كثيراً
هذه الكلمة اخترتها عنواناً لأنها وردت في القرآن الكريم لتنبّهنا إلى أمرٍ يجب الإكثار منه، ألا وهو
ذكر الله
في البداية .. تأمّلوا هذه الآية وانظروا أين وردت فيها كلمة (كثيراً):
{ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا }
يرى المتأمّل أنّ هناك صفة واحدة وردت معها كلمة (كثيراً) ، فلم يقل و المتصدقين كثيراً، لكنه قال سبحانه: { وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً }.
فكثرة الذِّكر أمرٌ مطلوب
تأمّل كيف أمر الله نبيّه زكريّا عليه السلام بكثرة الذِّكر: { قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً ۖ قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا ۗ وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ }
ونبيّ الله موسى عليه السلام قرن التسبيح والذكر بالكثرة فقال { كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا* وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا }
وقد أمرنا الله تعالى بذلك في قوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا }
والأخطر من ذلك، أنّ من صفات المنافقين أنهم لا يذكرون الله إلا قليلاً
قال تعالى: { إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً } فينبغي أن يحذر المسلم وأن لا يكون كالمنافقين قليل الذكر لربّه.
وحتى في موطن الذهول حين لقاء العدو في الحرب : ورد الأمر بكثرة الذكر { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }.
فالمقصود أنه ينبغي الإكثار من ذكر الله وتعويد القلب واللسان على ذلك فإنّ أفضل الذكر ما تواطأ عليه القلب واللسان بحيث يكون الإنسان حاضر القلب متفكراً في ما يقوله من ذكرٍ عالماً بمعناه عاملاً بمقتضاه .
وفي الحديث عَنْ عَبْدِالله بْنِ بُسْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَجُلاً قَالَ: يَا رَسُولَ الله إِنَّ شَرَائِعَ الإسْلاَمِ قَدْ كَثرَتْ عَلَيَّ فَأَخْبرْنِي بشَيْءٍ أَتَشَبَّث بهِ. قَالَ: «لاَ يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْباً مِنْ ذِكْرِ الله». أخرجه الترمذي وابن ماجه.
أفضل الذِّكر : لا إله إلّا الله
اللهم اجعلنا من الذاكرين الشاكرين و اغفر لنا و للمسلمين والمسلمات.
أعجبتني .. فأحببت أن أشارككم الأجر