تعتبر الحياة الاقتصادية جزءاً لا يتجزأ من الحياة الاجتماعية , وإذا كانت الحياة الاجتماعية ظاهرة إنسانية عامة فإن من أهم الأسس التي قامت عليها هذه الحياة الاجتماعية هى ضرورة تنظيم الحياة الاقتصادية ؛ أي الحياة التي تسعى على إلى إشباع الحاجات الضرورية للإنسان , ويتطلب إشباع هذه الحاجات ضرورة التعاون مع الآخرين , ويتطلب ذلك بالضرورة تقسيم العمل
تقسيم العمل
يصنف علم الانثربولوجيا تقسيم العمل إلى نوعين أساسين هما تقسيم العمل الطبيعي وتقسيم العمل الحقيقي
- أما تقسيم العمل الطبيعي
فيشير إلى تقسيم العمل تبعاً للعمر والنوع ( ذكر – أنثى ) . ففي كل المجتمعات الإنسانية هناك اتجاه إلى تخصيص أنواع معينة من الأعمال للرجال في مقابل أعمال معينة للنساء ويسمى هذا بتقسيم العمل طبقاً للنوع , وعادة ما توكل الأعمال الشاقة للرجال بينما يوكل للنساء الأعباء المنزلية ورعاية الأبناء
- أما تقسيم العمل تبعاً للسن أو العمر فيعني تخصيص أعمال معينة لكبار السن من الجنسين وأعمال معينة لصغار السن وعادة ما يُخصص لصغار السن الأعمال المساندة أو المساعدة لكبار السن بحيث يجري تدريبهم تدريجياً على تلك الأعمال التي يقوم بها كبار السن
وتقسيم العمل الطبيعي سمة لجميع المجتمعات الإنسانية ,كبيرها وصغيرها , ولكنه يحتل مكانة كبيرة فى المجتمعات البسيطة بحكم أن قطاعاً كبيراً من المجتمعات البسيطة والمجتمعات التقليدية بصفة عامة يعتمد اعتمادا أساسياً في تنظيم إنتاجه على هذه النوعية من تقسيم العمل بناءاً على الافتقار النسبي لأي أسس أخرى لتقسيم العمل
-تقسيم العمل الحقيقي
وهو تقسيم العمل القائم على التخصص أو القيام بأعمال تتطلب مهارات وخبرات بحيث نجد مجموعات من الناس تقوم بأعمال لا يقوم بها نظرائهم من نفس فئة العمر والنوع , وغالباً ما تتطلب هذه الأعمال التفرغ التام لها دون سواها من الأعمال
- ويقوم تقسيم العمل في المجتمعات الإعاشية بمختلف أنواعها على ( سواء تلك التي تعتمد على علي تربية الحيوان كالمجتمعات البدوية , أو التي تعتمد على الزراعة كالمجتمعات الريفية أو تلك التي تعتمد على الصيد والجمع والالتقاط ) تقسيم العمل الطبيعي
-أما المجتمعات التي يعتمد اقتصادها على تقسيم العمل الحقيقي أو التخصصي الذي يتجاوز تقسيم العمل تبعاً للنوع والعمر , فهى المجتمعات الحديثة وخصوصاً المجتمعات الحضرية والصناعية حيث أدت الكثافة السكانية والمنافسة الشديدة إلى بروز وتطوير المهارات الفردية التي تتطلبها التكنولوجيا المتقدمة في هذه المجتمعات
-يمكن القول أن نمط الإنتاج بصفة عامة والتكنولوجيا بصفة خاصة تلعب دوراً مباشراً في تحديد طبيعة تقسيم العمل السائد في المجتمع
تقسيم العمل
-في المجتمعات الصناعية الحديثة وصل تقسيم العمل درجة عالية من التخصص حيث يقوم العمال بأعمال دقيقة متخصصة بمساعدة الآلات
-فكلما تطورت وتعقدت التكنولوجيا كلما استطاعت تحويل الأعمال المطلوبة في عمليات التصنيع إلى عمليات بسيطة مجزأة تستطيع أن تقوم بها الآلات
نظم التبادل
-يعد التبادل المبدأ الثاني الذي يحكم الحياة الاقتصادية بعد مبدأ تقسيم العمل ,
-والتبادل هو أساس الحياة الاجتماعية بصفة عامة والحياة الاقتصادية بصفة خاصة .
