شرح (((التشبيهات والاستعارات والكناية)))
اقسام التشبيه
اقرأ الامثلة التالية:
أنتت اسد في الشجاعة
أنت طير بالسرعة
أنت سلحفاة بالمشي
قاعدة اقسام التشبيه
(1- اذا ذكرت اداه التشبيه فهو تشبيه مرسل
2- )و اذا حذفت اداة التشبيه فهو تشبيه مؤكد
(3- اذا ذكر وجه الشبه فهو تشبيه مُفصل
(4- و اذا حذف وجه الشبه فهو شبه مُجمل
(5- اذا حذف وجه التشبيه و اداه فهو تشبيه بليغ
لاحظ:
-1 ان اساس تقسيم التشبيه يعتمد على الاداه ووجه الشبه
-2 و ان التشبيه قد يجمع صفتين من اقسام التشبيه
-3 وان التشبيه البليغ اقوى انواع التشبيه
و اعلم ان علم البلاغة يبقسم الى ثلاث علوم هي
-(1 علم البيان
:ندرس منه تشبيه التمثيل و التشبيه الضمني
و ثلاثة انواع من الاستعارة موجزاً في الكتابة
سبق ان درست التشبيه و اركانة و اقسامه و عرفت
ان التشبيه لون من التصوير البياني و الفني يستخدمه الاديب
او الشاعر فيشبه شيء بشيء آخر كي يبلغ الصورة مبلغ
جمالي اقرأ هذه الابيات بتمعن
كأن سهيلاً و النجوم وراءه **صفوت صلاةٍ قام فيها امامه
ان سهيل نجم من نجوم السماء فهو في مكانة و النجوم الامعة
الاخرى مصطفة خلفة يشبه امام المسجد الذي يصلي بالناس
و قد وقفوا خلفة صفوف متراصة متتابعة
تلاحظ ان المشبه في هذا البيت هو مركب من سهيل و نجوم
اخرى خلفة , و ان المشبه به مركب كذلك من الامام القائم في
المحراب يصلى و خلفه الناس و هذا نوع من التشبيه المركب
المنتزع من متعدد يدعى التشبيه التمثيلي او تشبيه التمثيل
و مثل هذا التشبيه قوله تعالى (مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ
فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ
مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ) و هذا تشبيه ايضاً آخر
... ...
2)التشبيه الضمني
قال ابن الرومي في الشيب
قد يشيب الفتى و ليس عجيباً** ان يرى النور في القضيب الرطب
استخدم الشاعر تشبيه غير واضح من غير ان يصرح لنا بهذا بهذا
التشبيه و ترك لنا امر اكتشافة و تحديد جماله
فقد رأى ان المرء يشيب و ان كان في ريعان شبابه و هو المشبه
و ليس هذا بالامر العجيب فها هي ذي اغصان الشجر الغضة تتحلى
بالزهر الابيض في فصل الربيع و هو المشبه به
و هنا لم يقل لنا ابن الرومي ان هذا الفتى الاشيب يشبه الغصن
الرطب و قد كسته الازهار البيضاء بل استخدم هذه الصورة التشبيهية
الفنية في ضمن كلامه و هذا هو التشبيه الضمني لا يبدو فيه المشبه
و المشبه به في صورة من صور التشبيه المعوفة و انما يلمح التشبيه
من سياق الكلام و يستحسن ان يكون المشبه به في غاية من جمال
الصورة المبتكرة
3) الاستعارة
الاستعارة صورة فنيه تتميز من التشبيه لأنها اكثر خيالاً اجمل
صورة و سر تأثيرها يكمن في تأليف الافاظ و ابتكار المشبه به
مما لا يجول في خاطر المرء العادي بل يحسنه الاديب او الشاعر
الذي وهبه الله تعالى استعداداً سليماً لربط المعاني و توليد بعضهامن البعض الآخر فحين درسنا التشبيه البليغ قلنا هو ما بقي
من التشبيه طرفاة و اتينا بمثال هو انت اسد ......الخ و اذ اردنا
تحويل الجملة الى استعارة قلنا رأيت اسد يرمي النبال فحذفنا
هذا المشبه و ابقينا على المشبه به و هذه هي الاستعارة
و الاستعارة انواع . و سوف اكتفي بذكر اهمها
1)الاستعارة التصريحية
و اليك هذا البيت توضيح لها
فلم أر قلبي من مشى البحر نحوه *** ولا رجلاً قامت تعانقه الأُسد
تجد ان الشاعر استخدم لفظة البحر في البيت او بالاصح في صدر
البيت في حين انه لم يقصد البحر المعروف بل اراد الممدوح الكريم
لشبه واضح بين دلالة اللفظتين فالبحر واسع و خيراته كثيرة
و كذلك الممدوح فهو عميم الخير و الفضل و الدليل على انه قصد
الممدوح الكريم انه استخدم الفعل مشى لأن البحر لا يمشي بل الذي
يمشي هو الكريم و انظر الى كلمة الاسد في عجز البيت تجد ان الشاعر
لم يرد بها تلك الحيوانات المفترسة بل انه اراد الشجعان لشبه واضح
بين دلالتي اللفظتين و هو القدرة و الاقدام بدليل الفعل تعانقه نعود
لى البيت فنجد تشبيهين حذف منهما لفظ المشبه ووضع بديلاً
عنهما لفظ المشبه به على ان المشبه به هو عين المشبه فالأستعاره
هي في هذه الحال تصريحية
ملاحظة ان الاستعارة التصريحية هي التي صرح فيها بلفظ المشبه به
.
