المماليك " الجراكسة البرجية ” هم الذين أتى بهم" المنصور قلاوون" وهم من أصول
كردية من " كردستان", والذين تربوا ونشؤا في أبراج القلعة, فأخلصوا ل " المنصور
قلاوون" و أبنائه و أحفاده من بعده وذلك لرعاية " المنصور" لهم , الذي عمل على
تربيتهم بمنأى بعيد عن المماليك الترك البرية , الذين دبت الفوضى بينهم .
برقوق هو المؤسس بعد ان خلع السلطان حاجي ولُقّب بالملك الظاهر سيف الدين برقوق
تميز عصر الجراكسة بعدة أمور أهمها:
1- كان كل السلاطين في هذا العصر من أصل جركسي عدا اثنين هما " خشقدم" و"
تمربغا" ) الثور الحديدي ( اللذين كانا من أصل يوناني .
2- كان سلاطين هذا العصر أمراء أكثر من ما هم سلاطين , ونجاح السلطان في الحكم كان
يتوقف على قدرته في ضرب طوائف المماليك بعضها ببعض .
3- على الرغم من استمرار النزاع بين أمراء المماليك طيلة ) مئة و أربع و ثلاثين سنة (
, إلا أنه لم يمكنوا أحد من التدخل في شؤون البلاد أوالإنتقاص من سيادتها وهذا ما جعلهم
يقفون وقفة واحدة في وجه " تيمورلنك" في الوقت الذي اهتزت فيه جميع الدول القائمة
غرب القارة الآسيوية أمام هجماته .
4- لم يوجد في عهدهم أي أثر لمبدأ وراثة العرش .
الذي غزى جزيرة قبرص هو السلطان برسباى وكان ملكها "بطرس الأول لوزجنان
فأعد ثلاث حملات لغزو قبرص , وذلك في ثلاث سنوات متتالية
827هـ استطلاعية
828هـ وكانت جهتها في هذه المرة مدينة "فاما
غوستا", وقد أحرزت النصر , ومكثت أربعة أيام , ثم اتجهت إلى مدينة "ليماسول ",
وتمكنت من فتحها بعد جهد , ثم رجعت الحملة إلى مصر.
829هـ سارت نحو "ليماسول" ففتحها, ثم اتجهت نحو الداخل فالتقت
بجيش كبير يقوده ملك قبرص "جانوس" بنفسه , فجرت معركة طاحنة بين الفريقين ,
انتصر فيها المسلمون انتصارًا كبيرًا , وأسروا الملك , ثم رجعوا إلى مصر والملك معهم
أسير. وفي القاهرة فدى الملك نفسه , ووافق على أن تكون قبرص تابعة لدولة المماليك ,
وبقيت بعدها كذلك مدة بقاء الدولة المملوكية , وبذلك انتهى الأثر الصليبي نهائيًا.
ارتبطت مصر في عهد برسباي بعلاقات ودية مع الدولة العثمانية.
وفي عهد السلطان برسباي تأزمت العلاقات بينه وبين الدولة التيمورية في فارس.