يطيب لنا أن نعزو نجاحنا وأمتيازتنا الى كفاحنا وأجتهادنا وفي هذا صواب كثير ..
إلا أنه قليل منا من لديه التواضع أن يعترف بما للصدف من دور كبير فيما نحن عليه اليوم من نجاح أو إخفاق ، فالظروف المُحيطة مؤثرة ولا يصح تجاهلها ..
ترى كيف سيكون وضعك فيما لو أنك ولدت في مكان آخر يعاني سُكانه من الموت جوعاً وتحاصره الأوبئة ويخنقه الفقر كبعض ما نراه في بعض الدول الأفريقة أو الشرق آسيوية !؟ في تلك الأماكن يغدو هدف الأنسان الأول هو البقاء على قيد الحياة فحسب وكُل ما عدا ذلك ترف لا يليق بمن يموت جوعاً التفكير به.
تخيل نفسك لو كنت كذلك الطفل الذي قتل جميع أهله في أحدى الحروب الأهلية وأضحى مُشرداً يجوب شواراع البلاد مُتسولا يبحث عن فتات يسد به رمقه !؟
الحياة أقرب ما تكون إليه "خبصة" بلوت (=لعبة ورق) .. هي التي توزع عليك الأوراق ( الظروف من مكان و زمان وصفات كجينات الذكاء ..الخ ) ويكون دورك هو فقط في أن تلعب بما لديك من ورق .. قد يكون الورق الذي بين يديك خائباً وقد يكون رابحاً أو بين و بين .. الا انك مُطالب في كل الأحول ان تلعب بما لديك من ورق على أحسن وجه ممكن ،وهذا هو حيز الحرية المُتبقي لديك.