المحاضرة الأولى
مقدمة في خرائط التوزيعاتالجغرافية
تقسم الخرائط إلى قسمين هما :
- خرائط عامة مثل خرائط الأطالس والخرائط الطبوغرافية
- خرائط التوزيعات
مقدمة في خرائط التوزيعات
يطلق تعبير خرائط التوزيعات (Distribution Maps ) على الخرائط التي تهتم بعرض أو توزيع موضوع أو ظاهرة محددة One theme or one topic ، لهذا فهي تختلف عن الخرائط العامة كخرائط الأطالس العامة أو الخرائط الطبوغرافية من حيث العرض ، وبالتالي فقد عرفت هذه الخرائط بأسماء عدة ، مثل الخرائط الموضوعية Thematic Maps وخرائط العنصر الواحد Single Factor Maps ، أو خرائط الأغراض الخاصة Special Purpose Maps .
س) من أسماء خرائط التوزيعات ، خرائط : ا- الأطالس ب- العنصر الواحد ج- الطبوغرافية د- عامة
وتستخدم خرائط التوزيعات الجغرافية لتسجيل وتحليل وتفسير أي ظاهرة على سطح الأرض طبيعية كانت مثل الرياح وأنواع التربة والنبات والتيارات البحرية ، أو بشرية مثل السكان وبعض الجوانب الاقتصادية .
س) تستخدم خرائط التوزيعات الجغرافية لتسجيل وتحليل وتفسير ظاهرات جغرافية :
أ – طبيعية ب – بشرية ج – طبيعية وبشرية د – لا شيئ مما ذكر
أهمية خرائط التوزيعات
تمثل خرائط التوزيعات وسيلة بيانية تعرض عليها نتائج الدراسات الميدانية على شكل توزيعات وعلاقات مكانية ، فهي تمكن الباحث من عرض مادته العلمية بصورة واضحة ، كما تقدم الصورة المرئية التي تساعده في تفسير العلاقة المتبادلة بين الإنسان والبيئة ، وبالتالي الحصول على نتائج وعلاقات في هذا السياق .
وتعتبر خرائط التوزيعات أداة تطبيقية في مجالات العمل المختلفة بسبب ارتباطها في العديد من النواحي العلمية والعملية ، فهي تتيح إمكانية انجاز أشكال بيانية توضح العلاقة المجالية بين ظاهرة أو مجموعة من الظاهرات .
محتوى خرائط التوزيعات
تشتمل خرائط التوزيعات على محتويين : العام والخاص .
1-المحتوى العام ويتناول حدود المنطقة التي سيتم توزيع الظاهرة المدروسة عليها ، إضافة إلى المعالم الأساسية لتلك المنطقة ، كالمدن الرئيسة ومجاري الأنهار والمعالم التضاريسية والمسطحات المائية ومقياس الرسم ورموز الخريطة . ويعتبر المحتوى العام لخريطة التوزيعات بمثابة الخلفية Background Information التي سيتم توزيع الظاهرة بموجبها ، ويتم ذلك من خلال عدة خطوات أهمها :
أ – اختيار خريطة الأساس Base Map .
ب - وضع إطار داخلي رفيع لخريطة التوزيعات ، وإطار خارجي بخط سميك .
ج – توقيع الظاهرات الجغرافية الرئيسة مثل المسطحات المائية وخط الساحل والأنهار والمدن الكبرى .
د – تحديد مكان مفتاح خريطة التوزيعات ، ويراعى وضع المفتاح بعد توقيع المحتوى الخاص في الأماكن الخالية ، ويوضع فيه دلالات الرموز النوعية أو الكمية .
هـ - مقياس الرسم
و – تحديد اتجاه الشمال إذا كانت الخريطة كبيرة المقياس .
2 ) المحتوى الخاص الذي هو موضوع الظاهرة التي يتم عرضها على الخريطة وتسمى الخريطة بها عند
كتابة عنوانها .
س) يقصد بالمحتوى الخاص لخريطة التوزيعات :
أ- موضوع الظاهرة ب- الإطار الداخلي للخريطة ج- حدود الظاهرة د- تحديد اتجاه الشمال
أنواع خرائط التوزيعات
تصنف خرائط التوزيعات وفق أسس مختلفة (عودة ،1996 ) منها :
1) التصنيف على أساس شكل الظاهرة المطلوب عرضها مثل :
أ - الخرائط التي تعرض ظاهرة محدودة الانتشار وتسمى نقطية .
