عرض مشاركة واحدة
قديم 2010- 6- 21   #69
English Literature
متميز في قسم المواضيع العامة
 
الصورة الرمزية English Literature
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 37612
تاريخ التسجيل: Tue Oct 2009
المشاركات: 4,742
الـجنــس : ذكــر
عدد الـنقـاط : 13887
مؤشر المستوى: 125
English Literature has a reputation beyond reputeEnglish Literature has a reputation beyond reputeEnglish Literature has a reputation beyond reputeEnglish Literature has a reputation beyond reputeEnglish Literature has a reputation beyond reputeEnglish Literature has a reputation beyond reputeEnglish Literature has a reputation beyond reputeEnglish Literature has a reputation beyond reputeEnglish Literature has a reputation beyond reputeEnglish Literature has a reputation beyond reputeEnglish Literature has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: التحريض على التفكير
الدراسة: انتساب
التخصص: محاربة الجهل
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
English Literature غير متواجد حالياً
رد: بعد ان انتهت الاختبارات بخيرها و-خيرها- تعالوا نمارس جنون الكلمة

[bimg]http://www.bassamart.com/gallery/images/arts/rain.jpg[/bimg]


كنت في أحد زياراتي للقرية القديمة التي كان الرعيل الأول من عائلتي الكريمة يسكنوها .!

وكان لها صدى في أعماقي وامتزج عبق تلك الذكريات بين الحاضر وما تخمر من تلك الذكريات وفيما أعيشه من واقع حاضر يختلف بكل أبعاده عن تلك الجذور الطاهرة التي كانت تنهل من رافد الرضا والتحدي والتكافل الاجتماعي في ابعد تجلياته .


أبي رجل مرحى ....كان يعيش في المدينة وانتقل مع عائلتي إلى القرية فيما أنا بقيت مع أحد أقاربي في المدينة لفترة من الزمن وكانت زيارتي لهم تقتصر في الأجازات المدرسية فلم اعش في القرية إلا فترة زمنية قصيرة ..!



قال أبي : لماذا لا نذهب سوياً للمكان الذي كنت أنا وعمك وعمتك وجدك وجدتك نعيش ونتفاعل ونمرح ونقضي الكثير من الوقت في المتعة والجدية والتسلية ؟!


قلت : ولما لا جعلت تحت قدميك الطاهرتين !

قال : إذن فلنذهب بعد وجبه الإفطار !

قلت : وهو كذلك سيدي وتاج رأسي .!

أبي شخصية مرحه وهو يعاملني كما لو أكون أحد زملائه وعلاقتنا وطيدة في مجال الحياة بعيد عن الأب وسلطته التقليدية ! وهذا ليس ما كان يعاملني به حينما كنت في صباي الباكرة !!


على كلٍ ذهبت للوالدة والفرحة تشيعني ..! وقلت لها جعلت فدى قدميها الطاهرتين يا أماه!
قالت : لبيك ..!

فقلت : لها لبيتِ في مكة الوحي ومدينة البشير النذير...!

فاصل لو سمحتملي ؛
( "أمي " الله ما لهذه الكلمة من سحر وهي تسربلني تعالوا نرددها أمي .... أمي ... أمي .... ياااااه ما ألذ هذه المفردة ويالواقعها !! )

قلت لها : أني ذاهب مع أبي إلى القرية القديمة ! وأريدك ان تحضري لنا فنجاني قهوة
" ماكسويل هاوس "الوالدة لها طريقة خاصة في تحضير هذا النوع من القهوة أو هكذا أظن ان للام خصوصية على أبنائها !


فابتسمت أمي! وقالت : على الرحب والسعه سوف يكونان جاهزان في غضون عشرة دقائق إن شاء الله.


ذهبت لأبي في غرفته وهو يحضر نفسه لمقابلة أحبابه في إطار وبرواز الذكريات وهو يضع قطرات من عطره الذي بات جزء من شخصيته والذي كلما شممته في أي بقعه من المعمورة قلت هذه رائحة أبي!! وانسج على تلك النشوة مواويل وأردافها بآهات وجملة وفاصل من النبرات والعبرات والنظرات..!

قال لي هه جاهز ؟!
قلت نعم فقط سوف ننتظر الوالدة..!

