عرض مشاركة واحدة
قديم 2011- 10- 30   #5
ام فروسي
أكـاديـمـي نــشـط
 
الصورة الرمزية ام فروسي
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 58204
تاريخ التسجيل: Wed Sep 2010
المشاركات: 142
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 1085
مؤشر المستوى: 58
ام فروسي will become famous soon enoughام فروسي will become famous soon enoughام فروسي will become famous soon enoughام فروسي will become famous soon enoughام فروسي will become famous soon enoughام فروسي will become famous soon enoughام فروسي will become famous soon enoughام فروسي will become famous soon enough
بيانات الطالب:
الكلية: كلية الاداب
الدراسة: انتساب
التخصص: علم اجتماع
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
ام فروسي غير متواجد حالياً
رد: محتوي الاخلاق الاسلامية واداب المهنة 6 - 10

المحاضرة العاشرة
الاستقامة المهنية
معنى الاستقامة :
الاستقامة لغة: مشتقة من القيام, وتعني الثبات والدوام والملازمة والاستمرار على الشيء, كما أنها تفيد معنى الاعتدال والاستواء.
فمن الأول قوله تعالى: {كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِنْدَ المَسْجِدِ الحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُتَّقِينَ} أي: فما استمر وثبت أولئك المشركون معكم على العهد, فاستمروا أنتم معهم واثبتوا.
ومن الثاني قول النبي صلى الله عليه وسلم للمأمومين خلفه في صلاة الجماعة: (أقيموا صفوفكم). أي اعتدلوا واستووا ولا تختلفوا.
والاستقامة المهنية في معناها الاصطلاحي : تعني الاعتدال والاستواء في أداء المهنة من جهة, ومن جهة أخرى ملازمة المهنة والوفاء بمصالحها من الطاعة والمشورة والصدق.
شروط الاستقامة المهنية:
لكي تتحقق الاستقامة المهنية (أي الاعتدال والاستقرار والوفاء بمصالحها) لابد من توافر الشروط التالية:
1- أن يحرص كل طرف منهما (العامل ورب العمل) على الآخر. ففي الحديث القدسي يروي النبي عليه الصلاة والسلام عن ربه: (أنا ثالث الشريكين ما لم يخن أحدهما صاحبه, فإذا خانه خرجت من بينهما).
2- مطاوعة الزملاء في العمل. ففي الحديث أن النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، بعث أَبَا مُوسى الأشعري وَمُعَاذ ابن جبل إِلَى الْيَمَنِ، فَقَالَ لهما: (يَسِّرَا وَلاَ تُعَسِّرَا، وَبَشِّرَا وَلاَ تُنَفِّرَا، وَتَطَاوَعَا ولا تختلفا).
3- طاعة الرؤساء في المهنة. قال تعالى : [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ]
4- عدم التغيب عن العمل إلا في حالات الضرورة لأن الله تعالى أمر بالوفاء بالعقود, وهو من مقتضى الوفاء بالعقود. قال تعالى : [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَوْفُوا بِالعُقُودِ]
5- الالتزام بمنهج الشورى في الوظائف التي تصنع السياسات المهنية وتضع الخطط, وعدم الاستبداد بالرأي لقول الله تعالى مخاطبا نبيه: [وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ], فإذا كا ن النبي وهو المسدد بالوحي مطالباً بالشورى فكيف بغيره.
6- الالتزام بالصدق لقول الله تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ]
التوجيه الفقهي لخلق الاستقامة المهنية:
- ما أسلفناه في حديثنا عن الطهارة المهنية من ضرورة توافر الحد الأدنى منها يقال هنا أيضاً وفي كل خصال أخلاق المهنة, فالحد الأدنى لا بد منه, وقد نصت القوانين والعقود عليه, فخرج من مجرد خصال أخلاقيات إلى واجبات ملزمة يترتب على الإخلال بها مسؤولية قضائية, غير أن القوانين والعقود لا تستطيع أن تفي بكل خصال الاستقامة المهنية, لأن العقود تستحدث باستمرار والوقائع تتجدد دائماً, فكان الناس بحاجة إلى المزيد من هذا الخلق, بحيث يتحقق المقصد من هذا الخلق.
