عرض مشاركة واحدة
قديم 2011- 10- 30   #2
ام فروسي
أكـاديـمـي نــشـط
 
الصورة الرمزية ام فروسي
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 58204
تاريخ التسجيل: Wed Sep 2010
المشاركات: 142
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 1085
مؤشر المستوى: 58
ام فروسي will become famous soon enoughام فروسي will become famous soon enoughام فروسي will become famous soon enoughام فروسي will become famous soon enoughام فروسي will become famous soon enoughام فروسي will become famous soon enoughام فروسي will become famous soon enoughام فروسي will become famous soon enough
بيانات الطالب:
الكلية: كلية الاداب
الدراسة: انتساب
التخصص: علم اجتماع
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
ام فروسي غير متواجد حالياً
رد: محتوي الاخلاق الاسلامية واداب المهنة 6 - 10

المحاضرة السابعة
نماذج من أخلاق النبي الكريم صلى الله عليه وسلم
7- تواضعه صلى الله عليه وسلم :
كان النبي صلى الله عليه وسلم يجيب دعوة الحر والعبد والغني والفقير, ويعود المرضى في أقصى المدينة ويقبل عذر المعتذر. فقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي برجل ترتعد فرائصه. قال: فقال له: هون عليك فإنما أنا ابن امرأة من قريش, كانت تأكل القديد في هذه البطحاء). ثم تلا جرير بن عبد الله البجلي راوي الحديث {وما أنت عليهم بجبار فذكر بالقرآن من يخاف وعيد} وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال * كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعود المريض ويتبع الجنائز ويجيب دعوة المملوك ويركب الحمار ولقد كان يوم خيبر ويوم قريظة على حمار خطامه حبل من ليف وتحته أكاف من ليف* وعن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه رضي الله عنه قال * كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي ضعفاء المسلمين ويزورهم ويعود مرضاهم ويشهد جنائزهم. وكان صلى الله عليه وسلم ينهى عن مدحه وإلقاء الألقاب عليه، ويقول: (لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبدٌ فقولوا عبد الله ورسوله), ويقول: (لو أُهدي إليَّ كراعٌ لقبلتُ ولو دُعيت عليه لأجبت), ويحذر من الكِبْر فيقول: (لا يدخل في الجنة من كان في قلبه مثقال ذرةٍ من كِبر), ومن تواضعه صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعى إلى خبز الشعير والإهالة السنخة فيجيب. والإهالة السنخة: تعني الدهن الجامد المتغير الريح من طول المكث.وعن أنس أن خياطاً دعا النبي {صلى الله عليه وسلم} لطعام صنعه قال أنس فذهبت مع رسول الله {صلى الله عليه وسلم} إلى ذلك الطعام فقرب إلى رسول الله {صلى الله عليه وسلم} خبزاً من شعير ومرقاً فيه دباء وقديدٌ قال أنس فرأيت رسول الله يتتبع الدباء من حوالي الصحفة.
8- زهده صلى الله عليه وسلم:
كان صلى الله عليه وسلم أزهد الناس في الدنيا وأرغبهم في الآخرة, خيره الله تعالى بين أن يكون ملكاً نبياً أو يكون عبداً نبياً فاختار أن يكون عبداً نبياً. كان ينامُ على الفراش تارة، وعلى الحصير تارة، وعلى الأرض تارة، وعلى السرير تارة. قال أنس بن مالك رضي الله عنه : ( دخل عمر وناس من الصحابة فانحرف النبي صلى الله عليه وسلم فرأى عمر أثر الشريط في جنبه فبكى فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما يبكيك يا عمر؟ قال: ومالي لا أبكي وكسرى وقيصر يعيشان فيما يعيشان فيه من الدنيا وأنت على الحال الذي أرى. فقال يا عمر: أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة؟! قال : بلى. قال: هو كذلك. وكان من زهده صلى الله عليه وسلم وقلة ما بيده أن النار لم تكن توقد في بيته في الشهر والشهرين, فعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنها كانت تقول لعروة بن الزبير: والله يا ابن أختي كنا لننظر إلى الهلال ثم الهـلال ثـلاثة أهله في شهرين ما أوقـد في أبيـات رسـول الله صلى الله عليه وسلم نار، قلت: يا خالة فما كان عيشكم؟ قالت: الأسودان ـ التمر والماء ـ). وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يبيت الليالي المتتابعة طاوياً وأهله لا يجدون عشاءاً، وكان أكثر خبزهم الشعير). وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يدخر شيئا لغد.
