عرض مشاركة واحدة
قديم 2011- 12- 19   #20
رنو
مشرفة سابقة لقسم علم الأجتماع
 
الصورة الرمزية رنو
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 10548
تاريخ التسجيل: Thu Aug 2008
العمر: 35
المشاركات: 9,614
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 31973
مؤشر المستوى: 191
رنو has a reputation beyond reputeرنو has a reputation beyond reputeرنو has a reputation beyond reputeرنو has a reputation beyond reputeرنو has a reputation beyond reputeرنو has a reputation beyond reputeرنو has a reputation beyond reputeرنو has a reputation beyond reputeرنو has a reputation beyond reputeرنو has a reputation beyond reputeرنو has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: ك.العلوم والآداب/ج.القصيم
الدراسة: انتظام
التخصص: علم الاجتماع
المستوى: دكتوراه
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
رنو غير متواجد حالياً
رد: =={ علم إجتماع الطبي -حسن أبو زيد }== مراجعـه من واقـع المذاكرهـ

المحاضرة العاشرة
~~الخريطة الاجتماعية للصحة والمرض~~

.................................................. ..............
مقدمة:-
تقف دراسة الخريطة الاجتماعية وقفة متأنية أمام انتشار بعض الأمراض في مناطق جغرافية بعينها في عالم اليوم
[mark=#ffff00]وتعني الخريطة الاجتماعية للصحة والمرض [/mark]الأبعاد الاجتماعية والثقافية المتصلة بالصحة والمرض لدى شرائح اجتماعية معينة في مناطق بعينها

