الموضوع: توعوي عام ملف شامل عن طب الطوارئ ......
عرض مشاركة واحدة
قديم 2014- 9- 17   #17
حنان آل حيان
مشرفه المستوى الثامن لإدارة أعمال سابقاً
 
الصورة الرمزية حنان آل حيان
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 93472
تاريخ التسجيل: Sun Nov 2011
المشاركات: 12,016
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 367659
مؤشر المستوى: 538
حنان آل حيان has a reputation beyond reputeحنان آل حيان has a reputation beyond reputeحنان آل حيان has a reputation beyond reputeحنان آل حيان has a reputation beyond reputeحنان آل حيان has a reputation beyond reputeحنان آل حيان has a reputation beyond reputeحنان آل حيان has a reputation beyond reputeحنان آل حيان has a reputation beyond reputeحنان آل حيان has a reputation beyond reputeحنان آل حيان has a reputation beyond reputeحنان آل حيان has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: جامعه الدمام
الدراسة: انتساب
التخصص: ادارة أعمال
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
حنان آل حيان غير متواجد حالياً
رد: ملف شامل عن طب الطوارئ ......

الذبحة الصدرية




الذبحة هي ألم صدري أو انزعاج يحدث عندما لا تحصل عضلة القلب على الكمية الكافية من الدم. وأعراضها هي الشعور بشيء يشبه الألم الضاغط أو العاصر في صدرك، أو الشعور بما يشبه عسر الهضم، أو الشعور بألم في الكتفين أو الذراعين أو العنق أو الفك أو الظهر.

إن الذَّبحة هي عَرَض لمرض الشريان الإكليلي، وهو المرض القلبي الأكثر انتشاراً. وهو يحدث عندما تتشكل مادة لزجة تدعى (اللُّويحة) في الشرايين التي تمد القلب بالدم، مما يؤدي إلى نقص تدفق الدم إلى القلب.

وهناك ثلاثة أنواع من الذبحات: المستقرة وغير المستقرة والمتفاوتة. والذبحة غير المستقرة هي الأكثر خطورةً لأنها لا تخضع لأي نظام ويمكن أن تحدث من غير بذل أي جهد جسدي، ولا تزول بالراحة أو الأدوية، وهي علامة تشير إلى أن المريض موشك على التعرض لنوبة قلبية.

ليس كل ألم صدري أو انزعاج هو ذبحة. وفي حال وجود الألم الصدري يجب مراجعة الطبيب


مقدمة

الذبحة الصدرية هي ألم في الصدر والمنطقة المحيطة به، يحدث حين لا يحصل القلب على كمية كافية من الأكسجين.

يعاني ملايين الناس من الذبحة الصدرية. فإذا عرف الناس كيف يميزون الذبحة الصدرية ، وكيف يصلون إلى وقاية أنفسهم منها، فقد يعني ذلك بالنسبة لهم الفرق بين الموت والحياة.

يقدم هذا البرنامج المساعدة للناس على معرفة علامات الذبحة الصدرية، وأسبابها، والاختيارات المتاحة لهم لعلاجها، وكيفية الوقاية من الأمراض الخطيرة التي يمكن أن تكون الذبحة الصدرية أحد علاماتها.


الأعراض

يشعر معظم المرضى خلال الذبحة الصدرية بألم شديد في الصدر أو بضغط على الصدر. يمكن أن ينتشر هذا الألم إلى الذراعين والرقبة والظهر والفك السفلي.

يشعر بعض مرضى الذبحة الصدرية بعسر الهضم والغثيان.

وقد تسبب الذبحة الصدرية شعوراً بالثقل أو الشد في الذراعين والمرفقين والرسغين ولاسيما في الجانب الأيسر.

قد يكون التعب وضيق النفس من علامات الذبحة الصدرية أيضاً.

تحدث الذبحة الصدرية عادة حين يبذل الشخص جهداً جسدياً كبيراً لبضع دقائق. وتختفي الذبحة الصدرية حين يرتاح أو حين يتناول الدواء. وقد تحدث الذبحة الصدرية والمريض مرتاح.


تشريح القلب

القلب مسؤول عن ضخ الدم إلى أعضاء الجسم كلها. إنه عضلة شديدة التخصص عليها أن تعمل باستمرار دون توقف مدى الحياة.

