عرض مشاركة واحدة
قديم 2014- 11- 15   #7
إيثاار
مشرفة سابقة
 
الصورة الرمزية إيثاار
الملف الشخصي:
رقم العضوية : 119746
تاريخ التسجيل: Sat Sep 2012
المشاركات: 6,963
الـجنــس : أنـثـى
عدد الـنقـاط : 299668
مؤشر المستوى: 422
إيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond reputeإيثاار has a reputation beyond repute
بيانات الطالب:
الكلية: كلية الآداب
الدراسة: انتساب
التخصص: لغة عربية
المستوى: خريج جامعي
 الأوسمة و جوائز  بيانات الاتصال بالعضو  اخر مواضيع العضو
إيثاار غير متواجد حالياً
رد: استذكار جماعي لمقرر اللسانيات (مقرر مقالية )

المحاضرة الرابعة

مفهوم اللسانيات :
اللسانيات علم حديث نسبيا، بل هي أحدث العلوم الإنسانية عهدا؛ فظهورها وانتشارها يؤرخ له عادة بمطلع القرن العشرين، غير
أنها على الرغم من حداثة عهدها تتبوأ مركزا مرموقا في دائرة العلوم الإنسانية؛ بفضل النجاح الكبير والسريع الذي حققته
فأصبحت مثالا يحتذى تعير مصطلحاتها ومناهجها إلى علم الاجتماع والتحليل النفسي والتاريخ ....الخ.
ولكنها ليست المقابل الوحيد له، فالناظر في كتب اللغة يجد أن كل Linguistics واللسانيات هي المقابل العربي للمصطلح الغربي
باحث يكاد يستقل بمصطلحاته الخاصة؛ مما أدى إلى شيء من الفوضى، وتسبب في إرباك الدارسين وتحميلهم قدرا أكبر من الوقت
والجهد.
فإلى جانب مصطلح اللسانيات هناك مصطلح (فقه اللغة) الذي فضله البعض لوجوده القديم في الثقافة العربية، ومصطلح (علم اللغة)
و(الألسنية) و(اللسنيات). إلا أن مصطلح اللسانيات اكتسب شهرة أكثر،
وأخذ ينتشر أكثر فأكثر.
وقد عرف العلماء اللسانيات بأنها دراسة اللغة بطريقة علمية، أي وفقا للمنهج العلمي. وهذا المنهج يعتمد على مجموعة من
الإجراءات والأساليب
التي تساعد على فهم ظاهرة من الظواهر، هذه الجراءات تقوم على جانبين:
الأول : جانب حسي .. وله مرحلتان.
أ- رصد الملاحظات المباشرة للظاهرة المدروسة، من أجل الوصول إلى مجموعة من الفروض.
ب- القيام بالتجارب التي من شأنها إثبات الفروض السابقة أو نقضها.

وهذا الجانب الحسي يعتمد أحيانا على أجهزة و آلات متطورة، من أجل رصد الملاحظات وإجراء التجارب.
الثاني : جانب عقلي .. يهدف إلى الوصول إلى مجموعة من القواعد والأنظمة والقوانين التي تحكم وتفسر ظاهرة لغوية معينة استنادا
إلى الملاحظة التي اعتمدت في الجانب الحسي
، ولهذا الجانب مرحلتنا هما التجريد والتعميم.
تقوم عملية التجريد على استثناء الخصائص الفردية التي يختص بها عنصر معين من عناصر الظاهرة، فيبقى موضوع الدراسة العامة
(جوانب متوفرة في كل عناصر الدراسة) ومن هنا تكون القوانين والأحكام التي تصدر قوانين عامة
وليست خاصة. فالدراسة إذن
تبدأ بالتجريد وتنتهي بالتعميم. وقد سميت اللسانيات بعلم اللغة العام؟؟ لأنها تدرس ظاهرة الكلام الإنساني بشكل عام، ودون
تخصيص. لذلك وصفها بعض العلماء بأنها علم ديموقراطي؛ لأنها لا تنحاز إلى لغة معينة، فهي بذلك تحقق المساواة بين لغات
الأرض، وأنه ليس هناك لغة أفضل من لغة.
فالهدف الأساسي للسانيات هو فهم اللغة الإنسانية. والحقيقة أن هذا الجانب يتجلى في
تعريف دي سوسير للسانيات بأنها (دراسة اللغة في ذاتها ومن أجل ذاتها). فتحليل هذا التعريف يصل بنا إلى النقاط الآتية:
أ- اللغة التي يدرسها علم اللسانيات ليست لغة معينة، وإنما هي (اللغة) التي تتحقق في أشكال لغات كثيرة، ولهجات متعددة
وصور مختلفة من صور الكلام الإنساني.
فمع اختلاف اللغات بعضها عن بعض، إلا أن ثمّة أصولا وخصائص جوهرية تجمع ما بين هذه اللغات وصور الكلام الإنساني، وهو
أن كلا منها (لغة)، وأن كلا منها (نظام) اجتماعي معين، تتكلّمه جماعة لغوية معينة بعد أن تتلقاه عن المجتمع، وتحقق به وظائف

