدوا عليهم وسطت بهم عشائرهم ولقوا منهم أذى شديدا فأذن لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم, بالخروج إلى الحبشة ثانية وكان خروجهم في المرة الثانية إلى الحبشة أعظم مشقة, ولقوا من قريش تعنيفا شديدا ونالوهم بالأذى فقال عثمان رضي الله عنه: يا رسول الله هاجرنا الهجرة الأولى ولست معنا وهذه الثانية إلى النجاشي ولست معنا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنتم مهاجرون إلى الله وإلى رسوله, ولكم هاتين الهجرتين جميعا, قال عثمان: فحسبنا هذا يا رسول الله.
وكان عدد من خرج في هذه الهجره من الرجال ثلاثة وثمانين رجلا ومن

النساء احدى عشرة إمرأة قرشية وسبع غرائب, فأقام المهاجرون بأرض الحبشة عند النجاشي في أحسن جوار, ولما علموا بهجرة النبي صلى الله عليه وسلم الى لمدينة فإن ثلاثاً وثلاثين رجلاً رجعوا إلى مكة والمدينة وثماني نسوة, وفي سنه 7 هـ وفي يوم فتح خيبر رجع باقي المهاجرين إلى المدينة, بعد أن كتب النبى صلى الله علية وسلم خطاباً الى النجاشي يدعوه فيه الى الإسلام, فأسلم ثم أمره بأن يرجع المهاجرين الى المدينة وأن يزودهم بكل ما يحتاجونه من زاد ورواحل. ففعل ذلك النجاشي وقال: لو قدرت أن آتيه يعنى النبى صلى الله عليه وسلم لآتيته.

ج- النتائج التى ترتبت على هجرة المسلمين إلى الحبشة:
هناك نتائج عديدة ترتبت على هجرة المسلمين إلى الحبشة ومعظم هذه النتائج ايجابيه وكانت في صالح المسلمين ونستطيع أن نوجزها في الاتي:
1- إستراحة المسلمين من العذاب والتنكيل الذي لحق بهم من مشركي قريش.
2- الحرية في ممارسة شعائر العبادة المفروضة عليهم كمسلمين من الله, فكانوا يمارسون العبادة بدون مضايقة من أحد.
3- أتيحت لهم الفرصة لممارسة بعض الأعمال التجارية, وخاصة أن الحبشة كما ذكرنا كانت من المراكز التجارية لقريش, فاستغل المسلمون هذه الفرصة فمارسوا التجارة واستفادوا إستفادة كبيرة منها.

4- إن وجودهم في الحبشة أتاح لهم فرصة الدعوة إلى الله وتبليغ الرسالة السماوية التى جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم, وكان لهذا الأمر أثاراً إيجابيه حيث دخل أناس من الأحباش في الإسلام بما فيهم ملكهم النجاشي.
5- أن الهجرة كانت بمثابة الاعلان عن الدين الجديد سواء في الحبشة أو خارجها, فاشتهر أمر المسلمين وأمر الإسلام.
6- أن الهجرة إلى الحبشة أعطت بعض كفار قريش فرصة لكي يراجعوا حساباتهم ومواقفهم تجاه الدين الجديد. فاقتنع بعضهم بالإسلام فدخل فيه وأصر بعضهم على الكفر.

ثانيا: إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
تذكر الروايات أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه, أسلم بعد الهجرة الأولى إلى الحبشة وبالتحديد في ذي الحجة من سنة ست من النبوة.
سبب إسلامه:
تقول الروايات أن عمر بن الخطاب, كان خارجاً في يوم من الأيام متوشحاً سيفه, كان يريد القضاء على رسول الله, فلقيه نعيم بن عبد الله فقال له: أين تريد يا عمر؟ قال: أريد أن أقتل محمدا, ثم قال له: أفلا أدلك على العجب يا عمر: إن أختك وختنك قد صبئا, وتركا دينك الذي أنت عليه, فكر عمر راجعاً

