[علي المطر]

عميدة كلية المجتمع بالأحساء د. صباح العرفج:
صرف المكافـآت لطالبات كليـة المجتمع خـارج صـلاحيتنا
نسعى إلى افتتاح دبلومات تتواءم جميعها مع احتياجات سوق العمل

حوار ـ رقيّة الفنّاخ ـ الأحساء
التطور العلمي الذي تشهده بلادنا الحبيبة جعل الحاجة للتخصصات الأكاديمية المستحدثة والجديدة أمرا ضروريا وهاما لمسايرة تلك التطورات والقفزات السريعة وسوق العمل، لذا تسعى جامعاتنا وكلياتنا خصوصاً بعد اندماجهما مؤخراً إلى توفير تلك الاحتياجات من منظور أكاديمي بحت ..
صباح محمد العرفج عميدة كلية المجتمع بالأحساء وأم لثلاثة أولاد وثلاث بنات، حاصلة على الماجستير في تخصص الاقتصاد المنزلي التربوي من جامعة الملك فيصل وفي مرحلة تحضير رسالة الدكتوراة في المناهج وطرق التدريس من جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن بالرياض/ قسم التربية وعلم النفس.
بدأت مشوارها المهني بعد حصولها على البكالوريوس، معلمة في إدارة تربية وتعليم البنات بالأحساء، ثم مشرفة تربوية في إدارة الإشراف التربوي وبعد حصولها على الماجستير عملت في شعبة التدريب التربوي حتى رُشحت عام 1423هــ كعميدة لكلية المجتمع بالأحساء .
حاورتها (اليوم) عن أبرز المشكلات التي تعانينها طالبات الكلية، وكيف يتم تخطيها؟

إقبال كبير
: بداية حديثنا عن آلية القبول في كلية المجتمع وهل هناك صعوبات واجهت الكلية في بداية مشوارها وكيف تم التغلب عليها ؟
ـ كان من أكبر التحديات التي واجهت الكلية في بداية افتتاحها تقدم الأعداد الكبيرة للتسجيل فيها رغم محدودية الطاقة الاستيعابية للمبنى، الأمر الذي دفعنا لاقتراح مدّ اليوم الدراسي ومضاعفة قبول أعداد الطالبات بالدراسة في الفترة المسائية وقد كان للجهود المخلصة لفريق العمل بداخل الكلية من إداريات وأستاذات، الفضل في تنظيم عملية التسجيل من خلال توظيف خبرتهن في استخدام الحاسب الآلي وفق ضوابط القبول والتسجيل آنذاك والآن وبفضل انضمام الكلية لإدارة جامعة الملك فيصل أصبحت آلية التسجيل أكثر سهولة ودقة، حيث يتم التسجيل ذاتياً من قِبل الطالبة الكترونيا عبر نظام البانر من خلال موقع جامعة الملك فيصل في الوقت الذي تحدده عمادة القبول والتسجيل.

الكفاءة والجودة
: لا تخلو الحياة العملية من المشكلات والمعوقات التي تصادفها بين الحين والآخر، فكيف يتم التغلب على المشكلات الدراسية التي تعانيها الطالبات أو أعضاء هيئة التدريس ؟
ـ التعثر الأكاديمي من المشكلات التعليمية الهامة الواجب مواجهتها خاصة أننا نعيش الآن في عصر يركز على الكفاءة والجودة، ووجود المشكلات الدراسية في أي جهة تعليمية هو أمر وارد وقد تكون لها أسبابها النفسية أو العائلية أو تلك المرتبطة بالطالبة نفسها كصعوبة التعلم أو عدم التكيف، وهنا لا بد من دراسة أسباب هذا التعثر من جميع جوانبه وفي الكلية تتم معالجة المشكلات الدراسية والتي يتم حصرها عن طريق الإرشاد الأكاديمي ببذل الجهود التعليمية المناسبة من حيث استغلال الساعات المكتبية المعلنة للطالبات وتوجيه الطالبات لاستغلال مصادر التعلم في الكلية كالانترنت والبرامج الحاسوبية بحيث تتعود الطالبة على ممارسة أساليب التعلم الذاتي وعدم الاعتماد على عضوات التدريس والكتب المقررة كمصدرين أساسين للمعلومات، كما تنفذ للطالبات محاضرات إضافية عند الحاجة لذلك وبناءً على نتائج الاستمارات التي توزع على الطالبات لحصر الاحتياجات التدريبية في المقررات المختلفة.