يقسم القلب إلى جانبين أيمن وأيسر. وفي كل جانب من جانبي القلب حجرتان هما الأذينة والبطين. ويفصل بين كل حجرتين صمام متخصص يمنع الدم من العودة إلى الخلف.

يأتي الدم المشبع بالأكسجين من الرئة، ويدخل إلى الأذينة اليسرى. ويبقى الدم في الأذينة اليسرى إلى أن ينفتح الصمام المترالي وتتقلص الأذينة، وهذا ما يدفع الدم إلى البطين الأيسر. بعد ذلك يتم ضخ الدم إلى بقية أجزاء الجسم مروراً بالصمام الأبهري وعبر الأبهر، وهو أكبر وعاء دموي في الجسم.

بعد أن يعود الدم من دورانه في الجسم، يتجمع في الأذينة اليمنى. ومنها يضخ إلى البطين الأيمن من خلال الصمام مثلث الشرف ثم يذهب إلى الرئة عبر الصمام الرئوي.

في الرئة، يأخذ الدم الأكسجين ويعود إلى الأذينة اليسرى حيث تبدأ الدورة من جديد.

يحتاج القلب إلى إمداد مستمر بالأكسجين والسكر حتى يتمكن من أداء وظيفته. يحصل القلب على الدم الغني بالأكسجين عبر الشرايين التاجية التي تتفرع من الشريان الأبهر.

يتقلص القلب تلقائياً بطريقة شديدة التناسق. فهناك خلايا متخصصة في الأذينة تصدر التيار الكهربائي اللازم لتسبب تقلص الأذينة.

ينتقل التيار الكهربائي إلى البطينين عبر خلايا خاصة، وهذا ما يؤدي إلى تقلص البطينين بعد تقلص الأذينتين.


الأسباب

الذبحة الصدرية هي أحد علامات الداء الشرياني التاجي، وتحدث الذبحة الصدرية حين تنسد الأوعية الدموية التي تزود القلب بالأكسجين.

إن المواد الدهنية، التي تدعى اللويحة، يمكن أن تؤدي إلى تضيق في الأوعية الدموية المغذية للقلب. وهذا ما يسمى تصلب الشرايين.

يمكن أن يؤدي تصلب الشرايين إلى نقص في تدفق الدم والأكسجين إلى عضلة القلب؛ وهذا ما يسمى نقص التروية أو الإقفار. والذبحة الصدرية هي أحد أعراض نقص التروية، وكلما اكتشفت وعولجت في وقت أبكر كلما كانت فرص الشفاء أكبر.

يمكن أن تحدث الذبحة الصدرية بسبب حالات مرضية أخرى تعيق تدفق الدم إلى القلب. إذ يمكن أن تحدث الذبحة الصدرية بسبب شذوذ يصيب صمامات القلب أو اضطرابات في نظم القلب أو فقر الدم.


الذبحة والنوبة القلبية

قد يصاب أحد الشرايين التاجية بالانغلاق التام بسبب لويحة أو خثرة دموية. في هذه الحالة ينقطع وصول الدم إلى جزء من العضلة القلبية، ويؤدي انقطاع الدم عن الخلايا العضلية في المنطقة المصابة إلى تلف دائم فيها، وهذا ما يحدث في النوبة القلبية.

فعلامات النوبة القلبية شبيهة بعلامات الذبحة الصدرية، مع ثلاثة اختلافات رئيسية:
  1. فالألم أكثر شدة
  2. ويستمر الألم عادة فترة تزيد عن خمس دقائق
  3. ولا يخف الألم بتناول الدواء ولا بالراحة


يمكن أن تؤدي الذبحة الصدرية إلى نوبة قلبية إذا لم تعالج.


تشخيص الذبحة الصدرية

لكي يصل الطبيب إلى تشخيص سبب الألم الصدري والإحساس يالانزعاج، عليه أن يستمع إلى قصة المريض وسوابقه الطبية، ,ان يجري الفحص الطبي له.

وحتى يتأكد الطبيب من أن المريض مصاب بالذبحة الصدرية يمكن أن يطلب منه إجراء بعض الاختبارات. ويستخدم تخطيط كهربية القلب لتسجيل نَظْم القلب.

يمكن أيضاً إجراء تخطيط كهربية القلب مع الجهد للمريض. فخلال هذا الاختبار، يطلب من المريض أن يبذل جهداً على بساط متحرك أو على دراجة ثابتة، مع تسجيل تخطيط كهربية القلب أثناء ذلك. إن التغيرات التي تطرأ على تخطيط كهربية القلب تساعد الطبيب على معرفة ما إذا كان المريض مصاباً بداء الشريان التاجي.

