عرض مشاركة واحدة
قديم 2010- 6- 4   #4
halah ali
أكـاديـمـي فـعّـال
 
الصورة الرمزية halah ali
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 40261
تاريخ التسجيل: Wed Nov 2009
المشاركات: 392
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 1249
مؤشر المستوى: 63
halah ali has a spectacular aura abouthalah ali has a spectacular aura abouthalah ali has a spectacular aura abouthalah ali has a spectacular aura abouthalah ali has a spectacular aura abouthalah ali has a spectacular aura abouthalah ali has a spectacular aura abouthalah ali has a spectacular aura abouthalah ali has a spectacular aura about
بيانات الطالب:
الكلية: كلية الادآب
الدراسة: انتساب
التخصص: علم اجتماع
المستوى: المستوى السابع
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
halah ali غير متواجد حالياً
رد: ياربيــــــه .... والحل ؟

المحاضرة العاشرة
حديث قطين

كان القط الهزيل مرابطاً في زقاق، وقد طارد فأرة فانجحرت في شقٍّ، فوقف المسكين يتربص بها أن تخرج ويؤامر نفسه كيف يعالجها فيبتزها، وما عَقْلُ الحيوان إلا من حرفة عيشه لا من غيرها. وكان القط السمين قد خرج من دار أصحابه يريد أن يفرج عن نفسه بأن يكون ساعة أو بعض ساعة كالقططة بعضها مع بعض، لا كأطفال الناس مع أهليهم وذوي
عنايتهم، وأبصر الهزيل من بعيد فأقبل يمشي نحوه،
ورآه الهزيل وجعل يتأمله وهو يتخلع تخلع الأسد في مشيته، وقد ملأ جلدته من كل أقطارها ونواحيها،
وبسطته النعمة من أطرافه، وانقلبت في لحمة غلظاً، وفي عصبه شدة، وفي شعره بريقاً وهو يموج في بدنه من قوة وعافية ويكاد إهابه ينشق سمناً واكتنازاً. فانكسرت نفس الهزيل، ودخلته الحسرة، وتضعضع لمرأى هذه النعمة مرحة مختالة، وأقبل السمين حتى وقف عليه، وأدركته الرحمة له، إِذْ رآه نحيفاً متقبِّضاً، طاوي البطن بارز الأضلاع، كأنما همَّت عظامه أن تترك مسكنها من جلده؛ لتجد لها مأوى آخر.
فقال له: ماذا بك؟ ومالي أراك متيبساً كالميت في قبره غير أنك لم تمت؟ ومالك أعطيت الحياة غير أنه لم تَحْيَ؟ أو ليس الهرُّ منا صورة مختزلة من الأسد؟ فمالك -ويحك- رجعت صورة مختزلة من الهر؟ أفلا يسقونك اللبن كما يسقونني؟ ويطعمونك الشحمة واللحمة، ويأتونك بالسمك، ويقطعون لك من الجبن أبيضَ وأصفرَ، ويفتّون لك الخبز في المرق، ويؤثرك الطفل ببعض طعامه، وتُدِلُّكَ الفتاة على صدرها، وتمسحك المرأة بيديها، ويتناولك الرجل كما يتناول ابنه؟ وما لجلدك هذا مغبّراً كأنك لا تلطعه بلعابك، ولا تتعهده بتنظيف. وكأنك لم
ترقطّ فتى أو فتاةً يجري الدهان بريقاً في شعره أو شعرها،فتحاول أن تصنع بلعابك لشعرك صنيعهما. وأراك متزايل الأعضاء متفككاً حتى ضعفت وجَهِدْتَ، كأنه لا يركبك من حُبّ النوم على قدر من كسلك وراحتك، ولا يركبك من حب الكسل على قَدْرٍ من نعيمك ورفاهتك، وكأن جنبيك لم يعرفا طِنْفَسةً، ولا حَشِيَّة، ولا وسادة، ولا بساطاً، ولا طرازاً. وما أشبهك بأسد أهلكه ألا يجد إلا العشب الأخضر، والهشيم اليابس، فما
له لحم يجئ من لحم، ولا دمٌ يكون من دمٍ، وانحطَّ فيه جسم الأسد،
وسكنت فيه روح الحمار.

............................
من 11 ال 13 منقول من لميندا
..................


المحاضره الحادية عشر
قال الهزيل: وإن لك لحمةً وشحمة، ولبناً وسمكاً، وجبناً وفتاتاً؟ وإنك لتقضي يومك تلطع جلدك ماسحاً وغاسلاً؟ أو تتطرح على الوسائد والطنافس نائماً ومتمدداً؟ أما والله لقد جاءتك النعمة والبلادة معاً، وصَلُحَتْ لك الحياة وفسدت منك الغريزة، وأحكمت طبعاً ونقضت طباعاً، وربحت شبعاً وخسرت لذة. عطفوا عليك وأفقدوك أن تعطف على نفسك، وحملوك وأعجزوك أن تستقل، وقد صرت معهم كالدجاجة تُسَمَّنُ لتذبح، غير أنهم يذبحونك دلالاً وملالاً.
إنك لتأكل من خِوان أصحابك، وتنظر إليهم يأكلون، وتطمع في مؤاكلتهم، فتشبع بالعين والبطن والرغبة ثم لا شيء غيرها، وكأنك مرتبط بحبالٍ من اللحم تأكل منها وتحتبس فيها.
إن كان أول ما في الحياة أن تأكل، فإن أهون ما في الحياة أن تأكل، وما يقتلك شيء كما يقتلك استواء الحال ولا يحييك شيء كتفاوتها، والبطن لا يتجاوز البطن، ولذَّتُه لذّتُه وحدها، ولكن أين أنت عن إرثك من أسلافك، وعن العلل الباطنة التي تحركنا إلى لذات أعضائنا، ومتاع أرواحنا، وتهبنا من كل ذلك وجودنا الأكبر، وتجعلنا نعيش من قِبَلِ الجسم كله، لا من قبل المعدة وحدها؟




