الموضوع: المستوى الخامس اختبااار جغرافيا ﻻخطار الطبيعية
عرض مشاركة واحدة
قديم 2014- 5- 9   #3
ابوسلطان3
أكـاديـمـي فـضـي
 
الصورة الرمزية ابوسلطان3
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 139786
تاريخ التسجيل: Sat Apr 2013
المشاركات: 417
الـجنــس : ذكــر
عدد الـنقـاط : 855
مؤشر المستوى: 51
ابوسلطان3 will become famous soon enoughابوسلطان3 will become famous soon enoughابوسلطان3 will become famous soon enoughابوسلطان3 will become famous soon enoughابوسلطان3 will become famous soon enoughابوسلطان3 will become famous soon enoughابوسلطان3 will become famous soon enough
بيانات الطالب:
الكلية: طالب
الدراسة: انتساب
التخصص: كلية الاداب
المستوى: المستوى الثالث
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
ابوسلطان3 غير متواجد حالياً
رد: اختبااار جغرافيا ﻻخطار الطبيعية

لمحاضرة الأولى
المحاضرة الاولى
مدخل لدراسة الأخطار والكوارث الطبيعية
الكوارث الطبيعية في الفكر الجغرافي الحديث :
تمثل الأخطار والكوارث الطبيعية فرعا من فروع الجغرافيا وهو فرع حديث العمر ويدخل ضمن فروع الجغرافيا تحت قسم خاص في الجغرافيا التطبيقية, إلا أنه يختلف عنها في عدة جوانب تجعل دراسة الأخطار والكوارث فرعا جغرافيا له شخصيته المستقلة وعلى سبيل المثال:
أن الجغرافيا التطبيقية تعالج بشكل عام كافة جوانب الجغرافيا ,بينما جغرافية الأخطار والكوارث الطبيعية تختص بالجوانب الجغرافيه الطبيعية .
-أن الجغرافيا التطبيقية تعالج كافة العناصر الجغرافية وبشكل شمولي لأية منطقة في حين تهتم جغرافية الأخطار والكوارث بالتخصيص حيث تركز على نوعية الظواهر الطبيعية والأحداث التي تنتج عنها .
-إن الجغرافيا التطبيقية قد تعالج العناصر البشرية في جملتها بشكل مستقل لأغراض المنفعة البشرية ,بينما جغرافية الكوارث الطبيعية تعالج العناصر والظاهرات الطبيعية فقط .
-أن الجغرافيا التطبيقية تهدف من وراء الجانب النفعي إلى زيادة الإنتاج الزراعي أو التوسع العمراني أو زيادة الإنتاج الصناعي في حين جغرافية الكوارث الطبيعية تهدف إلى الكشف عن مواطن الخطر ومقدار التدمير والعمل على تقليل التدمير والخسائر البشرية .
لقد بدأت دراسة الكوارث الطبيعية وتأثرت بكل التغيرات في الفلسفة الجغرافية ,وكانت البداية هي
مقالة White,G,1945
والتي تساءل فيها عن مغزى الاهتمام بهندسة ضبط الفيضانات في الولايات المتحدة ,وقد تبينت أهمية تلك المقالة حين ازداد التوسع الحضري في السهول المعرضة للفيضانات والخسائر الجمه في الخمسينات , وعلى هذا نشأت مدرسة سلوكية في جامعة شيكاغو اهتمت بالإدراك والسلوك البشري إزاء الكوارث وتحليل السياسات لتقليل الخسائر .
-لقد توسع مجال دراسة الكوارث في الستينات ليضم قائمة جديدة بجانب الفيضانات والزلازل حيث اتسع النطاق ليشمل المشكلات التي تمهد للكوارث مثل التصحر وإزالة الغابات وهناك جامعات مثل : تورنتو وكلارك وبراون اهتمت بهذه القضايا .
-في السبعينات تمت دراسة عشر كوارث في ستة وعشرين موقعا في بلدان مختلفة وذلك تحت رعاية الجمعية الجغرافية الدولية مثل : التعرية الساحلية والجفاف والانزلاقات الأرضية والبراكين والفيضانات والزلازل والموجات الثلجية والهيريكين وغيرهم .
العوامل التي أدت للاهتمام بالكوارث بعد عام 1965م :
1-الانطلاق المفاجئ لعدد من الكوارث الطبيعية والتكنولوجية والتغيرات المناخية .
2-الاهتمام الإعلامي
3-التوجه الجديد للجغرافيا الطبيعية للاهتمام بالكوارث والاقتراب أكثر من المشكلات البشرية
وهجر الجيومورفولو جيا البحته والمناخ النظري .
(Greens)4-ظهور جماعات ضغط أكاديمية وسياسية مثل: جماعة الخضر
وحركات الحفاظ على البيئة .
لقد انتقل الاهتمام للأمم المتحدة التي تشكلت تحت ظلها معاهدات ومنظمات ولجان خاصة بالكوارث مثل :
-المعهد الدولي لدراسة الزلازل والهزات الأرضية باليابان 1962م
-المركز الأوربي والمتوسط لقياس الزلازل بفرنسا 1976م
-لجنة إيسكاب لرصد أعاصير التيفون بالفلبين 1968م
ANDRO -مكتب منسق الأمم المتحدة للغوث عند الكوارث
1972م.فضلا عن المكاتب التابعة لهيئة الصحة العالمية لمكافحة الأوبئة والأمراض المختلفة
, وكانت ذروة الاهتمام نداء اطلق عام 1984م لعقد مؤتمر دولي للتقليل من خسائر الكوارث الطبيعية , وفي عام 1989م صدر قرار الأمم المتحده باعتبار عقد التسعينات عقد التقليل من
IDNDR خسائر الكوارث الطبيعية واختصارها
( International Decade for Natural Disasters Reduction )
ومع ان القرار اشار الى الكوارث الطبيعية فقط والتي تحددت بالزلازل والاعاصير والامواج الزلزالية والانزلاقات الارضيه والحرائق والجفاف و التصحر الى ان القرار في ذاته يعد عهدا ب
جديدا بالنسبة للدراسة البيئية وقد حددت اهدافها عام 1992
- 1-تطوير قدرة كل دولة للتخلص من تأثير الكوارث بكفاءة ومساعدة الدول النامية في تحليل خسائر الكوارث وإقامة محطات للإنذار المبكر
2-تحديد الخطوط العريضة لإستراتيجيات تطبيق المعرفة العلمية
3-تحديد الخطوط العريضة لإستراتيجيات تطبيق المعرفة العلمية والتقنية والأخذ في الاعتبار الفوارق الاقتصادية والثقافية بين الدول
4-توظيف المعطيات العلمية والهندسية لسد الفجوة في المعرفة اللازمة لتقليل فقد الحياة والممتلكات
5- نشر المعلومات المتاحة والجديدة الخاصة بمقاييس التحليل والتنبؤ بالكوارث الطبيعية0
-هناك عدة مشكلات تواجه البشريه في القرن 21 منها :
الزيادة المستمرة لعدد السكان في العالم , ارتفاع معدلات الاستهلاك من الموارد الطبيعية ومايترتب عليها من توترات سياسية , وازمة في المياه قد تصل الى حد الكارثه .
-وهناك أيضا مشكلات معقدة مثل : ارتفاع درجة حرارة الأرض ومايعقب ذلك من ارتفاع منسوب مياه البحر . ومن الكوارث أيضا اتساع ثقب طبقة الأوزون .