إن تخطيط كهربية القلب غير مؤلم أبداً وليس له أي مضاعفات.

ونادراً ما تحدث مضاعفات خلال تخطيط كهربية القلب مع الجهد. إن الجهد الذي يبذله المريض أثناء هذا الاختبار يمكن أن يسبب له ذبحة صدرية، فإذا حدثت الذبحة الصدرية ينبغي على المريض أن يخبر الطبيب أو المساعد الطبي الذي يشرف على الاختبار. لكن العلاج الفوري متوفر دائماً إذا ظهرت أي مشكلة. يمكن إعطاء أدوية تسبب تسرع القلب للمرضى الذين لا يستطيعون الحركة، فتسرع القلب يحاكي بذل الجهد.

أما تصوير القلب بالإيكو فهو اختبار آخر يكشف بنية القلب ووظيفته. ففي هذا الاختبار يدرس الطبيب الصور التي توضح أداء القلب لوظيفته على شاشة الجهاز. إن تصوير القلب بالإيكو غير مؤلم أبداً.

هناك اختبار آخر يدعى المسح النووي، ويستخدم لدراسة وظيفة القلب. وفي هذا الاختبار يحقن الطبيب كمية قليلة من مادة مشعة في أحد أوردة المريض، ثم تقوم كاميرا بأخذ صور للقلب بحيث تظهر أجزاء القلب التي لا تحصل على ما يكفيها من الأكسجين أوضح من غيرها.

إذا أظهرت الاختبارات الأولية وجود انسداد في الأوعية الدموية للقلب فقد يوصي الطبيب بإجراء تصوير وعائي.

أثناء تصوير الأوعية، يدخل الطبيب أنبوباً دقيقاً، يدعى قثطرة، في شريان في أعلى منطقة الفخذ أو العضد. يدفع الطبيب القثطرة في الشرايين حتى تصل إلى القلب ويحقن صباغاً في الشرايين التاجية. ثم يأخذ صوراً بالأشعة السينية، إذ يمكن لهذه الصور أن توضح شرايين القلب المغلقة.

يتطلب تصوير الأوعية تخديراً موضعياً، وهو عادة إجراء لا يستدعي إدخال المريض في المستشفى، وهذا يعني أن المريض يذهب إلى بيته بعد انتهاء الاختبار.

نظراً إلى أن هناك أنواع مختلفة من الذبحة ومن أمراض القلب، فمن المهم أن يراجع المريض طبيبه حين يشعر بألم في الصدر، لمعرفة سبب هذا الألم.


علاج الذبحة الصدرية

بالنسبة لمن يعاني من الذبحة الصدرية ، قد يعطيه الطبيب نوعاً أو نوعين من الدواء لتخفيف الألم. وبعض تلك الأدوية تزيد من تدفق الدم إلى القلب، وبعضها يقلل من حاجة القلب إلى الأكسجين.

إن النتروغليسيرين يمكن أن يقي من الذبحة الصدرية، أو أن يوقفها، لأنه يسبب توسع الأوعية الدموية. وهذا ما يزيد من تدفق الدم إلى القلب ويخفف من عبء عمله. يمكن أن يؤخذ النتروغليسيرين على شكل حبوب أو لصاقات أو مراهم.

وهناك أدوية تخفض ضغط الدم وتبطئ سرعة القلب، وبذلك تخفف من حاجة القلب إلى الأكسجين. من هذه الأدوية حاصرات بيتا وحاصرات قنوات الكالسيوم.

يمكن أن تقي الأدوية من حدوث الألم المرافق للذبحة الصدرية، ولكنها لا تعالج الداء الكامن الذي يسببها في الأوعية الدموية في القلب. ويمكن للمصابين بمرض الأوعية التاجية أن يقوا أنفسهم من تفاقم هذا الداء إذا اختاروا اتباع نمط أكثر صحة في حياتهم.

يمكن أن يوصي الطبيب بإجراء عمل جراحي إذا كان انسداد الشرايين التاجية لدى المريض شديداً، أو إذا فشلت الأدوية في مساعدتهم. وخلال العمل الجراحي يمكن أن يقوم الطبيب بما يلي:
  • ضغط اللويحة على جدار الشريان
  • إزالة اللويحة
  • تجاوز الشرايين المغلقة باستخدام وعاء دموي يؤخذ من الطرف السفلي للمرض.