! وننبه هنا أيضاً إلى ما أسلفناه في خلق الطهارة المهنية من أن:
1- الاستقامة المهنية تختلف في بعض جوانبها من مهنة إلى أخرى, أي أن الاستقامة المهنية المطلوبة من القاضي تختلف في بعض جوانبها عن المطلوبة من الطبيب أو التاجر أو المدرس.
2- كما أننا لا نبحث هنا إلا في الاستقامة ذات العلاقة بالمهنة وما يؤثر فيها, ولا شأن لنا بعلاقاته الأسرية أو الاجتماعية.
أدلة الاستقامة المهنية:
دلت آيات وأحاديث كثيرة على طلب هذا الخلق من المسلم من ذلك:
قوله تعالى: [فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ] فالآية تطلب الاتصاف بهذا الخلق صراحة من الرسول وممن معه من المؤمنين, وهي عامة, ويدخل فيها الاستقامة المهنية لأنها فرع عنها. وفي هذا المعنى قوله صلى الله عليه وسلم لسُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الثَّقَفِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حين جاء إليه يقول: يَا رَسُولَ اللهِ ، قُلْ لِي فِي الإِسْلامِ قَوْلا لا أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدًا بَعْدَكَ قَالَ : قُلْ : (آمَنْتُ بِاللَّهِ ثُمَّ اسْتَقِمْ).
قوله تعالى في صفات عباد الرحمن: [وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا] أي اعتدلوا من غير إفراط ولا تفريط, وهذا من خلق الاستقامة.
قوله تعالى: : [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ], وكذا ما ورد في طاعة ولاة الأمر والتزام منهج الشورى وقد تقدمت تلك الآيات, كما أنها جميعاً قد تأكدت بالأحاديث الواردة في معناها والتي تدل على طلب هذه الخصال الخلقية.
ومن هذا قوله صلى الله عليه وسلم (ما خاب من استخار ولا ندم من استشار) (وعليكم بالسمع والطاعة وإن أُمِّرَ عليكم عبد حبشي ..) وغيرها كثير.
مظاهر الاستقامة المهنية عند الفقهاء:
تكلم الفقهاء عن مظاهر الاستقامة من خلال ذكرهم للفروع الفقهية وتناولهم لأحكامها, وفيما يلي ذكر لبعض هذه المظاهر:
1- الغبن في المعاوضات المالية: والغبن يعني الخديعة, ويترتب عليه عدم التعادل في التزامات الطرفين حيث يتم استغلال أحدهما للآخر نتيجة لاسترساله وعدم معرفته بأصول المعاملة وقواعدها. وقد حرم الإسلام هذا السلوك لمنافاته للعدل فقال صلى الله عليه وسلم (غبن المسترسل حرام), وورد في بعض الروايات: (ربا). وحين أخبره شخص أنه يغبن في بيعه فقال: (إذا بايعت فقُلْ لَا خِلَابَةَ) أي لا خديعة. أي اشتريت منك بشرط أن لا تكون قد خدعتني, فإذا تبين أنك قد خدعتني فلي الخيار في إبطال البيع إلى ثلاثة أيام.
2- التطفيف في المكيال والميزان: ويعني التلاعب بها ببخسها وأكل أموال الآخرين بغير حق وهو ظلمٌ وينافي العدل الذي أمر الله به. قال تعالى: {إن الله يأمر بالعدل} وقال تعالى: { ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون إذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون}.
فالتطفيف ينافي خلق الاستقامة المهنية التي من خصالها العدل والمساواة.
3- الالتزام في المهنة: أجمع الفقهاء على وجوب الالتزام بأداء المهنة على وجهها المعروف في صور المعاوضات, وعدم الإخلال بمتطلباتها لقولة تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَوْفُوا بِالعُقُودِ] . ولا يخفى ما لهذا من أثر طيب وإيجابي على تحقيق الثبوت والدوام والاستقرار للمعاملات, وهي من خصال خلق الاستقامة المهنية.
4- الشورى في المهنة: والشورى مراجعة الآخرين من أهل الاختصاص والخبرة لأخذ رأيهم في الموضوع الذي ينظر فيه للعمل بموجبها. وهي من خصال خلق الاستقامة المهنية, ومطلوبة لقوله تعالى : {وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله}. ولقوله نعالى في صفات المؤمنين: {وأمرهم شورى بينهم} وقد رأينا صوراً كثيرة من ذلك في سيرة الرسول وخلفائه الراشدين.