مقال : مديرونْ . . (يبطئون عجلة التنميه ) .

[شَمـس]

بسم الله الرحمن الرحيم

مديرون ( يبطئون عجلة التنميه )

لكي نخوض بالكلام في موضوع الإداره ، فلا بد أن نعرف أولاً لماذا يفضل البعض أن يلتحق ولده بمدرسه دون أخرى لماذا تمتلك مدرسه سمعه أفضل من أخرى لماذا سمعة هذه المستشفى أفضل من الأخرى بالرغم أنهما في نفس المنطقه وتتبعان إدارياً لـ نفس الجهه ،
إن السبب الحقيقي وراء نجاح مدرسه دون أخرى أو مستشفى دون آخر هو أنها تملك إداره ناجحه أستطاعت أن تكرس إمكانياتها المتاحه لها وتوظفها بطريقه سليمه داخل إطار بيئة عمل جماعيه تحتضن موظفيها وتثق بإمكانياتهم بعيداً عن المركزيه الإداريه ..

ولكي تنجح إدارة ما لابد ان توفر مدير يحمل صفة القائد الواعي الذي يتمتع بصفة المقدره على حمل المسئوليه مضافة إليها التمتع بالأخلاق الحسنه التي يحتاجها ليتعامل مع موظفيه ومع مراجعيه ليتسنى له النجاح في خدمة مجتمع بأكمله بأبسط الطرق ومن هنا لابد ان نضع امام اعيننا
قول رسولنا الكريم " كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته"
وقوله صلى الله عليه وسلم "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"
فبهاتين القاعدتين وهما قاعدة تحمل المسئوليه وقاعدة الأخلاق الحسنه في فن التعامل استطاع رسولنا الكريم وصحابته رضي الله عنهم ان يحكموا ويديروا العالم من بلاد السند إلى بلاد الأندلس ..

إن الحياه بأكملها هي نموذج لإداره ناجحه او إداره فاشله او إداره تسعى وتبذل جهدها للوصول الى الكمال ولكنها لاتملك العقل( المفكر ) الذي يستطيع ان يبني منظومة عمل متكامله بأبسط الأفكار دون اللجوء إلى التعقييدات وتطبيق النظام بحذافيره مما يخلق جو عمل كئيب يصيب الموظفين بالأكتئاب الذي يورث في نهاية المشوار الفشل الذريع لهذه المؤسسه
فمثلاً العائله كـ منظومه مؤسسيه :
الأب هو المدير القائد إن كان يتمتع بفن الإداره الناجحه فـ ستراه عندما يعود إلى بيته الكل ينتظره بشوق ويستقبلونه بفرحه واما الأب الفاشل كـ قائد لبيته المعقد فـ تلقاه عندما يعود الى البيت يسكت الجميع خوفا منه ، ممطرا جو من الكآبه في هذا البيت الذي كان اهله سعداء عند غيابه
ومن هنا لابد ان نعرف لماذا نجح الأب الأول بينما فشل الآخر مؤكد ان الإداري الأول تجده دائم الإبتسام والبشاشه مع أبنائه يناقش مع أبنائهم همومهم لايضع بينه وبينهم حاجزاً
لايفضل احداً على احد في المعامله والهدايا والهبات يفخر بقرارتهم الخاصه يستمع للجميع ويدير الحوار معهم بفن وذوق بينما فشل الآخر في إدارة عائلته لأنه معقد يعتقد انه دائما الصواب وبقية اعضاء عائلته على خطأ ليس لأحد رأي في البيت وكل الآراء خاطئه لايستمع لأحد ولايدير حوار بدون رفع صوت يخافه الجميع ولذلك تفشل إدارته بسرعه وتتفكك عائلته ولو بعد حين
ولو جعلنا المثالين السابقين أنموذجين فالأب هو المدير والأبناء هم الموظفون لـ استنتجنا ان المدير الذي يهابه موظفيه هو سبب فشل هذه المؤسسه فالمدير الذي يعقد الأمور الذي لايخلق
جو عمل الذي يفضل موظف على آخر الذي لايعمل على كسر الروتين الممل لموظفيه بدورات تدريبيه جديده لهم المحب للمنصب الطالب له الخائف على كرسيه الغير مبتهج الغير منصت لموظفيه المحاور الغير جيد هو السبب الحقيقي وراء فشل الكثير من المؤسسات وعدم التطورالسريع لدينا
رغم توفر الامكانيات التي لو وضعت في يد اداري ناجح محب لمنفعة موظفيه ومؤسسته ومراجعيه ومجتمعه وامته لرأينا تطوراسريعاً وحضاره أكبر على جميع المستويات والميادين.

إن المديرون الذين جل همهم ورقة الحضور والإنصراف ..
المديرون الذين يدسون في الادراج الدورات التدريبيه التي قد ينتفع بها موظفوهم خوفاً من ان يطوروا مستواهم ويخطفوا الكرسي أو المنصب ،
المديرون الذين ليست لديهم افكار متجدده ..
الذين لايحبون تطوير أقسامهم أو مؤسساتهم
العاجزين عن محاكاة عجلة التنميه ، ليس هذا زمنهم !
نحن في زمن الإنجاز .. زمن ماذا حقق المدير من الإنجازات لهذه المؤسسه
وهل طور منها أم أصابها الصدأ وأكلتها دابة الأرض ؟ .
وأخيراً :
إذا أردت ان تعرف اخلاق شخص الحقيقيه فـ ضعه في منصب لمدة شهر او شهرين فـ المناصب تكشف أخلاق طالبيها وإن أردت لبلد ان يتطور بسرعه فـ حسن نوعية مديري إدارات قطاعاته الحكوميه مع مطالبتهم بعروض إنجازاتهم السنويه امام وزارتهم وملائمتها للتطورات الحضاريه العالميه
في الميادين العلميه والعمليه والخدماتيه وألا تكون هذه الأنجازات فقط حبر على ورق
بل يتم التأكد منها على أرض الواقع .

جبريل أحمد .

دمتم بـ رُقي
بحفظ المولى

[انت من]

كلام جداً رائع ويستحق التقييم

[فواز بن ناصر]

بارك الله فيك أختى على جلب هذا المقال ..

للأسف في مستشفى الملك فهد بالمدينة المنورة , أعطوا خطة صحية يجب عليهم تطبيقها , حتال ينالوا شهادة أمريكية ( لا اعرف اسمها ) ويكونوا تحت مراقبة دكتورة ادارية امريكية ..
يقول لي أحدهم : طبقت ورقياً فقط !!
..
وأنا أقسمت له لو أخذوا الشهادة , لأكتب عنهم وأكشف عن كذبهم !!

[شَمـس]

.


انت من / شكراً للتقييم وبالتأكيد الأهم تطبيقها على ارض الواقع
شكراً لحضورك
..
فواز / لو اننا نخشى الله ونتقيه في السر والعلن لما وصلنا الى هذا
على الورق انجزنا الكثير وفي ارض الوقع وفعلياً لاشيء يذكر !
لكن مع هذا هناك "نماذج" لمؤسسات وادارات طبقت وانجزت ..
وَ أن تكتب شيء جميل تقدمه لـ وطنك ،
شكراً لحضورك وبارك الله فيك