2014- 2- 27
|
#94
|
متميزة بالمستوى الثامن - ادارة اعمال
|
رد: ".. ورشة عمل الأخلاق الإسلاميـہ وآداب المهنـہ .."
المناقشه الرابعه :~
تجمع الأخلاق الإسلامية بين الواقعية والمثالية. بين ذلك
.
الجمع بين الواقعيه والمثاليه
فأما كون الأخلاق في الإسلام واقعية فتعني أنها؛ عملية وقابلة للتطبيق,
ولا يستعصي على أحد تطبيقها وتجسيدها في حياته.
وأما كونها في الوقت ذاته مثاليةً أيضاً فتعني أن في الناس من تتوق نفسه إلى معالي الأمور,
ولا يرضى لنفسه بأن يكون كعامة الناس. فهو أبداً يتوق إلى المعالي, وله نفسٌ أبيةٌ تسعى دائماً للتحلي بالفضائل والقيم السامية,
ففسح الشرع في ذلك.
فإذاً الإسلام راعى بتشريعه استعدادات هذا وذاك, ولم يحمل الناس على ما لا يطيقون,
أو ما يمكن أن تمله نفوسهم وتتقاصر عنه. ومن ثَمَّ فقد شرع العدل, بأن يصل كل ذي حق إلى حقه,
غير أنه حثَّه في الوقت ذاته على الإحسان, بأن يصفح ويتجاوز ويضحي, وهي مرتبة فوق العدل.
قال تعالى في تقرير قاعدة العدل:
{ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى}
وقال جل جلاله في تقرير مبدأ المثالية والإحسان:
{وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ}
وقال أيضاً:
{وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ, وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ}
والأخلاق الإسلامية في هذا يختلف عن الدعوات المثالية التي نادى بها بعض الفلاسفة
من أمثال أفلاطون في كتابه الجمهورية الفاضلة, إذ إنها مما لا يطيقها معظم الناس, ولا تستقيم معها حياتهم,
وسرعان ما يملونها, وتسأم من فعلها نفوسهم لما فيها من تكلف شديد.
قال تعالى:
{فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}
ويقول عليه الصلاة والسلام:
(عَلَيْكُمْ مَا تُطِيقُونَ مِنْ الْأَعْمَالِ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا)
|
|
|
|