لـمـلـمْتُ ذكرى لقـاءِ الأمس بـــــــالهُدُبِ
ورحْتُ أحضنُهـا فـي الخـافق الـــــتَّعِبِ
أيـدٍ تُلـوِّحُ مـن غـيبٍ وتغمُرُنــــــــــــي
بـالـدفءِ والضـوء، بـالأقـمـارِ والشُّهـــبِ
مـا للعصـافـيرِ تدنـو ثـم تسألنـــــــي:
أهـمـلـتِ شعـرَكِ، راحَتْ عُقـدةُ القصــــبِ
رُفـوفُهـا وبريـقٌ فـي تلَفُّتهـــــــــــــا
تثـيرُ بـي نحـوَهـا بعضًا مــن العَتَبِ
حـيْرَى أنـا يـا أنـا، والعـيـنُ شــــاردةٌ
أبكـي، وأضحكُ فـي سِرِّي بـــــــلا سببِ
أهـواهُ؟ مَنْ قـال إنـي مـــــا ابتسمَتُ له؟
دَنـا، فعـانَقَنـي شـوقٌ إلى الهـــــــــرَبِ
نسـيـتُ مِن يـدِه أن أستـردَّ يـــــــــــدي
طـال السلامُ وطــــــــــــالَتْ رفَّةُ الهُدُبِ
حـيرَى أنـا، يـا أنــــــــا، أنهَدُّ مُتعبةً
خلف الستـائرِ فـي إعـيـــــــاءِ مُرتَقبِ
أهْوَ الهـوى؟ يـا هلا إن كـان زائرَنـــــا
يـا عطرُ، خـيِّمْ عـلى الشُّبّاك وانسكِبِ
#علي_بدرالدين شاعر من #لبنان