العالم الإسلامي والعربي وأخطار الكوارث الطبيعية :
- يعد الهلال الإسلامي من اندونيسيا وماليزيا مرورا ببنجلادش والجمهوريات الإسلامية في وسط آسيا ,وإيران وتركيا وبلاد الشام وانتهاءا بأفريقيا جنوب الصحراء والشريط الساحلي شرقي أفريقيا
,من أكثر مناطق العالم التي تشهد معدلات زائدة في النمو السكاني مما يؤدي إلى ضغط مستمر على الموارد الاقتصادية .
-يقع معظم ذلك الهلال في نطاق الكوارث الطبيعية الشائعة وأهمها الزلازل والأعاصير والفيضانات والجفاف ,والأخير يظهر واضحا في نطاقات الصحاري وأشباه الصحاري التي تشغل مساحة شاسعه من العالم العربي والإسلامي .
-توجد هجره مستمرة من الريف إلى المدن مما يؤدي إلى تفاقم آثار الكوارث عند حدوثها.
-لكل حضارة نمطها الخاص في الاستجابة للكارثة والتعامل معها ودرجة الوعي الاجتماعي وفقا للقيم
والنوعية التكنولوجية المستخدمة في كل حضارة . وهذه تحتاج لدراسة مكثفة وإدراج المشكلات البيئية في المناهج الدراسية وإعداد المجتمعات لتكون ذات وعي بالتعامل مع الكارثة
الجدل الفلسفي حول الإنسان – البيئة – الكوارث :
ينظر إلى الكوارث أحيانا كنوع من العقوبات الإلهية لاسيما وأن القصص الديني حافل بالأقوام
الذين لاقوا الكوارث كغضب إلهي , ومن الثقافات من تنظر للكارثة كأمر طبيعي تحاول إخضاعه للتقصي العلمي .
أما في مجال العلاقة والتفاعل بين الإنسان والبيئة فقط انبعثت كثير من الاتجاهات ولكن تتفق جميعها على حقيقة أن البيئة هي مصدر الموارد التي تسد حاجة الانسان
مدرسة الأيكولوجيا البشرية :
وهذا الاسم يطلق على الاتجاه الذي اهتم بالبيئة من منظور جديد مخالف للحتمية واعتنقت مفهوم التكييف البشري للبيئة . وتلك المدرسة نشأت بعد مقالة
kates 1945
الذي انهمك هو وزملاؤه في فيض من دراسة الحالة عن الكوارث حتى أصبح يطلق عليها اسم
Kates school
وترى هذه المدرسة أن نظاما من الأحداث الطبيعية يوجد جنبا إلى جنب مع نظام من الاستخدام الإنساني بحيث يتحول الاستخدام الإيجابي إلى موارد والاستخدام السلبي يتحول إلى كارثة
بالإضافة إلى الأحداث خارج السيطرة البشرية مثل الزلازل .
ثانيا : مدرسة الإقتصاد السياسي :
يضم هذا الاتجاه مفكرين شتى من جماعات السلام الأخضر والراديكاليون والذين انتقدوا مدرسة
الأيكولوجيا البشرية , وبرغم الجذور الماركيسية لبعض كتاب هذه المدرسة فإنها ترعرعت في مهد الرأسمالية ونلخص النقد في الآتي :
1-أن مدرسة الأيكولوجيا البشرية أهملت كل ما كتب في العلوم الاجتماعية خلال القرن.
2-أنه لا يمكن تفسير الكوارث وتحليلها في تراوح بين سلوك الفرد والجماعة ودون الاستناد على نظرية متكاملة أكثر شمولا .
3-عندما نناقش قضيه فإنها ذات بعد مكاني وفي نفس الوقت فإنها نقطة في الزمان غير ثابتة ولا يمكن تفسير الحاضر دون معرفة المسار التاريخي الطويل .
لم تكتف هذه المدرسة بالتنظير المجرد لا كنها استشهدت بعديد من الدراسات والنماذج ففي دراسة
لــ WATTS
عن المجاعة في شمال نيجيريا يتعرض لتاريخها السياسي الاقتصادي الطويل مبينا النسق الإسلامي في أيام الخلافات الإفريقية في توسيع مساحات الحبوب ووجود نظام من الأسر الممتدة المتكافلة
في المصائب ونجاح المجتمع في التعامل مع سنوات الجد ب, ثم مجئ الإستعمار البريطاني وإدخال
السلع النقدية مثل القطن , وتقلص مساحات الحبوب وتحطم نظام الأسر الممتدة إلى أسر نووية
محدودة وفشلها في مواجهة الكوارث والتي تمثل فشل التحديث والنظام الاجتماعي الاقتصادي
في حل الإشكالية .
أين يتركنا هذا الجدل ؟
في الوقت الذي وجهنا فيه الفكر الإيكولوجي البشري إلى ضرورة وجود التوازن بين الكثافة السكانية والموارد المتاحة والدراسة العلمية للكوارث بأنواعها , وتفاصيل التعامل العملي النموذجي لإدارة الكارثة وإنشاءاتها الهندسية فإن مدرسة الاقتصاد السياسي تشد انتباهنا إلى ضرورة إدخال البعد الاجتماعي الاقتصادي ,ومفهوم الهامشية المكانية والآليات التي تؤدي في المدى البعيد إلى تدمير البيئة وحدوث الكوارث وبأسلوب يشمل النظام العالمي ككل وهو جدل مازال دائرا ويدعونا إلى انتهاج فكر نابع من واقعنا الاجتماعي , إذ يستدعي نهضة تراث معتد به قائم على دراسات ميدانية للكوارث وقبلها وجود استراتيجية للبحوث .
إدراك الكارثة :
يختلف البشر في إدراك الكارثة وأبعادها والاختلاف قد يكون بين الجماعات أو داخل الجماعة الواحدة
وفي الحالة الأخيرة فإن التباين يكون بين الخبراء من العلماء وبينهم وبين العامة المستخدمين للموارد
. لا يتفق العلماء في الطبيعة الحقيقية للكارثة وقدرها وموقعها في المكان والزمان ,وذلك يرجع إلى تنوع الخبرات والتجارب والتدريب , ولكن الاختلاف في النهاية مرجعه عدم المعرفة الكاملة
على فهم الكوارث وإتاحة الفرصة لتفاديها والتنبؤ بموقع الكارثة في المكان والزمن .
وبرغم التطور العلمي الحديث فإن الأمل يبدو ضئيلا في القدرة التنبؤية بالظاهرة الجيوفيزيقية
. ولا توجد قاعدة بيانات و أجهزه تمكن من معرفة مسار صاعقة أو الاتجاهات الدقيقة لتورنيدو
,ولذا فإن أي تقدير للكارثة قبل وأثناء وقوعها يكون احتماليا بدرجة عالية ومبني على دراسة الوقائع المتماثلة ومتغيراتها الثلاث :
الموقع المكاني – الديمومة الزمنية – قدر الحدث
ويمكن أن نبين ثلاثة أنماط من الكوارث فيما يختص بالتنبؤ بالموقع :
1- نمط يمكن حصر موقعة المكاني بدقة مثل البراكين والفيضانات .
2-نمط يمكن حصر إطاره ألموقعي العريض مثل : الزلازل والأعاصير .
3-نمط لا يمكن التنبؤ بموقعه مثل : الصواعق والكوارث التكنولوجية .
إدارة الكارثة :
إن الحضارات البشرية على مر العصور كلها تعرضت للكوارث ومازالت تتعرض وسيستمر هذا الأمر أمدا إذا استمر فشل الإنسان في التنبؤ بالأحداث الجيوفيزيقية ,حيث تؤدي بعض الكوارث الكبرى إلى هز البنى الاجتماعية بأكملها والسؤال هنا يطرح نفسه :
ما هي الأشكال الاجتماعية والسلوكية إزاء إدارة الكوارث ؟
يوجد نموذجان حتى الآن في الأدبيات الرأسمالية : أولا/ نموذج النظم: Systems Model
وفي هذا النموذج فإن البشر ليسو عنصرا سلبيا بل إنهم يتكيفون ويتأقلمون باستمرار للأوضاع الجديدة في البيئة الطبيعية , حيث إن تفاعلهما يؤدي إلى استغلال الموارد ويؤدي سوء الإستخدام إلى الكارثة والتي قد تحدث أيضا دون التدخل البشري .
وهناك مردودات ناتجة من التفاعل مقابل خسائر في الأرواح والممتلكات , وتتوقف مترتبات الكارثة
وحجم الخسائر على مدى حسن إدارة الكارثة والتعامل معها .
ثانيا : نموذج المراحل الاقتصادية الاجتماعية :
Economic- Social Stages Model
حيث اقترح White – Kates – Burton
نموذجا آخر لدراسة التنوع في الاستجابة البشرية للكوارث قائما على تصنيف المجتمعات البشرية
وفقا للمراحل الاقتصادية الاجتماعية
يقوم التصنيف على مؤشرات ( جدول 1 ) صفحة 26 من الكتاب وينقسم العالم إلى :
1-المجتمعات البدائية أو ما قبل الصناعة .
2-المجتمعات الانتقالية .
3-المجتمعات الصناعية .
4-مجتمعات ما بعد الصناعة .
فالمجتمع البدائي قبلي ريفي بدوي ذو دخل قليل .
الانتقالي : يتسم بهجرة كبرى للمدن
والصناعي : حيث ترتفع الدخول والتجارة الخارجية وتسود الحضرية أما مجتمعات مابعد الصناعة فهي قمة التطور والمرونة في شبكات النقل والاتصال وتطوير الموارد البشرية مما يحقق أعلى الدخول .
أساليب إدارة الكارثة :
برغم التباين الحضاري فإن التعامل مع الكارثة يمر في أي مجتمع بنفس الترتيب :
1-تحليل الكارثة.
2-البدائل السلوكية .
3-تحليل مترتبات كل بديل .
4-اختبار بديل أو أكثر .
وتنقسم أنواع إدارة الكارثة إلى ثلاثة مجموعات كبرى :
1-التقليل من الخسائر :وهذا يمثل الحد الادنى من التعامل ويرمى إلى توزيع الخسائر بأكبر درجة ممكنة خارج نطاق أو محلة الكارثة عبر إجراءات تتلخص في :
أ-التأمين . ب/ المساعدات الاجتماعية
ج/المساعدات الحكومية . د/المساعدات الدولية والإقليمية .
2- تقليل المخاطر : وذلك عن طريق ترقية أجهزة الانذار المبكر , تقوية المنشآت , إقامة مباني مقاومة .
3- ترقية الجاهزية الاجتماعية : والتي تهدف إلى :
تطوير أساليب الإخلاء ونظم الطوارئ وترقية القدرة التنبؤية وتخطيط استخدامات الأرض بأساليب فعالة , وتحديد الأقاليم أو الأماكن المعرضة للكوارث بالإضافة إلى تنمية الوعي الاجتماعي بالكارثة عبر البرامج التربوية .
ولا ترجو السماحة من بخيل
فما فى النار للظمآن ماء