يريد أخته وزوجها فلما وصل إلى باب المنزل سمع صوت خباب بن الأرت يعلمهما القرآن, ثم دخل عليهم فلما أحس خباب بعمر اختبأ في المنزل, فسألهما عمر عن هذا الذي سمعه, فأخبراه بأنهما أسلما فضرب زوج أخته ثم ضرب أخته فشجها في وجهها, ثم لم يلبث عمر أن ندم لما رأى الدم على وجه أخته فقال: أعطوني هذا الكتاب الذي عندكم فقالت له أخته إنك نجس و انه لا يمسه إلا المطهرون, فقام واغتسل ثم أخذ الكتاب, فقرأ ”بسم الله الرحمن الرحيم“ فقال أسماء طيبة طاهرة, ثم قرأ ”طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى“ حتى انتهى إلى قوله تعالى ”إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري“ فقال ما أحسن هذا الكلام وأكرمه, دلوني على محمد. ثم ذهب إلى النبى صلى الله عليه وسلم فأعلن إسلامه وكان النبى صلى الله عليه وسلم قد دعا له فقال:

”اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين ” يعني عمر بن الخطاب وأبو جهل عمرو بن هشام, ففرح به النبي صلى الله عليه وسلم وفرح أصحابه بإسلام عمر.
وكان لإسلام حمزة وعمر رضى الله عنهما أطيب الأثر في نفوس المسلمين لما لهذين الرجلين من مكانة وشجاعة يقول ابن مسعود رضى الله عنه: (ما كنا نقدر أن نصلي عند الكعبة حتى أسلم عمر) وعن صهيب الرومي رضي الله عنه قال: لما أسلم عمر ظهر الإسلام, ودعي إليه علانية, وجلسنا حول البيت حلقاً, وطفنا بالبيت, وانتصفنا ممن غلظ علينا ورددنا عليه بعض ما يأتي به.

ثالثا: مقاطعة بني هاشم وبنى عبد المطلب:
عندما أيقنت قريش انها قد هزمت فى محاولتها استرداد المهاجرين إلى الحبشة, وأن الإسلام أخذ ينتشر بين القبائل, فضلاً عن إسلام عمر بن الخطاب الذي عزز جانب المسلمين في صراعهم ضد الوثنية, حينها عقدت قريش اجتماعا في مطلع السنة السابعة من بعثة النبي صلى الله عليه وسلم, يدعوا إلى مقاطعة بني هاشم وبني عبد المطلب -الذين كان أبو طالب قد دعاهم إلى ما هو فيه من منع الرسول صلى الله عليه وسلم دون قريش- وكل من يساندهم وينتمي اليهم مسلمين ومشركين, وأن تكون هذه المقاطعة شاملة لكافة المعاملات والعلاقات الاجتماعيه والمالية.

وكانت قريش قد توعدت بمقتل النبى صلى الله علية وسلم. سراً أو علانية فعمد أبو طالب إلى الشعب بابن أخيه وبنى هاشم وبنى المطلب, وكان أمرهم واحداً, وقال: نموت من عند آخرنا قبل أن يوصل إلى رسول الله. وخرج أبو لهب إلى قريش فظاهرهم على بني المطلب, ودخل الشعب من كان من هؤلاء مؤمناً أو كافرا.
كتبت قريش صحيفة بالمقاطعة وتعاهدت على تنفيذ بنودها وعلقتها في جوف الكعبة توكيداً على أنفسهم وقد جاء فيها ”باسمك اللهم, على هاشم وبنى المطلب, على ألا ينكحوا إليهم ولا ينكحوهم, ولا يبيعوهم شيئاً ولا يبتاعوا منهم ولا يعاملوهم حتى يدفعوا إليهم محمداً فيقتلوه“.