سوق العمل
 : هل هناك تخطيط مستقبلي لفتح تخصصات جديدة تناسب سوق العمل ؟
ـ لا شك في أن فلسفة كلية المجتمع قائمة على خدمة مجتمعاتها المحلية عن طريق ما تتيحه من برامج شاملة ومنوعة للتأهيل التخصصي الموجه لممارسة المهن والمهارات التي يتطلبها سوق العمل ونحن نثق تماما في حرص إدارة جامعة الملك فيصل على تحقيق ذلك من خلال التخطيط الموجه وهناك حرص من معالي مدير الجامعة ووكيل الجامعة لكليات البنات لإضافة البرامج والتخصصات التي تتواكب مع احتياجات ومتطلبات سوق العمل في عدد من المجالات الحيوية ولعل اعتماد افتتاح قسم البرامج الإدارية والمالية في الكلية ضمن الهيكلة الجديدة في كلية المجتمع من الأمور المبشّرة لافتتاح المزيد من الدبلومات مستقبلا.

شراكات عالمية
 : إلى ماذا تسعى الكلية وبماذا تأمل وماذا تحتاج ؟
ـ تسعى الكلية لتفعيل التعليم المهنيOCCUPATIONAL EDUCATION من خلال افتتاح دبلومات تتواءم جميعها مع احتياجات سوق العمل وتلبي الاحتياجات الوطنية من الكوادر البشرية في مختلف التخصصات التنموية وتتلاءم مع الخطط الاستراتيجية المستقبلية لتطوير مؤسسات التعليم العالي في المملكة بحيث تكون لها بصمة مجتمعية في منطقة الأحساء من خلال حصول الطالبات على شهادة مهنية في إحدى المهن التي يتطلبها سوق العمل.
• تأمل الكلية أن تكون منارة علم ومعرفة لهذه الأرض الطيبة المباركة ومصدر شعاع للجميع في تنفيذ برامج تدريبية لكل فئات المجتمع وليس لخريجات المرحلة الثانوية فقط من خلال تطوير التعليم المجتمعي COMMUNITY EDUCATION كالتعليم المستمر للكبار والتعليم مدى الحياة والخدمات المجتمعية والتعليم التعويضي.
• تأمل الكلية أن تمنح شهادة المشاركASSOCIATE DEGREE وهي الشهادة العلمية التي تمنح للطالبة بعد إتمام سنتين دراسيتين بعد المرحلة الجامعية وذلك لتأهيل الخريجات وإعدادهن لسوق العمل في عدد من المجالات الحيوية المطلوبة.
• تأمل أن يكون هناك عقد اتفاقية تعاون وشراكة مع منظومة كليات المجتمع في الدول المتقدمة كأمريكا وبريطانيا مثلا، فمثل هذه الشراكات العالمية والاعتمادات الأكاديمية لبرامج كليات المجتمع تدعم بنيتها وترفع من مستواها العلمي ومستوى خريجاتها وفرصهم للمنافسة في سوق العمل وكذلك مواصلة الدراسة لمن أراد من طالباتها.
• تأمل الكلية أن يكون هناك برنامج انتقالي يؤهل الطالبات للحصول على درجة البكالوريوس في الحاسب الآلي.
 تحتاج الكلية لتنفيذ خطة توعوية تثقيفية شاملة للتعريف بكليات المجتمع وكونها نقطة مهمة في منظومة التعليم العالي وإحدى المسارات الأساسية لتنويع مخرجات التعليم العالي وتحقيق أهدافه في ضوء متطلبات التنمية بحيث تسهم في تغيير هذه الصورة النمطية عن كليات المجتمع وكونها ملجأ من لم تستطع الالتحاق بالدراسة الجامعية نظرا لانخفاض معدلها.
 تحتاج لتكوين فريق استشاري من المؤهلين والمهتمين بمجالات التدريب والتعليم في القطاعين العام والخاص يهدف لإتاحة الفرصة أمام القطاع الخاص في تطوير وإضافة البرامج والتخصصات التي تتواكب مع احتياجات ومتطلبات سوق العمل وتشارك فيه الأطراف ذات العلاقة كجهات العمل التي يمكن أن تعمل بها المرأة والغرف التجارية.

التعليم الجامعي
 : برأيك كيف تجدين التعليم الجامعي بعد انضمام الكليات للجامعات ؟
ـ تعتبر جامعة الملك فيصل صرحا علميا شامخا يضم تجّمعا علميا وأكاديميا منّوعا له بصمته المُشرفة في مؤسسات التعليم العالي بالمملكة وكلية المجتمع الآن ـ ولله الحمد ـ تشرف عليها الجامعة إشرافا مباشرا فهي جزء أساسي مرتبط بمنظومتها، ولا شك في أنه انضمام مثمر ودعم قوي لتحسين مخرجاتها وتنويع تخصصاتها وتطوير أهدافها بما يتماشى مع تطلعات وزارة التعليم العالي واحتياجات سوق العمل.

