المشاركة الأصلية كتبت بواسطة 7_9.9

1 -المرسل (القائم بالاتصال):
هو الذي يقوم بصياغة الرسالة التي تتضمن البيانات والمعلومات والخبرات الخاصة بموضوع معين أو ينقل إليه من خلالها معلومات معينة عن موضوعات هامة وبيانات دقيقة، ولابد أن يكون هذا المرسل مقتنعاً تماما بالقضية أو الموضوع الذي يدعو إليه، إخلاص متفانياً في التصدي للمفاهيم الخاطئة والمعلومات المضللة. ولتحقيق الهدف من الاتصال ينبغي أن يختار المرسل الوقت والمكان المناسبين للاتصال مستفيداً في ذلك من مزايا الاتصال الشخصي المباشر الذي يتيح للداعية أو المشرف أو المسئول التعرف على ظروف الأفراد الذين يتصل بهم، كما يعرف أيضاً متى يتكلم ومتى يصمت ومتى ينتظر ظروفاً أفضل لنقل الرسالة إذا اكتشف أن الظروف الحالية غير ملائمة لنقل الموضوع.
2-الرسالة :
وتتكون الرسالة من مجموعة رموز لفظية تتمثل في الكلمات والعبارات والجمل التي تعبر عن معنى معين أو فكرة، وأحياناً يضيف القائم بالاتصال إلى هذه الرموز اللفظية رموزاً أخرى غير لفظية كحركات الرأس إلى أسفل أو إلى اليمين واليسار أو حركة اليدين للتعبير عن معنى معين أو استخدام أي إشارة لها معنى معروف في المجتمع أو قد يستعين بصورة أو رسم معين لإضافة المزيد من الوضوح على رسالته.
وقد تكون الرسالة غير لفظية تماماً إذا كانت تعتمد على الصور أو الرسوم أو المجسمات أو أي وسيلة أخرى غير حديث الكلمات، ويندرج تحت الرسالة اللفظية الطريقة التي تقدم بها هذه الرسالة كطبقة الصوت أو الوقفات أثناء الحديث أو الصمت التام لفترة من الوقت، كذلك الطريقة التي تصاحب الكلمات كالأسلوب الساخر أو الجاد أو الضاحك أو غير ذلك من معاني لا تنفصل عن المضمون اللفظي للرسالة.

3- الوسيلة :
يتميز الاتصال المباشر عن الوسائل الاتصالية الأخرى بارتفاع درجة التجاوب والمشاركة فيه لأن رجع الصدى بين المتحدث والمستمع يوجه سير الرسالة توجيهاً إنسانيا سليماً، ويستطيع المتحدث أن يشعر بمدى فهم المستمع وامتناعه وبالتالي يمكن أن يعدل طريقته في التفسير والإقناع ليظفر بأقصى حد ممكن من النجاح. وقد أجرى بعض الباحثين عدة تجارب لقياس قوة التجاوب لكل وسيلة من وسائل الاتصال فكانت النتيجة فوز المحادثة الشخصية بالمرتبة الأولى ثم تأتي بعدها المناقشة الجماعية، فالاجتماعات غير الرسمية، فالأفلام الناطقة، فالراديو، فالمراسلة الشخصية، فالصحافة، فالملصقات واللافتات، فالمجلات وأخيراً تأتي الكتب.
4 -المستقبل :
وهو الهدف النهائي الذي يسعى إليه القائم بالاتصال بغية التأثير على رأيه أو اتجاهاته أو سلوكه، وربما توصيل معلومات جديدة إليه حيث يرى أنها تساعده في اختيار موقف معين أو تكوين رأى على أساس هذه المعلومات.
وقد تواجه المشكلة ببعض الصعوبات إلى حد كبير فهذا المستقبل الذي يتوجه إليه المرسل بالرسالة لا يماثل الثوب الأبيض القابل للتأثير بأي لون يقع عليه بشكل مباشر وإنما هو أشبه بنسيج خاص لا لون له، نسيج مجهول الهوية يحتاج إلى جهد خاص حتى يمكن التعرف عليه ودراسة شخصيته ومعرفة ميوله واتجاهاته.
فكل فرد منا يولد في أسرة معينة تشكل بسلوكها وآرائها شخصيته كما تؤثر المدرسة والمسجد ورفاق الحياة وكل ما يراه الفرد في التليفزيون أو يسمعه في الراديو أو يقرأه في الصحف والمجلات عن هذه الشخصية.
• كما تؤثر التجارب الخاصة والخبرات المباشرة التي يمر بها الفرد على تكوين أفكاره وآرائه واتجاهاته وتصوراته وقيمه وحينما يواجه هذا الفرد أي موقف أو يطلب منه اتخاذ إجراء معين أو إبداء رأي ما تقوم ذاكرته باستدعاء كل ما له من صلة بهذا الموضوع من خبرات وتجارب سابقة ومؤثرات عائلية أو بيئية ليتخذ في النهاية قراره في هذا الموقف أو رأيه في هذا الموضوع
5- رجع الصدى :
لكي يعرف القائم بالاتصال التأثير الأول لرسالته على المستقبل فلابد أن يتعرف على رأي المستقبل فيما قدمه له من أفكار ومعلومات ، وهنا تظهر ميزة أخرى من مزايا الاتصال المباشر وبصفة خاصة الاتصال بفرد واحد أو مجموعة صغيرة من الأفراد.

فالقائم بالاتصال في هذه الحالة يشعر بسهولة بمدى تجاوب المستقبل أو تفاعله ومدى اقتناعه أو عدم اقتناعه ومدى فهمه أو عدم فهمه ومدى حاجته إلى مزيد من الشرح والتفسير أو الأدلة والبراهين التي تجعله يصل إلى مرحلة الاقتناع الكامل والقبول الأكيد للفكرة.
ويوضح هذا بعض الكلمات التي قد ينطق بها المستقبل أو تعبيرات الراحة والقبول التي قد تظهر على وجه المستقبل أو نظرات الدهشة والاستغراب التي قد تبدو في عينه أو التفكير العميق أو الخبرة أو غير ذلك مما يمكن اعتباره رسالة مرتدة من المستقبل إلى المرسل رداً على رسالته.
وهذا ما يطلق عليه في علم الاتصال رجع الصدى والذي يظهر في نفس موقف الاتصال في حالة الاتصال المباشر، في حين أن القائم بالاتصال من خلال الوسائل الجماهيرية مثل الراديو والتليفزيون والصحافة لا يعرف على وجه اليقين نوع الاستجابة أو التأثير الأولى الذي حققته الرسالة على جمهوره، ولا يعرف إن كان أسلوبه في الحديث مفهوماً أو مقبولاً أو غير ذلك إلا بعد فترة من الزمن تطول أو تقصر.