استمرت المقاطعة سنتين وعدة أشهر, كان لا يصل للمسلمين خلالها شيء إلا سرا, يحمله إليهم مستخفياً من أراد مساعدتهم من قريش بدافع من عصبيه أو نخوة أو عطف. ولاقى المسلمون ومن بينهم الرسول صلى الله عليه وسلم خلال ذلك آلا ماً قاسية من الجوع والخوف والعزلة والحرب النفسية.
انتهاء الحصار:
طالت أيام الحصار واشتد الأذى بالمنقطعين في شعب أبي طالب, ولم يكن لأحد من قريش أن يزوجهم أو يتزوج منهم, ولا أن يبيعهم أو يبتاع منهم فعصرهم الجوع عصراً حتى مات منهم قوما, حينها بدأ بعض رجالات قريش وشبابها يتذمرون للظلم الصارخ الذي نزل ببني هاشم وبني المطلب, فسعوا إلى وقف القطيعة, وتمزيق الصحيفة الغادرة, وكان على رأس هؤلاء هشام بن عمرو, وزهير بن أبي أميه, والمطعم بن عدي, وأبو البختري بن هشام, وزمعه بن الأسود بن المطلب.

فتواعد هؤلاء الخمسة على تمزيق الصحيفة, وفي الصباح أقبل زهير وأعلن أمام الناس بأنهم سوف يمزقون الصحيفة, فاعترض عليه أبو جهل إلا أن الخمسة أجمعوا على تمزيقها, فقام المطعم إليها فمزقها, ثم لبس ورفاقه السلاح واتجهوا إلى الشعب وأمروا بني هاشم وبني المطلب بالخروج إلى مساكنهم ففعلوا. وفي رواية أخرى أنهم لما جاءوا يريدون تمزيق الصحيفة وجدوا أن الأرضة أكلتها ولم يبق منها إلا ”بسمك اللهم“.
رابعا: وفاة أبي طالب وخديجة (عام الحزن):
- وفاة أبي طالب
في سنة عشر من النبوه, وبعد الخروج بستة أشهر من الشعب, مات أبو طالب وفي أغلب الروايات أنه مات على الكفر بالرغم من محاولة النبي صلى الله

علية وسلم وإلحاحه عليه أن يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله, إلا أنه امتنع. فحزن النبى صلى الله عليه وسلم لوفاة عمة أبو طالب حزنا شديدا, لأنه كان بمثابة والده بل أكثر من ذلك.
- وفاة خديجة رضي الله عنها:
وبعد وفاة أبي طالب بنحو شهرين أو ثلاثة توفيت أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها, ولها خمس وستون سنه, فزاد حزن النبى صلى الله عليه وسلم عليها, وكانت خديجة من نعم الله على رسول الله صلى الله عليه وسلم, بقيت معه ربع قرن تحن عليه ساعة قلقه وتؤازره في أحرج أوقاته, يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” آمنت بي حين كفر بي الناس, وصدقتني حين كذبني الناس, وأشركتني في مالها حين حرمني الناس, ورزقني الله ولدها, وحرمت ولد غيرها“.

خامسا : قصة الإسراء والمعراج:
زمن وقوعها:
هناك خلاف كبير بين تحديد زمن وقوع حادثة الإسراء والمعراج, والراجح أن هذه الحادثه وقعت في الفترة مابين وفاة خديجة رضى الله عنها والهجرة إلى المدينة المنورة, أي في الفترة من 50-53 من عمر النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد روى أئمة الحديث هذه الحادثة, فهي صحيحة وثابتة بالكتاب والسنة ولا مجال للتشكيك فيها.
وخلاصتها: أن النبي صلى الله عليه وسلم حينما كان نائماً بالقرب من الكعبة وبالقرب من حجر إسماعيل أتاه جبريل فأيقظه من النوم ثم أخذه بيده ثم أركبه على البراق ثم أسرى به من المسجد الحرام الى بيت المقدس بصحبة جبريل,