المحاضرة الثانية
المفاهيم الأساسية الخاصة بالكوارث الطبيعية
أهمية دراسة الكوارث الطبيعية :
تمثل الأخطار وما ينتج عنها من كوارث أحداثا مفجعه تصيب مناطق مختلفة من العالم , وهناك الكثير من المناطق التي تعودت على تكرار الكوارث الطبيعية مثل : الزلازل والإنهيارات الجليدية
وغيرها .
-تسبب الكوارث الطبيعية خسائر في الأرواح والممتلكات في مناطق حدوثها ويقدر بأنها تكلف العالم كل عام نحو خمسه ألف مليون دولار ,يصرف منها نحو الثلث على عمليات التوقعات والحماية ومحاولات منع وقوع الكوارث أو تخفيف الآثار الناجمه عنها .
أما الجزء الأكبر من الرقم السابق الذكر فيتمثل فيما يتسبب من أضرار مادية فادحه .
ويقدر عدد القتلى بسبب الكوارث بأنواعها المختلفة نحو 140 ألف نسمة سنويا منهم 95% من العالم الثالث في قارات آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية الذي يعيش فيه نحو 4200 مليون نسمة.
منهج دراسة الأخطار والكوارث :
تتبع جغرافية الأخطار والكوارث الطبيعية منهجا يسير في عدة خطوات وتتمثل في الآتي :
1-التعريف بكل من الخطر والكارثة ونوعها في أي منطقة في العالم .
2-العوامل التي تؤدي إلى نشأة الكارثة أو حدوثها أو تكوينها .
3- الخصائص المميزة للأخطار والكارثة .
4-التوزيع الجغرافي لمناطق الأخطار وحدوث الكوارث .
5-الآثار الجغرافية للكارثه .
6-طرق صيانة البيئة الجغرافية من الكوارث الطبيعية وطرق الوقاية وذلك إما عن طريق منع الأخطار أو لتقليل الخسائر البشرية ومحاولة تفادي الخسائر .
تعريف الكارثة :
هي تلك الأحداث الضارة أو المفجعة بالنسبة للإنسان وممتلكاته ومصالحة , فقد تحل علية بشكل مباشر في مناطق وجوده أو قد تحل بمناطق خالية من السكان ولكن بها مصالح خاصة .
وتوضيحا لما سبق أنه لو افترضنا أن القارة القطبية الجنوبية قد تعرضت لانهيارات جليدية حادة
أو أي حدث استثنائي , فبالرغم خلوها من السكان وبعدها عن القارات المسكونه فماذا يحدث .
مثال آخر : لو فرض وحدث زلزال عنيف في قاع المحيط وهو بعيد عن أي العمران البشري فماذا يحدث وللإجابة عن هذا السؤال سوف تتولد امواج مدية عملاقة من نوع ماذا ؟
,والتي قد تصل إلى الشواطئ أو السواحل بآثارها التدميريه لمراكز العمران وتخلف وراءها خسائر في الأرواح والممتلكات .
Burton أما
وزملاؤه 1978م يرى الكارثة كحالة فريدة في منطقة ما يتسبب عنها أضرار مادية تبلغ تكلفتها نحو مليون دولار أو ينتج عنها مقتل وجرح أكثر من مائة نسمة .
الواقع أن تعريف بيرتون بالكارثة الطبيعية يفتح الباب للجدل وتباين الآراء , وذلك لكون الخسائر سواءا مادية أو بشرية يختلف تأثيرها من مجتمع إلى آخر تبعا لعدد السكان وتبعا لاختلاف درجة التطور الاقتصادي والتكنولوجي من مجتمع إلى آخر .
فقد تكون كارثة ما في مجتمع متطور ذات تكلفه باهضة ومن نفس النوع غير مكلفة في مجتمع فقير أو بدائي يفتقر إلى المنشآت البالغة التكاليف , فكلما يحدث عنها في الأخير ( في المجتمع البدائي) تهديم مباني أو اتلاف أراضي زراعية أو مراعي غير مكلفة في معظم الأحوال .
وقد تؤدي الكارثة إلى حدوث خسائر في الأرواح في مجتمع مكتظ بالسكان تماثل في عددها نفس الخسائر بمجتمع قليل السكان . فأي من المجتمع الأول أو الثاني يكون ذا تأثير اقتصادي واجتماعي ؟
فإذا كان عدد القتلى في كارثة فيضانيه لسهول الصين لا يمكن أن يقارن بنفس العدد من الضحايا في فيضان مماثل في دولة فقيرة وقليلة السكان مثل الصومال .
وهكذا يجب على من يعالج الكارثة ويقيم نتائجها أن لا تقتصر معالجته على كونها كارثة فيزيقية
أو بيولوجية ذات قوه معينه, ولكن يجب أن يأخذ في الحسبان مدى تأثر المجتمع بها .
وطبقا لمكتب الأمم المتحدة لتخفيف الكوارث 1982م فإن الخطر يمكن تحديده والتعبير عنه بمقاييس يتراوح بين الصفر أي لا خسارة مطلقا وواحد صحيح خسارة كلية .وعندما يصبح الخطر وشيكا يتحول إلى تهديد بحدوث الكارثة .
ومن ثم يكون تسلسل حالات الكارثة على النحو التالي :
خطر –> مخاطر – >تهديد -> كارثة -> صدمة -> آثار مابعد الكارثة .
مواجهة الإنسان للخطر وتكيفه معه :

بالنسبة للتكيف مع الخطر يتضمن إجراءات على النحو التالي :
1-التحذير من الأخطار المحتملة .
2-السبل التي يمكن من خلالها تجنب هذه الأخطار .
3-القدرة الاقتصادية .
التعامل مع الكارثة الطبيعية :

يقصد بكلمة ضبط أو تعديل للكارثة مجهودات تبذل من جانب الإنسان بهدف تخفيف التأثير السلبي للأحداث الطبيعية, وهذا في الواقع نوع من المواجهة البشرية عادة ما تكون أقل في تكلفتها من محاولات التحكم في القوى الفيزيقية المسببة للكارثة وتوضيحا لما سبق نجد أنه على سبيل المثال في مناطق السهول الفيضية للأنهار يكون تنظيم استخدام الأرض بها سواء في أراضي المدن أو المناطق الريفية أقل في تكلفتة من تشييد جسور صناعية على جوانب القناة النهرية بهدف منع حدوث الفيضانات أو الحد من خطورتها .
إن مواجهة الإنسان للكوارث الطبيعية ومحاولة تخفيف آثارها السلبية في مجتمع ما ,ترتبط بمجموعة من المتغيرات يتمثل أهمها في النسبة بين الخسائر المتوقعة
وبين الاحتياطات الموجودة بالمجتمع بالمساعدات المتاحة وكذلك بدرجة
الاختيار بين سياسات التخفيف وترتبط كذلك بنمط الحكومه المسئوله ومدى اهتمامها بالكارثة
3-عدم اكتراث السكان في عملية تطبيق التعليمات الحكومية التي
تجنبهم الكوارث مما يؤدي إلى حدوث الكارثة .
4-وجود فجوة بين الأبحاث والعلوم التطبيقية من جهة والسياسات الحكومية من جهة أخرى ,وغالبا لا يستند القرار السياسي أو الإداري في الدولة إلى آراء ومشورة الجهات العلمية ذات الاهتمام بمشكلة الكوارث .
أسباب حدوث الكوارث :

تنتج الكوارث في مناطق العالم المختلفة لعدة أسباب منها :
1-وجود قوة باطنية تؤدي إلى حدوث انفجار نتيجة التفاعلات في باطن الأرض .يصعب على الإنسان مقاومة هذه القوة وتفوق قدراته مما تؤدي إلى وقوع الكوارث .
أذكر/ أذكري بعض الأمثلة على ذلك ؟
2- جهل كثير من السكان خاصة في الدول النامية بالظروف البيئية وعجزهم عن كيفية مواجهة الكوارث مما يساعد على حدوثها وكذلك أيضا يجهلون كيف يتعاملون مع البيئة الطبيعية بعدم وعي ودراية .
مثال ذلك : إقامة العمران قريبة من المناطق النشطة بالبراكين , أو بالقرب من ضفاف الأنهار .
تصنيف الأخطار الطبيعية :

يمكن تصنيف الأخطار الطبيعية حسب محاولة بيرتون للأخطار الطبيعية الشائعة والأكثر تأثيرا
ويعتمد هذا التصنيف على العوامل المسببة ويتضح من هذا التصنيف أن الأخطار تنقسم إلى:
أخطار مناخية وميتورولوجية وأخطار جيولوجية وجيومورفولوجية ثم الأخطار البيولوجية
وتنقسم إلى : نباتية وحيوانية
تصنيف الأخطار الطبيعية لبيرتون

- مما سبق يتضح لنا , بالرغم من التقدم العلمي الكبير الذي يشهده العالم في الدول المتطورة الا أن الأخطار الجيوفيزيقية لم يصل الإنسان من خلالها منعها أو تقليل قوتها لحظة حدوثها , وتوقفت قدراته عند تحجيم آثارها فقط , لكنه تكيف معها أحيانا وقلل من فعاليتها في أحوال كثيرة .
أما بالنسبة للأخطار البيولوجية فقد استطاع الإنسان أن يمنع الكثير منها , ولا يعيقه سوى الإمكانات المالية فقط وهذا ما قاله كل من :
Burton , and Kates 1964
بعكس الحال مع الأخطار الطبيعية الجيوفيزيقية التي لا يمكنه منعها وستستمر في الحدوث و سيستمر الإنسان في بذل الجهود للحد من آثارها التخريبية, فالإنسان لم يمنع الهيريكين في دولة متقدمة مثل الولايات المتحدة كما أن اليابان لم تستطع منع أمواج التسونامي ولكنها تكيفت معها وأقامت الدفاعات الساحلية في مواجهتها
الزمن والمكان في الكارثة :
Time and space in Disaster
يمثل الزمن واحدا من الظاهرات الرئيسية الهامة في دراسة الكارثة , وبالتالي يعد الأساس لمعظم النماذج التي تبين كيفية حدوث الخطر أو الكارثة وكيفية المواجهة .
كما يعد المكان العنصر الأساسي الآخر للكوارث الطبيعية , فالأخطار والتعرض لآثار الكوارث كلها ذات توزيع جغرافي مكاني .
Wolman and Miller يرى كل من
أن قوة الحدث أي حجمه وتردده ( تكراره ) هي التي تحدد المدى التخريبي أو التدميري لها . وعادة كلما كانت الأحداث ضخمه كانت أقل تكرارا , ففيضان مئوي يماثل في تأثيره أضعاف تأثير فيضان عقدي أو فيضان سنوي وهكذا .
القياس الزمني للكوارث :
تمر الكوارث بمراحل زمنيه تمثل المرحلة الأولى مرحلة الصدمة وفيها يتماسك الأحياء قليلا حتى تنتهي مرحلة الخطورة .
إن الأزمة التي طرأت عن الكارثة يمكن أن تقسم إلى مراحل تبدأ بالعزل ممثلة في الإنقاذ ثم العلاج.
قد يستمر الإنقاذ من ساعات قليلة إلى عدة أيام ويعتمد ذلك على إمكانية الوصول للمنطقة المنكوبة
وعلى المستوى التنظيمي لخدمات الإغاثة . وهذه المرحلة كانت في الماضي تستغرق شهورا أو سنوات خاصة في المجتمعات الفقيرة وبسبب قلة الإمدادات اللازمة .
بالنسبة للعلاج يتضمن إمدادات الغذاء والمأوى والعناية الطبية والمساعدات الأخرى بهدف جعل المنطقة آمنه ويمكن سكناها . أما في حالة الكوارث الدولية الضخمة يمكن للخبراء المختصين والمساعدات الأجنبية الوصول إليها خلال ساعات وهذا يساعد كثيرا في التخفيف من آثار الكارثة
مع وجود أعداد كبيرة من المتطوعين .
-كثيرا ما ترتبط الكارثة الطبيعية بنتائج اجتماعية واقتصادية وطبية , فمثلا عندما يتسع مجال التدمير
فإن الكوارث تخلق طلبا ملحا للمأوى مما يؤدي إلى سرعة في بناء وحدات سكنية غير ملائمة
وإلى أن يتم البناء يجبر من نجا من الكارثة للابتعاد عن الخطر وقد يعود جزء منهم إلى المنطقة بعد الانتهاء من تعميرها .
-ونظرا لوجود بعض الكوارث التي تسبب في تدمير المحاصيل فإن الجفاف والفيضانات والهريكين
قد تؤدي إلى نقص حاد في الطعام بمنطقة الكارثة , وكذلك تؤدي إلى الإضرار بموارد المياه مما يؤدي إلى عواقب وخيمة متمثلة في انتشار الأمراض مثل / الملاريا والإسهال , وكذلك التعرض للمجاعات مثلما حدث في فيضان نهر جوبا في الصومال عام 1997 م والذي قتل أكثر من 1500 نسمه وتشريد مليون نسمه بعد تدمير الزراعة .
الجوانب المكانية للكارثة :
لم ينل البعد المكاني للكوارث الطبيعية قدرا كافيا من المعالجة النظرية وإن ظهرت محاولات لإبراز
Wallace العلاقات المكانية في منطقة الكارثة مثل النموذج المبسط الذي وضعه
عاد 1956 م . ويوضح هذا النموذج العلاقات المكانية للكارثة من خلال أربعة مناطق مركزية تظهر في المركز منطقة الكارثة المركزية أو ما يعرف عنه بمنطقة الصدمة الكلية وهذه توجد فيها المباني والمنشآت المدمرة , تحيط بها منطقة الكارثة الهامشية ويظهر فيها الخطر بشكل أقل حدة من المنطقة المركزية , ويتركز فيها العاملون المهتمون بتخفيف حدة الكارثة .
وفي ما وراء تلك المنطقة توجد منطقة أخرى تعرف بمنطقة التصفية أو الترشيح وهي خالية من أية أضرار , وهذه يأتي إليها اللاجئون بأعداد كبيرة حيث تعتبر أماكن الإيواء والمساعدات , أما المنطقتان الخارجتان فيمثلان منطقة المساعدات الوطنية والدولية حيث تجمع فيهما المعونات ويتحرك منهما المواد والأفراد باتجاه منطقة الكارثة .




