رد: المهام الفصلية لمقرر الحديث3
الحياء نوعان من حيث المصدر:
الأول: حياء طبيعي: يخلقه الله ويوجده في جبلة العبد، بحيث ينشأ من الصغر متصفا بالحياء؛ فيجتنب القبيح ويفعل الحسن بلا تكلف.
وصاحب هذا النوع من الحياء يحميه الله من الصبوة والمعاصي منذ نعومة أظفاره؛ كحال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
وهذا من أجمل الأخلاق؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الحياء لا يأتي إلا بخير).
الثاني: حياء مكتسب: وهو الذي يتخلق المرء به، ويكتسبه بالتعلم والتربية والمجاهدة والمصابرة والتفكر. وهذا من خصال الإيمان.
قال الحافظ ابن رَجَب:
(والحياء نوعان:
أحدهما: غريزي، وهو خُلُقٌ يمنحه الله تعالى العبد، ويَجبُلُهُ عليه، فيكُفّه عن ارتكاب القبائح، والرذائل، ويحثّه عَلَى فعل الجميل، وهو منْ أعلى مواهب الله تعالى للعبد، فهذا منْ الإيمان باعتبار أنه يؤثّر ما يؤثّره الإيمان منْ فعل الجميل، والكفّ عن القبيح، وربما ارتقى صاحبه بعده إلى درجة الإيمان.
قَالَ بعض التابعين: تركت الذنوب حياءً أربعين سنة، ثم أدركني الورع.
الثاني: أن يكون مُكتسبًا؛ إما منْ مقام الإيمان، كحياء العبد منْ مقامه بين يدي الله تعالى يوم القيامة، فيوجب له ذلك الاستعداد للقائه، أو منْ مقام الإحسان، كحياء العبد منْ اطّلاع الله تعالى عليه، وقربه منه، فهذا منْ أعلى خصال الإيمان.
وفي حديث ابن مسعود -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم: «الاستحياء منْ الله أن تحفظ الرأس، وما وعَى، والبطن، وما حوى، وأن تذكر الموت، والبِلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك فقد استحيى منْ الله حق الحياء». وَقَدْ يتولّد الحياء منْ الله منْ مطالعة النعم، فيستحيي العبد منْ الله أن يستعين بنعمته عَلَى معاصيه،
فهذا كله منْ أعلى خصال الإيمان). انتهى ملخصًا 
|