القسم الاخر هو
2)الاستعارة المكنيه
اذا كانت الاستعارة التصريحية تعتمد على ذكر المشبه به
فأن الاستعارة المكنية تعتمد على حذفه و هذا هو الفارق بينهما
انظر الى قوله تعالى ( و اخفض لهما جناح الذل من الرحمة ) الاسراء 24
نجد ان الآية الكريمة شبهت الذل بطائر ذي جناح فالذل مشبه
و الطائر مشبه به ثم حذف المشبه به الطائر و رمز له بشيءٍ من لوازمة
و هو الجناح اي انه كنى عن المشبه به و لم يصرح به و ذكر القرينة
دليلاً عليه و هي اثبات الجناح الذي يطير به على سبيل الاستعارة المكنية
ملاحظة ان الاستعارة المكنيه صورة فنيه تدعو القارئ الى تأمل المعنى
بعد حذف المشبه به
.
3)الاستعارة التمثيلية
و هذا نوع ثالث من الاستعارات فيه كمال التعبير الفني يستخدمة
الكاتب من اقوال مأثورة و امثال مضروبه مثلاً
قوله تعالى ( لو انزلنا هذا القرآن على جبل لرأته خاشعاً
متصدعاً من خشية الله ))
وقول حسين رضي الله عنه لا اعطيكم بيدي اعطاء الذليل
و لا افر فرار العبيد
و لا اريد تطويل الشرح عليكم سأشرح الآية الكريمة نجد
ان في الآية تشبيهاً لحال القرن الكريم في علوه و قدرة
و قوة تأثيرة ما يتضمن من مواعظ و زواجر بحال لو انه
انزل على جبل و فهم هذا الجبل و تدبر ما فيه لخشع
و تصدع رهبة من الله على رغم صلابتة و غلظته ثم استُعير
التركيب الدال على المشبه به و هو الخشوع الذي هو من خصائص الانسان للمشبه و هو الجبل على سبيل الاستعارة التمثيليه
و الخلاصة:
1- ان الاستعارة ابلغ من التشبيه و اوسع خيالاً لأنها تشبيه
حذف احد طرفيه و هما
أ- المشبه و يقال له مستعار له
ب- المشبه و يقال المستعارمنه
2- و ان الاستعارة انواع عديدة اهمها
التصريحية
المكنية
التمثيلية
3- ان تركيب الاستعارة يختلف من عصر الى عصر و اجمل
الاستعارات ما كانت مؤثرة في النفس و ناسبت العصر الذي قيلت فيه
الكناية
ملخصه في عده سطور في هذا الشعر
حمال الوية هباط اودية شهاد امدية للجيش جرار1
(1- حمال الوية :كناية عن قائد الجيش
2- )هباط اودية :كناية على انه مقدام لا يهاب شيء
(3 شهاد اندية :كناية على انه من رؤساء القوم و اصحاب الكلمة فيهم
4)للجيش جرار :كناية عن جرأته في خوض الوغى
و الخلاصة ان الكناية لون من الوان البيان التي اكثر البلغاء منها
ان الكناية يحتمل معنيين مقبولان استعمالاً
الاول قريب ظاهر لا يريده المتكلم
الثاني بعيد مضمر هو الذي يريده و هو المقصود .