تحدثت سابقاً عن المبالغة في عقود اللاعبين المحليين في آخر 10 سنواتْ
خاصة في ظل عدم وجود أي إنجازات قارية أو دولية تذكر على صعيد الأندية أو المنتخبات
إذن لماذا ارتفعت القيمة السوقية للاعبين السعودية وتضاعفت 10 مراتْ
دق خشوم vs سعودي مايشتكينا منا وفينا
السياسة المالية في الأندية تشبه إلى حد كبير السياسة المالية في بعض الوزارات
فشخرة ومناسبات لا داعي لها <- الشراء بأعلى الأسعار <- تراكم المبالغ الآجلة = ديونْ
نأتي لموضوع الخصخصة الغرض منه قبل كل شيء : دع السفينة تغرق إن كان ربانها أحمقاً
بمعنى أصح أن النادي سيصبح ملكية خاصة لا علاقة له بأي دعم لا من قريب ولا من بعيد وهذا سلاح ذو حدين
الأول أن يأتي رجل أعمال محنك ذكي صاحب باع طويل في مجال المال والأعمال كـ كروينكي أرسنال ويدير النادي بنجاح، أو أن يأتي أحمق ذو عنجهية كبرلسكوني ميلان ويقود النادي إلى الهاوية
الأندية الجماهيرية والكبيرة قد تجد مايسد رمقها من مداخيل ( كالرعاية - بيع التذاكر - حقوق النقل - المتاجر - إيرادات الاتحاد الاسيوي - ايرادات الاتحاد السعودي - إيرادات انتقال اللاعبين )، وأقصد ما يسد رمقها دفع الرواتب بالكاد وبعض مقدمات العقود القليلة، ولكن لو أتينا للواقع فلا يوجد نادي لديه أسهم في البورصة ولا استثمارات مليونية في السوق السعودي بل أن معظم الأندية الجماهيرية تعتمد وبنسبة تفوق الـ 60% على المنح والهبات المقدمة من أعضاء الشرف الذين يتلاشون يوماً بعد يوم، نادي كالأهلي مصروفاته السنوية تلامس 250 مليون ريـال سنوياً، من سيدفع نصف مليـار كقيمة شرائية للنادي إضافة إلى ربع مليـار كمصاريف سنوية ؟؟؟
وما هو العائد المادي الذي سيعود بالنفع عليه بعد خمس سنوات مثلاً
إذا كانت الأندية مديونة بمئات الملايين وهي ملكية عامة وتصرف لها إعانات ويأتيها هبات من الداعمينْ
فكيف سيكون الحال إذا ما أصبحت ملكية خاصة وتعتمد اعتماد كلي على الموازنة بين المصروفات والإيرادات
عندما بدأت سياسة الشراء المتهورة للاعبين تجتاح بعض الأندية الثرية في أوروبا وقف الاتحاد الأوروبي لها بالمرصاد بقانون اللعب النظيف، وكمثال بسيط لوضع ديون الأندية لدينا بوروسيا دورتموند النادي الأكثر حضور جماهيري في أوروبا كافة وصلت ديونه في العام 2005 إلى 300 مليون يورو، ولم يعلن عن انتهاء أزمته إلى بعد 10 سنواتْ.
شعبية الأندية لدينا مبنية على أبواق إعلامية مأجورة في قنوات هدفها ربحي في المقام الأول، من يرى حجم الاستثمارات في الأندية الصينية والكورية واليابانية والملاعب والبنية التحتية يعي جيداً أننا بعيدين كل البعد عن أساسيات الخصخصة والتي من أهم قواعدها أن يمتلك كل ناد ملعب خاص به إضافة إلى منشأة رياضية متكاملة
وهذا ما تفتقد له جميع أنديتنا.
الموضوع شائك وطويل ومعقد ولكن عندما لا تمتلك بنية تحتية صالحة للخصخصة فكأنما تبني فوق أسس غير موجودة