الاخت البريئة ، تمثل ثقافة واسعة في مجتمعنا ، تنظر الى الغرب بعين واحدة وهي نظرة الحمل للذئب ..لا تكاد ترى في الغرب الا الناب والمخلب ..وهذا خطأ كما في الجانب الآخر هناك من ينظر الى المسلمين وكأنهم متطرفون بالجملة وهذا ايضا خطأ فادح ..
فالحضارات الاسلامية حين كانت في اوجها وسادت إبان دولة الاندلس كان العدل قائم والامن مستتب والثقافة وتنوعها حاضرة بقوة بل هي عنصر مهم في مكونها فبهرت الغرب والشرق في آن ..انا اختلف مع الخطين لانهم يمثلان التطرف في الجهتين .
اتحاور مع البريئة حول الحضارات والتقدم والتكنلوجيا التي جمعت كل من في هذا المنتدى ونحن من جغرافيات متباعدة .واقول هذه عصارة عقول ومختبرات ومناهج علمية فتقول اننا ابداً لن نتخلى عن مبادئنا !.واسلامنا ..وكـأن الاسلام والمبادئ في عداء بالضرورة مع التقدم ..! والايات الكريمة التي تحث على اعمال العقل في هذا الاتجاه ما اكثرها
.اقول لها ان الغرب الصناعي لم يتطور بشعاراته ولا بالعودة الى اجترار اعشاب امسه التي انجزها الآباء والاجداد بل عادوا الى ما انجزه الآباء ليبنوا على اساسه ويساهموا كجيل جديد في الاضافة عليه وفي تطويره ..خرجوا من كتب التاريخ ليعيشوا الحاضر ويستشرفون المستقبل وقد فعلوا ذلك واقع حال وليس كلام مقفى او موشحات اندلسية بين ولادة بنت المستكفي وابن زيدون او زجل شامي في بساتن الضيعة ..تقدموا وهذا لا يغير في الامر من شي حين ننكر عليهم ذلك وكاننا نغطي الشمس بمنخل .
وارجو ان نتنبه لقيضة مهمة ان نفصل بين المنجز الانساني البحت وبين الاطماع والحملات التي يقودها الساسة .فلم اجدهم مثلا كتبوا على جهاز من الاجهزة او ادوية صناعية يهودية او مسيحة او حتى بوذية !.
نحن للمرة لا ادري كم مرة كررتها نقر ونعترف ونبصم بالعشر وبالعشرين حتى ..بان الغرب في وجهه السياسي قبيح وماضيه وحاضره دموي ونكل بالشعوب وفواتيرة باهضة في هذا الصدد ..
اذن ننتهي من قضية اسلامنا وكفرهم ..
نريد ان نخرج من سباتنا وقد يطرح احدهم سؤال وماذا بعد الانكار والنقد ؟ ..
اقول لا تقوم الشعوب الا بسواعد شبابها وتحمل المسوالية لانهم هم عمود الخيمة واطنابها ، فعليه يجب ان لا نكتفي بجمع الحصى لنرمي اشجار الاخرين .فهذه ما اسهلها ...علينا ان نعترف وهذا ما تقرره الاحصائيات وموقعنا المتذيل المنتظم في سلم تراتيب الشعوب...
ان نبدأ في جعل مناهجنا الدراسية تواكب روح العصر ان نخرج من المحفوظات والحشوا الى براحة الابداع والتطوير والتواصل والمشاركة والحوار والاخذ والرد ..لان التعليم الكبسولي لا يشفي المرضى ...والاستفادة من تجارب الآخرين ليس خيار بل ضرورة ملحة واقرب مثال ماليزيا الدولة الاسلامية المثال الذي يشار اليها بالبنان وكذا اندنوسيا تطورت ووصلت الى مصاف الدول المتقدمة بخطط ومناهج مدروسة تلحظها مدة زمنية محددة .ولم تتخلى عن مبادئها ولا اسلامها كم يهول البعض امعن في التقاعس ..
اذان التعليم هو الركيزة الاولى التي سوف تجعلنا نتجاوز فاصل الردح وقصائد الهجاء ..ولعل ما اقدم عليه خادم الحرمين الشريفين حفظه الله خطوة مهمة ونظرة ثاقبة في هذا الاتجاه من اقرار ابتعاث الاف الشباب والشابات لكي يدرسوا في الغرب وفي غيره ..وانا اراهن على اولئك الشباب حين عودتهم سالمين الى ارض الوطن ان اعطوا الفرصة.
القــيم ،او المبادئ..
لا اعتقد ان هناك شعوب ليس لها قيم ، بل لها قيم ..نعم تختلف ، نعم تحكمها بيئة ومعتقدات وتنشئة ، ولكنها تبقى قيم ، فمثلا ..العمل للحصول على حياة كريمة مبدأ وقيمة يتفق عليها الجميع . الصدق والشجاعة والكذب والوعد والانصاف والفزعة والنصرة والامانة والخيانة والغدر والجدة في العمل ..كل تلك احسب الامم تؤمن بها .وهي في قاموسها قيم .
فلا اعتقد انه لا توجد قيم قبل الاسلام ! بل هناك مبادئ عززها الاسلام واستوعبها ..اذن مقولة انه لا يوجد مبادئ وقيم لدى بقية الدول ما عدا الاسلام هذا خطأ ليس بصحيح .