تحدثنا كثيراً من خلال مواضيع عده في ملتقانا العزيز عن ظاهرة الشذوذ الجنسي وتطرقنا لمُسببات كثيره مُترابطه وهي : البيت والأصدقاء ( الشارع والتجمُعات ) ، والمدرسة ، إذ لا يمكن فصل أحدها عن الآخر بأي شكل من الأشكال ..

الجميع يعلم أن البيت يُربي ، وذلك من خلال ضبط وتعديل سلوك الأبناء في البيت وفرض رقابه ومتابعه مُتزنه على قنوات التلفاز او محتوى ما يتعاملون معه ويتداولونه من خلال الأجهزه اللوحيه والتقنيات الحديثه .. روى ابن ماجة بإسناد صحيح عن معاوية إبن أبي سفيان رضي الله عنه عن رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( الخير عادة والشر لجاجة ومن يُرِدِ الله بِهِ خيراً يُفقهه في الدين ) .‏.

أيضاً الشارع والإجتماع مع الأصدقاء من خلال التجمُعات والصديقات في الحفلات والمناسبات يفرض نوعاً خاصاً من التربيه ، وذلك من خلال الإحتكاك بهم والتأثُر بهم إيجاباً أو سلباً ، ينبغي ويستوجب رقابه ومتابعه جيده لعملية إنتقاء أولئك الأصدقاء والصديقات .. وقد ورد ذلك في حديث الجليس الصالح وجليس السوء عنه عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم .

أيضاً المدرسه تُربي ، وذلك يتمثل في متابعتهم ومراقبتهم للطلاب وأن يتقوا الله فيهم ، وذلك من خلال وضع قوانين وأنظمه رادعه بما يضمن القضاء على مثل تلك السلوكيات الشاذه واللا أخلاقيه ، والتي إن أهملتها وتغاضت عنها قد تكون المدرسه موطناً ومستنقعاً لها تبُث من خلاله هذه السلوكيات والسموم التي قد تفتك بأفراد مجتمعتنا السويّ والسليم بالفطره ليتعدى ذلك إلى الجامعات وحتى مواقع العمل بهذا الفرد مستقبلاً ..

( ولنتذكر دائماً أن الكبت النفسي والعاطفي لا يوُلد ولا ينشأ إلا عندما يكون هناك خلل من داخل المنزل أولاً )


في إعتقادي الشخصي أن تلك السلوكيات الشاذه قد تخطت وتعدت أسوار المدرسه والجامعه لتصل إلى ما هو أبعد من ذلك ألا وهي المنتديات ومواقع التواصل الإجتماعي .. فليس بالضروره أن يكون الشذوذ الجنسي بالفعل والحركه ، وإنما قد يكون باللفظ والقول والإيماء اللفظي والحركي .. فنقرأ لتلك الفتاه أو ذلك الفتى عبارات وكلمات وصوراً تُرسل للآخر تتخطى حدود العلاقات الطبيعيه بين الأصدقاء ..!

يجب علينا أن نبني أبنائنا من الداخل ونمنحهم الثقه ، وذلك بغرس القيم والمبادئ الدينيه القويه التي تكون كفيله بأن لا تجعلهم فريسه سهله للمؤثرات الأخرى الخارجيه بكافة أشكالها ..

أخيراً اسأل الله عز وجل أن يصلح الأحوال .. ولا ننسى دائماً أنهُ ( كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته )



طرح قيّم ورائع نهروان ..
أشكرك على الدعوة ..
لكِ .. >