المحاضرة الثالثة : الأخطار والكوارث الجيولوجية :
أولا : الأخطار والكوارث المرتبطة بالزلازل :
-الزلازل ظاهرة طبيعية :
نتجت عن وجود طاقة داخل الأرض تكمن أساسا أسفل القشرة الخارجية.
(sial) وما دامت القشرة السيالية الخارجية
تتحرك فإذا ما حدث تغيير في معدلات السرعة أو ما حدث تغير في اتجاهات الحركة , يحدث بالتالي اصطدام الكتل أو الألواح التكتونية ببعضها لبعض
مولدة اهتزازات تتناسب في قوتها وشدتها مع قوة الارتطام أو التماس بينها
, تلك الاهتزازات هي التي نعرفها بالزلازل .
:Earthquakes أسباب حدوث الزلازل
أوضحت الدراسات الحديثة أن هناك نوعين من الزلازل ينتج أحدهما من حدوث حركات تكتونية مفاجأة ويطلق عليه لهذا السبب تعبير
Tectonic Earthquakes الزلازل التكتونية
وأهم الحركات التي تسبب هذا النوع هي حركات التصدع وما يصاحبها
من انزلاق في التراكيب الصخرية تحت سطح الأرض .
النوع الثاني من الزلازل :
فيرتبط حدوثه بالثورانات البركانية وما يصاحبها من حركات عنيفة تؤدي إلى اندفاع المواد المنصهرة أو الغازية بقوة بين طبقات الصخور . ويطلق عليه تعبير الزلازل البركانية
Volcanic Earthquakes
وهي أقل حدوثا بصفة عامة من الزلازل التكتونية .
Focus of Earthquakes البؤرة الزلزالية
هي النقطة التي يبدأ منها الزلزال تكون عادة موجودة على عمق عدة كيلو مترات تحت سطح الأرض وهذه النقطة هي التي تعرف باسم البؤرة الزلزالية . ومن هذه البؤرة تنتشر الموجات الزلزالية في جميع الاتجاهات.
وأول نقطة تصل إليها على السطح هي النقطة التي تقع فوق البؤرة ويطلق عليها اسم : المركز السطحي أو مركز الزلزال
Epicentre
قياس الزلازل :
يمكن تحديد حجم الزلزال وقوته التدميريه وذلك من خلال كل من
الشدة والقدر الزلزالي .
:Earthquakes intensity 1- الشدة الزلزالية
يقصد بشدة الزلزال تسجيل للظواهر التي تصف درجة إحساس الناس بالاهتزازات والتدمير التي تحدثه.
- كانت هنات عدة محاولات لقياس شدة الزلزال اعتمادا على حجم تأثيرها
Mercalli ونوعها , ومن تلك المحاولات ما قام به ميركالي
عام 1917 م
من وضع مقياس وصف يتكون من ثمان درجات ثم قام بتعديله
عام 1931م إلى 12 درجة كما قام ميركالي برسم خطوط تساوي لتحديد درجات الشدة الزلزالية بالبعد عن المركز الزلزالي
( خطوط الشدة الزلزالية المتساوية ) .
:Earthquakes magnitude 2- المقدار الزلزالي
هو قياس مطلق لاتساع الموجات الزلزالية التي تعتمد على كمية الطاقة المنطلقة من الزلازل .
ويقاس مقدار الزلزال ويحدد مركزه بواسطة جهاز السسموجراف وهو جهاز حساس جدا لأي اهتزاز في قشرة الأرض القريبة منه .
وقد بدأ استخدام مقياس القدر الزلزالي على المستوى العالمي عام 1931م Wadatiبواسطة العالم الياباني
Richter وفي عام 1936م قام العالم الأمريكي ريختر
بتطوير المقياس اعتمادا على سعة موجة الزلازل التي تقاس بالسيزموميتر
. ونظرا للاختلاف الكبير في اتساع الموجات الزلزالية فقد استخدم ريختر المقياس اللوغارتمي للموجة .
التوزيع الجغرافي للزلازل في العالم :
ترتبط الزلازل في توزيعها بمناطق الضعف وعدم الاستقرار من القشرة الأرضية ,تلك التي تعتمد على طول الحدود الفاصلة الألواح التكتونية ومناطق الصدوع . وعلى ضوء ذلك يوجد حزامان يستحوذان على 90% من عدد الزلازل في العالم :
Fire ring 1 – حزام حلقة النار
ويمثل هذا الحزام حول سواحل المحيط الهادي بنسبة 70% من جملة عدد الزلازل
2 – الحزام الألبي : ويمتد امتداد عرضي من أسبانيا في الغرب حتى جنوب شرق آسيا شرقا مارا بجبال الألب الأوربية وجبال طوروس في تركيا وجبال زاجروس ومرتفعات إيران وجبال الهيملايا ويضم بداخله 21% من عدد الزلازل في العالم . أما النسبة الباقية 9% فيضم مناطق مختلفة من العالم شرق أفريقيا ( منطقة الصدع الأخدودي الأفريقي ) ودولفن
و تشالنجر وسط المحيط الأطلسي والأطراف الشمالية الغربية من أفريقيا .
توقع الزلزال :
بالرغم من الجهود المضنية من قبل علماء الزلازل إلا أنها لم تأت بنتائج مؤكدة على توقع الزلزال . فعلى سبيل المثال توقع علماء الزلازل بالصين في فبراير عام 1975م لزلزال قبل حدوثه بحوالي 24 ساعه إلا أنه حدث زلزال مدمر في نفس المنطقة عام 1976م إلا أنه لم يتم توقعه وذهب ضحيته 65 ألف نسمه .
أهم الآثار الدالة على حدوث الزلزال في منطقة ما:
-حدوث تموجات في سطح الأرض قرب المركز الزلزالي.
-ارتفاع منسوب مياه البحر , وقد يحدث العكس بأن ينخفض منسوب البحر بشكل ملفت .
-تغيرات في مناسيب المياه بالآبار .
-انطلاق بعض الغازات من الآبار على امتداد خط الصدع .
-تغير في المجال المغناطيسي الأرضي .
-ظهور تغيرات واضحة في سلوك بعض الحيوانات , وخروجها من جحورها ,ونباح الكلاب وغير ذلك من سلوك غير طبيعي .
الآثار التدميريه للزلازل :
Ground Shaking 1- اهتزاز الأرض
إن الأخطار الناجمة عن اهتزاز الأرض يظهر أثره ألتدميري عندما تنتقل الموجات الزلزالية بشكل مباشر في المنشئات البشرية
Man Made Structures
وعلى هذا يسبب في انهيار الأعمدة , خلع الأرضيات , انهيارات المباني المقامة على رواسب طينية أو فيضية .
Liquefication 2- التسييل ( السيولة )
تعرف هذه السيولة بأنها تحول في خصائص التربة والمواد الصخرية المفككة إلى حالة التشبع بالمياه بعد حدوث الهزة الزلزالية , لذلك فإن حبيبات التربة تفقد تماسكها بسبب الهزة مما يسمح للمياه الأرضية أن بللها وبالتالي تتسبب هذه التربة المبللة في حدوث انزلاقات أرضية .
وتشققات الأرض :Land Slides 3- الانزلاقات الأرضية
أحيانا تتعرض السفوح الجبلية للانزلاق الأرضي بأنواعه المختلفة وذلك عندما تتعرض مناطقها للهزات الزلزالية , فإذا ما كان السفح يتكون من رمال و مكونات غرينية مشبعة بالمياه ,
فإن أي اهتزاز يتعرض له يؤدي إلى تسييلها مع حدوث تدفق طيني أو انزلاق صخري , واذا ما كانت مواد السفح جافه فإن تعرضها للاهتزازات الزلزالية يؤدي إلى حدوث سقوط صخري .
-من أمثلة التشققات الأرضية التي تحدثها الزلازل تلك التشققات التي صاحبت زلزال كاليفورنيا 1940م في وادي أمبريال حيث وصل الانزياح الأفقي للأرض 4 أمتار ونصف .
-ومن أمثلة الهبوط الأرضي ما تعرضت له منطقة البليده بوادي النيل حيث بلغ الهبوط الأرضي نحو متر ونصف في أعقاب زلزال أكتوبر 1992م
, وأدى ذلك الهبوط إلى ترييح الخط الحديدي عند البلدة المذكورة .
4- الأمواج البحرية المدمرة ( التسونامي ) :
تنتج تلك الأمواج عن حدوث اضطرابات بقاع المحيط تنعكس في ظهور أمواج ضخمه تبلغ أطوالها عدة مئات من الكيلو مترات مع سرعة انتشار تبلغ أكثر من 800 كيلو متر في الساعة عبر مياه المحيط العميقة .وعند دخولها المياه الشاطئية الضحلة تبدو في موجات مدية ضخمة ترتفع كثيرا إلى نحو 30 مترا أو أكثر , ومع مرور الوقت تصل إلى الساحل لإغراق وتدمير منشآته وتعتبر سواحل المحيط الهادي أكثر سواحل العالم تعرضا لهذه الأمواج المدمرة .
:أمثلة على بعض الزلازل المدمرة التي شهدها العالم
1- زلزال شيسلي في الصين حدث عام 1290م وبلغ عدد ضحاياه 100 ألف نسمة .
2- زلزال ماسينا في إيطاليا عام 1908م وعدد ضحاياه 160 ألف نسمة .
3- زلزال الأصنام في الجزائر عام 1954م وعدد ضحاياه 1600 نسمة .
4- زلزال جواتيمالا في أمريكا الوسطى وقوته 7,6 على مقياس ريختر عام 1976م وضحاياه أكثر من 22 ألف نسمة .
5- زلزال اليابان في منطقة هتشانوهي 1995م وقوته 7,5 بمقياس ريختر وضحاياه 15 ألف مع تشريد الآلاف من السكان .
6- زلزال أكتوبر عام 1992م وقوته 5,9 بمقياس ريختر وقد نتج عن تلك الزلزال آثار جغرافية نوجزها فيما يلي :
حدوث تشققات أرضية , هبوط السكك الحديدية على خط الجيزه – أسوان – عند منطقة البليدة بوادي النيل .
-اندفاع المياه من باطن الأرض أثناء وفي أعقاب حدوث الزلزال وكانت المياه محملة بالطين .
-هذا وقد شهد العالم في الفترة الأخير من عام 1997م عدد من الزلازل في كل من اليابان وإيطاليا وتشيلي , تركت آثارها التدميريه في المنازل والمنشآت العمرانية مع ضحايا من السكان في المناطق التي تعرضت لها
تلك الدول .



