المحاضرة السادسة
التفائل في شعر اليا ابي ماضي
أختلاف مواقف الناس
التفاؤل والأنكباب على الحياة:
في العصر الجاهلي
في الصر الاسلامي
في العصر العباسي:ابو نواس وعمر الخيام
المدرسة الرومانسية
المهاجر الأمريكي.
جبران وفلسفته:التطلع الى عالم الخلود في قصيدة أعطني الناي سهولة حياة ايليا.
الصراع القائم في نفسه بين التشاؤم والتفاؤل.
تأثره بجبران وعمر الخيام.
يتضح أثر تفاؤله في دواوينه الثلاثة.
قصيدته فلسفة الحياة من الديوان الأول يقول فيها:
أيهذا الشاكي وما بك داء كيف تغدو اذا غدوت عليلا
ان شر الجناة في الارض نفس تتوقى قبل الرحيل رحيلا
وترى الشوك في الورد وتعمى أن ترى فوقها الندى اكليلا
والذي نفسه بغير جمال لا يرى في الوجود شيئا جميلا
فتمتع بالصبح ما دمت فيه لا تخف ان يزول حتى يزولا
انت للأرض أولا و أخيرا كنت ملكا أو كنت عبدا ذليلا
وما اتينا الى الحياة لنشقى فأريحوا أهل العقول العقولا
هو عبء على الحياة ثقيل من يظن الحياة عبئا ثقيلا
أبهذا الشاكي وما بك داء كن جميلا ترى الوجود جميلا
والفكرة المسيطرة على القصيدة هي أن نأخذ من الحياة المتعة دون تفكير في الامها.
ومع ذلك فهو يستسلم استسلاما تاما للمقادير يقول:
رضيت نفسي بقسمتها فليراود غيري الشهبا
ما غد يامن يصوره لي شيئا رائعا عجبا
ماله عين ولا أثر هو كالأمس الذي ذهبا
ان صدقا لا احس به هوشيء يشبه الكذبا
انا من قوم اذا حزنوا وجدوا في حزنهم طربا
فتفاؤله ليس تفاؤل من لا يفكر ولا يتعمق بل انه يشعر تماما بالام البشر ومخاوفهم يقول في قصيدته المساء:
فأصغي الى صوت الجداول جاريات في السفوح
واستنشقي الازهار في الجنات ما دامت تلوح
من قبل أن يأتي زمان كالضباب أو الدخان
لا تبصرين به الغدير ولا يلذ لك الخرير
وقد يثور ثورة عارمة على التقاليد يقول:
تعالى نطلق الروحين من سجن التقاليد
وتتحد الطبيعة اتحادا تاما مع حبه فاذا ضحك يضحك الفجر واذا ركض يركض معه الجدول والنهر والفقر مهما كان لا يفقده تفاؤله يقول:
علمتني الحياة في الفقر أني أينما كنت ساكن في التراب
خلت اني في الفقر وحدي فاذا الناس كلهم في ثيابي
ثم فلتكن فلسفتنا الابتسام دائما ما دمنا أحياء يقول:
قال السماء كئيبة وتجهما قلت ابتسم يكفي التجهم في السما
قال الصبا ولى فقلت له ابتسم لن يرجع الاسف الصبا المتصرما
قال العدا حولي عدت صيحاتهم أأسر والأعداء حولي في الحمى
قلت ابتسم لم يطلبوك بذمهم لو لم تكن منهم أجل وأعظما
قال الليالي جرعتني العلقما قلت ابتسم ولئن جرعت العلقما
وينهي فلسفته بقوله:
أبتسم ما دام بينك والردى شبر فانك بعد لن تتبشنا
ويكرر فكرة ان نفس الانسان هي التي تعكس له حياته اما جميلة واما قبيحة يقول:
أقبل العيد ولكن ليس في الناس المسرة
لا أرى الا وجوها كالحات مكفهرة
ليس للقوم حديث غير شكوى مستمرة
ايها الشاكي الليالي انما الغبطة فكرة
ربما أستوطنت الكوخ ومافي الكوخ كسرة
لك ما دمت لك الارض وما فوق المجرة
فتفاؤل شاعرنا لا يخلو من حيرة ولا من ألم وهو يتعامل مع الحياة بفهم وبصيرة للخلاص وتفاؤله خلاص من هذا العالم الذي ينتهي بالموت يقول في قصيدة طلاسم والتي تصور حيرته أمام الكون و ألغازه:
جئت لا أعلم من أين ولكني أتيت
ولقد أبصرت قدامي طريقا فمشيت
وسأبقى ماشيا أن شئت هذا أم ابيت
كيف جئت كيف أبصرت طريقي لست أدري