حضر القاضي … وحضر الاعضاء بقسم الفنون الادبية
حضر المعنيين بالقضية … الرجل والمرأة …
افتتحت الجلسة …
بدأ الرجل بالحديث :
اتركيني في تلك الزاوية المظلمة
في احدى قاعات الأحزان
وامضي حيث تأمرين … !
امضي هناك
حيث تراودك الأحلامُ
وكلام الناس .. به تقنعين
حيثما أذنيك تعشق
من طيب الكلام واللين ..
والتصفيق والأشخاص الرائعين
هاهم ينظرونك فامضي ..
بعيدا عن كبريائي …
بعيدا عن تجبري …وآرائي
بعيداً عن حماقاتي … كما تزعمين
وامضي …
فلن تجدي في العطاء رجلا غيري
لن تجدي … وطناً غيري
فقلبي مركز الأوطان على ممر السنين
.
.
.
أجابت عليه المرأة :
ولمن اتركك
وقد ملكت الجنون بي
واستحلّ بعضك كلّي
يامكمن العشق بي
وهل لو سلبتني منك
دنيا واوهام
ستتركني لها
وقد لففت قيدك بمعصمي
وعاهدتني بالحب
يامعذّبي
قال لها الرجل :
اتركيني لحماقاتي …
وجنوني وهفواتي
اتركيني …
أحترق أمامك بلا نارٍ بلا دخان
ودعيني أثور كالبركان
قالت له المرأة :
في شرع الهوى
امّا احتراقٌ يخلّدنا
وامّا ثوران يقذف بنا
إلى المعلوم
إلى بلاد الحب والياقوت
.
.
قال لها الرجل :
عن أي شيئ تحدثيني ؟
عن الحب … والحنين ؟
عن أساطر وروايات المجانين ؟
.
.
ماذا تقولي ؟
ألم تنظري لشفتيك وأنت تغضبيها
ألم تنظري لعينيك وأنت تقضبيها ؟
لم يعد بداخلك ذاك الحنين
فحضنك موحشٌ
وصدركُ أنهكه الشكوى والأنين
وجهك قد أظلم …
من عبسِ السنين
ألا يكفيك ؟ أن ترحلي
.
.
ولاتنسي
باقة الورد التي تحت قدميك
قالت له المرأة :
ظلمتني
وقسوت في جورك ياسيدي
الورد قبل أقدامي
وشفاتي عطشى لك
وصدري موحشٌ في غيابك
وألسنا من صنع من الفيروز مرجانا
ومن الياقوت عنبا ورمانا
.
.
قال لها الرجل :
قولي بمفرد … ألست أنا
لا تجمعينا .. فقد افترقنا من سنين
وافترقت ارواحنا
وبنينا السور العظيم
لا تقولي ألسنا
فأنتِ … مبدأ لكل خبر حزين
أنت منبعٌ للشوك
وأنت الورد الأسود
بقلكِ ينموا حقدا دفين
بكل قواي … أقول لكِ
إرحلي ..
ماعدت لذ**** أهتم
ماعدت ذاك المتيم العظيم
إرحلي …
كما أسراب الحمام
يا شجرةَ الدُرِ يا نبتة اليقطين
أرحلي من فصولي
إرحلي من مخيلتي
إرحلي من أسطري
ولا تذكري اسمي ولا علي تنادين
قالت له المرأة :
وهل لو علمت بأنّ قلبي يعصاني
حين ارفض ان اكتب عنّي
فاكتبك قبلي
واراك ربيعي
وأبريلي
وجنون عشقي
وجذوة سطوري
هل ستغفر لي
.
.
قال لها الرجل :
ماذا أغفر لكِ …
لم يتبقى بداخلي شيئاً ليغفر لك
قلبي …
أنسيتي ماكان منكِ
ومافعلت به بعد أن عذبتيه
دمعي …
قد سال وعلى عيني أغدقتيه
الحُب بأكمله …
على يديك قد كفر
وبنكرانك أعدمتيه
ماذا أغفر لكِ …
حديقتي الخضراء
وبستاني الجميل
قد أحرقتيه …
ماذا أغفر لكِ …
الألم والجرح الذي سببتيه
حتى إن وددت أن أغفر لكِ …
كيف سأقولها
والحرف فوق
شفتاي من قهرك … جمدتيه
.
.
قالت له المرأة :
عذراً
فهذا خنجري في راحتيك
وذاك نحري مسلَّمٌ لك
وإيّاك أن تنظر لي
حين تذبحني
واقطع عروقي بكل حبّ
فذاك سيشفع لي أن أدخل الجنة
قال لها الرجل :
لن أفعل …
سأتركك للزمان عاريةً
وما شئتي فافعليه
سيكتب لك الغفران … قلمي
أما بقلبي فلن تناليه
إرحلي
وهنا … وقف القاضي …
وطلب منك ايها العضو/ة في هذا المتصفح
ان يكون تعليقك اما شاهدا او حكما.
اومنتقدا.