المحاضرة الرابعة
/ تابع الأخطار والكوارث الجيولوجية :
ثانيا / الأخطار والكوارث المرتبطة بالبراكين :
ترتبط البراكين في وجودها مثلما الحال مع الزلزال بمناطق معينه من القشرة الأرضية تتفق مع هوامش الألواح التكتونيه .
تتسبب الانفجارات البركانية في حدوث العديد من الأخطار والكوارث سواء في الغلاف الغازي أو المائي أو فوق اليابس أو في الغلاف الحيوي . وبهذا تؤدي إلى وجود العديد من المشكلات البيئية والتخريب خاصة في المناطق الآهلة بالسكان .
وبالرغم من الأخطار الشديدة التي تحدثه البراكين على المناطق البعيدة أو القريبة , سواء كانت سهول أو سطوح ,
فإن تلك المناطق تكون مناطق جذب للسكان , لما توفره من تربة خصبة
( التربة البركانية ) مثلما هو الحال في بعض جزر اندونيسيا وجزيرة ايطاليا وجزر الفلبين حيث تجود بها الزراعة وما تنتجه من غلات زراعية .
-كذلك تمثل مناطق البراكين ومواضع فوهات البراكين مناطق سياحية ,
لما تتميز بها تلك المناطق بوجود مناظر طبيعية .
-من مناطق البراكين الجاذبة للسكان العديد من الجزر مثل : جزر هاواي .
-بركان فوجي ياما بجزيرة هنشو اليابانية .
أنواع البراكين:
-تتكون البراكين بشكل عام من نوعين مختلفين :
النوع الأول : يتمثل في البراكين التي تسدها طفوح اللآفا
Lava Dominated Type
حيث تتدفق على سطح الأرض من خلال الشقوق الموجودة بهوامش الألواح التكتونية , تشبه في تدفقها بتدفق المياه المنشقة من باطن الأرض إلى السطح .
النوع الثاني / البراكين الثائرة :
وتقسم البراكين في هذا النوع حسب الثوران البركاني نفسه إلى عدة أنواع :
1- بركان سانت هيلانه بأمريكا .
2- نوع سترومبولي وفوهة هذا البركان أكثر اتساعا وكذلك العنق , ويمثله بركان سترومبولي بإيطاليا .
Caldera 3- نوع كالديرا
ويتطور عن الأنواع السابقة إذا ما تعرض أي نوع منها إلى ثورانات أخرى غير الثورانات التي كونتها ,
فتنهار جوانب العنق و يدمر جزء من المخروط , فتسع الفوهه وتعرف باسم كالديرا .
Pelee 4- نوع بيلي نسبة إلى جبل
بجزر البحر الكاريبي , حيث تندفع منه اللآفا مختلطة برماد بركاني وغازات مشتعلة , تندفع على شكل سحابة متوهجه .
-ولكل من النوعين السابقين ما يميزه من خصائص كيميائية , فالنوع الأول
( براكين الشقوق )تتميز بتدفق لآفا بازلتية , أما النوع الثاني
( البراكين الثائرة ) تتميز برمادها البركاني فاتح اللون وسيليكات بنسبة 60% أكثر من النوع الأول
وتتميز الصهارة في النوع الثاني بلزوجتها الزائدة , وبالتالي اندفاعها من فوهات البراكين حيث تبني مخاريط فوق اليابس .
أما البراكين التي ترتبط بالحدود التكتونية ( النوع الأول )
لا تشتمل على مخاريط , لكون اللافا المنبثقه من خلال الشقوق وتنساب على السطح مكونه غطاءات لافيه .
التوزيع الجغرافي للبراكين :
ترتبط البراكين ارتباطا وثيقا بالصفائح التكتونية , ولذا فإن أعظم المناطق نشاطا بالبراكين هي :
الحلقة النارية أو سواحل المحيط الهادي والذي يضم نسبة 60%
من البراكين النشطة في العالم .
-يوجد في العالم حوالي 520 بركانا نشطا , كما يوجد الآلاف العديده من البراكين الخامدة .
الحزام الثاني : حزام عرضي يمتد من جبال الألب في جنوب أوربا إلى جبال الهملايا جنوب وجنوب شرق آسيا . حيث يشمل وسط البحر المتوسط مرورا بآسيا الصغرى وجنوب بحر قزوين .
-كما يمتد حزام طولي من الشمال إلى الجنوب في وسط المحيط الأطلنطي .
مؤشرات تسبق الانفجار البركاني :
-ارتفاع درجة الحرارة بمياه الغدران المحلية .
-حدوث هزات أرضية خفيفة عند أقدام البركان باتجاه القمة .
-انصهار الثلوج والجليد فوق السطوح العليا للبركان الذي على وشك الثوران.
-سلوك غير مألوف لبعض الطيور والحيوانات في منطقة النشاط البركاني .
أهم الأخطار والكوارث الناتجة عن الثورانات البركانية :
-نظرا لندرة حدوث الثورانات البركانية وعدم تكرارها في فترات زمنية قصيرة , إلا أن الناس سرعان ما يتناسون الأخطار السابقة للثورنات البركانية .
-كثيرا ما تنتشر القرى والعمران بجوار البركان , واشتهرت بها الزراعة
مثل ما هو الحال بالنسبة لبركان إتنا بصقلية حيث انتشرت فيها بساتين الحمضيات بسبب التربة البركانية الخصبة .
- كذلك تعد البراكين من مناطق الجذب السياحي حيث يفضل السياح الوقوف على حافات فوهات البراكين أو التزلج على الجليد الذي يغطي جوانب البركان .
-بالرغم من تلك الايجابيات الأنفة الذكر إلا أن السلبيات التي تنتج عن الثورانات البركانية من أخطار وكوارث تتلخص في الآتي :
-خروج الرماد البركاني الضار
وهي أجسام صلبة صغيرة تخرج أثناء الانفجار البركاني , تعلق في الغلاف الهوائي ثم تهبط مره أخرى على سطح الأرض , مسببة أضرار على المزارع والمحاصيل , ويعوق حركة النقل على الطرق التي يغطيها الرماد بكثافة .
-من مظاهر الثورانات البركانية شديدة الخطورة المقذوفات البركانية :
التي تسبب أضرارا حيث تغطي السماء القريبة من البركان بسحابة داكنة
من الأتربة والغبار والتي تؤدي أضرارا بالناس ,
وكذلك المقذوفات الصخرية : فعندما يثور البركان يدفع إلى الخارج تلك المواد التي تصلبت في عنقه , وقد تنهار بشكل فجائي على جوانب البركان
في شكل انهيارات صخرية حاره أو بارده بالغة الخطورة .
التدفقات الطينية :
لا ترتبط بعملية الانفجار المباشر , ولكنها تحدث بعد انتهاء الانفجار حيث تسقط أمطار في بعض البيئات حسب ظروفها المناخية . بالإضافة إلى تدفق كميات ضخمه من المياه من فوهات البراكين , ويحدث ذلك نوعا من التدفق الطيني الذي يعرف باسم لاهار وهي كلمة اندونيسية تعني تدفق طيني .
كذلك يحدث أن ينصهر الجليد على جوانب البركان الثائر ويحدث انهيار جليدي مدمر .
تغيير مستوى البحر :
حيث تعمل البراكين على ارتفاع مستوى سطح البحر , وذلك نتيجة الطفوح البركانية التي تضيفها إلى مياه البحر , والتي تعمل على إزاحة المياه بصورة تجعل مستواها أعلى من السابق .
أمثلة لثورانات بركانية :
1- بركان سانت هيلانه 1980م بولاية واشنطن بالولايات المتحدة , حيث ثار هذا البركان وأدى إلى تدمير 520 كيلومترا من غابات الصنوبر .
2- ثورة بركان نيفاد دل روز في كولمبيا حيث بلغ عدد ضحاياه 22 ألف نسمه
وتدمير معظم مباني المدينة وتشريد عدد كبير من الناس .
3- بركان إتنا في جزيرة صقلية ثار في عام 1983م , حيث خرجت من فوهته آلاف من الأطنان من المقذوفات البركانية متمثلة في اللآفا
والمقذوفات الصخرية .
4- بركان ****اتوا في اندونيسيا وقد ثار في عام 1883م ثورة عارمة أحدثت أصواتا مدوية سمعت على بعد 150 كيلومتر من موقع البركان وخرجت منه غازات سامه وسحب من الرماد البركاني , على ارتفاع 11 كيلومتر
وقد صاحب الثوران البركاني ارتفاع منسوب المياه الساحلية وأدى إلى غرق 36 ألف نسمه , واختفاء أجزاء كثيرة من الجزيرة تحت مياه البحر .
مواجهة الإنسان لأخطار الزلازل والبراكين :
أ- طرق مواجهة الخطر من الزلازل :
هناك بعض العوامل التي نحتاجها لفهمها عند محاولاتنا منع الأخطار الزلزالية .
-تحديد التاريخ الزلزالي لمواقع الصدوع , وذلك من خلال بيانات تفصيلية جيوفيزيقية خاصة بمواقع الخطر , وحجم وقوة الزلزال التي تعرضت له المنطقة .
-معرفة الخصائص الطبوغرافية ومناطق عدم الاستقرار , مثل السفوح المنحدرة المعرضة للانهيارات و الانزلاقات الأرضية , والذي يقع الكثير فيها بالقرب من مواضع الصدوع .
-معرفة خصائص المواد السطحية , وتوزيع صخور الأساس ومعرفة حجم الحبيبات الصخرية ومناطق الرواسب المشبعة بالمياه .
-التصميمات الإنشائية خاصة ما تتعلق بتصميم المباني الحديثة والتي يراعي فيها درجة استجابة المبنى للهزات الأرضية (الكود الزلزالي)
ب / مواجهة الإنسان لأخطار البراكين :
- إن الأخطار البركانية وما ينجم عنها من كوارث مدمرة كان لابد للإنسان من المواجهة وتطوير وسائلها من أجل الحماية أو الحد من أخطارها وذلك من خلال :
-وسائل التوقع أو التنبؤ بحدوثها .
-تطوير وسائل تحجيم آثارها السلبية .
-نشر الوعي بين السكان.
إلى جانب الوسائل السابقة , فقد تطورت طرق خاصة بعمليات توقع حدوث الطفوح البركانية خاصة في اليابان ومن هذه الطرق :
-الطرق السسمولوجية وبهذه الطريقة أمكن للعلماء توقع حدوث طفح بركاني بجزر هاواي عام 1959م وذلك من خلال تسجيل الاهتزازات الأرضية على عمق 5 كيلومتر قبل وقوعه بستة أشهر .
-قياس الميل :
عندما يتعرض جسم البركان للإنبعاج نتيجة للضغط التي تسببة الصهاره في محاولتها للخروج إلى السطح , يمكن قياس ميل هذه الانبعاجات وميل السطح بجهاز يعرف بـــ التلتمتر
Teltmeter
-قياس الحرارة :
عادة ما ترتقع درجة الحرارة في مياه بحيرات فوهة البراكين والنافورات بشكل ملفت قبيل حدوث الطفح البركاني , وعلى هذا يمكن تتبع الزيادة المطرده في درجة الحرارة بشكل منتظم , وهذا يساعد على إمكانية توقع حدوث طفح بركاني .
-أما عن سبل درء أخطار البراكين أثناء وبعد حدوث الكارثة فقد تطورت كثيرا وتتمثل أهم الوسائل :
-بناء حوائط لمنع تدفق اللآفا البركانية من الوصول إلى المراكز العمرانية أو تحويلها إلى مناطق بعيدة عنها . وتعد الولايات المتحدة من الدول الرائدة في تطوير سبل درء أخطار البراكين ووسائل التحذير منها
وذلك حيث قامت المساحة الجيولوجية الأمريكية بعمل خرائط تحدد موقع أخطار البراكين مع دراسة تفصيلية لمناطق البراكين .
-أما عن وسائل إيقاف حركة تدفقات اللآفا فيتمثل أساسا في تشيد حوائط ضخمه
تتعامد مع اتجاه حركة التدفق وذلك بهدف إيقافها لحماية المدن والقرى , وقد
استخدمت هذه الطريقة في بركان أوشيما في اليابان .
-ومن الوسائل التي استخدمت للحد من أخطار الكوارث البركانية ,تلك التي استخدمت في مواجهة طفح بركان (مونالو) بجزر هاواي ,حيث سلاح الطيران الأمريكي قام بتحويل التدفق اللآفي بعيدا عن المجرى الرئيسي وذلك عن طريق إلقاء أطنان من القنابل في المجرى وذلك عند ثوران البركان السابق عام1935 م
-من الوسائل أيضا ما يتمثل في عمليات تبريد وتجميد اللآفا المتدفقة من خلال غمرها بالمياه , وقد استخدمت هذه الطريقة عام 1973م بجزر هيماي جنوب آيسلندا .
-إضافة إلى هذا يمكن الإشارة عما سبق ذكره في محاضرة سابقة ,وجود ثلاث استراتيجيات في مواجهة الأخطار :
-التقليل من الخسائر .
-تقليل المخاطر نفسها .
- ترقية الجاهزية الاجتماعية والتي تتمثل في التخطيط الشامل لاستخدامات الأرض,
والقدرة التنبؤية ,وتطوير الوعي الاجتماعي بالكارثة والتصرف السليم نحوها.
ولا ترجو السماحة من بخيل
فما فى النار للظمآن ماء


