عرض مشاركة واحدة
قديم 2010- 6- 7   #11
الوردة المخملية
أكـاديـمـي مـشـارك
 
الصورة الرمزية الوردة المخملية
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 39433
تاريخ التسجيل: Fri Oct 2009
العمر: 34
المشاركات: 3,524
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 3842
مؤشر المستوى: 103
الوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: كلية الاداب بالدمام
الدراسة: انتساب
التخصص: اللغة العربية
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
الوردة المخملية غير متواجد حالياً
رد: شيكو على المسن محاضرتا القصة والمقالة نزلتها د.منى الغامدي

قــصــــة الــــــــــــتــــــــــــــوبـــــــــــــــــــ ـــــــة
عَلِمَ فلان ، و كان شابا من شبان الخلاعة و اللهو ، و قاضيا من قضاة المحاكم ، أن المنزل الذي يجاور منزلة يشمل على فتاة حسناء من ذوات الثراء و النعمة و الرفاهية و الرغد ، فرَنا إليها النظرة الأولى فتعَلّقَها ، فكررها أخرى ، فبلغت منه ، فتراسلا ، ثم تزاورا، ثم افترقا و قد ختمت روايتهما بما تختم به كل رواية غرامية يمثلها أبناء آدم و حواء على مسرح هذا الوجود .
عادت الفتاة إلى أهلها تحمل بين جنبيها هما يضطرب في فؤادها ، و جنينا يضطرب في أحشائها ، و قد يكون لها إلى كتمان الأول سبيل ، أما الثاني فسر مذاع ، و حديث مشاع ، إن اتسعت له الصدور ، لا تتسع له البطون ، و إن ضن به اليوم ، لا يضن به الغد.
ذلك ما أسهر ليلها ، و أقض مضجعها ، و ملك عليها وجدانها و شعورها ، فلم تر لها بدا من الفرار بنفسها ، و النجاة بحياتها ، فعمدت إلى ليلة من الليالي السوداء فلبستها ، و تلفعت بردائها ، ثم ألقت بنفسها في بحرها الأسود ، فما زالت أمواجها تترامى بها حتى ألقتها إلى شاطئ الفجر ، فإذا هي في غرفة صغيرة في إحدى المنازل البالية ، في بعض الأحياء الخاملة ، و ذلك الجنين المضطرب .
كان لها أم تحنو عليها ، و تتفقد شأنها ، و تجزع لجزعها ، و تبكي لبكائها ، ففارقتها ؛ و كان لها أب لا هم له في حياته إلا أن يراها سعيدة في آمالها ، مغتبطة بعيشها ، فهجرت منزله ؛ و كان لها خدم يقمن عليها ، و يسهرن بجانبها ، فأصبحت لا تسامر غير هذه الوحدة ، و لا تساهر غير الوحشة ؛ و كان لها شرف يؤنسها ، و يملأ قلبها غبطة و سرورا ، و رأسها عظمة و افتخارا ، ففقدته وكان لها أمل في زواج سعيد، من زوج محبوب ، فرزأتها الأيام في أملها .
ذلك ما كانت تناجي نفسَها به صباحَها و مساءها ، بكورها و أصائلها ، فإذا بدا لها أن تفكر في علة مصائبها ، و سبب أحزانها ، علمت أنه ذلك الفتى الذي وعدها أن يتزوجها فخدعها عن نفسها و لم يفِ بعهده لها، فقذف بها و بكل ما تملك يدها في هذا المصير.فلا يكاد يستقر ذلك الخاطر في فؤادها ، و يأخذ مكانه من نفسها ، حتى تشعر بجذوة نار تتقد بين جنبيها من الحقد و الموجدة على ذلك الفتى ، لأنه قتلها ، و على المجتمع الإنساني ، لأنه لا يأخذ القاتل بجريمته ، و لا يسلكه في سلسلة المجرمين .
و ما هي إلا أيام قلائل حتى جاءها المخاض ، فولدت وليدتها من حيث لا ترى بين يديها من يأخذ بيدها ، أو يساعدها في خطبها ، غير عجوز من جاراتها ألمَّتْ بشأنها ، فمشت إليها و أعانتها على أمرها بضع ساعات ، ثم فارقتها تكابد على فراش مرضها ما تكابد ، و تعاني من صروف دهرها ما تعاني . و لقد ضاق صدها ذرعا بهذا الضيف الجديد ، و هو أحب المخلوقات إليها ، و أكثرهم قربا إلى نفسها ، فجلست ذات ليلة و قد وضعت طفلتها النائمة على حجرها ، و أسندت رأسها إلى كفها ،
و ظلت تقول:
ليت أمي لم تلدني ، و ليتني لم أكن شيئا.
لولا وجودي ما سعدْتّ ُ ، و لولا سعادتي ما شقيت.
  رد مع اقتباس