عرض مشاركة واحدة
قديم 2011- 10- 30   #4
ام فروسي
أكـاديـمـي نــشـط
 
الصورة الرمزية ام فروسي
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 58204
تاريخ التسجيل: Wed Sep 2010
المشاركات: 142
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 1085
مؤشر المستوى: 58
ام فروسي will become famous soon enoughام فروسي will become famous soon enoughام فروسي will become famous soon enoughام فروسي will become famous soon enoughام فروسي will become famous soon enoughام فروسي will become famous soon enoughام فروسي will become famous soon enoughام فروسي will become famous soon enough
بيانات الطالب:
الكلية: كلية الاداب
الدراسة: انتساب
التخصص: علم اجتماع
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
ام فروسي غير متواجد حالياً
رد: محتوي الاخلاق الاسلامية واداب المهنة 6 - 10

المحاضرة التاسعة
الأخلاق الجامعة للمهنة
التمهيد:
للمهنة عناصر أربعة هي: العامل ورب العمل والمستفيد والمجتمع.
ويُقصد بأخلاق المهنة هنا تلك الصفات التي تنشد الكمال في هذه العناصر الأربعة.
ولما كانت ممارسة المهنة تتم في إطار التزام قانوني أو تعاقدي فإنه غالباً ما يشتمل هذا القانون أو العقد على بعض الخصال باعتبارها التزاماً واجباً. ومن ثمَّ فإننا سنستبعد هذه الخصال عن محل البحث. كما سنستبعد الأخلاق العامة كبر الوالدين والإحسان للجار بل سنقتصر على ما له صلة بكمال المهنة كما أسلفنا.
!وسنجمع هذه الأخلاق (أخلاق المهنة) في خمس مجموعات هي:
الطهارة المهنية, الاستقامة المهنية, التعاون المهني, الأمانة المهنية, المحبة المهنية.
1- الطهارة المهنية
الطهارة لغة: مصدر يدلّ على النقاء والنظافة وزوال الدنس والتنزه.
والطّهارة في الاصطلاح: لا تخرج عن المعنى اللغوي.
وهي على ضربين: طهارة حسية, وطهارة معنوية.
1- الطهارة الحسية: وتتحقق برفع الحدث أو إزالة النجس أو ما في معناهما وعلى صورتهما.
2- الطهارة المعنوية: وتتحقق بترك الذّنب وتنقية النّفس من العيوب.
! ويدخل تحت هذا الضرب الأخير أيضاً الطهارة المهنية. أي؛ تطهيرها وتنزيهها عن النقائص. ويتحقق ذلك من خلال المحافظة على أمرين:
1 - السمعة الطيبة: وذلك من خلال التنزه والتطهر للمهنة من قبل من يقدمها.
2 - جودة الأداء: وذلك من خلال تنزيه المهنة نفسها عن العيوب والنواقص.
شروط الطهارة المهنية:
يشترط في المهنة لتتصف بالطهارة أن تتوافر فيها ما يأتي:
1- أن يكون كل من العامل ورب العمل صاحب صفحة بيضاء في سجل المهنة, ويحرص على استمرارها كذلك (شهادة حسن سلوك). فلو عرف عن قاض قبوله للهدية تلوثت صفحته المهنية, ولو عرف عن طبيب تتبعه لعورات النساء تلوثت صفحته المهنية ... وهكذا الموظف الذي يرتشي, والتاجر الغشاش.
2- أن يلتزم كل من طرفي المهنة العامل ورب العمل بالقواعد المنظمة لممارستها, فرب العمل يحصل على ترخيص مزاولة المهنة قبل ممارستها, ولا يتعاقد مع غير المستوفين لشروط التعيين (من مثل السن القانونية والمؤهل الدراسي وغيرها) وإلا تلوثت صفحته المهنية. والعامل يكون حاصلاً على المؤهل الدراسي في المهن التي تشترطه كالطب والصيدلة مثلاً.
3- أن يكون لدى العامل خبرة كافية في الأعمال التي يستلزم ممارستها تلك الخبرة كالعمليات الجراحية مثلاً فلا يقوم بها إلا ممارس, وكالمناقصات أو المزايدات الكبيرة فلا يقوم بها عامل مبتدئ, وكإنتاج المصنوعات التي تحتاج إلى تقنية عالية فلا يشرف عليها إلا خبير.
4- أن يشتهر عن صاحب المهنة (سواء أكان عاملاً أو رب عمل) الحرص على الإتقان وعدم إجازة المنتج إلا في درجة عالية من الجودة.