9- صبر النبي صلى الله عليه وسلم:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يصبر على الأذى في حق نفسه, وأما إذا انتهكت حدود الله فلم يكن يقوم لغضبه شيء. وهذه الشدة مع المنتهكين لحدود الله خير رادع لهم وفيها تحقيق للأمن والأمان.. قال تعالى: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ )
ومن صور صبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه عندما اشتد الأذى به جاءه ملك الجبال يقول: يا محمد إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا، والأخشبان: جبلا مكة أبو قبيس وقعيقعان. ومن ذلك ما رواه طارق المحاربي قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بسوق ذي المجاز فمر وعليه جبة له حمراء وهو ينادي بأعلى صوته: " يا أيها الناس! قولوا: لا إله إلا الله - تفلحوا" ، ورجل يتبعه بالحجارة وقد أدمى كعبيه وعرقوبيه وهو يقول: يا أيها الناس! لا تطيعوه فإنه كذاب؛ قلت: من هذا؟ قالوا: غلام من بني عبد المطلب، قلت: فمن هذا يتبعه يرميه؟ قالوا: هذا عمه عبد العزى أبو لهب.عن الحارث بن الحارث الغامدي قال: حججت مع أبي فلما كنا بمنى إذا جماعة على رجل! فقلت: يا أبة! ما هذه الجماعة؟ فقال: هذا الصابيء الذي ترك دين قومه، ثم ذهب أبي حتى وقف عليهم على ناقته، فذهبت أنا حتى وقفت عليهم على ناقتي، فإذا به يحدثهم وهم يردون عليه، فلم يزل موقف أبي حتى تفرقوا عن ملال وارتفاع من النهار، وأقبلت جارية في يدها قدح فيه ماء ونحرها مكشوف، فقالوا: هذه بنته زينب، فناولته وهي تبكي، فقال: "خمري عليك نحرك يا بنية ! ولا تخافي على أبيك غلبة ولا ذلاً.
10- مزاح النبي صلى الله عليه وسلم:
وكان من هديه صلى الله عليه وسلم أن يمزح ولكنه لا يقول إلا حقاً. مازح امرأة عجوزاً يوماً، فقال لها حين سألته فقالت: يا رسول الله! ادع الله أن يدخلني الجنة، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : ( يا أُم فلان إن الجنة لا تدخلها عجوز، فولت تبكي، فقال: أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز، إن الله تعالى يقول: {إِنّآ أَنشَأْنَاهُنّ إِنشَآءً * فَجَعَلْنَاهُنّ أَبْكَاراً * عُرُباً أَتْرَاباً} وعن أنس بن مالك رضي الله عنه (أنَّ رجلاً أتى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسولَ الله احمِلْنا على بعير. فقال أحْمِلُكُمْ على وَلَدِ الناقةِ. قال: وما نَصْنَع بولدِ الناقةِ ؟ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: هل تَلِدُ الإبِلَ إلا النُّوقُ ؟). وقال : وسمعته يقول لامرأة : «زوُجكِ ، ذلك البياضُ في عينيه ؟ قالت: عَقْرَى، ومتى رأيتَه ؟ قال : وهل من عين إلا وفيها بياض». وعن أنس بن مالك أن رجلا من أهل البادية يقال له : زاهر بن حرام كان يهدي إلى النبي صلى الله عليه و سلم الهدية فيجهزه رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أراد أن يخرج فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( إن زاهرا بادينا ونحن حاضروه ) قال : فأتاه النبي صلى الله عليه و سلم وهو يبيع متاعه فاحتضنه من خلفه والرجل لا يبصره فقال : أرسلني من هذا ؟ فالتفت إليه فلما عرف أنه النبي صلى الله عليه و سلم جعل يلزق ظهره بصدره فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( من يشتري هذا العبد ) ؟ فقال زاهر: تجدني يا رسول الله كاسدا قال : ( لكنك عند الله لست بكاسد ) أو قال صلى الله عليه و سلم : ( بل أنت عند الله غال )
11- حياؤه صلى الله عليه وسلم:
عن أنس بن مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: لَمَّا تَزَوَّجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم زَيْنَبَ ابْنَةَ جَحْشٍ، دَعَا الْقَوْمَ فَطَعِمُوا، ثُمَّ جَلَسُوا يَتَحَدَّثُونَ، وَإِذَا هُوَ كَأَنَّهُ يَتَهَيَّأُ لِلْقِيَامِ، فَلَمْ يَقُومُوا، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ قَامَ؛ فَلَمَّا قَامَ، قَامَ مَنْ قَامَ، وَقَعَدَ ثَلاَثَةُ نَفَرٍ، فَجَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، لِيَدْخُلَ، فَإِذَا الْقَوْمُ جُلُوسٌ؛ ثُمَّ إِنَّهُمْ قَامُوا، فَانْطَلَقْتُ فَجِئْتُ فَأَخْبَرْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُمْ قَدِ انْطَلَقُوا؛ فَجَاءَ حَتَّى دَخَلَ، فَذَهَبْتُ أَدْخُلُ، فَأَلْقَى الْحِجَابَ بَيْنِى وَبَيْنَهُ؛ فَأَنْزَلَ اللهُ قوله تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الحَقِّ]
