عرض مشاركة واحدة
قديم 2014- 11- 15   #6
إيثاار
مشرفة سابقة
 
الصورة الرمزية إيثاار
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 119746
تاريخ التسجيل: Sat Sep 2012
المشاركات: 6,963
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 299668
مؤشر المستوى: 421
إيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: كلية الآداب
الدراسة: انتساب
التخصص: لغة عربية
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
إيثاار غير متواجد حالياً
رد: استذكار جماعي لمقرر اللسانيات (مقرر مقالية )

وجزيتِ الجنة يارفيقة

المحاضرة الثالثة

خصائص اللغة :
للغة مجموعة من الخصائص، نسردها على النحو الآتي :
أولا : أنها علامات وإشارات ..
والعلامة هي نتاج ارتباط الدال بالمدلول، فهي ليست لفظا مجردا عن المعنى، بل هي لفظ يفهم منه معنى
عند إطلاقه، فلا يمكن الفصل بينهما،
والعلامات أنواع:

1- العلامات المعجمية: وهي التي يحملها جذر لغوي معين، مثل كلمة ( حجر ) أو ( تراب ).
2- العلامات القواعدية: وهي المتعلقة بعلم القواعد، المتمثل في النحو والصرف، مثل: أداة التعريف، تاء التأنيث، وغيرها.
والكلمة أحيانا تحمل العلامتين في آن معا مثل: كلمة (ساهر) ففيها المعنى المعجمي المأخوذ من الجذر (س ه ر) ويعني المكوث
يقظا بعد موعد النوم. وفيها صيغة اسم الفاعل التي تدل على من قام بالفعل المأخوذ من المعنى المعجمي.
والحقيقة أن العلامات القواعدية محصورة، ندرسها في علمي النحو والصرف، بينما يصعب حصر العلامات المعجمية؟؟؛ لأنها غير
محددة العدد.
وكل علامة من هذه العلامات تحمل معنى بسيطا لا يمكن تقسيمه، وتسمى العلامة في هذه الحال بالمورفيم، وهو ما سندرسه في
المستوى الثاني من مستويات الدرس اللساني، وهو المستوى الصرفي.
ثانيا : الاعتباطية ..
سبق أن تعرضنا لهذا المفهوم، عند حديثنا عن تعريف دي سوسير للغة. وزيادة في التوضيح نقول إننا إذا نظرنا
في أصوات كلمة(ضرب) في اللغة العربية، وتأملنا في سبب اختيار العرب لهذه الأصوات بالذات للتعبير عن معنى الضرب، فلن نجد
علّة منطقية من قريب أو بعيد تفسر هذا الاختيار
، فكان بإمكانهم أن يستعملوا (ربض) أو أي لفظ آخر للدلالة على هذا المعنى.
يقول الجرجاني( فلو أن واضع اللغة كان قد قال (ربض) لما كان في ذلك ما يؤدي إلى فساد). فلو كان في اللفظ ما يدل على
معناه،
أو في المعنى ما يقتضي أن يعبر عنه بلفظ معين، لما اختلفت اللغات، وهكذا يمكن أن نستنتج أن اختيار الدال لمدلول معين إنما
هو عمل اعتباطي عشوائي لا يخضع لمنطق.
وفي هذا تخالف اللغة الرموز المعبرة، كإشارة السيف التي تدل على معنى القوة.

ثالثا : نظام ..
كان اللغويون قبل دي سوسير ينظرون إلى اللغة على أنها مجموعة من الأصوات، والأصوات عناصر مادية يمكن
سماعها ونطقها، وتتسم بخصائص فيزيائية مميزة. وهذا التعريف للغة شبيه بمن يعرف البيت بأنه أكوام من الرمال والإسمنت والطين
والخشب والزجاج، دون الالتفات إلى هيئة الرصف والترتيب. فاللغة العربية ليست أصواتها، بل الطرائق
التي ترصف بها هذه الأصوات، لتكوين كلمات وجملا مختلفة، وفقا لأغراض المتكلم وحاجاته. وهذه الطرائق هي جانب ذهني
داخلي مكانه العقل، وما الأصوات إلا مظهر من مظاهره.
رابعا : القابلية للتجزئة ..
ذكرنا فيما سلف أن اللغة علامات معجمية وقواعدية، يقوم المتكلم بترتيبها على صورة ما ليعبر عن معنى
معين، ومعنى قابلية التجزئة أن المتكلم نفسه يستطيع أن يقوم بتجزئة وتفكيك هذه العلامات وإعادة تركيبها في صور مختلفة للتعبير
عن معنى مغاير
، كما يفعل الطفل بألعاب الفك إذ يرسم
أشكالا جديدة مختلفة من خلال أعادة الفك والتركيب.

