أظهرت دراسات جديدة شملت فحوصات سريرية لحالات اكتئاب ما بعد الولادة أنه مشكلة طويلة الأمد، على عكس المعروف عن انحسار المشكلة بمرور الوقت لدى معظم النساء. حيث تبين أن أعراضاً مثل تقلب المزاج والعين الدامعة بعد الولادة قد تكون أكثر ثباتاً وشدة، ويمكن أن تستمر الحالة لـ 3 سنوات.

يحدث اكتئاب ما بعد الولادة عادة خلال أول 4 - 6 أسابيع بعد خروج الطفل إلى النور، ويرجح الأطباء أن هذا الاكتئاب لا يتحسن من تلقاء نفسه، وأنه يجب توفير علاج له دون أن يؤثر ذلك على رعاية الأم للطفل.

وقد سلط التقرير الجديد، الذي نشرته أمس مجلة هارفارد للطب النفسي، الضوء على دراسات عن اكتئاب ما بعد الولادة كانت قد نشرت بين عامي 1985 و2012، حيث اعتمد البحث الجديد على المقارنة بين هذه الدراسات لتحديد عوامل الخطر التي تجعل النساء في مرحلة ما بعد الولادة أكثر عرضة للإصابة به، ومدى استمراريته.

وقال التقرير إن الدراسات التي أجريت لمتابعة حالات اكتئاب ما بعد الولادة وجدت أن أعراضه تنخفض مع مرور الوقت، لكنها لا تنخفض إلى نقطة تقع تحت خط الحاجة إلى علاج سريري للاكتئاب، وأن 38 بالمائة من الأمهات تستمر أعراض الاكتئاب لديهن كأعراض مزمنة.

وتبين أن 50 بالمائة من الأمهات اللاتي تلقين علاجاً لاكتئاب ما بعد الولادة استمرت الحالة لديهن لأكثر من عام كامل بعد الإنجاب، وأن30 بالمائة منهن استمر الاكتئاب لديهن لمدة 3 أعوام.

وتعتقد بعض الدراسات أن استمرار اكتئاب ما بعد الولادة وتحوله إلى حالة مزمنة ربما يعود إلى وجوده من قبل، وأن هذا التحول ليس ناجماً عن الأعراض التي تحدث بسبب الولادة.

ونبهت الدراسة الحديثة إلى أهمية مواصلة البحث حول موضوع اكتئاب ما بعد الولادة لمعرفة أسبابه وكيفية تطوره والبحث عن استراتيجيات وقائية وعلاجية أكثر فاعلية، لأن له عواقب كبيرة بالنسبة للطفل والأم، ولتأثيره على علاقتهما.