المحاضرة الخامسة
العواصف والأعاصير

العواصف وأخطارها والكوارث الناجمة عنها :
تمثل الرياح خطرا يهدد الكثير من الدول والأقاليم المختلفة , ولا يقصد هنا أن كل الرياح تمثل خطرا فالرياح الدائمة مثل الرياح التجارية والعكسية والقطبية لا تتسبب في إحداث الكوارث ,وإنما يقتصر الأمر على الرياح الموسمية وبعض أنواع الرياح المحلية ذات التأثير الضار .
-تقسم العواصف والأعاصير إلى مجموعات :
أولا : حسب الحرارة :
-عواصف حارة مثل / الترنيدو – الهيريكين – التيفون وتتوزع في العروض المعتدلة والحارة .
-عواصف ثلجية في العروض المعتدلة والباردة
ثانيا / حسب حالة المطر :

عواصف وأعاصير مطيرة في العروض الرطبة .
-عواصف محملة بالأتربة حيث تؤذي الإنسان والمحاصيل و تتوزع في العروض الجافة .
أوجه الاختلاف الرئيسية بين العواصف والأعاصير تتمثل في الآتي :
-تنشأ المنخفضات الجوية ( الأعاصير فوق اليابس والماء ) بينما الأعاصير المدارية عادة ما تنشأ
في مناطق معينة من المحيطات .
-تتحرك المنخفضات الجوية ( الأعاصير من الغرب إلى الشرق ) بينما العواصف المدارية تتحرك من الشرق إلى الغرب مع انحراف خط تحركها باتجاه الشمال في النصف الشمالي وباتجاه الجنوب في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية
-تقل أحجام العواصف المدارية بالمقارنة بالأعاصير المعتدلة حيث تتراوح أقطارها ما بين
100 – 2500 كم ,يتوسطها مركز العاصفة ( العين) بقطر يبلغ 25 كم ,بينما قد يصل قطر المنخفض الجوي إلى أكثر من 150 كم .
-عادة ما يكون المطر غزيرا في المناطق التي تتعرض للعواصف المدارية باستثناء مركز العاصفة الذي دائما ما يكون جافا.
العواصف المدارية أشد وأكثر عنفا وتأثيرا مقارنة بالمنخفضات الجوية وكثيرا ما تؤدي إلى تدمير المنشآت وتوليد الأمواج العاصفة .
-المنخفضات الجوية ترتبط بوجود جبهات هوائية بينما العواصف المدارية لا ترتبط في نشأتها بتكوين الجبهات إلى جانب تميزها بشدة انخفاض الضغط الجوي بمركزها وعادة ما يكون الهواء في مركز الإعصار المداري ساكنا في دائرة قطرها أكثر من 25 كم (عين العاصفة ) بحيث يدور الهواء حولها ضد اتجاه عقارب الساعة في نصف الكرة الشمالي ومتوافقا معها في النصف الجنوبي وتبلغ سرعته الدوارة أكثر من 100 عقدة في الساعة
التوزيع الجغرافي للأعاصير المدارية ( العواصف وأسماؤها المحلية ) :

1-منطقة البحر الكاريبي وخليج المكسيك : تتولد العواصف فوق خليج المكسيك أو فوق البحر الكاريبي أو بالمحيط الأطلنطي الجنوبي وتعرف هنا باسم الهريكين .
2-منطقة البحر العربي وخليج البنغال : بالنسبة للبحر العربي فإن نصيبه السنوي لا يتعدى في الغالب عاصفتين أما خليج البنغال فيتعرض سنويا لنحو 10 عواصف مدارية ( أعاصير )
3-جنوب المحيط الهندي ( شرق جزيرة مدغشقر ) : ومتوسط عددها سبع مرات سنويا .
4-بحر الصين وحول جزر الفلبين : يبلغ عددها نحو 22 عاصفة ومعظمها يحدث ما بين يوليو حتى أكتوبر.
5-جنوب المحيط الهادي شرق استراليا وحول جزر فيجي : وتعرف هنا باسم ويلي ويلي وأكثر الشهور تعرضا لها مابين ديسمبر وأبريل.