النتروغلسيرين

تستخدم حبوب النتروغليسيرين لتخفيف ألم الذبحة الصدرية بسرعة. فإذا وصف الطبيب لمريضه النتروغليسيرين يتوجب على المريض اتباع الخطوات التي ستذكر في الصفحات القليلة التالية إذا ما أصيبوا بالذبحة الصدرية .

على المريض أن يجلس ويستريح. فإذا استمر الألم لديه، عليه أن يضع حبة نتروغليسيرين تحت لسانه، وأن يتركها تذوب بالكامل. إذ لن يكون مفعول الحبة سريعاً إذا ما ابتلعها المريض بدلا من تركها تذوب تحت لسانه.

أما إذا استمر الألم الصدري لدى المريض أكثر من خمس دقائق فينبغي على المريض الاتصال بالطبيب أو طلب سيارة الإسعاف على الرقم 997، فقد يكون مصاباً بنوبة قلبية. وقد يطلب العاملون في الإسعاف من المريض أن يتناول حبة أسبيرين، إذا لم يكن لديه سبب صحي يمنعه من ذلك. وعلى المريض أن يتذكر أن يتصل بالإسعاف قبل أن يتصل بأي صديق أو بأي فرد من أفراد عائلته.

وقد يزود الطبيب مريضه بتعليمات أكثر تفصيلاً عن الأدوية التي يستعملها. وقد يزوده أيضاً بدواء على شكل بخاخ بدلاً من الحبوب. وقد يوصي الطبيب مريضه باتباع خطوات مختلفة عن الخطوات المذكورة في هذا البرنامج.


الوقاية من الذبحة الصدرية

إن الأدوية والجراحة لا تشفي داء الشريان التاجي. فإذا لم يلتزم المريض بنمط حياة صحي فسوف يتفاقم انسداد الشرايين حتى يؤدي إلى حدوث النوبة القلبية التي قد تكون قاتلة.

فيما يلي أهم عشر نصائح من أجل الالتزام بنمط حياة صحي يمكن أن يحسن حالة القلب.

1. لا تدخن

2. كن نشطاً من الناحية الجسدية، لكن تحت إشراف الطبيب.

3. تناول طعاماً صحياً متوازناً غنياً بالألياف قليل الدسم.

4. تحقق من مستوى الكولسترول في الدم. واضبطه إذا كان عالياً.

5. افحص ضغط الدم بشكل منتظم واضبطه إذا كان عالياً.

6. خفف وزنك إذا كان وزنك زائداً.

7. مارس التمارين الرياضية باستمرار.

8. افحص مستوى السكر في الدم واضبطه إذا كان عالياً.

9. خذ كفايتك من النوم ليلاً.

10. تعامل مع التوتر النفسي في حياتك بشكل صحيح.

إذا كنت تعاني من الذبحة الصدرية أو أي مرض قلبي آخر فعليك أن تستشير طبيبك قبل البدء بأي برنامج رياضي أو برنامج لتخفيف الوزن.


خلاصة

إن داء الشريان التاجي هو أكثر الأمراض فتكاً بالبشر، والذبحة الصدرية هي أحد أكثر أعراض هذا الداء شيوعاً. إذا لم يعالج داء االشريان التاجي فإن الانسداد يمكن أن يزداد ويؤدي إلى نوبة قلبية قد تكون قاتلة.

من المهم أن تعرف الفرق بين علامات الذبحة الصدرية وعلامات النوبة القلبية. يجب أن تعالج النوبة القلبية فوراً بالاتصال مع الإسعاف.

ثمة أدوية تخفف ألم الذبحة الصدرية . ولكن مكافحة داء الشريان التاجي قد تحتاج إلى الأدوية وربما إلى الجراحة. غير أن الأمر الأهم هو الالتزام بنظام حياة صحي.