الرعاية الصحية للطالبات
 : مجتمع الكلية يضم أعدادا ـ ولله الحمد ـ من الطالبات اللاتي يحتجن إلى رعاية صحية إذا تطلب الأمر لأسباب تكون في الغالب مفاجئة فما تخطيطكن فيما يخص ذلك ؟
ـ الرعاية الصحية للطالبات أمر هام جدا والوقائية أكثر أهمية وهناك تنفيذ للأنشطة الصحية في الكلية وتفعيل للمناسبات الصحية العالمية والوعي الصحي، وفيما يتعلق بمواجهة المشكلات الصحية الطارئة في الكلية فلقد تمّ تعيين ممرضة حديثاً متواجدة بصفة دائمة وعيادة مجهزة بالإمكانيات المناسبة لاستقبال الحالات المفاجئة ورعايتها.

صرف المكافآت
 : تعاني الطالبات وتشتكي من عدم وجود نظام صرف المكافآت التي تعينهن على الحياة العلمية حتى بعد انضمام الكليات بالجامعات ومساواتهن بغيرهن، فما ردكن ؟
ـ كون الطالبة تحصل على دبلوم مجاني معتمد من وزارة الخدمة المدنية وكتب وبرمجيات مجانية فهذا بحد ذاته يعتبر ميزة اقتصادية، وهناك دبلومات تدفع الطالبة في سبيل الحصول على شهادتها رسوما مالية عالية بل وتتكفل بشراء مستلزماتها، ولا شك في أننا نتمنى أن تصرف للطالبات مكافآت تعينهن على توفير احتياجاتهن وتساعد على بقائهن في الكلية وعدم تسربهن إلا أن هذا القرار يبقى خارج صلاحياتنا.

شروط القبول
: ما نظام الدراسة في الكلية وهل هناك شروط معينة للطالبات ؟
ـ الدراسة في الكلية مدتها عامان دراسيان بواقع أربعة مستويات دراسية مدة المستوى فصل دراسي وبعدد 64 ساعة دراسية معتمدة.
شروط القبول : تحدد سنويا من قبل عمادة القبول والتسجيل بجامعة الملك فيصل وفي الغالب تتطلب الدراسة أن تكون الطالبة سعودية الجنسية وحاصلة على شهادة الثانوية العامة أو ما يعادلها أكاديمياً وأن تكون حسنة السيرة والسلوك وألا يكون قد مضى على تخرجها أكثر من خمس سنوات ولم يسبق لها أن فصلت سابقا من أي كلية أو جامعة لسبب تعليمي أو تأديبي وأن تكون حاصلة على النسبة الموزونة المحددة من قبل الجامعة سنوياً.

اعتماد شهادة التخرج
 : ما زالت الطالبات رغم انضمام الكليات للجامعات تشتكي من عدم اعتماد شهادة تخرجهن بدرجة تخرجهن، فما زالت على نظام الدبلوم الذي لا يستفاد منه، فما رأيكن في ذلك ؟
ـ درجة الدبلوم التي تحصل عليها خريجات كلية المجتمع معتمدة من قبل وزارة الخدمة المدنية فالدبلوم مصنف على المرتبة السادسة «الدرجة الأولى» وأنا أعجب جدا من عبارة «الذي لا يستفاد منه» فكيف لا يستفاد منه وهو دبلوم خطته الدراسية ومناهجه معدة من قبل جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، كلية العلوم وهندسة الحاسب الآلي ويزود الطالبة بأساس واسع ومتوازن لتطوير البرمجيات عبر التركيز على لغات وأساسيات البرمجة وهندسة البرامج وكذلك تزودها بمبادئ الشبكات وإدارتها والحوسبة الشبكية وتطوير برامج الانترنت بالإضافة إلى مبادئ إدارة قواعد البيانات والتركيز على التطبيقات المكتبية ومهارة أتمتة المكاتب ومهارة اللغة الإنجليزية علاوة على تناوله الجانب التربوي من خلال مادة علم النفس كما أن مشروع التخرج الذي تنفذه الطالبة تستطيع من خلاله توظيف جميع المهارات الحاسوبية فالدبلوم لا يستفاد منه في حالة واحده فقط هي عندما لا يكون هناك تفعيل لمهاراته بعد التخرج في أي من مجالاته.