فيما يلي معالجة مختصرة لنشأة العواصف المدارية :
الترنيدو Tornado
هي عاصفة رعدية غاية في العنف تبدو قمعية الشكل مكونة من عنق ضيق جدا من دوامات هوائية غاية في السرعة الدورانيه وهي صغيرة الحجم يتراوح قطرها ما بين مائة متر وأقل من كيلو متر ونصف ويرجع عنفها البالغ برغم صغرها إلى السرعة البالغة للحركة الدورانية للهواء بدرجة يصعب أو يستحيل قياسها ويقدر بأنها تبلغ أكثر من 300 عقدة في الساعة ( 500 كم في الساعة) إلى جانب الانخفاض الحاد للغاية في مركز الإعصار .
نشأة الترنيدو :

تهب هذه الرياح في الوسط الغربي للولايات المتحدة وهي رياح باردة وجافة قادمة من الشمال من كندا تجاه الجنوب إلى أراضي الولايات المتحدة , وتتقابل هذه الرياح مع كتلة هوائية أو رياح متجه نحو الشمال قادمة من خليج المكسيك ونتيجة تقابل هاتين الكتلتين من الهواء أو الرياح
واختلافهما في الخصائص الحرارية فإنه ينتج عن ذلك ما يعرف بالترنيدو حيث تعلو كتلة الهواء الدفئ فوق الهواء البارد مما يدفعها الهواء البارد ويدور الهواء ويندفع أفقيا مما يخلق دوامة
الهيريكين Hurrican
هي أحد أنواع العواصف المدارية تنشأ نتيجة للاختلاف الحراري واختلاف الضغط الجوي بين اليابس والماء في فصل الصيف . وتعتبر عواصف الهيريكين الخطر الطبيعي الوحيد الذي يعطيه الإنسان اسما خاصا به . فعند هبوب عاصفة الهيريكين بدءا من مصدرها فإنه يطلق عليها اسم خاص به ويظل الاسم عالقا بالعاصفة أثناء تحركها في مسارها وتتبعها حتى تنتهي العاصفة , ثم يتم رصد كافة الخسائر وتنسب هذه الخسائر إلى اسم وتاريخ هذه العاصفة .
من أمثلة هذه المسميات نلسون أندرو , كاميلي , هوجو , إنكي .
-كل عاصفة من عواصف الهيركين له دورة حياة تستغرق أياما .
-عادة تزيد عملية هبوب عاصفة الهيركين في أشهر الصيف خاصة في أغسطس وسبتمبر وأكتوبر حيث يشتد ارتفاع درجة الحرارة على اليابس وينخفض الضغط الجوي بشدة مما يعمل على جذب الرياح القوية من فوق أسطح البحار والمحيطات ولهذا يكثر تكرار هبوب العواصف.
عرض بعض الجوانب التدميريه الناتجة عن الهيريكين والتي تتسبب في حدوث خسائر وكوارث :

1-تعمل على رفع مستوى مياه البحار والمحيطات فوق المستوى المعتاد .
2-تؤدي إلى حدوث فيضانات شديدة في الأنهار وتسقط أمطارا غزيرة .
3-تؤدي إلى قتل عدد كبير من السكان .
4-تقتلع الأشجار وتدمر خطوط الطاقة وشبكة الاتصالات .
5-تتسبب في نشوب حرائق .
6-تدمر كثير من المنازل .
-ومن أمثلة الهيريكين والآثار التدميريه لها :

1-تعرضت جزيرة بورتوريكو عام 1928 لهبوب عاصفة هيريكين بلغت سرعتها 160 كم في الساعة ونتج عنها مقتل 300 شخص .
2-تعرضت ولاية تكساس الأمريكية عاصفة هيريكين عام 1967 أطلق عليها هيريكين بيولاه نتج عنها إزالة جزء كبير من جزيرة بادري .
3- تعرضت بورتوريكو بالبحر الكاريبي عام 1899 لإعصار من نوع الهيريكين يعرف بهريكين سيرياكو والذي أدى إلى سقوط أمطار وأدى إلى فيضانات عارمة وغرق مابين 500 ألف نسمة
وبلغت الخسائر المائية 35 مليون دولار .
التيفون Typhoons
هي أعاصير مدارية , وهي اسم يطلق على الأعاصير المضطربة التي تنشأ في المنطقة المدارية فوق المحيطات .ويمر كل إعصار من مكان ويأخذ اتجاها يختلف غالبا عن سابقه.
معظم أعاصير التيفون التي تصل إلى الفلبين يكون اتجاهها من الشرق إلى الغرب , وتتخذ أعاصير التيفون مسارا متحركا مع خط عرض 6 درجة شمالا في مارس , بينما يصبح مسارها متمشيا مع خط عرض 16 درجة شمالا في أغسطس .وتتزحزح من شهر إلى آخر مع خطوط الطول المختلفة
حيث تبدأ من عند خط طول 160 درجة شرقا في يناير بينما في شهر يوليو تبدأ تحركاتها عند خط طول 140 درجة شرقا وهي تتحرك من مكان تولدها ونشأتها نحو الشمال الغربي في فصل الربيع وتعود بالاتجاه نحو الجنوب الشرقي في فصل الخريف وسرعتها من 5 – 15 عقده وقد تزيد إلى 25 عقدة (العقدة = 12,8 كم /الساعة تقريبا ).
تسيطر أعاصير التيفون على السواحل الشرقية لآسيا في كل من اليابان – كوريا – الصين – تايوان
- هونج كونج . كما أنها تهب على جزر جنوب شرق آسيا في كل من اندونيسيا والفلبين وفيتنام وتايلاند وشبه جزيرة الملايو .
ومن أمثلة الجوانب التدميريه لأعاصير التيفون :

1-تعرضت الفلبين عام 1991 لإعصار مداري ( إعصار برنيدان ) أدى هبوبه إلى تعرض مناطق منها لتدفقات طينية , وأدى إلى إغراق منازل عديدة شمال مانيلا مع حدوث انهيارات أرضية
2-تعرضت سواحل كلا من فيتنام وتايلاند بجنوب شرق آسيا لإعصار( لندا) المدمر 1997
وقد كانت آثاره التدميريه بالغة وصلت إلى حد الكارثة حيث لقى أكثر من مائة صياد تايلندي مصرعهم بعد غرق زوارقهم البالغة 20 زورقا وبلغ ارتفاع الأمواج الإعصارية المدمرة 12 م
تولدت عن رياح عاصفة بلغت سرعتها 13 كم في الساعة مع أمطارا غزيرة .
العواصف الرعدية :

هي نوع من العواصف تتميز بالتسخين الشديد والذي يتسبب في تكوين جبه هوائية ترتفع إلى أعلى وتتميز بعدم الثبات غير العادي في كتلتها الهوائية ووجود سحب من نوع ألركامي .
كما تتميز بتساقط المطر الغزير أو يكون التساقط على هيئة برد. ويرتبط بها حدوث الرعد والإضاءة نتيجة وجود شحنات كهربائية .
العواصف الترابية :

هي عبارة عن رياح قوية نسبيا , تهب في المناطق الجافة خاصة إذا كانت الرياح تمر فوق مساحات شاسعة جافة مثلما هو الحال في المناطق الصحراوية ويساعدها هذا الجفاف وانخفاض مستوى الرطوبة في الهواء على حمل الرمال والأتربة.
التوزيع الجغرافي للعواصف الترابية :

من أنواع الرياح الحارة المتربة التي عادة ما تتميز بمحلتها رياح الخماسين والتي تهب على القسم الشمالي من مصر, وهي رياح حارة وشديدة الجفاف ونظرا لقدومها من الجنوب الصحراوي فإنها تكون محملة بالأتربة والرمال ونظرا لقدومها من الجنوب الصحراوي فإنها تكون محملة بالأتربة والرمال وكثيرا ما ترتفع حرارتها إلى أكثر من 45 درجة حرارة مئوية وتهب أثناء فصل الربيع .
تعد المنخفضات الجوية التي تمر بالبحر المتوسط أو على السواحل الشمالية لمصر السبب الرئيسي لهبوبها . وعندما تعبر البحر المتوسط تعرف باسم رياح السيروكو والتي تهب من شمال أفريقيا إلى صقليه وجنوب إيطاليا وجنوب اليونان .
رياح السولانو
التي تهب على جنوب أسبانيا والذي يميز رياح السولانو والسيروكو عن الخماسين تشبعهما بالرطوبة نتيجة لمرورهما بمسطحات مائية .
-الأخطار الرئيسية للخماسين :
تتمثل في إتلاف النباتات إلى جانب ما تسببه من حجب للرؤية واختناق للحيوانات .
رياح السموم :

في الجزيرة العربية وتماثل الخماسين من حيث درجة حرارتها المرتفعة وحمولتها بالأتربة والرمال
وهبوبها من الجنوب , وتهب في مقدمة المنخفضات الجوية الربيعية ويعد شهر مايو أكثر الشهور تأثرا في هبوبها في المملكة حيث تحمل معها الأتربة من الربع الخالي نحو المناطق الوسطى والشرقية من المملكة وتتجه إلى بادية الشام .
الآثار التدميريه لرياح السموم :

تعطيل لحركة النقل وإصابة عدد من السكان بأمراض الجهاز التنفسي إلى جانب تخدش أغشية العين وإلى تجفف الجلد وغيرها من آثار خطيرة على صحة الإنسان .
تعد الجزيرة العربية واحدا من ضمن خمسة أقاليم رئيسية في العالم تتركز بها تولد العواصف الترابية الضارة .
وتشهد مناطق الأمريكيتين هبوب عدد من الرياح المحلية المحملة بالأتربة ,ففي الولايات المتحدة تهب رياح بالوسير فوق أراضي ولايتي إيداهو و مونتان


المحاضرة السادسة

السيول :

تعتمد معالجة السيول والأخطار المترتبة عليها على نوعين من العوامل الطبيعية :
النوع الأول / يتمثل في عوامل جيولوجية و هيدروجيومورفولوجية بحوض النهر الذي يتعرض لسيول محتملة .
النوع الثاني / عبارة عن عوامل متغيرة هي العوامل المناخية خاصة الأمطار والتي تتميز في مناطق الصحاري بأنها أمطار فجائية وعدم انتظام سقوطها .
على الرغم من صعوبة توقع السيول إلا أننا يمكننا التحكم في السيول الناتجة عنها من خلال تفهم
الخصائص المرتبطة بالعوامل الجيولوجية والهيدرولوجية والجيومورفولوجية لأحواض الأودية المعرضة للسيول . يمكن تحديد الوسائل اللازمة لذلك من خلال إنشاء السدود الخاصة بإعاقة التدفقات ألسيليه بهدف ضمان السيطرة الكاملة على الأمطار في جميع أجزاء الحوض مما يقلل فرصة حدوث السيول ومنع انجراف التربة .
كيفية مواجهة السيول وتحديد مدى إمكانية التعامل معها كظاهرة طبيعية تؤدي إلى أخطار وكوارث:

