2016- 5- 28
|
#5
|
|
أكـاديـمـي نــشـط
|
رد: لن تراني سوى بالصوره التي وضعتها عني بمخيلتك !
مرحبا "تك تك " .. من وجهة نظري كلاكما على صواب وموقفكما مو بالضرورة متناقض بقدر ما هو اختلاف زوايا النظر للمسألة التي تتيح كل جهة الى بعد واحد يمثل جزء من كامل الصورة .. لنفهم المسألة اولا علينا ان ندرك اننا ازاء موضوعين مُختلفتين ، الموضوع الأول هو الواقع الخارجي "كما هو كائن" (الشخص الي راح نُصدر عليه الحكم) ، والمستوى الآخر للمسألة هو الواقع كما يبدو لنا ( صورة الشخص في اذهاننا) .. وكلا الموضوعين - الواقع و الفكر - بينهما علاقة تأثير مُتبادل .. قلما ينتبه الناس لتأثير الشخص في فهم الواقع وتفسيره له ، وان تفسيره للواقع ليس بالضرورة هو الواقع ذاته ،اي أن عملية التفسير في الغالب ليست محايدة تماما وتنطوي على تحيزات معرفية مسبقة وهذه التحزيات -التي قد لا يعيها الشخص- تساهم في تشكيل الصورة الذهنية للواقع الخارجي. وهذا الموضوع هو محور اهتمام نظرية المعرفة (الابستيمولوجيا) التي تسعى للأجابة على سؤال : ما الذي نعرفه ؟ وكيف نعرفه (بحث في ادوات المعرفة) ؟ وفي جواب هذا السؤال تنقسم المدارس الفلسفية والعلمية الى مذاهب واتجاهات .. لعل ابرزها المذهبين المثالي و الواقعي .. لنبتعد قليلاً عن سماء التجريد ونرجع للأمثلة المطروحة في تضاعيف طرحك ونحاول فهمها في ضوء ماسبق ، لو انني كنت أحب (س) من الناس فان مشاعري واعتقادتي تجاهه ستتدخل في رؤيتي له ، بحيث انها ستفلتر ( تنتقي) رؤيتي له وتجعلني اركز كثيراً على محاسنه واتجاهل مساوئه بل وابررها واجد لها تفسيرات طيبة ورحيمة تقلل من شأنها ، وكل هذا ناجم عن محبتي له والتي انعكست على تفسيري لسلوك هذا الشخص الذي احمل تصرفاته على سبعين محملا من الخير ، والعكس هو مايحصل فيما لو (ص) من المغضوب عليهم فانه سيغدو من الصعب ان اتخذ موقف محايد لهذا (الكريه  ) فضلا عن اتخذ موقف ايجابي محسن الظن به ، فانني اقوم بنفس عمليات الفلترة للحقائق ولكن في الاتجاه المُعاكس بحيث لا انتبه الا لتصرفاته السيئة والمستفزه لكي ادعم بها حكمي المُسبق عليه والتدليل على انه فعلا افاك اثيم عتل بعد ذلك زنيم .. ولعلي افسر حتى مواقفه الجيدة على انها ناجمه عن نية لئيمة .. وهذا كله ياتي بسبب تحيزات مسبقة عند الشخص الذي يحاول تفسير موقف / شخص / ظاهرة ما .. هذا ملاحظ لدينا والسبيل للتغلب عليه هو الوعي بعيوب التفكير (المغالطات المنطقية مثلا) وبالتالي مراقبة أنفسنا ونحن نحاكم الآخرين الى أفهامنا وتوخي العدل و الانصاف. ولعلي اختم ببيت جميل للشافعي يغني عن كل ما قلت : وعين الرضى عن كُلّ عيب كليلة ولكن عين السخط تبدي المساويا اطيب التحايا لك. 
|
|
التعديل الأخير تم بواسطة Tariq.Q ; 2016- 5- 28 الساعة 07:30 PM
|
|
|
|