خدمة المجتمع
 : هل هناك أنشطة تقوم بها الكلية لخدمة مجتمعها المحلي؟
ـ تعتبر الكلية أكاديمية إقليمية لشركة سيسكو فهي تمنح شهاداتها الدولية مجاناً مثل ESSENTIALS CCNA كما تعتبر أكاديمية لميكروسوفت تستطيع الحصول على التعليم الالكتروني وتراخيص البرامج ولقد حصلت الخريجات على شهادات دولية معتمدة مجاناً عند اجتيازها الاختبارات المعدة لذلك، كما تنفذ الكلية بعض البرامج التدريبية برسوم رمزية خلال إجازة الصيف أو أثناء العام الدراسي كبرنامج الصيانة ودورة المعارف ودورة الفوتوشوب وهناك استمرارية في تنفيذ برامج تدريبية منوعه في إجازة الصيف عن طريق منسوبات الكلية وبرسوم رمزية، كما تمّ في الكلية تنفيذ برنامج الخريجات التدريبي المحاكي للعمل المُعد من قِبل اللجنة الفنية لمشروع تشغيل كليات المجتمع للبنات وشركة ميكروسوفت والمُنفذ بواسطة مدربات مؤهلات معتمدات من شركة ميكروسوفت وهو برنامج متخصص لتدريب الخريجات المتفوقات على أحد أهم مجالات العمل التي تناسب الفتاة السعودية والمتعلق بتصميم صفحات الانترنت والوسائط المتعددة والذي يخدم سوق العمل السعودي للمراحل المقبلة ويؤهل الخريجة للعمل في جميع الشركات أو المؤسسات أو القطاعات التي تمتلك مواقع الكترونية وفي مجال التصميم والدعاية وهندسة الديكور ومجال التعليم الالكتروني الذي يهم جميع المدارس والقطاعات التعليمية وتمّ تجهيز شركة مُصغرة في الكلية تمارس من خلالها الخريجة المهارات التي تعلمتها وكأنها في بيئة عمل حقيقية ولقد بدأنا نحصد ثمار تميز طالباتنا ولله الحمد حيث بدأن في تفعيل أقسام الشركة بجدارة.

العقل المفكر
 : من وجهة نظرك الشخصية كيف يتم الرقي بالفكر التعليمي لدى الطالبات ؟
ـ لا بد أن توقن طالباتنا تماماً بأن النهضة التنموية التي تخطوها مملكتنا الغالية لا تتطلب فقط الحصول على الشهادة أياً كان نوعها فسوق العمل اليوم أصبح عالمياً بمعنى أن التعليم أيضاً أصبح عالمياً وتوصيف الطالبة أيضاً يُفترض أن يكون عالمياً بحيث يُقيّم من أي جهة في العالم وفي ضوء هذا التوجه لا بد من أن تكون هناك صناعة للعقول التي تُساهم في التنمية وليس فقط الحصول على الشهادة ولا يوجد مصدر يستطيع أن يصنع العقل المفكر سوى صاحبه وهذا يتطلب منهن أن يطّورن من مهاراتهن بالتعلم الذاتي الدؤوب ويسلكن الطريق الذي يجدن فيه أنفسهن فالخطوة الأولى للنجاح تقودك للخطوة التي تليها إلى أن تجدي نفسك وقد أصبحت عضوا فعالا في هذا المجتمع وشغلت مكانة ذات قيمة يتطلع الكثير للاستفادة منها وتأكدي من أنه من بعد الحصول على الشهادة يبدأ مشوار العلم وتحقيق الذات والتميز وأن الصعوبات التي تواجهينها بعد التخرج هي بداية النجاح لمستقبل زاهر.

إقبال الطالبات
 : كيف تجدين إقبال الطالبات على الكلية وكم يبلغ معدل تخرجهن في كل عام ؟
ـ الكلية ولله الحمد ـ يزيد الإقبال عليها سنوياً فقد كان عدد خريجات الدفعة الأولى عام 1424/1425هـ 176 خريجة وها نحن بعد أيام قلائل سنحتفل بتخريج 343 طالبة.

قصص النجاح
 : كلمة أخيرة تختمين بها حوارك ؟
ـ ما زالت قصص النجاح لبعض خريجات كلية المجتمع بالأحساء واللاتي عملن في القطاع الحكومي أو الخاص أو حتى في منازلهن تحمل لنا أخبارها السّارة وهناك من خريجاتنا من حصلن على فُرص الابتعاث للخارج وأنا على يقين بأني سأرى يوماً ما من خريجات كلية المجتمع من سيحملن أعلى الشهادات وسنفخر بهن جميعاً ونتعلم منهن (أن الله لا يضيـع أجر من أحسن عملاً).

-::>>>المصدر<<<::-
http://www.alyaum.com/issue/article....4&I=680080&G=1