الرَّجفانُ الأذيني




اضطرابُ النَّظم مشكلةٌ تتعلَّق باختلال سرعة ضربات القلب. ويعدُّ الرَّجفانُ الأذيني هو النوع الأكثر شُيُوعاً من أنواع اضطرابات النَّظم. ويعود السببُ فيه إلى وجود خلل في النظام الكهربائي للقلب. لا يشعر الأشخاصُ المُصابون بالرَّجفان الأذيني بأيَّة أعراض غالباً. ولكنَّ المريض يمكن أن يشعر بما يلي أحياناً: • الخَفَقان ـ ضربات قلب سريعة غير طبيعية. • ضيق النَّفَس. • ضعف أو صعوبة أداء الحركات الرياضيَّة. • ألم الصدر. • الدوخة أو الإغماء. • التعب. • التخليط الذهني. يُمكن أن يؤدِّي الرَّجفان الأذيني إلى زيادة خطر السكتة؛ وقد يسبِّب، عندَ الكثير من المرضى، ألم الصدر والنوبة القلبية وفشل القلب. يتمُّ تشخيصُ الرَّجفان الأذيني بمعرفة التاريخ الطبِّي والعائلي للمريض، وبالفحص السَّريري، وإجراء اختبار يُدعى تخطيط كهربائيَّة القلب، وهو يسجِّل الموجات الكهربائية الصادرة عن القلب. وتعتمد المعالجةُ على الأدوية وعلى إجراءات تهدف إلى استعادة نَظم القلب السليم.
مقدِّمة

الرَّجفانُ الأذيني حالة قلبيَّة شائعة، تصيب الملايين من الناس كلَّ سنة. يحتاج الرَّجفانُ الأذيني إلى عناية طبِّية فورية؛ فإذا لم يُعالج، فإنه يمكن أن يؤدِّي إلى سكتات خطيرة على الحياة. قد تحتاج المعالجةُ إلى تناول أدوية لفترة طويلة، وربَّما إلى إجراء صدمة كهربائية على القلب. يناقش هذا البرنامجُ التثقيفي أعراض الرَّجفان الأذيني وطرق معالجته.
التشريح

القلبُ هو أهمُّ عضلة في الجسم. في القلب جانبان؛ الجانب الأيسر والجانب الأيمن. يضمُّ كلُّ جانب من القلب حجرتين: أذين وبطين. يعود الدمُ من أنحاء الجسم إلى الأذين الأيمن، ومنه يتمُّ ضخُّه إلى البطين الأيمن. يقوم البطينُ الأيمن بضخِّ الدم إلى الرئتين، حيث يجري إشباع الدم بالأكسجين. ينتقل الدمُ من الرئتين إلى الأذين الأيسر، ثمَّ إلى البطين الأيسر، ومنه إلى بقيَّة أنحاء الجسم. يتقلَّص القلبُ تقلُّصات متزامنة. المعدل الطبيعي لنبض القلب في حالة الراحة يتراوح عادة من ستين إلى مئة نبضة في الدقيقة. تتقلَّص عضلات القلب، وتضخُّ الدم، لأنَّها تتحرَّض بفعل تيَّار كهربائي ضعيف. يبدأ التيَّارُ الكهربائي من مكان داخل القلب يُدعى العقدةَ الجيبية، وهي التي تسبِّب تقلُّصَ الأذينين وضخَّ الدم إلى البطينين. ينتقل التيَّارُ الكهربائي من العقدة الجيبية، بواسطة ألياف تُشبه الأسلاك الكهربائية، إلى منطقة أخرى في البطينين تُدعى العقدةَ الأذينية البطينيَّة. ومن العقدة الأذينية البطينية، ينتقل التيَّارُ الكهربائي إلى البطينين، ويسبِّب تقلصهما، ومن ثمَّ ضخِّ الدم.
الرَّجفان الأذيني

يحدث الرَّجفانُ الأذيني عندما يتولَّد التيَّارُ الكهربائي في القلب من كامل الأذينين وبسرعة عالية جداً، ما بين ثلاثمائة إلى خمسمائة نبضة في الدقيقة، الأمر الذي لا يسمح للأذينين بأن يتقلَّصا بطريقة متزامنة. وبسبب العدد الكبير من النبضات المتولِّدة ومكان نشوئها، يبدأ الأذينان بالارتعاش، وهذا ما يُسمَّى في اللغة الطبِّية الرَّجفانَ الأذيني. في هذه الحالة، يتقلَّص البطينان بصورة مستقلَّة عن الأذينين، الأمر الذي يؤدِّي إلى نبضان قلبي سريع وغير منتظم يتراوح من ثمانين إلى مائة وستِّين ضربة في الدقيقة. وبسبب معدَّل نبضان القلب السريع وغير المنتظم هذا، يبقى بعضُ الدم في القلب بعد كلِّ تقلُّص، وهذا ما يؤدِّي إلى ركود الدم في حجيرات القلب، ويزيد من خطر تشكُّل الجُلطات. يمكن أن تنطلقَ هذه الجلطاتُ، وتنتقل إلى الدماغ أو الرئتين، ممَّا يسبِّب انقطاع التدفُّق الدموي وحدوث ما يُسمَّى الجلطة التي يمكن أن تكون قاتلةً أو مسبِّبة لعجز ما حسب مكانها.
الأسباب

