2010- 6- 7
|
#45
|
أكـاديـمـي مـشـارك
|
رد: شيكو على المسن محاضرتا القصة والمقالة نزلتها د.منى الغامدي
كتاب كبير ضخم يستوعب كل من في المقهى وخارجه.. اصواتهم.. حركاتهم .. سكناتهم.. نظراتهم.. كل هذا ينجح دائما في ابعادها عن كتابها الصغير بين يديها فتلك الوجوه تقدم لها ثقافة عامة للسوق..
تشربي ايه حضرتك؟
قهوة سادة لو سمحت.. وكالعادة لا يفوت المصري فرصة الإضحاك والتخفيف عن زبائنه فقال ضاحكا: سادة ليه بس؟ قوليلي مين شربها لك سادة وانا اجيب لك خبره..
نجح في اضحاكها فابتسمت قائلة.. شكرا.. وضع الفنجال امامها وهو يقول المرة الجايه تشربيها زيادة!
اقفلت كتابها وشربت القهوة اثناء قراءة الوجوه والاجساد احدهم يقرأ صحيفة وآخر لا يرفع رأسه عن ورق يسوده بكتاباته. مجموعة صديقات يتحدثن عن هاله سرحان وصديقاتها الممثلات واخرى جلست مع رجل ما تتحدث هامسة وعابسة.. هو يحتج فيرتفع صوته (افهميني) وتهمس مجددا بأسى يغالب الدموع.. في موقع آخر دخلت الى المصلى بعد انتهاء الصلاة المكان فارغ الا من بعض الفتيات يدرن على انفسهن سوادا يخلع وسوادا يرتدى واكياسا تدس فيها اشياء سوداء اخرى!! انتهت الحركة ولاحظت الفرق عباءة بدلا من اخرى.. اختيار بدلا من اجبار كالممثلات يتنقلن من دور الى آخر وكل دور يستلزم شكلا معينا ولغة معينة.
دلفت الى المقهى العائلي واختارت ركنا قصيا.. النساء يملأن المكان بعد ان كانت المقاهي سابقا للرجال فقط لقد حدثوها بالارائك والمناضد الحديدية ولكنها قهوة حتى وان سموها اسما جديدا للشهرة (كوفي شوب) في بعضها يقدمون الارجيلة وهناك صورة جديدة للانوثة معدلة عن صورة المعلمة في حارات مصر الشعبية.. ياه سرعان ما تبدلت الاحوال.. هذا الوجه تعرفه.. من ياترى آه زميلة في مقر العمل السابق كانت ترفض معزوفة وطنية, هاهي بمجلس مع صديقتها وموسيقى Lovestory تصدح في المكان. وام كلثوم تغني في الجانب الآخر حيرت قلبي معاك.. وانا بداري واخبي صدقت.. كم نداري ونخبي ليس حبا فقط بل كرها وانحرافا وذلا وكذبا لاتغير معالمه أكواب (الكابتشينو والتشيزكيك).. يس مام؟
تركش كوفي بليز.. نوشوقر
أوكي مام.
يعني وما دخله تشربي مرا ولا عسلا المهم ان تشربي فقط.
جافاها النوم لافراطها في (الكافيين) ولكن ساعات النوم القليلة تحثها على طلب المزيد منه نهضت وتوجهت الى دلة الصباح المرة سكبت لنفسها فنجالا وارتشفته بشعور معتق للمرارة..
إن أوّل ما يلفتنا في هذه المقالة عنوانها، وهو عنوان مركّب من كلمتين لكل منهما عمق خاص، فكلمة "فنجال" – وهي في اللغة: فنجان، بالنون– تدل على: الوعاء، الاحتواء، التجويف، والقعر وما قد تعلق به من عوالق. أما كلمة "مُرّ" فتحمل معنى المرارة، المقاساة وتجرّع الألم. وقد جمعت الكاتبة بينهما كعنوان يعكس لنا أبعاد هذه المقالة، وهو أول انسكاب نرتشفه لنتذّوق هذه المرارة سويا. وهي ترمز به إلى انجبارنا على تجرع مرارة الحياة، وتحديداً مرارة التناقض في المجتمع، وكأنها مرارة طبيعية نرتشفها يومياً كما نرتشف القهوة المُرة.
|
|
|
|