أَأُعلِنُ ما بي أَم أُسِرُّ فَأَكتُمُ؟
وَكَيفَ وَفي وَجهي مِنَ الحُبِّ مَعلَمُ؟
أَثيبوا بِوُدٍّ أَو أَثيبوا بِهَجرَةٍ
وَلا تَقتُلوني إِنَّ قَتلي مُحَرَّمُ
طَفَوتُ عَلى بَحرِ الهَوى فَدَعَوتُكُم
دُعاءَ غَريقٍ ما لَهُ مُتَعَوَّمُ
لِتَستَنقِذوني أَو تُغيثوا بِرَحمَةٍ
فَلَم تَستَجيبوا لي وَلَم تَتَرَحَّموا
رَكِبتُ عَلى اِسمِ اللَهِ بَحرَ هَواكُمُ
فَيا رَبِّ سَلِّم أَنتَ أَنتَ المُسَلِّمُ
تَعَلَّقتُكُم مِن قَبلِ أَن أَعرِفَ الهَوى
فَلا تَقتُلونَني إِنَّني مُتَعَلِّمُ
تُخَبِّرُني الأَحلامُ أَنّي أَراكُمُ
فَوَيلي كَم مِنَ الأَباطِلِ أَحلُمُ
حَجَجتُ مَعَ العُشّاقِ في حَجَّةِ الهَوى
وَإِنّي لَفي أَثوابِ حُبِّكِ مُحرِمُ
يَقولونَ لي أَخفِ الهَوى لا تَبُح بِهِ
وَكَيفَ ؟ وَطَرفي بِالهَوى يَتَكَلَّمُ
أَأَظلِمُ قَلبي ؟ لَيسَ قَلبي بِظالِمٍ
وَلَكِنَّ مَن أَهوى يَجورُ وَيَظلِمُ
أَلا عَظَّمَت ما باحَ مِنّي مِنَ الهَوى
وَما في ضَميرِ القَلبِ أَدهى وَأَعظَمُ
شَكَوتُ إِلَيها حُبَّها فَتَبَسَّمَت
وَلَم أَرَ شَمساً قَبلَها تَتَبَسَّمُ
فَقُلتُ لَها جودي فَأَبدَت تَجَهُّماً
لِتَقتُلَني يا حُسنَها إِذ تَجَهَّمُ
وَما أَنا في وَصلي لَها بِمُفَرِّطٍ
وَلَكِنَّني أَخشى الوُشاةَ فَأَصرِمُ
يُعاوِنُها قَلبي عَلى جَهالَةٍ
وَأُوشِكُ يُبلي حُبُّها ثُمَّ يَندَمُ
وَكُنتُ زَماناً أَجحَدُ الناسَ ذِكرَها
فَكَذَّبَني دَمعٌ مِنَ الوَجدِ يَسجُمُ
فَأَصبَحتُ كَذّاباً لِكِتمانِيَ الهَوى
وَصارَ إِلى الإِعلانِ ما كُنتُ أَكتُمُ
تَوَسَّطتُ بَحرَ الحُبِّ حينَ رَكِبتُهُ
فَغَرَّقَني آذِيُّهُ المُتَلَطِّمُ
فَوَاللَهِ ما أَدري وَإِنّي لَهائِمٌ
أَأَرجِعُ خَلفي فيهِ أَم أَتَقَدَّمُ ؟!
•
#صريع_الغواني