[mark=#ff0000]أولاً:[/mark] الخريطة الاجتماعية والمرض
يرتبط المرض بالعديد من الأبعاد الاجتماعية والثقافية
تبدو محاولة الربط بين الأوضاع البيئية والخريطة الاجتماعية لانتشار المرض جديرة بجذب الاهتمام في عالم اليوم
تعد البيئة الفقيرة بؤرة مناسبة لنمو العديد من الأمراض التي تصيب الكبار والصغار والإناث والذكور على حد سواء
ففي أغلب المناطق الحضرية في الدول النامية يؤدي الضغط الشديد على المساكن والخدمات إلى انهيار النسيج الحضري ، فالكثير من المساكن التي يستخدمها الفقراء مساكن متداعية
وتعاني البنية الأساسية في بعض دول العالم الثالث من صور التدني الواضح نتيجة لشدة الزحام ، ويلحق ذلك بالمواصلات العامة والشوارع وشبكات المياه وشبكات الصرف الصحي المتهالكة
ويتضح أن نسبة كبيرة من سكان المدن في العالم الثالث تحرم عادة من توفر المياه النقية والخدمات الصحية اللازمة
ويؤدي ذلك في العالم الثالث إلى تزايد الإصابة بأمراض يعود معظمها إلى أسباب تتعلق بالبيئة
ومن أمثلة الأمراض التي تنتشر في دول العالم الثالث؛ أمراض الجهاز التنفسي, والجهاز الهضمي نتيجة لتلوث مياه الشرب واختلاطه بمياه الصرف الصحي ، وهي من الأسباب الرئيسية لتدهور الصحة والوفاة ولاسيما بين الأطفال ، وفي الأحياء التي يسكنها الفقراء يزداد احتمال وفاة الأم والطفل
يؤدي التراخي في مراعاة الشروط الصحية الضرورية في المدن الصناعية إلى مشكلات عديدة نتيجة لتلوث الهواء والماء والتلوث بالضوضاء والنفايات الصلبة والحوادث الصناعية وحوادث الطرق
[mark=#ff0000]ثانيا:[/mark] الخريطة الاجتماعية للمرض في العالم الثالث:-
يورد تقرير اللجنة العالمية للبيئة والتنمية
الأسباب التي تقف وراء تردي الأحوال في المناطق الحضرية والريفية في العالم الثالث حيث يذكر التقرير:
أن الامتداد العشوائي للمدن يؤدي إلى مشكلات عديدة للنمو السكاني المتزايد , والهجرة الريفية للحضر مما يزيد من صعوبة توفير السكن والخدمات الصحية وغيرها من خدمات البنية الأساسية لسكان المناطق الحضرية ، حيث تنتشر الأمراض الناجمة عن التلوث وسوء التغذية
أما في البيئات الريفية الفقيرة فإن الفقراء والجياع غالبا ما يدمرون بيئاتهم , حيث يضطرون لقطع الأشجار
ويستنزفون أراضيهم كما تنُهك ماشيتهم المراعي القائمة
ويعجز الزراع عن مقاومة الآفات الزراعية ويلجأون لاستخدام الأسمدة والمبيدات الرخيصة في المساحات الصغيرة التي يملكونها
ويزداد خطر تلوث المياه مما يعرضهم للعديد من الأمراض المتوطنة
ويؤدي سوء التغذية بالنسبة للإناث والأطفال إلى التعرض للإصابة بأمراض مختلفة كفقر الدم وغيرها
ويظهر في العالم الثالث ظاهرة تأنيث الفقر حيث تعاني الأرامل والمطلقات بصفة خاصة من ضيق العيش والعجز من الحصول على ما يكفي لإشباع احتياجاتهن مع أطفالهن
ويؤدي الفقر إلى تدني الخصائص الاجتماعية للسكان ، حيث ترتفع معدلات الأمية وتفتقر القوة العاملة للتدريب المهني اللازم, والوعي مما يؤدي ذلك لانتشار الأمراض بين هذه الشرائح الفقيرة التي همشها النظام الاجتماعي
[mark=#ff0000]ثالثا :[/mark] الخريطة الاجتماعية ووفيات الأطفال في العالم
تكمن المشكلات البيئية وراء انتشار أمراض الأطفال في العالم ، إذ أن [mark=#00ffff]20%[/mark] من أطفال العالم يموتون نتيجة لظروف الولادة المتعسرة ، و[mark=#33ffff]18%[/mark] يموتون نتيجة للإلتهابات الحادة في الجهاز التنفسي , و[mark=#33ffff]17%[/mark] يموتون نتيجة الإسهال ، و[mark=#00ffff]7%[/mark] نتيجة لمرض الملاريا
تزداد معدلات وفيات الأطفال الرضع في البلدان التي يقل فيها الاهتمام بالطب الوقائي والعلاجي ، حيث ترتفع نسبة السكان الذين يحرمون من خدمات البنية الأساسية عموما والخدمات الصحية بصفة خاصة في البلدان النامية [mark=#ffff00]نتيجة[/mark] ؛ لعدم الوعي, ونقص الدخل, وعدم توفر الخدمات
[mark=#ff0000]رابعا :[/mark] الخريطة الاجتماعية والأخطار البيئية
وإذا كانت البيئة تشمل كل ما يحيط بالإنسان حيث تضم البيئة الطبيعية التي تشمل الأوضاع الجغرافية ، والنواحي البيولوجية فضلا عن النواحي الاجتماعية والثقافية
