أكـاديـمـي
|
رد: متنفس الصمت .. أنين الروح
أُفِيقُ فِي منتصف الليل
أتَمَلمَلُ فِي مَشيَتِي
أنظُرُ لـِ آثَارِ النّومِ عَلىَ وجهِي ,
أفتَحُ عَينِي بـِ أشدّ اتَِساعٍ وَ أعُودُ لـِ أُغلِقَهََا مِن جَدِيد
أنظُرُ لـِ ذاتِي فِي المِرآة ,
ولكِن لا أرانِي , فـَ الضَبَابٌ يَعلُوهَا ,
أشعُرُ بـِ الأَلَمِ يتخلّلُ عِظَامِي , صُدَاعٌ , وَحُنجرَة مُلتهِبَة جِدَا ,
أرَىَ المُربّعَات علَى الطَاوِلَةِ تتمَايَلُ قَلِيلاً,
والجُدرَانَ فِي حركَةٍ مُستمِرّةٍ بطِيبئَة جِداً ,
تتسَارَعُ حركَتهُا ,
أرمِي بـِ ثُقلِي عَلَى السَرِيرِ فلا أحِسّ إلاّ بـِ النَبضِ المُتسَارِع,
كُنتُ لـَ أنَادِي أمّي لَولاََ إحسَاسِي بـِ أنّ الصَبرَ أفضَل ,
رحتُ فِي سبَاتٍ عَمِيق ,
لم أفِق إلاّ وجَسَدِي يذُوبُ ألماً وحرَارَة !
شرِبتُ كأسَاً مِنَ المَاء , واكتَفَيت
أحسَستُ بـِ ذاتِ الدُوار ,
رَنِينُ الهَاتِفِ المُتكرّر يُرغِمُنِي عَلَى التِقَاطِهِ مِن جَانِبِي
وَ تَمرِيرِهِ بـِ حركَةٍ سَرِيعَة لـِ أذُنِي ,
أسمَعُ صَوتَاً مَألُوفَاً , وهُم يُردّدُونَ "ألو - ألوو " !
ولا أجِيبُ بـِ شيء, أُغلِقُ السمّاعَةَ وألقِي بِهِ مرّةً أُخرَى ,!
أغمِضُ عَينِي ,
وَ أعُودُ لـِ النَومِ ,!
أفِيقُ أخِيراً عَلَى صوت وَالِدَتِي , تَضَعُ يدَيهَا عَلَى رَأسِي بـِ رِفق ,
تتَفقّدُ حرَارتِي , أحِسّ بـِ بُرُودَةِ كُلّ شيء,!
,
وَلا زِلتُ علَى هذهِ الحَال,
يُصِرُّ وَالدِي علَى ذهَابِي لـِ المُستِشفَى ,
وَ أصِرّ عَلَى البقَاء ,
,
أحمِلُ وسَادتِي واستلقي علي الكنبه , وأستَمِعُ لـِ النصائح اليَومِيَّة ,
يتنّهَدُ أخِي , تَبتَسِمُ والِدَتِي , ولا أحِسّ بـِ شيء,
أنا أنصُتُ وَحَسب
,
أنَا الآن أفكّرُ :
كَيفَ ابتدَأتُ اليَومَ بـِ مَلَل ,
وأبدَلتُ المَلَلَ بـِ سعَادَةٍ وحركَاتِ جنُونيّة مُفتعَلَة ,
فقَط مِن أجلِ أن يكُونَ يومِي جمِيلاً وَكَيفَ أنّ كُلّ المُحَاولات باءَت بـِ الفشَل ,
وكَيفَ أنّ المَرَض قَد ألغَى كُلّ مُخطّطاتِي الجمِيلَة لـِ هذا اليَوم !
,
اليَومُ مُرهِقٌ جِدَاً , - رُحمَاكَ يَا الله -
|