,
يا ذا القلب النّقي ..
إنّما الدُنيا أيام، فلا تغرِسَنَّ القلبَ بما يُجهضُ الهدف، ولا تسقيَ أحلامك بطول تسويف، إنّ اللحظات رواحل،
ما إن استمسكتَ بعظيمٍ عَظُمت له خُطاك، وإن هَبَّت رياحُ فراغِكَ لا تغتنِمها، بل استبدل السَّكنات بالحَرَكات، واستثمر كلّ يومٍ وأخيه، إنما أنت أيّام !
والمَوعِدُ الله.
إن بَعُدتَ عن الله، لا تَعُد إليه بمنشور، لا تركض للوحة المفاتيح حتى تُخبرنا، لا تُعلن عن تقصيرك ليتعاطف معك من ليس معك !
بل [ ارْكُضْ بِرِجْلِكَ ۖ هَٰذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ ] فمسافة البُعد بالعهد تقترب، والفاصل بينَ وقفتك وسجدتك هي لُبُّ حكايتك،
فهناك اعترف، تغترف! [ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ]
يقول شيخي: حينَ العَود ( العَودة ) إلى الله
ستمُرّ بـمراحلَ تُعيد صياغتك:
- يُقبلُ بِك
- يَستَقبِلُك
- يُقبِلُ عَلَيك
يُقبل بك ..
“بملاطفات الإحسان، وسياقات الإمتنان وشدائد الإمتحان” فإنّ الله يُذكِّرُك بذكره إذا نسيت، ويأذن لك فيه، ويشرح صدرك بما ذكرت !
وَيمُنُّ عليكَ رغم فجوةٍ بناها بُعدُك، ويمتَنُّ عليك بستره ورحمته وألطافه الخفيّة، ويبتليك لتصقل أحسن ما فيك ! ..
إنّ الله يأتِ بك إليه.. يأذن لك بذكره فتذكره بإذنه يا الله
يستقبلُك ..
على قدره وليسَ على قدرك ! = “صَحّح وصفك يتبدّى لك وصفُه”
قال شيخي: بماذا تُريد أن ترى الله؟ تأتيه بالضَّعف يستقبلك بالقوي، تأتيه بالذّنب يستقبلك بالغفور، تأتيه بالحيرة يستقبلُك بالحكيم،
تأتيه بالخَوف يستقبلك باللطيف..
ولله 99 اسمًا من أحصاها دخل الجنة، أحصاها= علِمَها، فهمها، عاش معها و استشعر كلّ بُعدِ فيها، وكلّ اسمٍ لله يُعيد ترتيب دواخلك!
فإذا صحَّحت أوصافك أمَدَّك بأوصافه
يُقبل عليك ..
بالمعاملة الخاصة، بالاجتباء، بأن يختارك بين الجموع [ وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَىٰ ] بأن تربط كلّ لحظةٍ في حياتك معه، أن تكون بوصلة الأنفاس إليه!
وإذا أقبَلَ عليكَ أفاض بأن يتقبَّل منك.. والقَبول يومئذِ غايتُك.
أن تعلم جيدًا حجم الفجوة بينَكَ وبين ما كُنتَ عليه، أو بينَك وبين صورتك المفضلة عنك، لا تُبقها قيدَ أحلامك، لا تُبقيها رهينة الوسادة،
بل التّفوق عبادة، وأن تَحِنُّ لنسختك المميزة ..
أعلَمُ أنّك ترتجف، أو فلنقُل أنتَ خائفٌ قليلًا وإن لم تُبدِ لأحدٍ هنا، وإن لم يعلم عنك أشدُّ الناس قُربًا إليك، جيد.. خبئ شعورك وابدأ عُبورك، فالموعد الله !
والقَلبُ إن سَجَدَ وَجَد.
لله أنت .
.