1-يجب وضع مخطط إقليمي لكل منطقة تتعرض لأخطار السيول يحدد فيها مناطق تجميع المطر,والمسارات الطبيعية أو المقترحة لمياه السيول .
2-عمل تصميمات هندسية ملائمة ومبنية على أسس دقيقة تحدد مدى قدرتها على تصريف مياه السيول .
3-عدم إقامة مباني أو منشآت بشكل دائم وثابت في بطون الأودية .
4-وبالنسبة للطرق يمكن عمل شبكة من الأنفاق التحتية أسفل الطرق .
5-إعداد الوسائل الوقائية من إنذار وإخلاء وأماكن إيواء لأماكن حدوث السيول .
6-محاولة توسيع وتمهيد الأماكن الضيقة في الأودية إذا ما كان يخترقها طريق بري.
أمثلة لبعض الآثار التدميريه للسيول :

1-سيول جدة / عام 2009 : تعرضت محافظة جدة في المملكة العربية السعودية إلى سيول أدى إلى مقتل 123 قتيلا وتدمير أكثر من 10 آلاف مبنى و850 سيارة .
2- سيول جدة /2011 : حيث تعرضت جدة لسيول أدى إلى مقتل 10 أشخاص و3 مفقودين وإصابات أكثر من 114 حالة .
3-السيول التي تعرضت لها قرى ومدن محافظتي اسيوط و سوهاج عام 1990 حيث ادى الى تدمير اكثر من 15 الف منزل واتلاف اكثر من 25 الف فدان من الاراضي الزراعية .
الفيضانات وأخطارها :
تعتبر الكوارث الطبيعية الناتجة عن الفيضانات والتي تؤثر على الحياة البشرية من أكثر الكوارث انتشارا في العالم لعدة أسباب منها :
1- إن مناطق الأودية وضفاف الأنهار تمثل أماكن أساسية لاستقرار الإنسان حيث يتزود السكان
بالمياه لأغراض الشرب والأغراض المنزلية الأخرى .
2-إن محاور الأودية وسهولها الفيضية على جوانب الأنهار تمثل مناطق صالحة للزراعة والاستقرار البشري .
3-إن غالبية المدن العظمى في العالم تتركز على ضفاف الأنهار أو على مقربة منها.
4-معظم الأنواع الصناعية تتركز مصانعها حول الأنهار ومجاريها وفروعها وروافدها حيث تتزود الصناعة بالمياه العذبة اللازمة للعملية الصناعية . ولهذا فإن أي فيضان زائد عن المعدل سوف يكون مدمرا للأنشطة الاقتصادية المختلفة من زراعة وصناعة ومراكز العمران وغيرها .
كيف يحدث الفيضان النهري :

يحدث عندما تتجاوز كميات المياه الواردة للنهر – من مصادر مختلفة – قدرته وروافده على استعابها .
ويتم الجريان السطحي داخل حوض النهر نتيجة لعمليتين مختلفتين :
1-تفوق كمية الأمطار الساقطة فوق الحوض النهري على طاقة التشرب ويسود ذلك عادة في المناطق شبة الجافة والمناطق المدارية التي تتعرض كثيرا لأمطار انقلابية عاصفة تسقط على شكل رخات مركزة وشديدة خلال فترة زمنية محدودة .
2- تؤثر خصائص التربة وأنواع الصخور في طاقة التشرب وما يرتبط بها من أضرار تنجم عن تعرضها للفيضانات , فالتربة الصلصالية دقيقة الحبيبات ذات طاقة تشرب منخفضة يرتبط بها عادة جريان سطحي أوضح وبدرجة أكبر منه في الأحواض ذات التربة الخشنة , كذلك تتميز التربة الصلصالية بتشبعها الزائد بالمياه مقارنة بالتربة الرملية ,ومن ثم ينعكس ذلك على خصائص التصريف بحوض النهر عند تلقيه أمطار غزيرة مركزة داخل الحوض وفي القنوات المائية التي تتلقى مياها بكميات تفوق كفاءة النهر وقدرته على استيعابها مما يؤدي إلى حدوث الفيضان .
الفيضانات إما موسمية يمكن توقع حدوثها في فترة معينة من السنة مع قدوم كميات ضخمه من المياه بسبب مياه أمطار أو ثلوج ذائبة تتجاوز طاقة النهر على استيعابها , وإما مفاجئه أو طارئة لا قاعدة لها ولا يمكن توقعها وقد تكون نتيجة حدوث إعاقة في مجرى النهر بسبب تراكم رواسب وصخور تعمل على رفع منسوب المياه في النهر أو قد تكون ناتجة عن تصدع وانهيار السدود
أمثلة لفيضانات مدمرة :
-تظهر الفيضانات المدمرة كثيرا في البيئات الفيضية النهرية في مناطق مختلفة من العالم النامية مثل / بنجلادش – السودان – أو في بعض دول العالم المتقدمة مثل / أمريكا – الصين.
1- فيضان عام 1911 بالصين أدى إلى مقتل 100 ألف نسمة وتشريد الآلاف من السكان وتدمير الأراضي الزراعية التي يجري فيها نهر اليانجتسي .
2- فيضان عام 1971 في باكستان حيث بلغ عدد الضحايا 250 ألف نسمة وأدى إلى تدمير الكثير من المنشآت وإتلاف مساحات واسعة من الأراضي الزراعية .
3- فيضان 1987 في بنجلادش حيث أدى إلى فيضانات مدمرة بنهر الجانج حيث ساعد انخفاض أرض بنجلادش على زيادة حدة الكارثة حيث أدى إلى تشريد 25 مليون نسمة وبلغ عدد الضحايا 700 نسمة وتدمير نحو 3000 كم من الطرق وتدمير المئات من الجسور ومن نتائج الفيضانات أيضا انتشار أمراض وبائية مثل الإسهال و الدوسنتاريا وعادة ما تحدث في بنجلادش كل عام فيضانات تغطي نحو ثلث مساحة بنجلادش بسبب انخفاض السطح وغزارة الأمطار.
4- فيضانات عام 1988 بالسودان حيث أدى إلى خسائر في الأرواح والممتلكات فقد بلغت الخسائر المادية في الخرطوم إلى أكثر من 421 مليون دولار .
5- فيضانات عام 1991 بالصين فقد بلغ عدد الضحايا من القتلى 99 شخصا وتدمير 76 ألف منزل وقدرت الخسائر بنحو 450 مليون دولار وذلك بسبب سقوط أمطار غزيرة مركزة فوق مناطق الصين .
6- تعرضت بريطانيا لأمطار غزيرة عام 1998 واستمرت أسبوعا كاملا أدى إلى مقتل خمس أشخاص وتدمير عدد من المنازل والحقول .
مواجهة الإنسان لأخطار الفيضانات والكوارث الناجمة عنها :

اختلفت طرق ووسائل الإنسان في مواجهة أخطار الفيضانات وما ينجم عنها من كوارث وفقا للزمان والمكان . فقديما لم يستطع الإنسان فعل أي شيء للحد من الفيضانات أو إيقاف آثارها التدميريه وكل ما يفعله أن يبعد عن مصدر الخطر.
ونظرا للكوارث المدمرة التي تصيب الفئات الفيضية ,من جراء تعرضها للفيضانات ,يمكننا أن نوجز بعض الوسائل يمكن من خلالها مواجهتها والحد من خطورتها وتتمثل في الآتي :
1- دراسة وإلمام كامل بالأسباب الرئيسية وراء حدوث الفيضانات في منطقة ما وفي تحديد مصادره ,وذلك من خلال تجميع البيانات الهيدرولوجية المتوفرة عن النهر
2- أنشاء السدود والخزانات على الروافد الرئيسية التي تعمل على تجميع سريع للجريان المائي.
3- تعميق القنوات المائية للنهر وروافده لزيادة قدرتها على استيعاب كميات المياه الزائدة القادمة إليها .
4- عمل قنوات إضافية في منطقة السهل الفيضي لتستوعب كميات من المياه الزائدة.
5- تنظيم عمليات البناء على جوانب النهر مع تحديد المناطق المناسبة للبناء .
6- التخطيط لنظام تحذيري من الأخطار المحتملة وإعداد وسائل الوقاية وسرعة الإخلاء .
7- تطوير وسائل دراسة تكرار حدوث الفيضانات من خلال تسجيلات كاملة للفيضانات السابقة للتمكن من توقع حدوث الفيضانات ودرجة الخطر المحتملة .
طرق التنبؤ بالفيضانات
-لما كانت الفيضانات في غالبيتها تؤدي إلى كوارث وتدمير بشري فإنه قد وجهت الاهتمامات إلى مدى امكانية توقع حدوث الفيضانات العالية وتقليل الأخطار الناتجة عنها :
-وأفضل طريقة هو الاعتماد على السجلات القديمة للفيضانات والمستويات التي وصلت إليها خلال الفيضان الأكثر سوءا وتدميرا في القرون الحديثة , على أن يؤخذ في الاعتبار أعلى فيضان تم تسجيله ليصبح بمثابة عامل أمان وهذا يمكن تطبيقها في الأنهار التي قامت عليها حضارات قديمة
وتعتمد هذه الطريقة على معدل التدفق , نمط تساقط الأمطار وتكرار حدوث الفيضانات .
-وعلاوة على ذلك يمكن لخبراء الإرصاد الجوية التنبؤ بالفيضانات من خلال الأقمار الصناعية التي ترسل صورا للأنهار مع قياس لمدى عمق الأنهار ومنسوب المياه لتلك الأنهار وبهذه الطريقة يمكن توقع الأنهار التي يحدث فيها فيضانات .
ونسبة الفيضانات في تزايد مستمر حيث أن نهر اليانجتسي في الصين يفيض كل 20 سنه أما الآن كل 9 أعوام .
وكذلك نهر الراين في ألمانيا ارتفع منسوبه إلى أربع مرات ما بين
1900- 1977م .
تلخيص


اخينا النوماااس جزاه الله خيرا ومن اراد البقيه موجود في منتدى النقاش

التعديل الأخير تم بواسطة ابوسلطان3 ; 2014- 5- 9 الساعة 02:23 PM سبب آخر: تعديل