فنزل هناك فصلى بالأنبياء إماماً وربط البراق بحلقة باب المسجد.
ثم عرج به من بيت المقدس الى السماء الدنيا ومنها إلى السماوات السبع وقد رأى أثناء المعراج آدم عليه السلام ويحيى بن زكريا وعيسى بن مريم ويوسف وإدريس وهارون بن عمران وموسى بن عمران وإبراهيم عليهم السلام.
ثم رفع إلى سدرة المنتهى, ثم رفع إلى البيت المعمور, ثم عرج به إلى الجبار جل جلاله, فدنا منه حتى كان قاب قوسين أو أدنى؟ ثم فرض الله عز وجل عليه خمسين صلاة, فطلب النبي صلى الله عليه وسلم تخفيفها حتى أصبحت خمس صلوات في اليوم والليلة.
كما رأى أموراً أخرى, ولما أصبح أخبر قومه بما رآه من آيات الله الكبرى فصدقة من صدقة وكذبه من كذبه.

سادساً: سعي الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ثقيف يطلب النصرة:
لما مات أبو طالب نالت قريش من رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأذى ما لم تنل منه في حياة عمه أبو طالب, فخرج رسول الله صلى الله علية وسلم الى الطائف يريد النصرة من ثقيف, والمنعة بهم من قومه, ورجاء أن يقبلوا منه ما جاءهم به من الله عز وجل فخرج إليهم وحده.
وكان ذلك في شوال سنة عشر من النبوة, سارها ماشياً على قدميه يئة وذهاباً. ولما قدم على الطائف عرض نفسه على رؤساء ثقيف إلا أنهم سخروا منه, ثم أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالطائف عشرة أيام لا يدع أحدا من أشرافهم إلا جاءه وكلمه, فقالوا أخرج من بلادنا وأغروا به سفهاءهم, فلما أراد الخروج تبعه سفهاؤهم وعبيدهم يسبونه ويصيحون به حتى اجتمع عليه الناس, فجعلوا يرمونه بالحجارة حتى سال الدم من رجليه عليه الصلاة والسلام, فلجأ إلى حائط لعتبه وشيبه ابنا ربيعه وهما فيه, فعمد إلى ظل شجرة من العنب

فجلس فيه, وابنا ربيعه ينظران إليه, ويريان ما لقي من سفهاء أهل الطائف ثم دعا ربه الدعاء المشهور ”اللهم إليك أشكو ضعف قوتي, وقلة حيلتي, وهواني على الناس, يا أرحم الراحمين, أنت رب المستضعفين, وأنت ربي, إلى من تكلني, إلى بعيد يتجهمني أم إلى عدو ملكته أمري؟ إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي, ولكن عافيتك هي أوسع لي, أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات, وصلح عليه أمر الدنيا والآخره, من أن تنزل بي غضبك, أو يحل علي سخطك, لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك“.
فلما رآه شيبة وعتبه ابنا ربيعة وما لقي, تحركت له رحمهما, فدعوا غلاماً لهما نصرانياً يقال له ”عداس“ فقالا له: خذ قطفاً من هذا العنب فضعه في هذا الطبق ثم اذهب به إلى ذلك الرجل فقل له يأكل منه. ففعل عداس, ثم أقبل به حتى وضعه بين يدي رسول الله ثم قال له كل. فلما وضع رسول الله صلى الله

عليه وسلم يده فيه قال: باسم الله, ثم أكل فنظر عداس إليه فقال له : والله إن هذا الكلام ما يقوله أهل هذه البلاد, فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ومن أي البلاد أنت وما دينك, قال: نصراني, وأنا رجل من أهل نينوى فقال رسول الله: من قرية الرجل الصالح يونس بن متى, فقال له عداس وما يدريك ما يونس بن متى؟ قال رسول الله: ذاك أخي كان نبياً وأنا بني, فأكب عداس على رسول الله يقبل رأسه ويديه وقدميه.
إلا أنه حينما رجع إلى أبناء ربيعه ورأوه يقبل رأس النبي صلى الله علية وسلم فإنهما وبخاه وقالا له: إن دينك خير من دينه.