" قناديل السماء "
إعتادت " إيميلي" الصغيرة القدوم على الحياة بشغفٍ
كانتْ نشيطة الحركة سريعةُ البديهة مُحسنة التَصرف
ذات قلب أبيضٌ
وضاء لروح مُبهجة رقيقةٌ حانية العطف
كبُرت إيميلي وقد عاصرت في حياتها جمّ الأمور وذات يوم
نامتْ وفي قلبها فيضٌ من النجوى تأسُرها في نَفّسِها وإذا بها ترى والدتها بجنابها بنور ساطعٌ يكسوها البياض
قالت إني أدعو الله دائماً يا أُمي ولكنه لا يستجيب وماذا دعوتِ الله ليُعطيك من الحياة يا إبنتي ؟
رجوته أن يجعلني ضوءًا وهاج أو غيمةٌ ماطرةٌ
فأكون نقيةٌ نافعة غير ضارة يستبشرون بقدومي ويحزنون على فراقي أو أكون كما الطير محلقاً في
السماء فلا تطالني " عثرات الحياة " أني أراها مُضْمرةٌ ببعضِ محاجر العُيون فألقتهم خَلفَ قُبضان مواقفٌ عَبَرَتْهم
رغم ذلك مازالو سجناء فيها فهزمتهم الحياة باكراً
أود يا أمي أن تأخُذيني معك الآن حيث تمكثين
مللتْ وأنا أُردد كل يوم : إني بخير أنا لست كذلك جفتّ ضمائر البشر والأطفال تُقتل والأبرياء يعذبون
والأقوياء ينافسون الضعفاء على لُقمة خبزهم كثُرت التماثيل التي أراها تتحدث خاويةٌ من الداخل
ثقيلةٌ على النفّس هيّ ياأُمي أنّي أعيشُ حرب داخليةٌ بملامح
باردة وإبتسامةٌ هادئه جداً رغم فوضى مايقطنُ داخلي
أفلستْ بعض القلوب رغمْ غِناها الخارجي وماترفو إلا بمالهم
إن الحياة يا أُمي ليست كما عشتها بصغري إختلف الناس
أصبحنا نرى مصاعب الحياة قاسيةٌ جداً ونخوض معاركنا فيها
ونهزمها بدروعٍ من الأمل وإيمانٍ بأن الله مع الصابرين فلا نتخلى
وتعود لنا صغائر الأمور ولكنها وارفةُ الظِل فتقلقنا جداً
فنغضُض أطرافنا ولسنا عُمياناً نُريد أن نحيا بهناء ورفَاء
فكلما شعرتُ بألمٍ وراف بين حناياي أحتَضِنُ نفسي جيداً وأردد إنني بخير وسيزول .. وسأكدح بالحياة
وسيستجيب الله لدعائي ويكون ليّ من إسمي نصيبٌ
إستيقظت من نومها وذهبت إلى شباكها الصغير
وإذ بالسماء قد مُلأت بقناديلٍ مُضيئةٌ لا تنطفئ
[BIMG]https://e.top4top.net/p_760mpcqh1.png[/BIMG]
" "T.C