Never too late
لم يفت الآوان أبداّ
عبارة كانت ملصقة بأحد السيارات أثرت كثيراً في حياتي
....
قبل 12 او 11 سنة تقريباً كنت في بداية دراستي الجامعية بعد تخرجي بتفوق من المرحلة الثانوية، وهذا التفوق لازمني من بداية الدراسة حتى تخرجت من الثانوي ولله الحمد، الحاصل انه في بداية دراستي الجامعية حصل معي بعض الظروف لعل أبرزها كان وفاة والدتي رحمها الله وبعض الظروف الأخرى الخارجة عن ارادتي مما أثر بشكل مباشر على دراستي .
انخفض مستوى الدوافع العلمية والمستقبلية مما أدى لانخفاض المستوى التحصيلي في ذلك الوقت واجتمعت علي الظروف مع قلة الخبرة وعدم وجود الدعم النفسي المناسب بالإضافة الى جهلي بحقوقي الجامعية كطالب.
تركت الجامعة وذهبت لجامعة أهلية ودرست فيها فصل واحد وحصلت على معدل مقارب للـ 5، ولكن بعد ذلك كرهت الدراسة وانسحبت من الجامعة بسبب عدم رغبتي في هذا التخصص وعدم وجود أي تخصص مناسب لي .
قررت العمل في القطاع الخاص براتب 2700 وقدمت استقالتي بعد عدة أشهر فلم أكن مرتاحاً في مكان عملي وقديماً قالوا : (
اعمل ما تحب حتى تحب ما تعمل ) .
انتقلت إلى عمل آخر براتب أعلى وجلست فيه ما يقارب السنة ومن ثم قدمت استقالتي لنفس الأسباب التي دعتني لتقديم استقالتي من العمل السابق .
انتقلت لعمل آخر براتب مجزي وعالي جداً بسبب أن ملكية هذا القطاع لأحد أقاربي وجلست فيه ما يزيد عن السنة حتى بدأت أشعر بنفس الإحساس الذي واجهني في العملين السابقين ومنعني من تقديم الاستقالة أن العمر يمضي واقراني استقروا في حياتهم ووظائفهم وانا لازلت ادور في حلقة مفرغة من
جلد الذات والندم على تضييع فرصة الدراسة في القسم المحبب لي، بالإضافة للمقارنة مع جميع زملاء دراستي الذين تخرجوا وتوظفوا في وظائف مرموقة وتغيرت حياتهم المادية والاجتماعية للأفضل !!
إلى ان جاء يوم قرأت فيه :
( اذا أردت إنجاح ما تخطط له، فعليك تحقيق ذلك خارج المجتمع الذي اعتاد ان يراك فاشلاً )
فاستخرت وعقدت العزم على التغيير الجذري فقدمت استقالتي حتى اقطع ( خط الرجوع )
ولله الحمد والمنه ان جميع الوظائف السابقة تم رفض استقالتي فيها ووعدوني بتحسين وضعي الوظيفي، ولكن كما أسلفت فتركها كان بسبب عدم الراحة النفسية في المكان وطبيعة العمل .
بحثت عن عمل حتى وجدت وانتقلت الى المنطقة الشرقية ولله الحمد حالياً مضى على تواجدي في عملي 4 سنوات وجدت فيها الراحة والاستقرار، مما دعاني لإكمال الحلم القديم المتجدد ( إكمال الدراسة ) .
وهو ما اعمل عليه الآن فبعد غد الأحد هو اول يوم لاختبارات طلاب المستوى الرابع، وسقف طموحاتي لا حدود له ولله الحمد، كما أن النتائج وعلى الرغم من انشغالي وطبيعة عملي تعتبر ممتازة .
نعيش في عالم من الأسماء المستعارة والأشخاص المجهولة وهو ما دعاني لكتابة هذا،
وكل من يقرأ كلامي أقوله له تذكر دائماً :
( Never too late )
لم يفت الآون أبداً
حدد أهدافك وأحلامك ولا تتوقف أبداً عن السعي في تحقيقها مهما تقدم بك العمر ومهما واجهت من صعوبات .
تحية عطرة لكل من مر من هنا 
MEDO