وقاطعني قائلا وهل سوف تذهب معنا؟!

قلت لا هي فقط سوف تحضّر لنا القهوة حتى نحتسيها مع باكورة هذا الصباح البارد لتدفئنا وتنعشنا..!


ذهبت لتوي الى السيارة لتدفئتها فالجو كان يميل للبرودة فعندما دبت الحياة في مفاصلها وأحرقت وقودها وزأرت فإذا بصوت فيروز يشدو على مقطع من أغنيتها " أهالينا "فتركت الخيال يقودني إلى اللا مكان واللا زمان وأنا مشدوه ببلاده في صدر لحظة حانية تعتصرني فيها عاصفة من العاطفة جياشة وبعد برهة من الاستلاب عدت لليقظة وذهبت للداخل وإذا بوالدتي قد أحضرت القهوة وذهبت أنا وأبي الى تلك الأماكن التي لم أعيش بها ولكن أبي قد أبلى بلاء حسن في اعادت تفاصيل تلك المرحلة التي كانوا يعيشونها في تلك الركام التي هجرها أهلها فماتت في جنباتها نبضات الحياة واستوطنتها بدلا عنه الطيور والهوام وبقت تلك ألطلال واقفة على عهدها كشاهد على حياة سالفة لأجيال وتفاعل في حقبة زمانية كانت هي المنصة لهم التي ينطلق منها شحنة الأمل ويحدوهم أرومة الطموح وتبسم ثغر كل صباح جديد على محياها ..!

توقفت السيارة ! لا ادري كيف وقفت.! لكنها وقفت ..!

وترجلت أنا وأبي والصمت يشيعنا وهو يمشي الهوينى على وجه تلك الأديم وكأنه يرفق بآثار آبائه وبصمات طفولته دون ان يفتر ثغره بأم شفه..!


وأنا التزمت الصمت وأثرت إلا أعكّر عليه صفو خياله أو اقطع أوصال أفكاره ..!
توقف عن المشي فجأة فتوقفت معه بآلية بحتة فيما خيالنا ظلي تابع المسير لم يحفل بنا ..!!

قال :أبي وكأنه يقشع عباءة الصمت على ملامح اللحظة : يا رعد !
قلت: لبيك وسعديك جعلت بين حذائك وقدميك .!

قال: وهو يشير إلى إطلالة سور قد قسا الزمن عليه فهدم بعضه.! كنا أنا وعمك وعمتك نلعب فيتلك الأماكن وأشار الى اتجاه آخر..! وأستطرد يقول : أترى تلك النخلة؟!
وكأنه يقول لفظة الأم حين نطقها ! فحينها قرأت ذلك من الكلمة وهي تنساب من مرشفيه !!

كنا نلعب تحتها !! كنا نمضي جـّل الوقت بين سعفها وليفها ويداعبنا ظلها ..! وأشار في جهة أخرى في مكان تتزاحم فيه شجرة التين مع شجرة السدر كأنهما في عناق بعد فراق ! كان عمك ومن هم في أترابه يجلسون في ظلها وكان يخالطهم أبناء القرى المجاورة وكانوا يتناقشون حول ما يدور في الحياة في ابسط مفاهيمها حول الزراعة والحصاد والماشية وما إلى ذلك في حدود تلك الأبجديات ..!!

تقدم أبي فتطاير الغبار من وطئ أقدامه فأحسست بطعم تلك التربة في حلقي وشذا عبق رائحتها يغازل أنفاسي واخذ يشرح لي تفاصيل بيتهم الذي كانوا يقطنونه وكان صغيرا لحد أنني دفعت نفسي من خلال بابه حتى كدت احشر فيه..!!!

بحة ..؛
( كانت بيوتهم ضيقة وصدورهم ميادين تحتوي الجميع فيما نحن الآن نملك البيوت الواسعة الفارهة التي تضيق صدور من يسكنها حتى من أنفاسهم عجبي ...!نعود . )


فعلى خلفية تلك الرحلة التي لا أستطيع أقول كل ما دار فيها كتبت خاطرة أسميتها حكاية بيني وبين الأطلال

التعديل الأخير تم بواسطة English Literature ; 2010- 6- 21 الساعة 10:43 PM