الرفق ليس فقط جسدياً بل حتى نفسياً ..
حتى أنا ربما كنت أجهل ذلك من قبل:
ابنة أخت لي في الرابعة من عمرها تقريباً ،ولست عاطفية بطبعي ،أو ممن يتعلق بالأطفال كثيراً إلا أنها الوحيدة ربما من قذفت في قلبي محبة لها عجيبة على غرار أطفال العائلة..فطنة جداً ومرهفة الحس جداً..فتركض حينما تناكشها خالتها أو أي شخص إلى حضني، بعد أن يمتلئ صدرها بالعبرات التي تقاومها أقصى مااستطاعت كراهية البكاء،فأضع يدي على أذنيها وأضمها كراهية أن تسمع مايكدرها إلى أن ينتهي الجدال ..
ذات مرة لا أعلم ربما كانتا يدي منشغلتان..
وعلى منوال البديهة والعادة استقبلها حضني وهي هاربة من مناكشة
خالتها، وبعد برهة تنبهت بها ..
تمسك يدي وتضعهما على أذنيها.. ثم تعود بكامل قواها لتحشر نفسها في حجري!
حينئذ فقط أدركت أن أذى الأطفال ليس جسدياً فقط.