السَّببان الرئيسيَّان اللذان يؤدِّيان إلى الرَّجفان الأذيني هما أمراض الشرايين التاجية وفشل القلب. يزيد الداءُ القلبي الرُّوماتيزمي الذي يصيب صمامات القلب من فرصة الإصابةِ بالرَّجفان الأذيني. كما يمكن أن يُساهمَ ارتفاع الضغط الشِّرياني والداء السكَّري في تأذِّي الأذينين، وأن يسبِّبا الرَّجفانَ الأذيني. يمكن أن يُسبِّب فرطُ نشاط الغدَّة الدَّرَقيَّة الرَّجفانَ الأذيني. وقد تسبِّب الأمراض الرئوية المزمنة، مثل الداء الرئوي السادِّ المزمن، الرَّجفانَ الأذيني. كما يمكن أن يسبِّب التهابُ البطانة المحيطة بالقلب الرَّجفانَ الأذيني ايضاً.
الأعراض

يمكن ألاَّ يؤدِّي الرَّجفانُ الأذيني إلى أيَّة أعراض. يشعر معظمُ المرضى بخفقان، وقد يشعرون كأنَّ القلب يتخطَّى أو يتجاوز بعضَ الضربات. إذا زادت سرعةُ القلب كثيراً، أو إذا فشل القلب في ضخِّ كمِّية كافية من الدم، يمكن أن يشعر المريضُ بألم في الصدر يُدعى الذبحة الصدريَّة. وقد يشعر المريض بخفَّة في الرأس، وربَّما يفقد الوعي.
التشخيص

يجري تشخيصُ الرَّجفان الأذيني عن طريق تخطيط كهربائيَّة القلب. ولا يستغرق هذا الاختبارُ سوى دقائق قليلة، ويتمُّ خلاله وضع بعض المساري على صدر المريض وأطرافه لتسجيل النبضات الكهربائية للقلب. وبما أنَّ الرَّجفان الأذيني يظهر ويختفي، فمن الممكن ألاَّ يظهر شيء على مخطَّط كهربائيَّة القلب. وفي هذه الحالة، يمكن أن يطلب الطبيبُ من المريض ارتداء جهاز تخطيط كهربائي محمول يُدعى مِرقاب هولتر، حيث يقوم مرقابُ هولتر بتسجيل نبضات القلب الكهربائيَّة خلال أربع وعشرين ساعة، تماماً مثلما يسجِّلها مخطَّط كهربائيَّة القلب. من المهمِّ أن يعرف الطبيبُ سببَ الرَّجفان الأذيني. ومن أجل ذلك، يمكن للطبيب أن يفحصَ القلب وضغط الدم وسكَّر الدم ومستويات هرمونات الغدَّة الدرقية في الدم.
المعالجة

يمكن أن تتحسَّن بعضُ أسباب الرَّجفان الأذيني من تلقاء ذاتها. وإذا حدث هذا، سيقوم الطبيبُ بإجراء الاختبارات للتأكُّد من عدم وجود أيِّ مرض لدى المريض يسبِّب الرَّجفان الأذيني. إذا استمرَّ الرَّجفانُ الأذيني، يمكن للطبيب معالجته بواحدة من عدَّة طرق علاجيَّة. لا بدَّ من معالجة السبب الكامن خلف الرَّجفان الأذيني، فذلك يمكن أن يعيد للقلب معدَّل نبضه الطبيعي. مثلاً، إذا كان سببُ الرَّجفان الأذيني هو فرط نشاط الغدَّة الدرقية، يمكن استئصالُ الغدَّة الدرقية جراحياً أو تدميرها باليود المشعِّ. إذا كان الرَّجفانُ الأذيني ناجماً عن مرض في صمامات القلب، يمكن معالجةُ الحالة باستبدال الصمام عند الضَّرورة. في بعض الحالات، يمكن أن تُحلَّ المشكلة بضبطِ ضغط الدم وضبط سكَّر الدم والوقاية من أيَّة مشاكل قلبية أخرى. إذا استمرَّ الرَّجفان الأذيني، يمكن تجريبُ معالجاتٍ أخرى. كما يمكن أن يلجأ الطبيب إلى قلب نَظم القلب إلى الطبيعي، وهذا ما يُسمَّى تقويم نَظم القلب. إذا لم يكن تقويمُ نَظم القلب محبَّذاً أو إذا فشل، يُعطى المريض مميِّعات الدم لمنع تشكُّل خثرات دموية في القلب.
تقويمُ نَظم القلب