وكان يقول: إِنَّ لِكُلِّ دِينٍ خُلُقًا وَخُلُقُ الْإِسْلَامِ الْحَيَاء.وعن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشَدَّ حَيَاءً مِنْ الْعَذْرَاءِ فِي خِدْرِهَا، وَإِذَا كَرِهَ شَيْئًا عُرِفَ فِي وَجْهِهِ. غير أن حيائه صلى الله عليه وسلم لم يكن يمنعه من قول الحق والغضب له إلا إنه لم يكن يواجه أحدًا بما يكره، لهذا وصفه الصحابة بأنه صلى الله عليه وسلم كان إذا كره شيئًا عُرف في وجهه إشارة إلى أنه لم يكن يواجه أحدا بما يكرهه بل يتغير وجهه فيفهم أصحابه كراهيته لذلك.
12- عدل النبي صلى الله عليه وسلم :
عن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِىَّ قَالَ : بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَهُوَ يَقْسِمُ قَسْمًا أَتَاهُ ذُو الْخُوَيْصِرَةِ وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِى تَمِيمٍ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ اعْدِلْ فَقَالَ :« وَيْحَكَ وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ لَقَدْ خِبْتَ وَخَسِرْتَ إِنْ لَمْ أَكُنْ أَعْدِلْ ». فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِى فِيهِ أَضْرِبْ عُنُقَهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (دَعْهُ فَإِنَّ لَهُ أَصْحَابًا يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلاَتَهُ مَعَ صَلاَتِهِمْ وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لاَ يَجُوزُ تَرَاقِيَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنَ الإِسْلاَمِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ ...).
ومن صور عدله صلى الله عليه وسلم وإقامته لشرع الله تعالى ما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه قال : «كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عند بعض نسائه، فأرسلَتْ إِليه إِحدى أُمهات المؤمنين بِصَحْفَة فيها طعام، فَضَرَبتِ التي هو في بيتها يَدَ الخادِمِ، فَسَقَطَتِ الصَّحفَةُ، فانْفَلَقَتْ، فَجَمَعَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- فِلَق الصَّحفَةِ، ثم جعل يجمع فيها الطعام الذي كان في الصحفة ويقول: غَارتْ أُمُّكم، [غارتْ أُمُّكم]، ثم حبس الخادم، حتى أُتيَ بِصَحفَة من عند التي هو في بيتها ، فدفعها إِلى التي كُسِرَتْ صَحْفَتُها، وأمسك المكسورة في بَيْتِ التي كَسَرَتْها» وقال عليه الصلاة والسلام في قصة المرأة المخزومية التي سرقت : ( ‏والذي نفسي بيده لو كانت فاطمة بنت محمد‏,‏ لقطعت يدها‏)‏.
13- أخلاقه صلى الله عليه وسلم مع أهله :
كان صلى الله خير الناس لأهله, وقد تمثل ذلك في طيب كلامه, وحسن عشرته لزوجاته وبإكرامه واحترامه لمشاعرهن، قال عليه الصلاة والسلام: (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي). وكان من كريم أخلاقه صلى الله عليه وسلم في تعامله مع أهله وزوجه أنه كان يتودد إليهن, ويرأف بهن, ويمازحهن, تروي السيدة عائشة رَضِىَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا كَانَتْ مَعَ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فِى سَفَرٍ وَهِىَ جَارِيَةٌ فَقَالَ لأَصْحَابِهِ :« تَقَدَّمُوا ». فَتَقَدَّمُوا ثُمَّ قَالَ :« تَعَالِ أُسَابِقْكِ ». فَسَابَقْتُهُ فَسَبَقْتُهُ عَلَى رِجْلِى فَلَمَّا كَانَ بَعْدُ خَرَجْتُ أَيْضًا مَعَهُ فِى سَفَرٍ فَقَالَ لأَصْحَابِهِ تَقَدَّمُوا ثُمَّ قَالَ: «تَعَالِ أُسَابِقْكِ ». وَنَسِيتُ الَّذِى كَانَ وَقَدْ حَمَلْتُ اللَّحْمَ فَقُلْتُ وَكَيْفَ أُسَابِقُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَنَا عَلَى هَذِهِ الْحَالِ فَقَالَ :« لَتَفْعَلِنَّ ». فَسَابَقْتُهُ فَسَبَقَنِى فَقَالَ: (هَذِهِ بِتِلْكَ السَّبْقَةِ). وتروي أيضاً فتقول: والله لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم على باب حجرتي والحبشة يلعبون بحرابهم في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يسترني بردائه لكي أنظر إلى لعبهم ثم يقوم من أجلي حتى أكون أنا التي أنصرف فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن حريصة على اللهو). وتقول في عمل النبي في بيته: (كان يكون في مهنة أهله، فإذا حضرت الصلاة يتوضأ ويخرج إلى الصلاة). وتقول أنه صلى الله عليه وسلم: (كان يخيط ثوبه ويخصف نعله ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم). ومن دلائل احترامه الكبير, وحبه الشديد لزوجته خديجة رضي الله عنها، إن كان يذبح الشاة ثم يهديها إلى صديقاتها، وذلك بعد مماتها.