فهى تعني أيضاً الخصائص الطبيعية للإقليم الذي تسكنه مجموعة من الناس أي الموارد الطبيعية المتاحة فعليا
فضلا عن السمات الجغرافية التي يكيف الناس أنفسهم لها وهكذا تضم البيئة بهذا المعنى جميع الظروف, والمؤثرات الخارجية التي تؤثر في الإنسان
وتعد المشكلات البيئية دون شك من صنع الإنسان وهى مشكلات تعاني منها الدول الدول الصناعية المتقدمة والدول النامية - التي أخذت حديثا بالتصنيع دون أن تستعين بوسائل الأمن الصناعي الملائم - على حد سواء
وزيادة استهلاك الوقود لأغراض التدفئة والتبريد والنقل بالسيارات وتوليد الكهرباء وتشغيل المصانع وما يصاحبها من معدلات عالية من التلوث خلال النصف الثاني من القرن العشرين في المناطق الصناعية. يؤثر ما سبق على صحة الإنسان, ويؤثر أيضا على الحيوان والنبات
[mark=#ff0000]خامسا :[/mark] الفقر والخريطة الاجتماعية للمرض
تربط العديد من الدراسات بين الفقر والهامشية وسوء الأوضاع الصحية :
فالجماعات الهامشية تشكل بدورها الفئات التي تعمل في القطاع غير الرسمي في الدول النامية, وتفتقر للمهارات الفنية, وتعيش عادة في الأحياء المتخلفة في المدن, وتضم الحشود النازحة من الريف للمدن ، والنساء اللاتي يعملن نظير أجور منخفضة لإعالة أسرهن ، وقد تمتهن هذه الشرائح بعض المهن الشاقة ( كجمع القمامة)
وتؤدي ظروف العمل وتدني الأوضاع البيئية في بعض دول العالم الثالث إلى الإصابة بالأمراض المختلفة نتيجة للإقامة في مناطق فقيرة تفتقر بدورها لأبسط الخدمات الآدمية ، حيث يعيش الفقراء في أكواخ وعشش تفتقر بدورها للخدمات الصحية الأساسية وتنتشر بينهم الأمراض
يؤدي التدهور في خدمات البنية الأساسية في الأحياء التي يسكنها الفقراء, ونقص الرعاية الصحية, وسوء الأوضاع السكنية إلى تَعرُض السكان للعديد من الأمراض
وهناك علاقة بين ارتفاع معدل الوفيات في الدول النامية وارتفاع معدل السكان الذين تعجز دخولهم عن الوفاء بحاجاتهم الضرورية
[mark=#ff0000]سادسا :[/mark] وفيات الأمهات
تعد معدلات وفيات الأمهات بسبب الحمل أحد المؤشرات المعبرة عن الخلل في الأوضاع الاجتماعية والصحية والبيئية المواتية التي تكفل أن يتوافر للمرأة الإمكانيات المناسبة للتغذية السليمة والولادة
إذ أن ارتفاع معدلات وفيات الأمهات بسبب الحمل يرجع بدوره نقص التغذية, ونقص الإشراف الطبي إبان الحمل والولادة وانتشار العادات والتقاليد التي تجبر الأم على الخضوع للوصفات الشعبية
[mark=#ff0000]سابعا :[/mark] التلوث مشكلة العصر
يشير تقرير التنمية البشرية لعام[mark=#33ffff] 1994م[/mark] بأن الأسباب الرئيسية للوفاة في البلدان النامية [mark=#ffff00]هى: [/mark]
الأمراض المعدية والطفيلية ، ومعظم هذه الوفيات مرتبطة بسوء التغذية والمياه الملوثة
أما في البلدان الصناعية فإن الأسباب الرئيسية للوفاة هى الدورة الدموية ويليها السرطان
عدم توافر المياه النقية لنسبة كبيرة من سكان الريف في العالم الثالث
أما في البلدان المتقدمة صناعيا فإن الأقليات الفقيرة تتعرض لأخطار التلوث في الأحياء التي تعيش فيها

خاتمة
هكذا ترتبط مسألة الخريطة الاجتماعية بقضية البيئة بمعناها الواسع التي تشمل كذلك الوعي الاجتماعي
كما أن القضية أصبحت تستوجب تدخل الهيئات الأهلية والتطوعية لترسيخ العدالة, وكفالة الرعاية الصحية والاجتماعية في ضوء التنمية البشرية المتواصلة
إن الخريطة الاجتماعية للصحة والمرض لا ترتبط بالجغرافيا ولا بالخصائص الاجتماعية والسكانية كالسن والنوع والمستوى التعليمي والمهني والمستوى الاجتماعي الاقتصادي للسكان فحسب ، بل إنها تثير كذلك قضية المشكلات البيئية التي يتسبب فيها الإنسان نتيجة لنقص وعيه, أو عجزه عن حساب مصاحبات التلوث البيئي وتبعاته المختلفة .
.................................................. .................................................. ..................

التعديل الأخير تم بواسطة رنو ; 2011- 12- 19 الساعة 07:28 PM