2016- 11- 6
|
#137
|
مُميزة في مكتبة الملتقى
|
رد: [ إقتبآسآت | quote ]
لا يوجد مجتمع نقي، و" صراع الحضارات" داخلي لكل مجتمع
يحتوي كل مجتمع في ذاته أناس مستعدون للعيش
مع الآخرين وفق شروط الإحترام المتبادل والتقابل. وأناس يبحثون عن الراحة تحت ظلّ الهيمنة.
يجب أن نفهم كيف ننتج مواطنين من النوع الأول وأقل من النوع التالي
الاعتقاد الخاطيء أن مجتمعنا نقي من الداخل لا يمكنه سوى أن ينتج
عدوانية تجاه الأجانب وعمى عن العدوانية في الداخل.
*****
يفهم الأطفال الذين أنشأوا قدرة للتعاطف أو التراحم_غالبا من خلال التجربة الإدركية التشاعرية_ ماذا فعلت عدوانيتهم لشخص آخر منفصل،
ممن يتزايد اهتمامهم به. وبذلك يأتي احساسهم بالذنب بخصوص عدوانيتهم وحرصهم الحقيقي بعافية الشخص الآخر.التشاعر ليست أخلاقا،
لكنها يمكن أن تؤمن مكونات حاسمة للأخلاق. يؤدي نشوء الحرص إلى رغبة متزايدة في التحكم بعدوانية الشخص ذاته: يكتشف الأطفال بأن الناس الآخرين ليسوا عبيدهم بل كائنات منفصلة لها الحق بحياة تخصها.
هذة الاكتشافات غير مستقرة في العادة، حيث حياة الإنسان فرص وكلنا نشعر بمقلقات تؤدي بنا إلى الرغبة في السيطرة أكثر،بما فيها التحكم بأناس آخرين.
لكن تربية إيجابية في العائلة، مقرونة بتعليم جيد لاحقا، يمكن أن يصنع أطفالا يشعرون بحرص تراحمي لاحتياجات الآخرين،
ويمكن أن يؤدي بهم إلى رؤية الآخرين كأناس لهم حقوق مساوية لحقوقهم. إلى المدى الذي تؤثر فيه الأعراف والصورالاجتماعية المهيمنة للنضج والذكورة على هذا الصنع،
سيكون هناك صعوبة و تأزم، لكن يمكن للتعليم الجيد أن يبارز نمطيات كهذة،معطية للأطفال احساسا بأهمية التشاعر والتقابل.
التراحم غير معتمد عليه في ومن خلال نفسه، مثل الحيوانات الأخرى، تشعر الكائنات البشرية بالتراحم تجاه من يعرفونهم عادة،
وليس تجاه من لا يعرفونه. نعلم الآن بأن حتى الحيوانات البسيطة ظاهريا كالفئران تستجيب بعدم الارتياح لعدم الارتياح الجسدي للفئران الأخرى_إذا عاشوا مع هؤلاء الفئران الآخرين بعينهم.
يفشل ألم الفئران الغريبة مع ذلك بانتاج العدوى الحسية التي هي بادرة للتعاطف.
لذا من المحتمل أن الميل لفلق العالم إلى المعروف واللامعروف يقع عميقا في تراثنا التطوري.
مارثا نوسباوم - تعليم المواطنين المشاعر الأخلاقية واللأخلاقية
ترجمة فاطمة الشملان

|
|
|
|