14- أخلاقه صلى الله عليه وسلم مع الأطفال:
فعن أنس رضي الله عنه قال كان صلى الله عليه وسلم يمر بالصبيان فيسلم عليهم.
وكان صلى الله عليه وسلم يسمع بكاء الصبي فيسرع في الصلاة مخافة أن تفتتن أمه. وكان صلى الله عليه وسلم يحمل ابنة ابنته (أمامة بنت زينب) وهو يصلي بالناس, إذا قام حملها وإذا سجد وضعها. وجاءه الحسن والحسين رضي الله عنهما وهو يخطب في الناس فجعلا يمشيان ويعثران فنزل النبي صلى الله عليه وسلم من المنبر فحملهما حتى وضعهما بين يديه.
وعَنْ عَائِشَةَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : جَاءَ أَعْرَابِىٌّ إِلَى النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ : أَتُقَبِّلُونَ الصِّبْيَانَ فَمَا نُقَبِّلُهُمْ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :« أَوَأَمْلِكُ لَكَ أَنْ نَزَعَ اللَّهُ مِنْ قَلْبِكَ الرَّحْمَةَ ».
15- أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم مع الخدم:
كان النبي صلى الله عليه وسلم لطيفا رحيماً في تعامله مع خدمه إلى أبعد الحدود, فعن أنس رضي الله عنه قال" خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين، والله ما قال أف قط، ولا قال لشيء لم فعلت كذا وهلا فعلت كذا).
وعن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: (ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم خادماً له ولا امرأة ولا ضرب بيده شيئا قط إلا أن يجاهد في سبيل الله).
16- هديه صلى الله عليه وسلم في الرفق بالحيوان:
فهو أول من أصَّل وأسس للرفق بالحيوان فعن شداد بن أوس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله تعالى كتب الإحسان على كل شيء؛ فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحدَّ أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته). وعن سعيد بن جبير قال مر ابن عمر بفتيان من قريش قد نصبوا طائراً وهم يرمونه وقد جعلوا لصاحب الطير كل خاطئةٍ من نبلهم فلما رأوا ابن عمر تفرقوا فقال ابن عمر من فعل هذا لعن الله من فعل هذا إن رسول الله {صلى الله عليه وسلم} لعن من اتخذ شيئاً فيه الروح غرضاً وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: دخلت امرأة النار في هر ربطته فلا هي أطعمته ولا هي أرسلته يأكل من خشاش الأرض حتى مات ويشهد على ذلك أبو بكر وعمر... وبينا رجل راكب بقرة التفتت إليه فقالت : إنى لست لهذا خُلقت إنما خلقت للحرث , ويشهد على ذلك أبو بكر وعمر.
إن أعظم خدمة نقدمها للإسلام اليوم هي أن نحيي هذه الأخلاق النبوية, فنتحلى بها, وندعوا إليها, ونسعى لنشرها بين غير المسلمين, في وقت كادت الأخلاق الحميدة والمثل العليا أن تختفي من حياة الناس, وأصبحت المادة والمصلحة هي الغاية القصوى من الوجود, إن البشرية اليوم ظامئة, وهي بأمس الحاجة إلى إحياء هذه القيم السامية في واقع حياتها. وبذلك نستطيع أن نعرفهم بمحمد عليه الصلاة والسلام, من هو؟ ولماذا نتخذه أسوة ومثلاً في حياتنا.