يوم الأربعاء وصلني إتصال كنت مستمعه فيه بلا أسئله ولا أجوبة وكان الصمت سائد , عرفت بأن صديقة عمري وأخت دنياي عندها عزاء في وفاة قريبتها
يالله كيف صعبه إنك تاخذ ثلاث أيام من عمرك ولا تحسبها شيء تودع وتعزي نفسك على وفاة .. صعبه هاللحظات صعب هالشعور وقاسي بكل ثوانيه
الكل كانو متوقعين مني إني بتكلم معها ولكن من شفت حالتها عرفت إن في لحظات تمر فينا بالعمر
مو محتاجه منا لا قوة ولا مواساة ولا حتى كلمة كانت حزينه اللي فيها وصلني وإلتزمت الصمت معها ولكن أكتفيت
بمسك يدها وكانت شاده على يدي ولا تركتها للأمانه وكانت الصدمه إني فقدت القدره على الشُعور
يوم الأربعاء نمت نومة طفل بهدوء تام بدون تفكير ولكن طلبت من الله أن يلهمني فتحت جوالي وإذ بعيني تقرأ " اللهم أزهر قلبي برضاك "
وأرسلتها لصديقتي , كان ثاني يوم أصعب لأن عندي مهمه لازم أخليها على الاقل تبكي تتكلم أي ردة فعل ولكن مضى اليوم
بإقتناع بأن ما تفعله صديقتي من صمت هو ملاذها كانت كالجبل بكل إتزانه بكل قوته مايحركها شيء الشُعور اللي فيها حسيته
لدرجه إكتفيت بالصمت مثلها ويدي بيدها مثل اليوم الأول وكأننا مازلنا فيه والصدمة إحداهم تقولها : سداح معقوله كذا الناس تتكلم مع بعضها ؟ , آخر اليوم وقبل النوم وإذ برسائل بالواتس عديده سبحان الله
مافتحت إلا واحده وكانت من إنسانه نادر ترسل وهذا هو النص ...
دخلت إمرأةٌ من الأنصار على عائشة في حادثة الإفك وبكت معها كثيراً دون أن تنطق بكلمه .
- لم تنساها لها عائشه رضي الله عنها .
وعندما تاب الله تعالى على كعب بعدما تخلف عن تبوك , دخل المسجد مستبشراً فقام إليه طلحة يهرول ثم إحتضنه .
-قال كعب : لا أنساها لطلحه .
^
وصلتني الرساله بعمقها وفهمت ليه الآن وقتها عرفت إن ما أفعله هو الصحيح يفترض مني الوقوف فقط لا الكلام والشعور والتأكد بأن الأحزان تمضي وتبقى المواقف
ثالث يوم مضى كما كان الاول والثاني بالصمتْ ولكن مجرد إنتهاء اليوم ضمتني صديقتي ضمه ما أنساها قالت أنتِ فهمتيني لما الكل ما فهمني
أنا اللي فيني أكبر من الحزن وكل صبري وصمتي هذا رضا لا يضيع أجري فيه وقررت ما أتكلم طول الثلاثة أيام قلت لها طيب ليش ثلاثة أيام
قالت : حداد على كل شيء قالت "آيتك آلا تُكلم الناس ثلاث ليال" أنا فقدتْ وصبري بالصمت له أجره
ما أخبي عليكم بعد رجعتي وتفكير عميييق أنا اللي تأثرت من وين جابت هالقوة كيف صبرت على هالفقد بين ذكريات لا تنسى وكلمات
مازالت عالقه بالذهن كيف قدرت تتحملها ؟
الحياة تقهر الإنسان بأصعب المواقف وتأكدت بأن الله لا يعطي أصعب المعارك إلا لأقوى جنوده
وآخر إلهام قرأته وشعرت بهِ .." لا أعلم مالذي ينتظرني ولكن ثقتي بربي تكفيني
فاللهم إني أستودعتك شؤون حياتي فأختر لي الخير " .. وأرسلتها لها وردت : الحمد لله على كل حال
اليوم أنا فخورة فيها جداً هذه صديقتي ... وتمثلني أنا 
لما كنت معها وقت ماكان الكل يضغط عليها من ذكريات وحنين وألم وفراق وقسوة وقت وغربة أهل عرفت بإني في المكان الصحيح وبعد ردها أيقنت فيه
اللهم أغفر للمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات 