الفائز بالمركز الأول
فَرَضَ الحَبـيبُ دلالَــهُ وتمَـنَّعـــا
وأبَى, بغـــــير عَذابنـــــا, أنْ يقْنَعــــا
ما حيلتي وأنا المُكبــَّل بالهــوى
ناديــتـــــهُ فأصــــــــــرَّ ألاَّ يَسْمَعــــا
وعَجبتُ منْ قلبــي يَرقُّ لظالــمٍ
ويطيـــــــقُ رغمَ إبــــائهِ أن يخْضعـــا
فأجابَ قلبي:لا تلُمْني فالهَــوى
قَــدرٌ ولـــــيس بأمْـــــرنا أن يُرْفَعـــــا
والظُلمُ في شَرْع الحَبيب عَدالةٌ
مَهما جَفا, كنتُ المُـــــحبَّ المُولَعـــا
سارتْ سفينةُ حـبِّنا في بَحْــــرهِ
والقــلبُ كان شــــراعُها فــــتَـــلوعا
لَعِبتْ بها ريحُ الهَوى فتمايــــلتْ
ميناؤهـــــا المَنـــــشودُ باتَ مُضَيــعا
والمَوجُ تحتَ شراعِها مُــــتلاطمٌ
ما صانَ ودَّ العـــاشقينَ ومـــا رعَـــى
يا مــَوجُ رفْقاً بالسفيـــنِ وأهــْلهِ
ما كان ظـــنــي أن تـــــكون مُرَوِّعـــا
يا موجُ ناداني الهـــــوى فأطعـْتهُ
فاهدأ وقلْ لسفينتــــي أنْ تُسْرعــا
فالوصلُ غايةُ ما أريدُ ومَـــطْمعي
ومُبَـــرَّرٌ لك في الهوى أن تطْمـَـــعــا
يا صاحِبي خذْ للحــــبيبِ رسالتي
فعَسى يرى بين السُطور الأدْمُعـــا
بَلِّـغـْهُ أنـِّي في الغـــرامِ مُتيَّــــمٌ
والقَلبُ منْ حَرِّ الفـــــراقِ, تصدَّعــــا
مافي النَّوَى خــيرٌ لنرْضى بالنَّوى
بلْ إنَّ كلَّ الخـــــيرِ أنْ نحْـــــيا مَـعَـــا
...