عرض مشاركة واحدة
قديم 2010- 6- 7   #42
الوردة المخملية
أكـاديـمـي مـشـارك
 
الصورة الرمزية الوردة المخملية
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 39433
تاريخ التسجيل: Fri Oct 2009
العمر: 34
المشاركات: 3,524
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 3842
مؤشر المستوى: 103
الوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond reputeالوردة المخملية has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: كلية الاداب بالدمام
الدراسة: انتساب
التخصص: اللغة العربية
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
الوردة المخملية غير متواجد حالياً
رد: شيكو على المسن محاضرتا القصة والمقالة نزلتها د.منى الغامدي

"الألم ينبت على وسادته" وصفت الألم بشجرة تنمو على الوسادة فهي تكبر كل يوم وتثمر آلاماً جديدة يصعب اقتلاعها كلما نمت لأن جذورها تقوى، وهي كذلك نابتة من الوسادة فيستحيل على النائم أن يهنأ بنومه كلما خلد إلى فراشه هارباً من تعب النهار، والفعل المضارع "ينبت" يدل على استمرارية وجود الألم، كما أن النبتة توحي بأنّها حتى وإن اقتُلعت فستنبت مكانها نبتة جديدة، فالألم موجود. وقد وُفقت الكاتبة في اختيار الفعل ينبت فلقد استطاعت من خلاله توصيل الفكرة لنا بأشد الوضوح.
ثم أكدت معنى التجدد والاستمرارية صراحة في قولها "متجدداً"، أما في قولها "كل ليلة" فهي تشير إلى الزمن الذي تسترجع فيه المشاكل والهموم وهو الليل، واختيارها لوقت الليل دون النهار فيه لمحة نفسية دقيقة بأن الإنسان دائماً ما ينشغل نهاراً بأعماله وواجباته وزياراته. لكن ما إن يقبل الليل تبدأ الأفكار والوساوس في الوفود ويستحوذ القلق على التفكير حتى يتسرّب إلى قلب الإنسان وشعوره، وهنا تحدث الغصّة المؤلمة. وقد تغنى الشعراء كثيراً بالليل باعتباره زمناً لاسترجاع همومهم، كقول النابغة مخاطباً ابنته:
كليني لهمٍّ يا أميمة ناصب وليل أقاسيه بطيء الكواكب
"طواحين" تقصد بذلك أحداث الحياة فلقد شبهت لنا هذه الأحداث بطواحين تدور وتدور فهي أحداث متقلبة كل يوم في حال مختلف ونحن معها وإن تعثرنا في دورانها أحياناً أخرى فلابد من السير معها في سهولتها وفي صعوبتها في أفراحها وفي أتراحها، مما يذكّرنا بقول الشاعر:
فجائع الدهر أنواع منوعة وللزمان مسرات وأحزان
فلا بدّ من تقلب الأحوال وهو شرُّ لا بدّ منه.
"بدايات لا تشبه النهايات ونهايات تدير ظهرها للبدايات" تبين لنا مدى التناقض والاختلاف الواضح والكبير الذي تتميز به أحداث الحياة عند الكبار ومدى التناقض الذي يعايشونه.
والواضح في النص امتلاءه بكثير من المتناقضات التي أدت بالقارئ إلى عدة تأملات ووقفات نفسية ومعنوية مثل عبارة "يتعلم في الصغر ما يتناقض مع الكبر" و"بدايات لا تشبه النهايات".
كما أن في قولها "طواحين تدور وتدور ونحن معها نتابعها أحيانا، وتبعثرنا في دورانها أحيانا أخرى" نجد أنها برعت في الوصف فجعلت الأيام مثل الطواحين التي تدور بنا، لكن لفظة "تبعثرنا" لم تكن من قوة التعبير بمكان حيث توازي تأثير لفظة "طواحين"، وربما لو قالت "تسقطنا" لكان أفضل لأن في التبعثر سقوط لحظة ومن الممكن القيام منه في ذات اللحظة أما السقوط فيأخذ وقتاً أطول من مجرد التبعثر الذي يمكن أن يكون لثانية وقد لا يخلّف أذًى للإنسان.
وقولها "هندمة البشر القولية والشكلية" فيه كناية عن الكذب والغش والتدليس والمجاملة الكاذبة لدى بعض الأشخاص. فهي تشير إلى أن الصداقة في هذا الوقت للمصلحة، وما أكثر انتشار هذا النوع، فقد أحسّها الشافعي رحمه الله تعالى وعبّر عن أهمّية الصديق الصدوق، يقول:
سلام على الدنيا إذا لم يكن بها صديقٌ صدوقٌ صادق الوعد منصفا
كما نلاحظ أن الكاتبة في معرض حديثها عن الصداقة والخيانة كررت كلمة "غافل" والتكرار هنا بيان لمقدار ووقع الصدمة والخيانة عندما تأتي عن غفلة وحسن نية.
واهتمت الكاتبة بالمعاني والأفكار وجاءت الصور البلاغية موحية جداً مثل "حب يطفو" حيث شبهت الحب بشيء حسي يطفو، وأيضاً "حقد ينسل" و"الأنا والهو يعتلجان" "صخب صوت العواء"، كما أحسنت في اختيار كلمة "يعتلجان" بدلاً من أن تقول "يتشاجران" مثلاً، وكذلك في اختيار نوع الصوت وهو صوت العواء دلالة على شدة الشجار. وألفاظها عموماً موحية بالحالة النفسية التي غالباً ما تنتاب الناس إثر صدمة عاطفية أو شجار أو خيانة.
وفي قولها "غريب أمر الإنسان يتعلم في الصغر ما ينتقض في الكبر" فيه أسلوب تعجب وهي تلخص فكرة المقالة. وهذه المقولة قائمة على التضاد والتناقض بين المرحلتين والتي اتّضحت لنا في المقالة مذ قرأنا عنوانها "قصة وغصة".
  رد مع اقتباس