Ÿ فإذا افتقد أي شرط من هذه الشروط كان ذلك مسَّاً بخلق الطهارة المهنية.
التوجيه الفقهي لخلق الطهارة المهنية:
لا تقوم مهنة معتبرة بغير طهارة, ومن ثَمَّ كان الحد الأدنى من هذه الطهارة ضرورة لازمة, لعدم قيام المهنة إلا به. وهو ما استلزم مع مرور الزمن وتطور الأحوال صدور القوانين المنظمة للمهن, كما تطلَّب وضع صيغٍ للعقود تتضمن نصوصاً في شكل بنود إلزامية مباشرة, أو غير مباشرة كالإحالة إلى عرف ونحوه, فتحولت تلك الصفات الأخلاقية الحميدة من كونها أخلاقاً كريمة إلى التزام يوجب مخالفته مساءلة قضائية بعد أن تم النص عليها.
ولما كان من غير الممكن الإحاطة بخصال الطهارة المهنية من خلال تلك القوانين والعقود, كان الحد الزائد عن الواجب هو المراد بخصال الطهارة المهنية, وهو الذي يدخل في أخلاق وآداب المهنة, ويترتب على الإخلال بها المساءلة الأخلاقية دون القضائية.
! وهنا يجب علينا أن ننبه لأمرين :
أولهما- لكل مهنة ما يناسبها من أخلاق الطهارة المهنية, فما هو مطلوب لمهنة القضاء قد يختلف عن ما هو مطلوب لمهنة الطب أو الصيدلة أو التجارة وهكذا. وما يلزم للقاضي للحفاظ على سمعته الطيبة, يختلف عن الذي يلزم للطبيب, أو للتاجر, ويقال الشيء نفسه عن آداب ممارسة المهنة.
ثانيهما- المقصود هنا ما يؤثر على سمعة المهنة وطهارتها, وليس الأوجه التي لا شأن لها بالمهنة كسمعته بين أهله أو لدى جيرانه مثلاً.
أدلة الطهارة المهنية:
يدل لخلق الطهارة المهنية آيات عديدة من كتاب الله وأحاديث كثيرة من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم, منها:
1- قول الله تعالى: {صُنْعَ اللهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ} والإتقان والجودة معنى من معاني الطهارة المهنية. ومنها قوله تعالى: {ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام, وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد}, ومنها: { وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً, وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً} وغيرها كثير.
2- قوله عليه الصلاة والسلام: (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه). وهذا في معنى الآية السابقة من حيث الدلالة على طلب الإتقان في العمل, وجودة الأداء.
وقوله عليه الصلاة والسلام: (مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير...). فيه الدلالة على أهمية السمعة الطيبة والسلوك القويم, وهو من معاني الطهارة المهنية كما تقدم, وقوله عليه الصلاة والسلام: (من غش فليس منا).
مظاهر الطهارة المهنية عند الفقهاء:
تكلم الفقهاء عن الطهارة المهنية التي تعني السمعة الطيبة, والسيرة الحميدة, وجودة الأداء والإتقان. ولنأخذ أمثلة من باب القضاء على سبيل التمثيل والبيان وليس الحصر:
- قال الفقهاء ببطلان تولية الفاسق القضاء مع وجود العادل للحفاظ على سمعة القضاء وسمعة القاضي, ولتحقيق جودة الأداء في الحكم, ولا يخفى أنهما من خصال الطهارة المهنية.
- وقال الفقهاء يحرم تولية الجاهل القضاء مع وجود العالم للحفاظ على جودة الأداء وهي من خصال الطهارة المهنية.
- ومثلهما ما ذهبوا إليه من كراهة تولية المفضول القضاء مع وجود الفاضل (أو الأفضل) للحفاظ على جودة الأداء أيضاً.
ومثل هذه المسائل نجدها أيضاً في باب الإمامة في الصلاة, وفي الولاية في النكاح, وفي الولاية على المال للقصر (من مجانين وسفهاء ويتامى), وفي ناظر الوقف, وفي ولاية الحسبة وغيرها.
ومن هذا الباب ما نجده من طلب جهات التعاقد شهادة حسن السلوك من الطالب والمدرس والموظف, ومنه ما نجده في بعض المواثيق من النص على أنه يفصل من العمل من يرتكب ما يخل بالآداب العامة في مكان الوظيفة, كسرقة مثلاً, أو جريمة تمس الشرف أو الأخلاق أو الأمانة من غير حاجة إلى إعلان. وهكذا.