خاصة، ويتلقاه الجيل الحادث عن الجيل السابق ،فموضوع اللسانيات إذن لا يدرس (لغة) معينة من اللغات، بل اللغة من حيث هي
وظيفة إنسانية عامة.
ب- معنى (في ذاتها) أن اللسانيات تدرس اللغة من حيث هي لغة، كما هي وكما تظهر، فليس للباحث فيها أن يغير من طبيعتها
أو يفضل جانب من جوانبها على آخر.
ج- معنى (من أجل ذاتها) أن تدرسها لغرض الدراسة نفسها، تدرسها دراسة موضوعية تهدف إلى الكشف عن حقيقتها، وليس
لخدمة أغراض تربوية مثلا، أو أي غرض آخر.

مجالات الدرس اللساني :
يبحث علم اللسانيات في مجالات متعددة أهمها:
1- دراسة الأصوات التي تتألف منها اللغة، ويتناول ذلك تشريح الجهاز الصوتي لدى الإنسان، ومعرفة إمكانات النطق المختلفة
الكامنة فيه، ووصف أماكن النطق ومخارج الأصوات في هذا الجهاز، وتقسيم الأصوات الإنسانية إلى مجموعات. ودراسة المقاطع
الصوتية، والنبر والتنغيم في الكلام...الخ.
2- دراسة البنية، أو البحث في القواعد المتصلة بالصيغ، واشتقاق الكلمات وتصريفها، وتغيير أبنية الألفاظ للدلالة على المعاني
المختلفة. وهو ما يسمى بعلم الصرف
3- دراسة نظام الجملة، من حيث ترتيب أجزائها، وأثر كل جزء منها بالآخر، وعلاقة هذه الأجزاء ببعضها البعض، وطريقة
ربطها، وهو ما يعرف
عند العرب بعلم النحو.
4- دراسة دلالة الألفاظ، أو معاني المفردات، والعلاقة بين هذه الدلالات والمعاني المختلفة، الحقيقي منها والمجازي، والتطور الدلالي
وعوامله ونتائجه.
5- البحث في نشأة اللغة، وقد ظهرت في ذلك عدة نظريات، تعرضنا لبعضها.
6- علاقة اللغة بالمجتمع الإنساني والنفس الإنسانية، وهنا يتنازع علم اللغة علمان آخران هما: علم الاجتماع، وعلم النفس؛ فهناك
بحوث ترمي إلى بيان العلاقة بين اللغة والإنسان في الحياة الاجتماعية، وتبين اثر المجتمع وحضارته ونظمه وتاريخه وتركيبه وبيئته
الجغرافية في مختلف الظواهر الإنسانية. كما أن هناك بحوثا أخرى نفسية تدرس العلاقة بين الظواهر اللغوية والظواهر النفسية.
7- البحث في حياة اللغة وتطورها في نواحي: الأصوات والبنية والدلالة والتركيب وغير ذلك، والبحث في صراع اللغات
وانقسامها إلى لهجات، وصراع اللهجات فيما بينها، وتكون اللغة المشتركة...الخ.

والحقيقة أن هذه الموضوعات التي ذكرناها لا تشكّل كل ما تدرسه اللسانيات، كما أن أهداف علم اللسانيات من دراسة هذه
الموضوعات وغيرها متعددة، ويمكن الإشارة إلى أهمها على النحو التالي:
1- محاولة الكشف عن النظم والقواعد والقوانين التي تخضع لها اللغة بجوانبها المختلفة في مسيرتها عبر الحياة، للوقوف على مكوناتها
وأسباب وجودها، والوظائف التي تؤديها، والعلاقة فيما بينها.
2- تفسير العلاقة بين الظواهر اللغوية والظواهر الاجتماعية والنفسية والاقتصادية والسياسية والدينية وغيرها.
3- إعادة توصيف الواقع اللغوي، من أجل إعداد المناهج للدارسين من الناحية اللغوية.