خامسا: الإنتاجية ..
من أهم الخصائص التي تميز اللغة البشرية عن لغات الحيوان ما يعرف بالإنتاجية، وتعني أن المتكلمين يستطيعون
أن ينطقوا تركيبات لم يسبق لهم أن سمعوها من قبل، ويعود هذا الأمر إلى الوضع السابق للغة، وجزئيا إلى استعمال المتكلم؛ أي أن
ما تعارف عليه أهل اللغة يقتصر فقط على وضع المفردات والأنماط والمناويل التركيبية، دون القولات التي يستخدمها المتكلمون
فالمتكلمون غير مقيدين في كلامهم بما قيل سابقا؛ أي ليس عليهم أن يحفظوا كل الجمل التي قيلت قبلهم كي يصدق عليهم أنهم
يتكلمون العربية، فالمتكلم يلتزم بالمفردات ليشكل منها ما يشاء
من الجمل التي ربما تكون جديدة لم تنطق من قبل.
وقد اهتم بهذه الخصيصة النحاة التحويليون بزعامة تشومسكي، وأسسوا نظريتهم استنادا إليها، ولذلك وجدنا تشومسكي فيما
سلف يعرف اللغة على أنها مجموعة من الجمل غير المحدودة العدد. والحقيقة أن الإنتاجية لا تتوقف عند حدود قدرة الفرد المتكلم
للغة ما على أن يؤلف جملا جديدة لم يسمعها من قبل، بل تسلط الضوء أيضا على قدرة الفرد على فهم جمل لم يسمعها من قبل.
وظائف اللغة :
لا نكون مبالغين إذا قلنا إن الوظيفة الأساسية للغة هي (التعبير)، أو كما يسميها علماء اللغة المحدثون (التوصيل) وقد كان هذا
الأمر واضحا في تعريف ابن جني للغة عندما قال:( أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم) فقد نص على ذلك بقوله (يعبر).
فاللغة وسيلة التواصل بين بني الإنسان، وتكمن أهمية هذه الوظيفة في أن الإنسان كائن اجتماعي، يعيش في جماعات، ولا بد لأبناء
المجتمع الواحد من التواصل لتسيير شؤون حياتهم.
ولكن بعض العلماء رفض أن تقتصر وظيفة اللغة على التوصيل، ومن هؤلاء الدكتور السعران، الذي يرى أن اللغة تقوم بأدوار أهم
وأخطر من التعبير والتوصيل ، ومن هذه الأدوار حسب رأيه :
1- الكلام الانفرادي (المنولوج) كالقراءة بصوت عال، وتدوين بعض الملاحظات التي لا يريد الكاتب ا إلا نفسه، وتحديث
الإنسان نفسه.
2- استعمال اللغة في السلوك الجماعي، كالصلاة والدعاء وغيرها.
3- استعمال اللغة في المخاطبات الاجتماعية التي لا تستهدف غاية مثل: لغة التحيات، ولغة التأدب، والكلام عن حالة الجو.
4- استعمال اللغة أحيانا لإخفاء أفكار المتكلم، كما هو الحال في لغة السياسة.

والواقع أن كل ما ذكره الدكتور السعران لا يخرج عن إطار التوصيل والتعبير في مجمله. والحقيقة أنه إذا ما كان للغة وظيفة غير
التوصيل فهي تكمن في كونها أداة التفكير، فالإنسان إذا ما فكر استخدم اللغة، والدليل
يأتي عبر التجربة، فأي واحد منا إذا ما فكر صاغ تفكير على شكل لغة لا ينطقها.
كما أن اللغة هي وعاء الفكر والحضارة، فالإنسان منذ القدم كان يختزن ما لديه من فكر وحضارة في اللغة بمستوييها المنقول
بالتواتر (شفاهة) أو المكتوب على شكل حروف أو نقوش.
وقد لعبت اللغة دورا أساسيا في الدعوة المحمدية، إذ كانت معجزة الرسول صلى الله عليه وسلم، عندما بعث إلى العرب الذين
كانوا يعتزون بفصاحتهم، فآمن كثير منهم بالقرآن الكريم لمجرد سماعه، بسبب ما يعرف بالإعجاز اللغوي فيه. فضلا عن أن اللغة
تلعب دورا في الإمتاع، فقال سيد المرسلين في مقام معين: إن من البيان لسحر.