ب – خرائط تعرض ظاهرات خطية الامتداد .
ج - خرائط تعرض ظاهرات مساحية الانتشار .
وينقسم كل نوع من أنواع الخرائط الثلاثة السابقة إلى قسمين :
■ خرائط توزيعات نوعية أو غير كمية Non Quantitative Maps نقطية وخطية ومساحية .
■ خرائط توزيعات كمية Quantitative Maps نقطية وخطية ومساحية .
2) التصنيف على أساس طبيعة المعلومات عن الظاهرة ، وهو الأكثر انتشارا ، وهذا النوع من خرائط التوزيعات يقسم إلى قسمين :
أ - خرائط توزيعات نوعية ( غير كمية ) ، تستخدم رموزا تشير إلى نوع الظاهرة ، دون تقديم أي مدلول إحصائي أو رقمي .
ب - خرائط توزيعات كمية تستخدم رموزا تشير إلى كمية الظاهرة أو قيمتها .
وتقتصر وظائف الخرائط النوعية ( غير الكمية ) على إظهار توزيع أنواع الظاهرات الجغرافية المختلفة دون الإشارة إلى أي من صفاتها الكمية ، مثل الخريطة التي تبين نطاق اللغات المختلفة أو الأجناس في العالم ، أو الخريطة التي توضح توزيع أنماط الزراعة في أوربا ، أو خريطة توزيع الأديان في آسيا أو في العالم ، أو خريطة التربة التي تبين توزيع أنواع الترب في مصر ، أو خريطة النباتات الطبيعية في السعودية ، أو خريطة نطاقات الفحم في الصين وهكذا .
س) اذكر خمسة أمثلة لخرائط نوعية غير كمية .
على أن خرائط استخدامات الأراضي الحضرية أو الريفية هي أكثر خرائط التوزيعات النوعية أهمية وانتشارا ، وحيث أن هذه الخرائط توضح خصائص ذات امتداد جغرافي في معظم الأحوال ،فإنها ترسم على خريطة بها مجموعة من المعلومات الأساسية التي تساعد في فهم الظاهرة الموزعة ، مثل الحدود السياسية أو حدود الوحدات الإدارية أو مواقع المدن أو خطوط النقل والأنهار الرئيسية.
أما النوع الثاني وهي الخرائط الإحصائية statistical maps أو التي تعرف باسم الخرائط الكمية ، فهي خرائط تعتمد في رسمها على البيانات الإحصائية أو العددية ، أي أنها تمثل تلك البيانات الإحصائية مهما اختلفت صورها ، سواء كانت أرقاماً مطلقة أو النسب أو المتوسطات أو المعدلات ، وبالطبع فإن هذا النوع من الخرائط يبين قدرة الكارتوجرافي على الابتكار .
وهناك أمثلة عديدة لخرائط التوزيعات الكمية ، مثل تلك الخريطة التي توضح نمط توزيع سواء استخدمت النقط أو خريطة كثافة السكان بالظلال أو الخريطة التي توضح إنتاج الخامات الفلزية في أمريكا الشمالية بالمربعات النسبية ، أو الخريطة التي تبين مساحات الأراضي الزراعية إلى جملة المساحة الكلية بالدوائر ، أو الخريطة التي توضح إنتاجية الفدان لغلة معينة ، أو خريطة توضح أحجام القوى العاملة في المدن الصناعية بالكور البيانية ، والخريطة التي توضح خطوط الكثافة المتساوية ، أو خرائط توضح إنتاج البترول في حقول الخليج العربي ، أو تلك التي توضح حركة الصادرات والواردات على أحد الموانئ السعودية باستخدام المثلثات ، إلى غير ذلك من الخرائط العديدة ذات السمة الكمية .
وجدير بالذكر أن تمثيل الخرائط الكمية أكثر تعقيدا من الخرائط النوعية غير الكمية ، لأن إمكانيات تناول البيانات وتمثيلها كارتوجرافيا واختيار أسلوب التمثيل المناسب ، أعقد بكثير في الخرائط الكمية أو الإحصائية منها في الخرائط غير الكمية ( النوعية ).