يمكن القيام بتقويم نَظم القلب، أو تحويل سرعة القلب إلى الوضع الطبيعي، باستخدام أدوية مختلفة أو باستخدام الصدمة الكهربائيَّة على منطقة الصدر. وبحسب حالة المريض، يمكن اللجوءُ إلى إجراء آخر يُدعى إتلاف أو اجتثاث النسيج بواسطة التيَّار الكهربائي عبر قثطار، حيث يتمُّ إتلاف أجزاء من السبل الكهربائية في القلب باستخدام تيَّار كهربائي ضعيف. يُرسَل هذا التيَّارُ إلى القلب باستخدام قثطار يُمرَّر عبر الأوعية الدموية حتَّى يصل إلى القلب. وبعد ذلك، يمكن أن يحتاج الأمر إلى وضع جهاز يُدعى "النَّاظمة"، لأنَّ من الممكن أن يفقد القلب قدرتَه الطبيعية على توليد النبضات وتنظيم ضربات القلب. قد يحتاج المريضُ إلى الأدوية لمدَّة طويلة، وذلك لوقايته من عودة الرَّجفان الأذيني.
مكافحة التخثُّر أو تمييع الدم

إذا لم ينجح تقويمُ نَظم القلب، يصبح خطرُ تشكُّل الخثرات الدموية عالياً جداً. وفي هذه الحالة، توصَف مُميِّعات الدم من أجل التقليل من فرصة تشكُّل الخثرات. البراداكسا أو الدابيكاترين هو مميع للدم يستخدم بصورة متزايدة لحماية مرضى الرجفان الأذيني الغير مرتبط بمشاكل صمام القلب من السكتات الدماغية . خلافاً للوارفارين الذي هو مميع آخر للدم يستخدم لعلاج بعض حالات الرجفان الأذيني ولا يتطلب إستخدامه مراقبة مستوى الدم. يطلق على الوارفارين أيضاً إسم (الكومادين). جميع مميعات الدم لها آثار جانبية محتملة خطيرة يتم شرحها للمريض. بعض مميعات الدم تحتاج إلى فحوص دم منتظمة. إذا وصف الطبيب واحداً من هذه المميعات، فإن الطبيب يحتاج إلى إجراء فحوصات منتظمة لدم المريض، حتَّى يستطيع تحديدَ الجرعة المناسبة. تكون الزياراتُ الدورية للطبيب أمراً أساسياً في منع المضاعفات الناجمة عن الرَّجفان الأذيني أو عن الوارفارين.
الوقاية

تكون أفضلُ طريقة للوقاية من الرَّجفان الأذيني باتِّخاذ الخطوات التي تحافظ على صحَّة القلب. وهذه الخطوات هي:
  1. عدم التدخين.
  2. تناول الطعام قليل الدهون.
  3. ضبط ضغط الدم ومستوى سكَّر الدم.
  4. ممارسة الرياضة بشكل منتظم تحت إشراف الطبيب.
ولكن، وللأسف، تتعذَّر الوقاية التامَّة من الرَّجفان الأذيني، وقد يحتاج الأمر إلى معالجة طويلة الأمد.
الخلاصة

الرَّجفانُ الأذيني هو نَظمٌ شاذٌّ وغير منتظم للقلب، ينجم عنه نبضٌ سريع للقلب. الرَّجفان الأذيني هو مرضٌ خطير، يمكن أن ينجم عنه تشكُّل خثرات دموية قد تنتقل إلى الدِّماغ، وتسبِّب سكتة دماغية. بفضل الله ثم التقدُّم في الطبِّ، هناك خياراتٌ عديدة للمعالجة. يمكن أن يعيشَ معظمُ المرضى حياةً صحِّية تماماً ومنتجة بعد المعالجة. ولكن، من المهمِّ أن يراجع المريضُ الطبيبَ بشكلٍ دوري.


  رد مع اقتباس