-والتبادل هو اعتماد الإنسان على أخيه الإنسان ومن ثم حتمية تبادل القيمة أو المنفعة بين الناس الذين يعيشون في مكان واحد وزمان واحد ؛ سواء كانت منفعة مادية أو معنوية .
نظم التبادل
- في المجتمعات الإعاشية التي تعيش في بيئة محدودة الموارد قليلة السكان , حيث يسود تقسيم العمل الطبيعي فقط , ويغيب تقسيم العمل القائم على التخصص , قد لا يكون للتبادل تلك الأهمية التي نجدها في المجتمعات التي يسود فيها نظام التخصص أو تقسيم العمل الحقيقي
- في المجتمعات الإعاشية نجد أن معظم الناس يقومون بنفس الأعمال لتحقيق نفس الأهداف ؛ وهو تحقيق الضروري من العيش . وليس هناك فائض يتحتم تبادله مع الآخرين فالمنتج والمستهلك هنا هما نفس الشخص . أما فى المجتمعات التي تمتلك فائضاً فإن مبدأ التبادل يكتسب أهمية قصوى
أشكال التبادل
يتخذ التبادل في المجتمعات الإنسانية أشكالاً متعددة ومستويات متدرجة ومنها :
1- نظام المقايضة وهو أبسط أنواع التبادل وهو التبادل الأني والمباشر لسلعة أو خدمة , أو أية قيمة أخرى بمثيلتها دون الدخول في أية التزامات لاحقة أو آجلة تقوم على فكرة الدين أو الائتمان
-يرتبط نظام المقايضة بالمجتمعات الإنسانية التي لم تعرف النقود أو بدائل النقود ( التي تتخذ أشكالاً أخرى )
2- نظام السوق ويمثل الشكل الأكثر تعقيداً للتبادل ويشير نظام السوق إلى المكان الذي تتم فيه عمليات التبادل بين المنتجين والموزعين والمستهلكين , وقد تتطور العمليات بدرجة كبيرة بحيث يظهر وسطاء كما هو الحال في النظم الاقتصادية الحديثة ( خصوصاً في النظام الرأسمالي )مثل المصارف والبورصات والشركات وأعمال السمسرة التجارية
-وبين نظام المقايضة من ناحية ونظام السوق من ناحية أخرى توجد أشكال ومستويات متدرجة من نظم التبادل
-الكولا كنظام التبادل في المجتمعات البسيطة فى جزر الترويرياند في الباسفيك وتتبعه قبائل تعرف بالقبائل الملينزية التي تقطن منطقة واحدة عبارة عن مجموعة من الجزر, وتتسم هذه الجزر بتقدم تكنولوجي نسبي وتطور تقسيم العمل الحقيقي
سمات نظام الكولا كنظام للتبادل
-السمة القانونية والأخلاقية فهو نظام تبادل يقوم على الثقة والشرف والالتزام بالأخذ والعطاء
-السمة التجارية فهو كنظام يترتب عليه تبادل لسلع تجارية تمثل فائض الإنتاج في الجزر
-السمة السياسية فأطراف التبادل هم حلفاء سياسيون يلتزمون بمساندة بعضهم البعض وبتوفير الحماية الأمنية اللازمة
-السمة الدينية فأصل نظام الكولا يرتبط بمعتقداتهم المتوارثة
-السمة الاجتماعية فالشراكة في الكولا تمثل علاقة صداقة قوية,
كم تعكس تلك الشراكة مكانة الفرد في المجتمع , ويمثل نظام الكولا رابطاً مشتركاً بين جماعات متعددة قد تختلف فى ثقافاتها ولغاتها
..
الأســـئلة ..
س1/ ايصنف علم الانثربولوجيا تقسيم العمل إلى نوعين أساسين ؟؟
ج/((هما تقسيم العمل الطبيعي وتقسيم العمل الحقيقي ))
..
س2/تقسيم العمل الحقيقي ؟؟
ج/((وهو تقسيم العمل القائم على التخصص أو القيام بأعمال تتطلب مهارات وخبرات))
..
س3/يتخذ التبادل في المجتمعات الإنسانية أشكالاً متعددة ومستويات متدرجة ومنها؟؟
ج/(( نظام المقايضة وهو أبسط أنواع التبادل وهو التبادل الأني والمباشر لسلعة أو خدمة))
..
س4/السمة القانونية والأخلاقية؟؟
ج/(هو نظام تبادل يقوم على الثقة والشرف والالتزام بالأخذ والعطاء ))
..
الله يوفقكـــــــــــم :)