المحاضره الثانية عشر
*
*
*
حديث قطين تتمه
*
*
*
قال السمين: تالله لقد أكسبك الفقر حكمة وحياة، وأراني بإزائك معدوماً بزوال أسلافي منى، وأراك بإزائى موجود أسلافك منك، ناشدتك الله (( )) إلا ما وصفت لى هذه اللذات التي تعلو بالحياة عن مرتبة الوجود الأصغر من الشبع، وتستطيل بها إلى مرتبة الوجود الأكبر من الرضى ؟
فقال الهزيل: إنك ضخم ولكنك ابله، أما علمت-ويحك-
أن المحنة في
العيش هى فكرة وقوة، وأن الفكرة والقوة هما لذة ومنفعة
، وأن لهفة الحرمان هى التي تضع في الكسب لذة الكسب، وسعار
الجوع هو الذي يجعل في الطعام من المادة طعاماً آخر من الروح،
وأن ما عدل به عنك من الدنيا لا تعوضك منه الشحمة واللحمة،
.
فإن رغباتنا لابد لها أن تجوع وتغتذى كما لابد من مثل ذلك لبطوننا
، ليوجد كل منهما حياته في الحياة، والأمور المطمئنة كهذه التي
أنت فيها هى للحياة أمراض مطمئنة، فإن لم تنقص
من لذتها فهى لن تزيد في لذتها، ولكن مكابدة الحياة
زيادة في الحياة نفسها .
وسر السعادة أن تكون فيك القوى الداخلية التي تجعل الأحسن أحسن مما يكون، وتمنع الأسوأ أن يكون أسوأ مما هو، وكيف لك بهذه القوة وأنت وادع قار محصور من الدنيا بين الأيدى والأرجل ؟
إنك كالأسد في القفص، صغرت أجمته ولم تزل تصغر حتى رجعت قفصاً يحده ويحسبه، فصغر هو ولم يزل يصغر حتى أصبح حركة في جلد،
أما أنا فأسد على مخالبي ووراء أنيابي،
وغيضتي (( )) أبداً تتسع ولا تزال تتسع أبداً،
وإن الحرية لتجعلني أتشمم من الهواء لذة مثل لذة الطعام، وأستروح من التراب لذة كلذة اللحم
وما الشقاء إلا خلتان من خلال النفس:
أما واحدة فأن يكون في شرهك ما يجعل الكثير قليلاً،
وهذه ليست لمثلى ما دمت على حد الكفاف من العيش،
وأما الثانية فأن يكون في طمعك ما يجعل القليل غير قليل،
وهذه ليس لها مثلي ما دمت على ذلك الحد من الكفاف
**********************************
**********


المحاضرة الثالثة عشر
*
*
*
والسعادةوالشقاء كالحق والباطل، كلها من قبل الذات، لا من قبل الأسباب والعلل، فمن جاراهاسعدبها،ومن عكسها عن مجراها فيها يشقي .
ولقدكنت الساعة أختل فأرةانجحرتفي هذا الشق، فطعمت منها لذة وإن لم أطعم لحماً، وبالأمسرمانىطفلخبيث بحجر يريد عقري فأحدث لي وجعاً، ولكن الوجع أحدث لي الاحتراس، وسأغشي الآنهذه الدار التي بإزائنا، فأية، لذة في السلة




قالالسمين:
وفيالدنيا هذه اللذات كلها وانالا أدرى؟
هلم أتوحش معك، ليكون لي مثل نكرك ودهائك واحتيالك، فيكون لي مثل راحتك المكدودة،ولذتك المتعبة، وعمرك المحكوم عليه منك وحدك، وسأتصدى معك للرزق أطارده و أو اثبه،وأغاديه وأراوحه ...
فقطع عليه الهزيل وقال:
ياصاحبي، إنعليك من لحم ونعمتك علامة أسرك، فلا يلقانا أول طفل إلا أهوى لك فأخذك أسيراً، وأهوى على بالضرب لانطلق حراً، فأنت على نفسك بلاء، وأنت بنفسك بلاء عليْ .
وكانت الفأرة التي انجحرت قد رأت ما وقع بينهما، فسرها اشتغال الشر بالشر وطالت مراقبتها لها حتى ظنت الفرصة ممكنة، فوثبت وثبة من ينجو بحياته ودخلت في باب مفتوح، ولمحها الهزيل، كما تلمح العين برقاً أومض وانطفأ،
فقال للسمين:
اذهب راشداً، فحسبك الآن من المعرفة بنفسك وموضعها من الحياة، أن الوقوف معك ساعة هو ضياع رزق،
وكذلك أمثالك في الدنيا هم بألفاظهم في الأعلى وبمعانيهم في الأسفل
  رد مع اقتباس