
2016- 6- 29
|
 |
:: المراقب العام :: الساحة العامة
|
|
|
|
هل أنت راضٍ بحالك؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف نستشعر النعمة؟ وكيف نشعر أننا بخير أو لسنا بخير؟
عادة وغالبا.. بالمقارنة بالآخرين
عندما أرى الغني أشعر بالفقر, وعندما أرى الفقير أشعر بالغنى
عندما أرى القوي ذو الصحة أشعر بالضعف والمرض وعندما أرى المريض والمقعد أشعر بالقوة والصحة
عندما يكون هناك شخص هو الأقل في بيئته في صفة ما, يصعب كثيرا أن تقنعه أنه بخير إلا إذا نقلته إلى بيئة يكون فيها أفضل من الكثيرين غيره
مثلا عندما نشتكي في بلادنا من عدم امتلاكنا للسكن ومن ارتفاع الأسعار يتم إقناعنا بأننا بخير بأن يتم تذكيرنا بحال الناس في البلاد الفقيرة والبلاد التي فيها حروب, وعندما نقتع بذلك ونبدأ في الكلام بتفاؤل يتم إسكاتنا بتذكيرنا بحال الآمم المتقدمة والغنية.
هناك مقولة مفادها "تُعرف الأمور بأضدادها"
مهما شعرت بأنني ضعيف وفاشل وكل صفاتي سلبية, سيتغير كل ذلك عندما أجد من هو أسوأ مني
هذا ما يفسر لجوء البعض أحيانا لتحقير الآخرين ليشعروا بشعور أفضل بأن يُقنعوا أنفسهم بأن هناك من هو أسوأ منهم
وهذا ما يُسمى بـ "عُقدة النقص" والتي يتم إشباعها بإهانة وتحقير الآخرين
المقارنة تحيط بنا دائما ونستخدمها لفهم الأمور ولا مجال للهروب منها
فمثلا كلما تصورنا أننا وصلنا لقمة التطور والرفاهية ظهر كشف جديد يجعلنا نشعر بأننا كنا متأخرين كثيرا ونضحك على الأيام السابقة والتي نسميها "أيام الطيبين" والتي كانت متطورة جدا مقارنا بما قبلها
وكلما تسلط على أناس شخص ظالم جعلهم يشعرون بأنهم كانوا أفضل مع الظالم الذي قبله
"ورب زمان بكيت منه, فلما صرت إلى غيره بكيت عليه"
فمن الصعب جدا إيجاد معيار ثابت للجيد والسيء والجميل والقبيح وتلعب المقارنة دورا هاما جدا في ذلك
المطلوب هو أن نكون إيجابيين في مقارناتنا سواء للأفضل أو للأسوأ ونجعلها حافزا لنكون أفضل لا لتجعلنا نجمد مكاننا بسبب الغرور أو بسبب اليأس, ونتذكر دائما أن المؤمن كل أمره خير
وأن يكون مقياسي بأني عملت جهدي ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها
شكرا لكل من مر من هنا 
#خربشاتي
|