على أن الخرائط لا يمكن أن تنفصل من كونها " نوعية " إلى حد ما ، فهي إلى جانب إظهارها البيانات بصورة كمية ، لا بد أن تظهر أيضا نوع الظاهرة المعبر عنها كميا . ومع ذلك يجب أن نتذكر أن الوظيفة الأساسية للخريطة الكمية الإحصائية هي إظهار الاختلافات والفروق في الكميات الممثلة خرائطيا ( كارتوجرافيا )، كذلك نلاحظ أن الخرائط الكمية لا تحتاج عادة لكثير من البيانات الأساسية مثل الأنهار ومواقع كل من المدن وطرق النقل – لأنه عادة ما ينصب اهتمامنا الرئيسي على الاختلافات والفروق الكمية داخل الظاهرة الممثلة على الخريطة أكثر من اهتمامنا بموقعها الدقيق .
وخرائط التوزيعات الكمية ذات مجال متنوع ، إذ يمكن أن نرسم عدة خرائط لإحصاء واحد . سواء كانت بصورة بسيطة أو مركبة . وهذا يرجع بطبيعة الحال إلى مدى حنكة الكارتوجرافي في التصميم ، ولهذا النوع من الخرائط أهمية كبيرة في إيضاح خصائص الظاهرة المدروسة وإيضاح علاقتها بالظواهر الأخرى ، والتي تبدو بوضوح من نظرة واحدة إلى الشكل ستظهر الكثير من الحقائق التي تختفي في الجداول الإحصائية المعقدة . والخرائط الإحصائية تستطيع في الغالب أن تنقل إلينا نفس مادة الجدول ولكن بأسلوب سهل أكثر أهمية .
وتتنوع المادة الإحصائية ( البيانات )التي يستخدمها الكارتوجرافي في تمثيل وصنع الخريطة وأهم تلك المصادر – مصادر البيانات - هي :
التعدادات المختلفة سواء كانت سكانية أو زراعية أو صناعية ، أو من تقارير اللجان والمؤسسات أو من إدارات الإحصاء في الوزارات المختلفة ، أو من البيانات التي يجمعها الباحث بنفسه من خلال دراسته الميدانية ، وذلك بتصميم استمارة أو الحصول عليها من هيئات معينة ، أو من دراسات سابقة أو من النشرات الحكومية والدولية الخاصة بالعديد من الجوانب البشرية ، وكلما تعددت المادة الإحصائية كلما ساعد ذلك على إتاحة الفرصة لتنويع أساليب التوزيع .
ويجب أن يضع الكارتوجرافي نصب عينيه ، أن تلك البيانات إذا لم تقدم وتترجم بصورة صحيحة قد تعطى نتائج خاطئة ، وهنا يجب أولا أن يحدد ما هو الغرض الأساسي من الخريطة ويحاول أن يجسم هذه الحقائق عن طريق اختيار أسلوب جيد للتوزيع ، وفي بعض الأحيان قد تكون هناك بعض أنواع القصور في الإحصاء لبعض الأقاليم ، ويفضل هنا بدلا من الاجتهاد في تفسيرها أن توضع بعض أنواع من الرموز لتدل أن هناك عيبا إحصائياً ، مثل وضع علامات استفهام على مناطق توزيعها في الخريطة .
خلاصة القول : أنه نظراً لوجود أنواع عديدة للإحصاءات التي توضح أوجه النشاط البشري : الزراعي والصناعي والسكاني الخ ، وبالتالي العديد من طرق ترجمة هذه الأرقام إلى خرائط ، يلاحظ أن خرائط التوزيعات تتميز بالتشعب والتعدد ويصعب تقسيمها إلى فروع أو إخضاعها لنظام معين من التصنيف ، حيث أن أقسامها المختلفة تتداخل مع بعضها البعض بشكل غير محسوس ، وهذا الذي يجعل الإحصاء الواحد من الممكن أن يمثل بأكثر من تكتيك واحد . وإن كان بالقطع أحد هذه الأساليب هو الأفضل بدون منافسة لإيضاح الظاهرة من زاوية معينة .
أخيراً لكل أسلوب من خرائط التوزيعات جوانب جيدة لتوضيح ظاهرة معينة بدقة ، كما أن لها عيوب وقصور عند تمثيل بعض الظواهر الأخرى ، ومن هنا سنحاول في الصفحات التالية مناقشة الأنواع المختلفة من خرائط التوزيعات ودراسة الأساليب الكارتوجرافية المتبعة في رسمها وما هو أفضل تمثيل لكل ظاهرة من الظاهرات الجغرافية ، سواء كانت تعتمد على بيانات إحصائية أو يواجهها القصور وعدم دقة البيانات وتوضح حقيقة جغرافية .